تقرير القوى العاملة مفارقات وتمييز !!

مديحة عبدالله

نشرت صحيفة ايلاف الصادرة أمس أجزاء من نتائج مسح القوى العاملة للعام 2013 الذى كشف إنخفاض معدل خريجى التعليم التقنى والتقانى وإلى ارتفاع نسبة البطالة وسط الشباب خاصة فى الريف وإلى ارتفاعها وسط النساء مقارنة بالرجال , كما أشار رئيس المجلس الهندسى الى التشوهات والخلل فى الممارسة المهنية لمهنة الهندسة والى هجرة أكثر من مائة ألف مهندس خارج البلاد فى السنوات الاخيرة .

كل معلومة رسمية تصدر تشير لجزء من الحقائق لايمكن الا أن نركن اليها نظرا لحالة التعتيم على المعلومات , واخفاء الحقائق الذى صار له خبراء , والواقع لايمكن فى ظل سلطة غير ديمقراطية ان يذدهر تدفق المعلومات , مسح القوى العاملة كشف عن القليل عن البطالة السائدة خاصة وان التقارير تعتمد احصاءات وارقام دون تحليل عميق لترابط أجزاء الازمة , اذ لايمكن التطرق للبطالة بعيدا عن التعليم النظرى والتطبيقى وعن مستوى النمو الاقتصادى والحاجة للقوى العاملة فى بلد بات المنتجون يواجهون الاعسار.. والرعاة يواجهون النزاعات وتجفيف المراعى والمزارعون تركوا الارض وقصدوا مواقع التعدين , وفوق هذا وذاك تواجه النساء التمييز على أساس النوع مما يؤدى للحرمان من العمل فى مناخ منصف او القبول بالعمل تحت شروط ظالمة او بيئة عمل تهدر الكرامة والحقوق .

المسألة ليس فرص عمل فقط واحصاءات إنما مسألة ترتبط بحقوق المواطنة وهى حقوق لاتتجزأ , بدليل الهجرة الواسعة حتى وسط العاملين فى مختلف التخصصات ،ورغم أن العامل الاقتصادى المرتبط بالاجور هو الدافع الاكبر للهجرة الا أن بيئة العمل وفرص التأهيل والتدريب والترقى والمنافسة تكاد تكون فى درجة الصفر , لاشئ تقريبا يحفز على المبادرة الابداع , بلاد الله واسعة? الا أن النساء تحول بينهن وبين الفرص الوافرة الالتزامات الاسرية (والعوارض ) الاجتماعية , لاسبيل سوى تكاتف النساء والفقراء واصحاب الفرص الضائعة والحقوق المهدرة لممارسة الضغوط لانتزاع الحقوق خاصة وأن (سوق ) العمل لن ينفض يده من الحاجة لعمالة صبورة وجادة وتعرف قيمة العمل مهما كانت رداءة الحال .

الميدان