تبدأ بـ (إبتسامة) وتنتهي بـ(زعل).جلسات الصراحة بين الفتيات..

الخرطوم: فاطمة خوجلي.

جلسات الصراحة تبدأ عادةً بضحكات وابتسامات في كثير من جلسات الفتيات وبعض الأسر لإظهار عيوب أو انتقاد صفة معينة في هؤلاء الأشخاص فيما بينهم، لكن سرعان ماتنقلب موازين تلك الجلسة إما بزعل أو مشاحنة، ولربما حقد يمتد سنوات عديدة، وتفككا لتلك الأسرة وتفرقة بين الصديقات، كان سببها جلسة أنهت مامضى من علاقتهم، وقد تحظى تلك الجلسات بنصيب وافر من رد الإعتبار في مكان قد يكون غير مناسب له..
سلمى عمر تقول: أنّ جلسات الصراحة غالباً تنتهي بالتفرقة والكراهية، وإنني إحدى ضحايا تلك الجلسات: »كنّا في جلسة صراحة مع مجموعة من الصديقات فكانت مصارحتي لزميلتي بلطف، وبأسلوب راق، لكنها لم تقبل تلك الصراحة فبدأت بهجوم عنيف وكلمات جارحة وبأسلوب مزعج جداً تسبب في بعدنا عن بعض منذ أكثر من خمس سنوات،وأضافت: أنّ تلك الجلسات لابد لها من شخص حكيم يحكمها أو يستطيع فض النزاعات التي قد تحدث، وبشكل هادئ حتى ل اتنتهي بمشاحنات.
كما تقول »مريم عثمان« :أنّ تلك الجلسات تؤدي دوماً إلى (الزعل)، ولربما القطيعة خصوصاً بين العائلة الواحدة؛ لأنّ البعض لا يحكم عقله ولا طريقة أسلوبه للشخص الذي أمامه ويظل ينهال عليه بانتقادات ومصارحات غير مقبولة مما تفقد الجلسة صدقها ومصداقيتها، وقد تتحول إلى جلسة نقد وسب وشتم بلا مبرر مقنع.. وبالرغم من تأييد رزان عبد الرحمن لتلك الجلسات إلا أنّها قالت: اشترط أن تكون بأسلوب راق ولا يكون النقد فيها بطريقة مباشرة تزعج المتلقي لها، وهناك من لا يتقبلها فغالباً ما تنتهي بالزعل لمباشرتها في نقد الشخص لذاته إضافةً لعدم تقبل الشخص الآخر لذلك النقد.
ولأخذ الثأر ورد الاعتبار نصيب كبير فى هذه الجلسات، هذا ما ذكرته إيمان خليل عندما قالت: أنّ هذه الجلسات تكون غالباً فرصة ذهبية وربما نادرة لبعض الأشخاص للنقد اللاذع والصريح لشخص معين أمام الملأ؛ رغبةً منه في إظهار نجاحه في تلك المواجهة ورد اعتباره، والتي يكون لها ترسب في النفوس لموقف معين، فيجد الشخص وقتاً لإفراغ ما بداخله في تلك الجلسة.
ولابتهال سعد الدين رأي آخر، قائلةً:إذا كان الشخص غير قادر على تحمل مثل هذه الموضوعات والنقد وإظهار عيوبه فلا يشارك فيها أبداً؛ كي لا يقع في الحرج ولربما تنشأ المشاكل والضغينة لمن هو أمامه.. وقالت حنان فايز: »لو كنت في مكان أو جلسة أحاول قدر الإمكان الابتعاد كي لا تصلني شرارة تلك المعركة«، وقالت:لا ننسى أنّ كثيراً من الأسر تفككت جراءها لأنّ تلك الجلسات لا تجلب الخير أبداً، وتبني في داخل الإنسان كراهيته للبعض ولو كانوا إخوة.
وهناك مؤيد لمثل هذه الجلسات حيث ذكرت هدى عبد الله: انها من المتقبلين للنقد، ودوماً ما أشارك في تلك الجلسات لأنها قد تبصرها لكثير من الأمور، وقالت:لكنني اشترط أن لا يكون في تلك الجلسة إلا أشخاص أعرفهم وأعلم مدى صدقهم في إظهار انتقاداتهم لي ويكونون على قدر من المصداقية.
ولتلك الجلسة آداب، ذكرتها حليمة إبراهيم (أختصاصية علم النفس والإجتماع) : أنّ للحوار أدوات يفضل أن يتسم الشخص بها كالهدوء، وعدم الاندفاع في الردود مما قد يربك الإنسان فيجعله يتحدث عن شيء لا يحبه، إلى جانب أهمية الإنصات والاستماع التام لوجهة نظر لشخص آخر، وأن لا تنتهي المصارحة بمشكلة أكبر من الأولى ولا يكون الحوار لأمر معين بل يكون قابلا للمرونة والنقاش، وأؤكد على أنّ مثل هذه الحوارات والجلسات تحكمها الكثير من الظروف، وكذلك حب الشخص للانتصار وهو ما يعمد إليه الكثير كي يظهر قوة شخصيته أمام غيره، وأضافت:مهما انتهت تلك الجلسة بصفاء إلا أنها تتراكم رواسب وآثار نفسية لدى الشخص وقد تزداد على مر الأيام، فدائماً تخرج تلك الجلسات بمشكلة أو مشاحنة، وقد لا يكون لهذا الشخص ميل لمن نقده أو الابتعاد عنه سواء في الزيارات أو الجلسات العائلية؛ لأنه زرع بداخله كراهية قد لا يدركها ذلك الشخص الذي بدر منه ذلك النقد.

الراي العام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..