مقالات وآراء

سيدي البرهان ، رجاءاً : إخلع نعليك … إنك بالساحة المقدسة (ثورة)

علي العبيد
آفة القادة السودانيين الإرتجال … إرتجال الخطابات أمام الجماهير ، خاصة عندما يكون ذلك الجمهور من العسكر ، أو من بسطاء المدنيين ، من شاهد منكم فيلم المرأة الحديدية لابد أنه يذكر كيف يتم تحضير (مارجريت تاتشر) لإلقاء خطاباتها .. يكتبها مجموعة من المستشارين  يقرأونها معها عدة مرات حتى يتم الإتفاق على صيغة نهائية بعدها يأتي دور الملقن وهو بالضرورة ممثل أو مخرج سينمائي كبير ، ليعلمها متى ترفع صوتها ومتى تخفضه ، أين تقف على الجمل ، كيف تتلفت ، متى (تغرود) عينيها، كيف وإلى أين ترسل نظراتها ، متى تقطب حاجبيها ، متى تبتسم ، وما هو نوع الإبتسامة، ثم يأتي مصممو ملابسها ليختاروا لها نوع الفستان المناسب وأقراط الآذان ودرجة أحمر الشفاه والإكسسوار والحذاء … وهكذا ، يستمر الأمر لأيام حتى يسمح لها بمواجهة الشعب … تتضايق أحياناً وتبدي إمتعاضها من هذه (الهيلمانة) ، يخبرها مستشارها الإعلامي : سيدة تاتشر إنتبهي ،  أنت ستكونين في حضرة الشعب البريطاني يا روح أمك .. فتصمت .
أضاع عمر البشير البلاد وأوردنا موارد الهلاك بإرتجال خطاباته بعد أن يقدم فاصلاً من الرقص أو (العرضة) ، على أنغام (دخلوها وصقيرا حام) … حيث تنتفخ أوداجه ويفقد السيطرة على لسانه … ويصل مرحلة من الهبل بأن يقول أميركا وبريطانيا تحت جزمتي … يذكرني ذلك بقصة كنا ندرسها في المدارس الأولية ، تقول أن فأراً وقع في وعاء مملوء ب (المريسة) فشرب منها ، وعندما سكر خرج و هو يصيح بأعلى صوته: أين القطط .. أين القطط .. إظهروا لي أيها القطط الجبناء … فسمعه قط جائع فهجم عليه و افترسه ، وأظنه قد عاد لرشده بعد أن شعر أن أسنان القط تهرس عظامه … نفس مصير عمر البشير الذي صحا من هبالته عندما وجد نفسه يلبس (بردلوبة) في دار رعاية المسنين ، أو في زنزانة في سجن كوبر … (تووووو ليت).
نفس الأسلوب يمارسه رئيس مجلس السيادة وهو يوزع الشتائم والتهديدات للجانب المدني ويقول أن الجيش هو الوصي على الشعب ، نفس الدور يمارسه نائبه ، نفس الدور يمارسه ناظر الهدندوة ، السيد (ترك) ..
و يتجاوز (ترك) كل الحدود ويخنق البلاد ويضع ثلاث شروط (مضحكة مبكية) لفك يده عن (حلقوم) الأمة .. أولها إستقالة الحكومة !!! ثانيها أن يحكم البلاد البرهان !!! و ثالثها حل لجنة إزالة التمكين ،!!!! وعندما يحاول الأجاويد أن يتدخلوا لحل المشكلة يقول أنه لن يستقبل أي مسئول مدني حتى و لو كان رئيس الوزراء !!!!!!! .
كل ذلك والجانب العسكري يتفرج بشماتة  وبرود وسلبية غريبة ، طبعاً ليس المطلوب أن يهجم الجيش على السيد (ترك) ومشايعيه ويفتك بهم كما فعل بمعتصمي القيادة العامة ، لا … لا مبرر لإسالة قطرة دم واحدة من إيٍ من سكان الشرق ، ولكني لو كنت صاحب القرار لأمسكت الناظر (ترك) من شحمة أذنه وقرصته بشدة وقلت له : هوووي يا (ترك) ، أرعى بي قيدك … وألزم حِديدك (بكسر الحاء .. تصغير لكلمة حدك)، فهذا الميناء هو روح البلاد و لم تبنه أنت … وهذا الطريق هو شريان البلاد ولم تشقه أنت وهذا البترول هو دم البلاد ولم تضخه أنت وهذا المطار هو رئة البلاد ولم تنشئه أنت … ثم لبعثت له جيشاً جراراً  من (قومٍ أولي بأسٍ وقوة) من الدعم السريع ومنسوبي حركات الكفاح المسلح الذين يتسكعون (لا شغل ولا مشغلة) في شوارع الخرطوم ، ولوضعت مجموعات منهم على طول الطريق لتأمين إنسياب حركة المرور وحرست خط أنابيب البترول وفتحت المطار لهبوط وإقلاع الطائرات .
تصوروا (مثلاً) ، لو أن أهل الحصاحيصا قطعوا طريق مدني الخرطوم ، وأهل الجيلي إستولوا على المصفاة ، و أهل الروصيرص أغلقوا الخزان ، وأهل حلفا قفلوا المعابر مع مصر ، وأهل بري عطلوا المحطة الحرارية لتوليد الكهرباء ، وأهل النيل الأبيض حجزوا السكر الذي يصنع في كنانة ، ولكل مظالمه ، كيف بربك سيكون حال البلاد ؟؟؟؟ .
خروج وعودة :
لا أدري ما هو شعور رئيس مجلس السيادة الذي كرر أن الجيش وصيٌ على الشعب بعد أن أوضح له عمر الدقير أن الوصاية لا تكون إلا على قاصر أو سفيه أو شخص فاقد الأهلية العقلية ، والشعب السوداني لا تنطبق عليه هذه الصفات؟ .
خروج نهائي :
حزنت جداً عندما خاطب ممثل الناظر (ترك) وفد الحكومة قائلاً (ما معناه) ، أنهم سيفتحون خط أنابيب البترول إكراماً لخاطر الوفد !!! وتقديراً للإخوة الجنوبيين ، أليس هذا تبريرٌ أقبح من ذنب؟ وأين كان خاطر بقية الشعب سيدي الناظر (ترك) ؟؟؟؟؟
إن ما يقوم به الناظر (ترك) لا يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم …. لا يمكن ، في أي مكان …. لأنه (أوفر)   أوفر خالص… خالص).  Over[email protected]

‫4 تعليقات

  1. صدقت يا على العبيد صاحبنا البرهان سيلقى مصير الفار الطشمان
    ولكن القرمشة ستكون على يد اقرب احبابه هذه الايام
    “بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى”
    مافى زول يا جماعة يقول للبرهان يا برهان الله واحد: بروتس على يمينك وو”ابو لولوة” غلام المغيرة على شمالك…
    والحالة هذه، بالواضح يا برهان اياك اياك من العبث بالطيران والمدرعات، ان فعلت تكون قد وقعت قرار اعداكم الضحى الاعلى…
    موسى هلال وحميدتى اخوان اولاد عم وبينهم اللحم والدم وصلة القرابة يا سعادتك حميدتى قلب ظهر المجن لقرابة الدم ولولى نعمته ومن رباه صغيرا موسى هلال فاعتقله…. فمن انت فى ميزان الجنجويدى
    اما انت يا برهان “الجلابى الهوان” اذ قمت بتفكيك المدرعات فجزائك سيكون طلقة، وستذهب غير مأسوف عليك مباشرة الى مزبلة اغبياء التاريخ.

  2. لماذا لا تديرون اختلافاتكم عبر الحوار الهادف بدلا من الغمز واللمز…. منطلقاتكم الفكربه والايدولوجية مختلفه ولن يستطيع احدكم الانتصار علي الاخ.. خلوا الشعب يفصل بينكم عبر الانتخابات فقط والا ستدورون في حلقه مفرغه الا ان تنتهي الفتره الانتقاليه بالضربه القاضيه.

  3. كلام فيه الكثير من الواقعية و رغم عدم اتفاقي مع الكاتب في بعض ما قال إلا إن أسلوبه في الكتابة جميل و شيق مما يجعلني أشيد بالمقال…

  4. لم يوضح لنا كاتب المقال هل يؤمن بان للناظر ترك قضية عادلة أم لا؟ و هل من حقه التظاهر أم لا؟ عشان كدا المقال غير متكامل رغم عنوانه الجذاب و أسلوبه السردي اللطيف…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..