خرطوم الفن والإبداع والليالي الثقافية تحترق أمام ناظرينا

هلال وظلال
عبد المنعم هلال
الخرطوم مدينة الثقافة والفن التي لطالما كانت منارة للإبداع السوداني وعاصمة للقاءات الفكرية والفنية تشهد اليوم تراجعاً مؤلماً وسط ألسنة اللهب التي التهمت مختلف جوانب حياتها من المسارح إلى قاعات الفن ومن الليالي الشعرية إلى العروض الموسيقية تعاني الخرطوم من تآكل مؤسساتها الثقافية وسط صراعات سياسية واقتصادية أحالت المدينة من رمز للحياة الإبداعية إلى ساحة للدمار والتراجع ومدينة أشباح تهيم فيها القطط والكلاب.
الخرطوم عاصمة الفن والجمال التي كانت تضج بالحياة ليست مجرد مدينة عادية بل كانت قلب السودان النابض بالثقافة والفن كانت ملتقى المثقفين ومسرحاً للإبداعات الموسيقية ووجهة لكل من يبحث عن الحوار الثقافي ، المسارح مثل المسرح القومي السوداني الذي شهد أفضل العروض المسرحية والأدبية والنوادي الموسيقية التي استضافت كبار الفنانين والموسيقيين كانت رموزاً لحيوية المدينة.
كانت الخرطوم تحتضن العديد من الفعاليات الثقافية التي تجمع الشعراء والأدباء والمسرحيين والموسيقيين من جميع أنحاء السودان ، المنتديات والليالي الثقافية كانت مشهداً مألوفاً في شوارع الخرطوم وأحيائها حيث كان الإبداع يتنفس بحرية ويزهر في كل مكان كل ذلك أصبح ذكرى بعيدة الآن ، لكن مع اندلاع الحرب في أبريل 2023م تحولت الخرطوم من مدينة للسلام والإبداع إلى ساحة للمعارك المسلحة اختفى الفن من مسارحها وأغلقت القاعات الفنية أبوابها واضطر الفنانون إلى الهروب أو الصمت القسري. صارت النوتات الموسيقية تختلط بأصوات الانفجارات وغابت الحوارات الفكرية خلف جدران الخوف والصراع.
مؤسسات الفن والثقافة التي كانت دائمًا مهداً للإبداع السوداني باتت اليوم مهددة بالتلاشي المباني التي كانت تعج بالحياة الفنية أصبحت خاوية على عروشها بينما صار الفنانون يواجهون تحديات لا حصر لها في ممارسة إبداعاتهم الحرب لم تقتصر فقط على تدمير البنية التحتية للمدينة بل ضربت الروح الثقافية التي كانت تميز الخرطوم.
تحول الكمان إلى بندقية والعود إلى قنبلة ذكية وصوت الجيتار إلى دانات تسقط على رؤوس المواطنين كل صبح وعشية هذا هو الواقع الذي تعيشه الخرطوم اليوم حيث تلاشى صوت الفن والإبداع ليحل محله ضجيج الحرب والدمار في زمن كانت فيه الموسيقى لغة التواصل بين الشعوب والصوت الذي يوحد الأحاسيس ويعبر عن معاناة الناس وأحلامهم أصبحنا الآن شهوداً على إنقلاب المعايير وتحول رموز الجمال إلى أدوات للخراب.
الفنانون السودانيون كانوا دائماً رمزاً للصمود والابتكار رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي واجهتها البلاد على مر العقود كان الفن دائماً وسيلة للتعبير عن الآمال والأحلام وسلاحاً ضد اليأس والظلم لكن اليوم يجد الفنانون أنفسهم في مواجهة أكبر أزمة حيث لا يستطيعون الوصول إلى مسارحهم ولا إلى جمهورهم الذي كان يغذي إبداعاتهم.
الكثير من الفنانين والمبدعين السودانيين اضطروا إلى النزوح تماماً كغيرهم من سكان الخرطوم أو مواجهة ظروف اقتصادية صعبة جعلت من ممارسة الفن رفاهية غير متاحة. الصالات والمعارض مغلقة والمسارح مدمرة أو غير صالحة للاستخدام ما حرم الفن من دوره كجسر للتواصل والتعبير في هذه الفترة الحرجة.
اندثرت الليالي الثقافية التي كانت تجمع السودانيين من مختلف الفئات الإجتماعية والسياسية في قاعات ومسارح الخرطوم ، اختفت تلك الليالي التي كانت تعقد فيها الأمسيات الشعرية وتناقش فيها الأعمال الأدبية وتحيا فيها الموسيقى وأطفأت أنوارها تلك الفعاليات التي كانت رمزاً للتنوع والتلاقي بين المثقفين والمبدعين ولم تعد موجودة.
كانت هذه الليالي بمثابة نقطة تجمع لجيل من المثقفين الذين ساهموا في صياغة الهوية الثقافية للسودان واليوم ومع انهيار البنية التحتية الثقافية يواجه المجتمع السوداني خطر فقدان جزء كبير من تاريخه وهويته الثقافية التي تشكلت عبر تلك اللقاءات الفنية والإبداعية.
رغم هذه التحديات الكبيرة يبقى الأمل في عودة الفن والإبداع إلى الخرطوم حياً وكما تجاوز الفن السوداني العديد من الأزمات في الماضي يمكن للفنانين السودانيين أن يستعيدوا دورهم في بناء مجتمع يعبر عن تطلعاته وأحلامه من خلال الفن ، الثقافة والفن هما صوت الشعب وصوت الحرية الذي لا يمكن كتمه مهما اشتدت الظروف.
يتطلب الأمر جهداً جماعياً من المثقفين والفنانين السودانيين لإعادة بناء المؤسسات الثقافية التي دمرتها الحرب.
الفن لا يمكن أن يعيش في فراغ ويحتاج إلى مساحات وبيئة داعمة ليزدهر لذلك يجب أن يكون هناك تركيز على إعادة إعمار تلك المساحات الفنية التي كانت تجسد الهوية الثقافية للخرطوم.
الخرطوم التي كانت عاصمة الفن والإبداع ، تمر اليوم بمرحلة حرجة قد تكون الأسوأ في تاريخها الحديث لكن كما أن النيل يجري من جديد بعد كل فيضان يمكن للخرطوم أن تستعيد بريقها الفني والثقافي إذا توفرت الإرادة الجماعية. على الرغم من أن الخرطوم تحترق الآن أمام ناظرينا إلا أن رماد الحاضر قد يكون بداية لنهضة فنية وثقافية جديدة تضع المدينة في قلب الإبداع الأفريقي والعربي من جديد.
الخرطوم تنتظر فجراً جديداً نتمنى ان تشرق شمسه قريباً .
صحي؟ معقول ياخي؟ النبي فوقك الكلام ده صاح؟ شميت الدخان؟
خليك في الكوره ، يحرق و قنيتطك.
ما كان ينبغي اسلوبك هذا غير اللائق الرجل كتب وباسلوب جميل
انت ليس لك الحق في تحدد للآخرين ان يكتبوا ما تريد
اتكنى ان تكون أكثر شجاعة وتعتذر فاسلوبك غير مُرْضٍ
إذا كان لديك شيء بناء لتقوله وتكتبه فأنا مستعد للحوار لكي نفيد ونستفيد، أما الإساءة فلن تفيد أحداً .
سامحك الله أخي
تسلم استاذ هلال واصل ودعك من امثال هولاء
لا اقول ما قال الاخ لازم بن استاد الهلال ولكن ….
يحدثنا الكاتب عن خرطوم الفن والابداع والليالي الثقافية ..
وعن ..
منارة للإبداع السوداني وعاصمة للقاءات الفكرية والفنية
وعن
قاعات ومسارح الخرطوم ، اختفت تلك الليالي التي كانت تعقد فيها الأمسيات الشعرية وتناقش فيها الأعمال الأدبية وتحيا فيها الموسيقى …
ونيسي ان كل ذلك “النشاط” الثقافي والادبي والفني والمسرحي كان مشتعلاً بينما اطراف البلاد خارج الخرطوم “منارة” الثقافة مشتعلة حرفياً بالابادات والقصف والموت والدمار ..
والخرطوم في غيبوبة الليالي الادبية ومعارض الفنون الجميلة وندوات النبيوية ووغرامشي والتفكيك النقدي وناس اسامة الخواض وجمعة سهل والبنيوية علالتهم كاربة …
وفي النهاية انشطرت البلاد . انقسم وانفصل الجنوب واحترقت دارفور والخرطوم في غيبوبتها الثقافية التي ينعيها لنا كاتب المقال …
والنتيجة !!؟؟
احترقت الخرطوم بمثقفيها الامفترضين وقوناتها وكرورها الثقافي المنغمس في مؤخرة ذاته او كما قال اخونا المعلق بن استا\ الهلال علي الغيبوبي الضائغ في توهماته عن الخرطوم المنارة عبد المنعم هلال غفر الله له وهداه سواء السبيل ..
سؤال اهي ثقافة مهرحانات جائزة الطيب صالح الادبية التي كان يشرفها ويوزع جوائزها فار الفحم علي عثمان محمد طه !!؟؟
يا لبؤس الثقافة والمثقفين مع الاعتذار لاستناذنا مجذوب عيدروس فهو من حي دردق في مدني لم يلم بتفاصيل دهنسة مثقافتية الخرطوم !!
لكومة ما يبعر البعير في فيافي البطانة اطيب رحياً واطهر من اكثرهم !!