مقالات وآراء

الإنتاج الفكري السوداني – قراءة في مساهمات المفكرين

زهير عثمان حمد

 

في الآونة الأخيرة ، دار نقاش حول إسهامات المفكرين والأدباء السودانيين خصوصاً في سياق مقارنتهم بنظرائهم من دول مثل مصر ، لبنان ، والمغرب العربي. هناك من يرى أن الفكر السوداني لم يقدم مساهمات تُذكر مقارنة بما أنتجه مفكرون وفلاسفة من تلك الدول. هذا الرأي قد يبدو منطقيًا إذا نظرنا إلى حجم وشهرة الإنتاج الفكري في دول مثل مصر ولبنان ، ولكنه يغفل عن حقائق مهمة تتعلق بطبيعة الفكر السوداني وتطوره التاريخي والاجتماعي.
خصوصية الفكر السوداني وتطوره
السودان بلد مرّ بظروف اجتماعية وسياسية معقدة أثرت بشكل كبير على مؤسساته التعليمية والإنتاج الفكري والثقافي. ومع ذلك ، لا يمكن إنكار وجود رموز فكرية سودانية قدّمت مساهمات حقيقية في مجالات الأدب ، السياسة ، والفكر الاجتماعي. الفكر السوداني لا يجب أن يقاس فقط بما قدّمه في مقارنة مع دول أخرى ، بل ينبغي تقدير خصوصيته وتطوره ضمن سياق تاريخي واجتماعي مختلف.
أبرز المساهمات السودانية في الفكر والأدب .
د. عبد الله علي إبراهيم , يعتبر من أبرز المفكرين السودانيين الشاملين ، فقد كتب في مجالات متعددة مثل السياسة ، الاجتماع ، الثقافة ، وله كتابات متميزة منذ الستينات. عبد الله علي إبراهيم قدّم أعمالاً أثّرت على الحوار السياسي والاجتماعي في السودان ، وأهم ما يميزه هو استمراريته في تقديم التحليلات العميقة والتاريخية حول قضايا السودان.
النور حمد في كتابه “التمرد والنهضة”، تناول النور حمد قضايا النهضة والإصلاح في السودان ، وحاول الربط بين التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية في السودان والشرق الأوسط. تحليلاته تتسم بالعمق والاتصال الواضح بالقضايا السودانية المعاصرة.
حيدر إبراهيم قدم إسهامات فكرية في مجالات الحداثة والتحول الديمقراطي. أسس مركز الدراسات السودانية وله أعمال مثل “الإسلام والسياسة في السودان”، حيث حاول تقديم رؤية نقدية للحداثة وقضايا الإصلاح في السودان.
عطاء البطحاني , تناول قضايا الحكم الرشيد ، الديمقراطية ، والسياسة العامة في السودان. في أعماله ، ركز على العلاقة بين المجتمع والسياسة ، ودرس التحولات الديمقراطية وكيفية تعامل الأنظمة العسكرية مع السلطة.
المفكرون السودانيون والكتابة باللغة الإنجليزية بالإضافة إلى المساهمات الفكرية باللغة العربية ، هناك جيل جديد من الكتاب السودانيين الذين يعيشون في الغرب ويكتبون باللغة الإنجليزية ، مقدمين أفكارًا جديدة ومعاصرة حول الهوية ، الهجرة ، والعلاقات الثقافية. هؤلاء الكتاب ليسوا مجرد مهاجرين بل يُعتبرون جسراً ثقافياً ينقل قضايا السودان إلى العالم الغربي.
من هؤلاء المفكرين نذكر عبدالوهاب الأفندي , يقدم إسهامات في قضايا الديمقراطية والإسلام السياسي ، ويناقش التحولات في الفكر الإسلامي والعلاقة بين الدين والدولة.
مجموعة الشباب السودانيين في الشتات : يقدمون كتابات مؤثرة تتناول تحديات العيش في الغرب ، والعلاقة بين الهوية السودانية والثقافات الأخرى. من خلال اللغة الإنجليزية ، يعيدون صياغة تجاربهم في الخارج وتقديمها للعالم بطرق متعددة ، متحدثين عن التهميش ، العنصرية ، والهجرة.
أطروحة زهير عثمان حمد الفكر الماركسي في إفريقيا واحدة من أهم المساهمات السودانية الحديثة هي أطروحة زهير عثمان حمد حول الأحزاب الشيوعية في إفريقيا وتطور الفكر الماركسي ما بعد الاستقلال. في هذه الأطروحة ، يقدم زهير دراسة معمقة عن كيف أثرت الحركات الشيوعية في تشكيل السياسات الإفريقية وكيف تكيف الفكر الماركسي مع التحديات الخاصة بالقارة بعد الاستقلال. هذه الدراسة تعزز الفهم حول كيفية تداخل الإيديولوجيات العالمية مع السياقات المحلية ، وما يعنيه ذلك بالنسبة للصراعات السياسية والاجتماعية في إفريقيا. أطروحته تعتبر إسهاماً مهماً في دراسة التحولات الفكرية في القارة ، وهي نقطة مضيئة في الفكر السوداني المتعلق بالماركسية.
المقارنة مع الإنتاج الفكري العربي
لا يمكننا أن نغفل أن دولاً مثل مصر ولبنان والمغرب العربي أنتجت رموزاً فكرية مثل محمد أركون ، مالك بن نبي طلال أسد ، وعبدالرحمن بدوي في مجالات الفلسفة والاجتماع. لكن المقارنة هنا قد تكون ظالمة إذا لم نأخذ في الاعتبار اختلاف السياقات. هذه الدول تمتلك تقاليد فكرية تمتد لقرون ، ومؤسسات أكاديمية ودور نشر دعموا الفكر والفلسفة بشكل كبير.
في المقابل ، الفكر السوداني يواجه تحديات مرتبطة بظروف سياسية واقتصادية أدت إلى تأخير تطور المؤسسات الأكاديمية والثقافية. ومع ذلك، تمكن السودان من إنتاج أعمال متميزة مثل كتاب “المرشد لأشعار العرب” لعبد الله الطيب ، الذي يعتبر مرجعاً أدبياً هاماً ، و”كتاب الأنساب وقاموس اللغة العامية” لعون الشريف ، الذي يوثق التراث السوداني اللغوي والاجتماعي.
الطموح السوداني: بين التواضع والنقد
قد يكون هناك ميل في السودان إلى تقليل قيمة الإنتاج الفكري الذاتي ، وهذا قد يساهم في إحباط الطموحات الفكرية. ولكن يجب أن نتذكر أن التفكير النقدي والاعتراف بالنواقص أمر صحي إذا كان يسعى للتطوير والبناء ، وليس مجرد تقليل الذات. السودان يمتلك طاقات فكرية تحتاج إلى الدعم والانتشار ، خاصة في ظل الظروف الحالية التي قد تعيق ذلك.
الفكر السوداني لا يجب أن يُحكم عليه بمقياس كم الإنتاج أو الشهرة العالمية فقط ، بل يجب النظر إلى عمقه وتنوعه في ظل الظروف الصعبة التي مر بها السودان. هناك مفكرون سودانيون قدموا إسهامات لا تقل أهمية عن نظرائهم في الدول الأخرى. من المهم تعزيز هذا الحوار ، وفتح قنوات التواصل بين المفكرين السودانيين والعالم العربي الأوسع ، لزيادة تأثير الإنتاج الفكري السوداني وإبراز قيمته الحقيقية .

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. طروحة زهير عثمان حمد الفكر الماركسي في إفريقيا واحدة من أهم المساهمات السودانية الحديثة هي أطروحة زهير عثمان حمد حول الأحزاب الشيوعية في إفريقيا وتطور الفكر الماركسي ما بعد الاستقلال. في هذه الأطروحة ، يقدم زهير دراسة معمقة عن كيف أثرت الحركات الشيوعية في تشكيل السياسات الإفريقية وكيف تكيف الفكر الماركسي مع التحديات الخاصة بالقارة بعد الاستقلال. هذه الدراسة تعزز الفهم حول كيفية تداخل الإيديولوجيات العالمية مع السياقات المحلية ، وما يعنيه ذلك بالنسبة للصراعات السياسية والاجتماعية في إفريقيا. أطروحته تعتبر إسهاماً مهماً في دراسة التحولات الفكرية في القارة ، وهي نقطة مضيئة في الفكر السوداني المتعلق بالماركسي

    زهير عثمان انت شخصيا ولى واحد تانى

    نحن عايزين فكر ينهض بالبلد مافكر غير منتج عايزين فكر ينهض بالاقتصاد فكر يعزز ويوحد الهوية السودانية ويعمق روح التسامح بين مكونات الدولة ويقضى على العنصرية والقبلية نحن عايزين مفكرين يعالجو تشوهات الدولة والشعب ويبنوا دولة عظيمة ام جماعتك ديل فكرهم فى الكتب ساى والوقع فشل وبلد يتدمر

  2. استاذ زهير معركة طي الخرطوم ،طوت الخطاب العاطفي ، الرومانسي والاحلام الورديه والاحاجي السودانيه مثل بلد حدادي مدادي ،البنحلم بيهو يوماتي،والفيدراليه والكونفدراليه، التقسيم قادم ولابد منه…علي كل مواطن التركيز علي كيف يحكم اقليمه ،والتخطيط الانمائي لبناء اقليمه.

    مرحب بالتقسيم الذي لا خيار له.

    … هذه الجغرافيا التي تسمي بدولة السودان ، جمعت شعوب متناحرة متنافرة متقاتلة، لم تنعم بالاستقرار ابدا ولن تنعم به في المستقبل القريب والبعيد …
    .
    …بداية التقسيم يتم بالفكاك من خميرة العكننه دارفور ،التي اصبحت هاجسا مخيفا لباقي ولايات السودان.والكل يرفض وجود دارفور ضمن ولاياتهم.. خاصة بعد معركة طي الخرطوم في 5 دقائق..

    …يا ألف مرحب بالتقسيم…

  3. عطاء البطحاني … عطاء !!
    حتي انت يا ابا الزهراء !! ليه يا استاذ زهير ؟؟
    الباحث والماحضرالصديق الخلوق اسمه عطا الحسن البطحاني …
    ولو سمع دكتور عطا شخص ينادي في خرابات الخرطوم المهجورة وسط كدايسها عطاء .. عطاء !!
    لما التفت او اعاره ادني اهتمام ..
    وهل نقول مثلاً الفريق ياسر العطاء …
    وانقلاب هاشم العطاء ??

  4. شكار نفسو ابليس… عملتها بايخة… كان ممكن تقدم اطروحتك في مقال مستقل بصورة موضوعية جادة بدل الدعاية الرخيصة لنفسك

    1. (أطروحة زهير عثمان حمد الفكر الماركسي في إفريقيا واحدة من أهم المساهمات السودانية الحديثة هي أطروحة زهير عثمان حمد حول الأحزاب الشيوعية).

      انت زول مريض نفسياً.

  5. غايتو الراكوبة جمعت نفايات من كل صنف إبتداءً من المش باشمهندس سلمان والتقل والبطحاني إلى هذا السمين العامل فيها مفكر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..