ضفادعٌ وجقورٌ وأشياءٌ أخرى طائرة

مصطفى مدثر
لم يطلع علينا مسؤول أو غير مسؤول ليقول إنه ذهب لوزير الدفاع وقال له: ياخي غلط إنك تروّج للدفاع بالنظر، حيث أن هذا شيئ غير موجود سواء في الجيش والدفاع أو في طب العيون أو غيرهما من العلوم والمعارف. ولذلك كرر وزير الدفاع هذه المقولة المستفزة وسيفعل ان لم يتصد له أحدهم، أحدنا.
وحين تجرأ الطبيب الاخصائي مامون حميدة ودعا الناس لأكل الضفادع لم ينبر له أحد من الأطباء أو مساعدي التمريض في أية عيادة صغيرة تلفظ أنفاسها ليقولوا له: لا يا دكتور عيب تقول لأهل النيل والخيرات أن يمشوا يأكلوا الضفادع حتى ولو كان فيها بروتين كذا ومين!.
وطبعاً بعدها أصبح المدعو مامون حميدة يتفكّه في التلفزيون وغيره عن أن أكل القعونج ألا وهي الضفادع ليس فيه عيب وأنها غنية ببروتين كذا ومين!.
والجقور بسمت لينا!
يعني ما أسهل أن يطبّق مسؤول في مرتبة وزير أو أقل، نظرية أن تقول للناس ما هو غير معقول على أساس أنه معقول! وسيبك من حكاية أن الجقور لا تأكل أسمنت ولا سيخ ولا حالة كونهما شيئ واحد إسمه الخرسانة. لا، من الغباء أن تفترض أن هناك شيئ ما خطأ!
فهذه سياسة، وهي أن تقول للناس ما يحوّل الأمر إلى أضحوكة مع ضمان أن لا يصحو الناس من هذا الضحك ليسألوا نفس السؤال. أي أن يكون ما تقوله لهم صاعق بإمتياز من حيث أنه اجابة على سؤال جاد من جانبهم على نحوٍ جاد!.
هذه سياسة دولة!.
فقط ما يفيد هنا هو أن يذكر الناس أن هذا الكذب الصراح ليس مجرد لا يليق بأي شخص، بل هو لا يليق بإنسان يربط تعامله في السياسة وفي تسيير دفة الحياة بالدين.
ودونك ما يفيض عنه المجال من تحذير الدين، أي دين، للكذّابين من الناس!.
والحال هكذا، فما تفرضه المروءة هو ان يختار حكام السودان، إما أن يكونوا مسلمين ساكت زينا كدا أو أن ينتبهوا لشرط الصدق الذي يشترطه الدين.
الميدان