ومتى يسكت هؤلاء ..!

قبل أن يحط طائر المفاوض الدكتور نافع علي نافع وقتئذٍ و الذي ترأس الجانب الحكومي و الحزبي عائدا منذ عدة سنوات وهو يحمل من أديس أبابا ..كتاب حسنته الوحيدة ربما في حياته عبر العمل العام والتي سميت باتفاقية نافع / عقار .. حتى عكف بكل سطوة حقده العنصري ذلك الوصي على العرش حينها الطيب مصطفي ..فكان أن استبق نزول الوفد و قد عبأ صدرالرئيس البشير بالهواء الحار لينفجر في وجه الرجل وجماعته غاضبا ومُهزئاً ويلغي لهم اتفاقهم قبل أن يبسطوا أمامه ورقتهم ليتبين تفاصيل محتوياتها التي لم يجف مدادها بعد..!
لم يلجأ فخامته للبرلمان ولو من قبيل تشبيهه بالموجود مجازاً ولم يعقد إجتماعا للحكومة المترهلة الخمول ولعله ماصعد الى منصة حزبه الشاغرة إلا من كرسيه .. ولكنه فعل كما سلاطين الباب العالي في الاستانة .. فأعلن قراره بفرمان عاجل من على محراب
المسجد الملكي في أمر مصيري كهذا كان سيغير مجرى الأحداث ويختصر الكثير من المسافات اللاحقة و اللاهثة خلف حلم السلام الشامل لو هو تريث قليلاً لتقليب صفحاته وطرحه للنقاش مع المختصين القانونين والإستراتيجين البعيدين عن الولاء الأعمى و المنحازين لمصلحة الوطن بعيدا عن عقلية الطغمة الحاكمة المنتفعة من تعثر خطوات الإتفاقات السابقة.. هذا بالطبع إن كنا نعيش في دولة القانون الراشدة لا قانون دولة الرجل الواحد !
الان لا زالت المفاوضات في مرحلة اللت والعجن في أديس ..و الأمور بين الوفود التي تسطر وترسم مسارات مستقبل خارطة الطريق تتعرج صعودا وانحدارا ..!
فنجدهنالك من يسعون الى العمل من الداخل بخبث لتضل تلك الخارطة طريقها ولا تصل الى أي بصيص أمل في إنعقاد راية السلام التي يسعى المتفاوضون الى غزل خيوطها في متارير الوساطات التي ظلت تدور فارغة زمناً حتى تجرحت أفخاذ من يحركونها وهم يعبرون الأجواء جيئة وذهاباً !
فصبية المؤتمر الوطني الطامحون بل العازمون توهماً وغروراً على حكمنا خمسين كما قال بعضهم أو مائة عام قادمة مثلما رسم لنا بعضهم الآخر مصيرنا الذي لم يعد لنا كشعب مثل القطيع نسيرأمام سياطهم في رسمه أي نصيب .. فبدأوا يسدون بالتصريحات الهوجاء الأبواب أمام من وصفوهم بانهم يفكرون في دخول القصر بموجب تلك الإتفاقات التي لا زالت في مرحلة التخمير .. فقال الفتى حامد ممتاز .. بالحرف الواحد .. لا ينبغي لعقار أو أي واحد أن يتعشم في إمكانية ذلك ..لان الرقص على حبال القسمة بتلك الطريقة قد ولى زمانه !
هكذا وبأية صفة ومن الذي فوضه ليقرر هذا الفتى بذلك الفهم القاصر ما يترتب على تلك الإتفاقات أو لا يترتب وكل منطق جهله ان السلام هو مناصب و مخصصات كما تلقى مبادي التربية الخاطئة في حضانة حزبه وهو الذي لم يتعلم أيضاً في مدرسة كبارها لاحقاً أن للوطن والمواطن حقوقاً في الحرية و الكرامة والتنمية المستدامة العادلة جغرافيا وديمغرافيا وتوفير الأمن دون تلصلص في ليل الساهرين من وجع الجوع لا لإغاثتهم وإنما حماية للحكم الذي أودى بهم الى هذا الذل وقبل كل ذلك تقرير معالم المستقبل بثاقب الفكر و الإرادة الجامعة و التي ينبغي أن يسعى الناس قبل التفكير في المغانم .. من أجل تأطيرها كرؤية جديدة لكيفية حكم السودان وليس لتأصيل ديمومة من سطوا تسلطا بدون وجه حق على حكمه بتلك العقلية الصبيانية من أمثال أولئك الخُدج الذين نبتوا بروسا في غفلة من زمان الوطن المنكوب بهم وبمن ربوهم على العنجهية والصلف والتحدث بلغة الإستبداد !
فمشروعية الحلم بتحقق ذلك الهدف الواسع المتون كمحاولة أخيرة على الأقل بغض النظر عن حجم إمكانية النجاح من ضعفها أوعدمها تتطلب إعطاء الفرصة كاملة لحسن النويا لتمضي الى أخر السكة وليس وأد المبادرة في مهدها بسوء الظن الذي هو في مثل حالة فهمم الطفولي ليس من حسن الفطن في شيء.. بل هو تعبير عن الهلع الذي يشعر به أولئك الذين انتفخوا فقاقيعاً في أوحال الساحة السياسية على حين غره .. فهم دون ريب يسوءهم أن تنتشر نسمات اي إتفاق يهدد هواؤها ولو ناعما نفختهم الكرتونية الكاذبة تلك ويجفف لعابهم السائل طمعاً في القبض على دفة الأمور أحادياً الى مالا نهاية !
وحتى بعض كتابنا المحترمين تجدهم بدأوا يدلقون حبرا لزجا في طريق خطوات الترتيبات الأمنية التي لم تزل نطفة في رحم المجهول وكأنهم يحرضون الجيش على رفضها مسبقاً بدعوى سعيها لتهميشه .. وهم يعلمون قبل غيرهم أن الجيش ينبغي أن يكون أكثر المهللين لآية ترتيبات شاملة تعيد له هيبته التي تمرغت تحت أحذية المليشيات وقد طمست جهارا نهارا دوره الوطني كرمز للعزة وجعلت منه مجرد كتائب ووحدات مؤدلجة تحركها القبضة الأمنية الحامية للنظام التي تحاول الآن الإستقواء على أطراف الأحزاب والحركات الموقعة على خارطة الطريق منعاً لندواتها التنويرية للجماهير مثلما حدث منذ أيام لحزب المؤتمر السوداني وذلك التهديد الصادر اليوم بمصادرة الصحف التي تجري لقاءات مع قادة الحركات الموقعين بدلا عن التحفيز لنشر الترويج لثقافة سلام ما بعد التوقيع واكتمال مراحل الإتفاق وهو ما كان يمثل ضربة استباقية عبرت فيها آلة الأمن عن عقلها الباطن الذي تريد أن تحكم بها عقول الناس حتى لا تنعتق من قيود الإستسلام لهذا الوضع السياسي و الوطني الرمادي في الوسط والحالك السواد في الأطراف النازفة ..!
فمثلما للسلام إن هو تحقق في وطننا الجريح فوائده الجمة التي لا تحصى.. فإن له أعداءه الأشرار المتكسبين من عرقلة خطواته وهي لازالت على اول الطريق الطويل ..مثل أولئك الذين يعتاشون من الحروب و يتسللون للصعود الى أعلى خلف كثافة دخان الفتن وهم أقل قدرة على سلك دروب العُلا تحت ضوء شموس الحياة الصافية من النزاعات والحرائق تسلقاً على فكرة التنظيم الإسلاموي الإقصائي الفاشلة و التي تتوجس من تحييد الجيش بعيدا عنها خيفة منها لما له من سوابق الوقوف الى جانب الشعب حينما قال كلمته الفصل في شموليات آفلة ..وقد كان في ذلك الزمان بحق جيشا قوميا لا فصيلا تنظيميا !
فمتى يسكت صبية النظام عن تخرسات أغراضهم المكشوفة بل ومتى تصبر تلك الأقلام قليلا على الإنتظار خارج غرفة العمليات .. عسى ولعل أن يتمخض جبل الأمل هذه المرة عن أرنب أبيض كبارقة خير وليس فأرا مهلوعاً تتناوله مصيده طيب مصطفى آخر لينتهي به الأمر في محرقة الغاز الرئاسية !
[email][email protected][/email]
ياسلام يابرقاوي
برقاوى يا فقرى
لقد إنتهى في محرقة الغاز الرئاسية!!!
ياسلام يابرقاوي
برقاوى يا فقرى
لقد إنتهى في محرقة الغاز الرئاسية!!!