مقالات سياسية

نفس العقلية!!

الصباح الجديد

أشرف عبدالعزيز

في كل مرة قبل انطلاق المواكب تُرفع التقارير الأمنية بأن الأمور تحت السيطرة ، لتنفذ الخطة الأمنية لحماية القصر الجمهوري باتخاذ كل الاجراءات لحماية المنشأة ، والتي تبدأ غالباً قبل 24 ساعة من المليونية المعلنة بإغلاق الجسور ثم (التشديد) بوضع الحاويات وحجب الانترنت والتفتيش في الشوارع ، وهكذا تُجدد الخطة في كل موكب.

وفي المقابل تخرج السلطات الأمنية مدججة بالسلاح وتعود بعد نهايتها وهي تجرجر أذيال الهزيمة بعد أن فشلت في تحقيق أهداف الخطة (بوقف المد الثوري) ، لأن الثوار العزل السلميين لم يحيدوا عن مطالبهم التي يتمسكون بها، بل يزدادوا اصراراً وعزيمة على المضي قدماً في بلوغها نهاياتها مهما كلفهم ذلك من تكاليف وتضحيات جسام وصلت إلى احستابهم 75 شهيداً.

ومع ذلك يصرون على الخطة وتتكرر ذات الاخطاء ويرسل المجتمع الدولي رسائل تحذيرية وتدبج منظمات حقوق الانسان التقارير، ويتخذ الاتحاد الأوروبي قراره بعقوبات أولية ، وتشدد الولايات المتحدة على حق المدنيين في التعبير ولكن لا حياة لمن تنادي ، خاصة وأن الخلاص ممكناً مهما التفت الساق بالساق فاسرائيل في تقديرهم ستكون هي الترياق والحامي.

وبالأمس إستغرب زملاء الملاحقات التي تقوم بها القوات للثوار وهم عائدين الى منازلهم بعد انتهاء المواكب، وأنها في الخرطوم تصل الى منطقة (حديقة القرشي) و(الديم) و(الصحافات) ، ومع استنكارهم هذا لاحظوا لنقطة ذات أهمية هي أن الحملات الباطشة ليست لقمع المواكب إنما هي تجريدات لنهب الغنائم ، ونالت من مواطنين (فراجة) لا علاقة لهم بالمواكب حيث نهبت هواتفهم ونقودهم وهذا لن يكتب في التقرير الذي سيشير فقط لعدم وصول الموكب إلى القصر.

ومن حسن حظ الثوار أن كل المستشارين الذين يتجمعون حول الانقلابيين لا ينصحونهم بأنهم مهما كانت خطتهم الأمنية ناجحة وناجعة فهي لن تستطيع أن تهزم الفعل السياسي لأن الأمن دائماً دوره مساعد للسياسة وليس العكس ، وبالتالي لازم الفشل كل الجهود لصناعة تبريرات سياسية مقابل القيام بخطوات أمنية تكرس الحكم مطلقاً في يد الانقلابيين ، فاعتصام القصر فشل ومجموعة الميثاق انشطرت أميبياً ولجان المقاومة (مقطوعة الرأس) ذهبت أدراج الرياح ، وصديق ودعة الذي فشل في تحويل مسقط رأسه ودعة إلى (كلمندو) لن يستطيع قيادة الادارة الأهلية لتدعم الانقلاب فاركان حكم الرجل متصدعة حتى في موطنه فكيف يتسلطن على الآخرين وهو مزيف .

من الواضح أن القوة لم تعد في العدد أو السلاح ، وإنما في تنامي القبول بالفكرة والانعطاف حولها وهذا ما يحدث لتيار المقاومة الكاسح والذي بدا التفاعل معه واضحاً كما حدث في مدني و الدامر والأبيض أمس ، أما التراجع فقد بان في القوة المناصرة للمكون العسكري ..فهاهو حزب البعث السوداني ينفض يده من مجموعة الميثاق.. ومحمد آدم الآخر يكف عن الترافع في القنوات الفضائية عن ذات المجموعة وينسلخ ، والإعيسر الذي كان يراهن على (النياشين) يدين العنف ويطلب من المكون العسكري وقف القتل ، وحتى محاولات الخبراء الاستراتيجيين بفرض وجود طرف ثالث لم تعد تقنع أحد.

من قبل حرض المستشارين نهازي الفرص المخلوع بارتكاب الجرائم فأقر في الهواء الطلق بأن آلته الباطشة حصدت 10 الف في دارفور ووجد من أفتى له بقتل ثلث الشعب وكانت النهاية المرة بأن ذات المقربين إليه زلفى خانوه ، واليوم زرقاء اليمامة ترى شجراً يسير ، وليتهم يدركون أنه كلما سقط شهيد كلما ضاقت عليهم ، خاصة وأن هناك عوامل أخرى بدأت تدخل على الخط فالدقيق زاد والوقود زاد ومن يريد أن يقيس الكتلة الحرجة فلينظر الى جحافل مدني الثورية أمس ..صدقوني هذه العقلية لا تصلح لحكم السودان.

الجريدة

‫7 تعليقات

  1. الاستاذ اشرف عبد العزيز
    دائماً نجدك مناصراً للحق والثورة ومنافحاً ضد الارزقية والهتيفة ودائماً مقالتك وكلماتك فى المقابلات التلفزيونية تعكس وطنيتك وقوتك لن ينسى لك الوطن والتاريخ ذلك . حفظك الله ولك التحية والشكر

    1. كلامك صحيح.. الواحد لما يشوفك في الجزيره يتفاءل بوجهك وطلتك.. ويستبشر عند القراءه بين سطور كتاباتك.. حفظك الله ورعاك للوطن..

  2. يا استاذ شوقي لك التحيه والاحترام طيب لو نطه ليكم حميرتي زي المسيح الدجال وقال انا ربكم الأعلى وعندي تكليف من الله لتأسيس حزب الله (الدم السريع سابقا) ومن ليس معي فهو ضدي ماذا تفعلون يا بني سودان أميركا تحت تخدير محور الشر والصهاينه وأم المصائب مصيرنا اخطر من ليبيا لان حفتر ليس بالخطوره سوريا واليمن سيادتهم على بلدهم مضمونه معناه اكلنا خرى لأقصى درجه وما تنسي الجبهجيه الممحونيين المخانيس تحت اباطه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..