مقالات سياسية

جمهورية الموز السودانية

فتحي صديق

تشكيل الحكومة الجديدة يعبر عن تركيبة ومصالح مجلس الشركاء.
في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي وإلى الثمانينيات عرفت عدة دول في وسط أمريكا اللاتينية باسم جمهوريات الموز أو الحظيرة الخلفية للإمبريالية الأمريكية وذلك لتبعية تلك الحكومات- وأغلبها عسكرية أتت عن طريق الانقلابات العسكرية من ضباط تلقوا دراستهم وتدريبهم في أمريكا ـ للكاوبوي الأمريكي..
واستخدم العديد من المراقبين هذا التعبير لوصف الأنظمة المهترئة في العالم الثالث التابعة للإدارة الأمريكية والخاضعة لسياساتها، والمنفذة لشروط صندوق النقد الدولي. ورغم مواقف الحكومات السودانية غير العسكرية والتي تمسكت بسياسة خارجية مستقلة وعدم تبعيتها لإملاءات الادارة الأمريكية أو الانخراط في الأحلاف العسكرية أو المحاور السياسية التي ترعاها أمريكا.. إلا أن حكومة السيد حمدوك.. ومجلس السيادة وما تبقى من قحت ومعهم بعض الحركات المسلحة.. باعتبارهم السلطة الحالية لم يلتزموا بالحد الأدنى من احترام السيادة الوطنية والسير في طريق الاستقلال الاقتصادي وعدم الارتهان للمحاور العسكرية والسياسية ورفض التدخل في شئون السودان الداخلية.. ولكن ما نراه يجعلنا نقارن بين السلطة الحالية وحكومات جمهوريات الموز في القارة الأمريكية ورغم فارق الزمان والمكان، إلا أن المتنفذين في السلطة الحالية يعلنون دون ـ خجل ـ قبولهم لإملاءات المؤسسات المالية العالمية.. بل يقبلون بوجود من يمثل هذه المؤسسات في الوزارات لمراقبة أداء الحكومة وينفذون بوعي ما تريده أمريكا.. وليت المسألة وقفت عند هذا الحد..
فبعد إعلان السيد رئيس الوزراء لحكومته الجديدة وسياساته القديمة نفسها، خرج الكاوبوي الأمريكي، وبطريقته الشاذة والمستفزة للتدخل وابداء الرأي حول التشكيل الوزاري لحكومة السيد حمدوك الأخيرة.. معترضاً على عدد من الوزراء لاعتبارات خاصة بالإدارة الأمريكية..
ورغم اختلافنا مع تقديرات السلطة واختلافنا المبدئي مع سياساتها وقناعتنا بفشلها في إدارة شئون البلاد وضعفها أمام الأجانب إلا أننا كنا نظن ويبدو أن بعض الظن إثم ـ ان السلطة أو السيد حمدوك أو الناطقين باسمهم من الحكومة أو ما تبقى من قحت سيردون ويرفضون التدخل في تكوين حكومتهم الجديدة التي لا محالة ستخدم وتنفذ ما تريده الحكومة الأمريكية ـ ولكنهم حتى كتابة هذه السطور ظلوا صامتين!!
ومن هانت عليه نفسه فهو على غيره أهون..
من جانب آخر يمكن القول إن الذي يمكن له استيعاب وفهم التركيبة الاجتماعية والثقافية والطبقية لمكونات المجتمع السوداني. لا يمكن له اتباع سياسات المدارس الاقتصادية الرأسمالية التي سجلت تجارب فاشلة في العديد من دول العالم الثالث. هذه السياسات التي ترتكز على سياسة رفع الدعم عن السلع الأساسية وتحرير الأسعار وتعويم الجنيه السوداني. حتى فقد قيمته في مقابل جميع العملات الأجنبية..
أما التشكيل الوزاري الجديد ـ فقد قام على المحاصصة ولا تعبر عن تطلعات شعبنا في تنفيذ أهداف المرحلة الانتقالية بل جاء معبراً عن تركيبة ومصالح مجلس الشركاء الذي جاء نتيجة لخرق الوثيقة الدستورية.
*_الميدان 3756،، الخميس 11 فبراير 2021م_*

‫2 تعليقات

  1. ما يسمي جمهوريات الموز كانت علي الاقل تتبع املاءات الامريكان و هم القوة المهيمنة في العالم اما جمهورية الموز السودانية فهي تتلقي الاوامر من مشيخات الخليج المهترئة و يا للخيبة

  2. من يتبع تعليمات الصهاينة و الأمريكان و ينبطح امام شيوخ البترول هم لجنة البشير الامنية و مليشيا الجنجويد و الفلول تجار الدين عبدة السلطة و المال و هم حاليا يخنقون البلد من أجل مصالح اسيادهم هؤلاء و مقابل أن يظلو في السلطة و لو علي انقاض هذا الوطن العظيم و لكن نقول لهم خذو العبرة من المخلوع المرمي حاليا في سجن كوبر زيو و زي اي نشال.
    و نقول لكاتب المقال خليك واضح و بطل امور الكيزان العواليق البتعمل فيها دي و احترم نفسك و احترم عقول الناس يا كوز يا مندس.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..