شماعة الحصار

إبراهيم ميرغني

طالب مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم غندور أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية بالسعى مع الحكومات لكسر الحصار الاقتصادي إلى غير رجعة من خلال ما أسماها ضربات وحدتنا الأفريقية وعزا بروفيسور غندور لدي مخاطبته مؤتمر لأجهزة الأمن والمخابرات عقد في فندق السلام روتانا الثلاثاء الماضي تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب والحركات المتمردة إلى سياسة الحصار قائلاً الحصار يؤدي إلى تفشي البطالة والفقر ما يجعل الإنسان قريباً من وسوسة الشيطان حسب خبر جريدة أول النهار 25 مارس الجاري.

وهكذا أصبح الحصار الإقتصادي والعقوبات الدولية شماعة يعلق فيها قادة المؤتمر الوطني إخفاقات الحكومات والدول الفاشلة وللمفارقة فإن حديث (غندور) عن العقوبات ياتي أمام مؤتمر لأجهزة الأمن الأفريقية وليس أمام مؤتمر اقتصادي أو خلافه.

أسباب فقر الشعوب الأفريقية هي أن معظم مواردها تذهب لتغطية الإنفاق العسكري والأمني لُتثَّبتَ دعائم نظم ديكتاتوريةٍ فاسدةٍ والسودان خير مثال لهذا.

ومن المؤسف أنّ بلادنا تعاني الفقر والبطالة وفي نفس الوقت تصرف على مؤتمر أمني وتجمع مشبوه ليس في صالح الشعب السوداني. ولكن النظم الديكتاتورية تتشابه والطيور على أشكاها تقع.

وبدلاًَ عن الدعاوي عن وسوسة الشيطان وخلافه كان يمكن تحسين سجل حقوق الإنسان في بلادنا وإشاعة الحريات وعدم دعم الإرهاب ليرفع إسم السودان من قائمة الدول المساندة للإرهاب ولكن الأجندة الحزبية الخاصة تعلو على الأجندة القومية وليس هناك من شيطانٍ في بلادنا غير المؤتمر الوطني.

الميدان

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..