مقالات وآراء

التهميش والتخلف في السودان ومن ورائه؟!

عبدالمنعم شيبون

أن تقبل الآخر والتعايش السلمي ميزة وإيرث حضاري لحوض النيل والنوبة هم سكان النيل في شمال الوادي وفي جنوب كردفان هم النوبة وتجد تشابه اللهجات بل تطابقها وتمتد جذورهم  لدولة كوش الحضارية وتدلل عليهم الأسماء كوشيه وكوكو كافي وتوتو وغيرها وهم مزارعون ورعاة بطبعهم أهل سلام وواجهت دولتهم الحروب مما اضطرتهم للهجرة في أفواج عبر الأزمان للجنوب لمواجهة ظروف جغرافية جديدة وطبوغرافية جبال شاهقة تفصلهم عن النيل وما له من ردود فعل وإتصال بالعالم الخارجي ولاشك ذلك كان من أجل السلام قد دفعوا ثمنا ولكن ما أسرعهم في تقبل الجديد والعلم والإستعداد للتنافس حتى في الرياضة والمصارعة مع العرب والروح الرياضي العالي في تقبل النصر والهزيمة بروخ عالية وإنما يكرهون الظلم الذي دفعهم للهجرة من وادي النيل للأحراش وسهول الجبال والمطر ولكن مصيبتنا في الأحزاب السيادية الطائقية التي دعوتها وسياستها هي التهميش وإبقاء الجهل والفقر ليظلوا هم السادة المتحكمين حتى في الدوائر ألإنتخابية بالإشارة!! وعندما فازت رابطة أبناء جبال النوبة بدوائر جنوب كردفان بين عشية وضحاها وجد النوبة والبقارة أنهم فقارة وعطالة تم حل وتصفية مؤسسة جبال النوبة الزراعية التي كانت تنتج مليون قنطار من القطن الأمريكي قصير التيلة وبذرته منتجة لأفضل أنواع زيوت الطعام والأمر كان في أوج التطور بدخول صناعة النسيج مع خبرة أكثر من ستين سنة في زراعة القطن ومراكز أبحاث زراعية عالمية التبادل وتم بيع كل المحالج في كادقلي والدلنج وتلودي وكلوقي وأم برمبيطة وغيرها من المدن التي تعمل في موسمها ليل نهار تستخدم أكثر من 30 الف عامل تم بيعها حديد خردة وتم توزيع أراضيها للسكن أي لا رجعة ناهيك عن حركة عربات الشحن التي تعمل ليل نهار وحركة الميزان التجاري في كل الأسواق دائرة على مستوى السودان أما أحدث مصنع نسيج يومئذ في العالم في كادقلي كانت قدراته تغطي كل أفريقيا والوطن العربي لا نعلم كيف تم تفكيكه وأين تم تصديره؟إن كل هذا الخراب الذي حدث من حزب طائفى سادته لا يحاسبهم أحد!! هم فوق السؤال الذي يحدث في السودان ليس من عنصرية ولكن من الظلم والتهميش الذي  يقتل قدراتنا وأمانينا فالسودان يسع الجميع إن الذي يحدث مثلا من الجنويد هو أيضا تمرد ناتج عن ظلم ماذا قدمت  الدولة للرعاة منذ الإستقلال وكذلك غرب السودان ؟؟ فالأحزاب الطايفية هم دعوة للتخلف والتهميش ولك أن تعايش الظلم ولك أن تتمرد أو تهاجر أو تمسح الجوخ وتقبل إيد سيدك أو إنقلاب عسكري غاشم! لكن التحرير قادم ورياح ثورة 19 ديسمبر تهب من جديد فالحق سيعود لأهله بإذنه تعالى! .

[email protected]

تعليق واحد

  1. النظام الفيدرالي هو النظام الأمثل و الحل الجذري لمشاكل السودان السياسية و الاقتصادية و الامنية و الإجتماعية و علينا ان نستفيد من تجارب دول كان لديهم مشاكل شبيهة بمشاكل السودان مثل دولة نيجيريا و النظام الفيدرالي ممكن يحل لنا مشكلة علاقة الدين بالدول في ظل تمسك كل فريق بمواقفه و هنا علي الفريقين عدم تجاهل صاحب الحق ( الشعب ) فكل اقليم يختار نظام الحكم ( علماني أو إسلامي ) عبر استفتاء بالتزمان مع الانتخابات مع استثناء جنوب كردفان و جنوب النيل الأزرق و العاصمة ( مدينة الخرطوم ) من الاستفتاء و يكون نظام الحكم في تلك المناطق علماني.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..