حظر بيع السلاح يغضب الوفد الحكومي لجوبا واستدعاء مفاجئ لفريق المراقبة

اديس ابابا:محمد حامد جمعة

تم التوقيع بعد لجاج كاد أن ينسف المنبر على اتفاق بين حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة لوقف إطلاق النار بدءاً من مساء الخميس، الاتفاق يسمح بوصول منظمات الإغاثة دون عراقيل للمدنيين.
انطلقت بأديس أبابا قبل يومين ولا تزال تمضي ، إنها قصة منبر «الايقاد» الخاص باعادة تفعيل اتفاق السلام بجنوب السودان ، المنبر نتاج مقترحات بدأت بقمة رؤساء الايقاد وهو المقترج الذي تبناه وزراء الخارجية ثم تكامل الامر في اجتماعات على هامش القمة الافريقية العادية في يونيو الماضي حين تم الدفع بمشروع لاعادة تفعيل الاتفاق الخاص بالسلام بين الفرقاء الجنوبيين والذي بموجبه عين د.مشار نائبا اول للرئيس سلفاكير قبل ان تنهار الاتفاقية بما عرف باحداث «جي ون» والتي ذهبت بمشار محمولا على نقالات الاخلاء حتي وصل الخرطوم التي استضافته ? لاسباب انسانية ? قبل ان يغادرها الي جنوب افريقيا ، ليصعد تعبان دينق الى منصبه ، وتندلع حرب اقسى من تلك التي سبقت الانفصال عن السودان الشمالي والتى استمرت الى اليوم ، منبر الايقاد الذي تستمر اعماله حتى «الجمعة» افتتح برسائل قوية اللهجة ، للاطراف غلب عليها خطاب نفاد صبر المجتمع الدولي من علوق الامر في خانة الحرب واعمال العنف وتبع ذلك انسحاب الوسطاء الذين اكتفوا بمراقبين من سفراء دولهم واعضاء دول الايقاد ، اللافت في امر المنبر حتى امس تأرجحه بين التشاؤم اول النهار وانفراجات المساء ، لكن غالب المواقف متأرجحة بين العبور للامام والانتكاس ! .
إعلان ..ثم تراجع ..وتوتر !
في حوالي الثانية ظهرا ابلغت مصادر رفيعة بالاتحاد الافريقي انه وبحلول الساعة السابعة والنصف من مساء امس «الخميس» سيتم التوقيع رسميا على اتفاق بين الفرقاء الجنوبيين ضمن تدابير مبادرة الايقاد لتنشيط اتفاقية السلام بجنوب السودان ، المصادر ذاتها اكدت ان رئيس الوزراء الاثيوبي سيصل الي مقر الاتحاد الافريقي لشهود التوقيع ، ولكن بحلول السادسة مساء بدا ان هناك توترا شاب ترتيبات ذاك الاعلان . وبحسب متابعات الصحيفة فان تعثرا لحق بتفاهمات جرت صباح وظهر الخميس بشأن بعض النقاط خاصة في الملف المتعلق بوقف اطلاق النار اذ اتهم مسؤول بالوفد الحكومي الطرف الذي يقوده رياك مشار بالتشدد حول بعض المطالب التي يتعلق بعضها بحصول جوبا على الاسلحة من بعض الدول الي جانب وضعية بعض القوى الناشطة في دعم الجيش الشعبي ضد المعارضة.
المغضوب عليهم :
تعرضت الاطراف المتقاتلة بالسلاح في جنوب السودان الى انتقادات عنيفة في اليوم الثالث ، صب غالب المتحدثين من ممثلي الفصائل المدنية الجنوبية جام غضبهم علي طرفي القتال في الحكومة والمعارضة ، ونال الجيش الشعبي لوما مكثفا ، وكانت ربيكا قرنق هي الاكثر حملا لسهام النقد والتصويب الحاد ، ربيكا بلغت بها الجرأة حدا وضح انه يتنقل معها عبر سنوات كما قال جوزيف وات «للصحافة» ، جوزيف العضو ضمن مئة ممثل في المنبر ان ارملة قرنق قفزت لمطالبات غير موضوعية عندما طالبت بتنحي سلفا ، تصريحات ربيكا ومواقفها التي وصفت بالمتشددة وجدت قبولا عند المعارضة المسلحة التي يقودها مشار.
مطالبات بجلوس الأطراف العسكرية للنقاش :
دعا القائد جيمس والو أحد القادة العسكريين من منطقة «اكوبو» المؤيد للمعارضة لجلوس القادة العسكريين في مباحثات لتثبيت وقف اطلاق النار ، قال جيمس ان العسكريين الذين لم يكونوا في نقاشات المنبر عليهم دور بحث الترتيبات التي وصفها بالفنية. جيمس اكد انهم سبق ان التزموا في الاتفاق السابق بكل الالتزامات التي خرقتها جوبا على حسب تعبيره ، مشيرا الى انه كان جزءا من القوات التي رافقت «مشار» من جوبا الي «الكنغو» الي ميقات اجلائه الي السودان، مؤكدا التزامهم بوقف العدائيات الي حين اختبار مواقف حكومة جنوب السودان ، جيمس قال ان الاتفاق على الورق سهل وممكن لكن المحك سيكون في التنفيذ.
الايقاد تستدعي قادة فريق المراقبة :
يبدو ان التحول المفاجئ في المواقف والتوصل الي اتفاق كان مفاجئا للوسطاء ومنظومة الايقاد اذ استدعت على نحو مفاجئ ظهر امس قادة فريق المراقبة الذي رئاسته في جوبا للقدوم الى اديس ابابا حيث من المتوقع ان يكون الفريق قد وصل مساء الي اثيوبيا عقب توقيع الاتفاق بين الفرقاء الجنوبيين والذي تم الاعلان ظهرا عن مراسمه بمقر رئاسة الاتحاد الافريقي.
الكنيسة ?ضوء آخر النفق
التحقت دوائر وقوى كنسية جنوبية لجماعات الضغط على الفرقاءالجنوبيبن المجتمعين في اديس ابابا بعد ان اصدر تجمع الكنائس الجنوبية بيانا حث فيه الفرقاء على دعم فرص السلام ووقف الحرب ، الكنيسة دعت الفرقاء لما اسمته استلهام روح اعياد الكريسماس ليكون السلام ضوءا يرشد الجنوبيين في المآزق الذي التحقوا به جميعا.
باتفاق او بدونه ..عام كارثي ينتظر الجنوب :
قال عبدالله اكول المختص في الشؤون الانسانية والناشط الجنوبي ان تقديرات الامم المتحدة قالت انها تحتاج نحو 1.72 مليار دولار لنواصل تقديم مساعدة وحماية لإنقاذ حياة ستة ملايين شخص في أشد الحاجة للمساعدات في جنوب السودان ، اكول قال انه حتى في حال التوصل لاي اتفاق بشأن الوضع الانساني او تسوية جديدة فان جنوب السودان سيواجه في العام 2018 وضعا مآساويا قد يتفاقم الى ما اسماه في حديثه «للصحافة» بالتلاشي الكامل حال عودة الاطراف للصراع او استمرارهم فيه.
قبل ساعات من اتفاق «محتمل» واشنطن تعاقب !
اثار اعلان واشنطن قائمة عقوبات بحق اشخاص ودول متورطة في انتهاكات حقوق الانسان شملت زعيما جنوبيا ومستشارا سابقا للرئيس سلفاكير حالة من الارتباك بين اعضاء منبر الايقاد من الفرقاء الجنوبيين ، وكانت واشنطن قد اعلنت اثناء ظهور اخبار عن قرب التوقيع على اتفاق ضمن اعمال المنبر قائمة عقوبات بحق اشخاص من بنجامين بول ميل الذي كان مستشارا لرئيس جنوب السودان سلفا كير ، ينتمي بنجامين بول لمنطقة أبيم بمقاطعة أويل الشرقية بولاية شمال بحر الغزال ، تخرج من جامعة كينية مقرها نيروبي بشهادة في علوم الاقتصاد وادارة الاعمال حيث درس إدارة الأعمال. بعد تخرجه وفي حوالي العام 2006 التحق بفصيل د.رياك مشار ثم انضم الي الموالين للرئيس سلفا اثناء عمله كموظف في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي «UNDP»، ومجموعة شركات ألوك. كما شغل منصب مدير فندق هوم أند أوي وهو مكان للمؤتمرات ومطعم تايلاندي شهير في حي العمارات بجوبا ويتبع لمجموعة شركات ألوك. قبل انتقاله ليصبح رئيسا للغرفة التجارية بجنوب السودان.

الصحافة.