أربكت حسابات السياسيين عودة قوش.. المعارضة تتفاءل بحذر

الخرطوم: الطيب محمد خير
لم يكن قرار إعادة تعيين الفريق صلاح عبدالله قوش مديراً عاماً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني حدثاً عادياً لا لمعارضيه أو مواليه، وذلك بسبب أن القرار لم يخل من المفاجأة والدهشة كذلك، ومن بين ثنايا المشهد المزدحم بكثافة تفاعلات الأزمة الاقتصادية والسياسية الخانقة في الداخل السوداني، لم تكن مفاجأة في أن يكون هنالك إحلال وإبدال كما كان مشاعاً بأن تقوم مؤسسة الرئاسة بإجراءات أولها القيام بتعديل وزاري محدودة، ولكن بالطبع لم يكن من بينها عودة قوش لمنصبه القديم، الذي أظهر من خلاله قوة وقدرات هائلة على ضبط إيقاع مؤسسات الدولة والعملية السياسية بصفة عامة ما جعل بعض القوة السياسية السودانية المعارضة تصنفه في خانة العدو الذي يصعب التعايش معه، بسبب الاعتقالات والاستدعاءات المتكررة لقادتها وكوادرها، وهذا ما جعل الكثير منها غير مطمئن للتواصل معه عبر قناة الحوار التي فتحها معها بعد مغادرته لإدارة جهاز الأمن لمنصب استشارية الأمن برئاسة الجمهورية التي كانت القشة التي قصمت ظهر أقوى رجال الإنقاذ وأطاحت به خارج السلطة، ليتجرع من ذات الكأس التي شربت منه القوى السياسية في حقبته الأمنية الأولى.
نظرة بحذر:
ينظر مراقبون بحذر للعودة رغم أن بعضهم يرى لأن عودته دلالة على رغبة الرئيس في زيادة سيطرة الجهاز الأقوى في الدولة على الراهن الاقتصادي بعد ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدهور الدخل وضعف القوة الشرائية في السوق، مع الاستفادة من علاقاته الخارجية الواسعة خاصة مع الولايات المتحدة وحلفائها من دول الخليج العربي، فيما يبدو أن الأهم هو رؤية قوى المعارضة لعودة الفريق قوش في التغيير الذي ظهر على شخصيته خلال التسع سنوات التي قضاها خارج المنصب وتحول فيها لسياسي وبرلماني وأبدى مواقف أقرب لنفس المعارضة داخل البرلمان تجاه بعض القضايا.
شعارات متباينة:
ترى أمينة المرأة بالمؤتمر الشعبي د. سهير صلاح في الفريق قوش شخصية مؤهلة ومتخصصة، وقالت سهير خلال حديثها مع (الصيحة) أن الاحتكاكات التي حدثت سابقاً بين قوش وأعضاء حزبها سببها أنهم كانوا يرفعون شعارات إسقاط النظام وهي شعارات مضادة للتي يعمل من خلالها قوش كمدير لجهاز الأمن مهمته حماية الدولة. وتضيف سهير للصيحة لكن الآن نحن في مرحلة وحوار أفضى لوفاق وطني، مضيفة أن الفريق قوش يتمتع بدرجة عالية من الذكاء والحنكة السياسية التي تمكنه من استيعاب متطلبات مرحلة الوفاق خاصة أنه كان قد بدأ حواراً مفتوحاً مع القوى السياسية المعارضة إبان فترة وجوده في مستشارية الأمن، وبحسب سهير فإن ذلك يدل على أنه (قوش) رجل يتمتع بحس سياسي عالٍ ويعرف كيف يستقطب الآخرين بذكاء للدخول في دائرة السلام والوفاق الوطني، منوهة أن تلك هي متطلبات المرحلة التي هي مرحلة تحول كبير والاستعداد لما قبل انتخابات (2020م) وزادت سهير بأن قوش والذي هو عضو بالبرلمان ينتظر منه الاسهام في متطلبات المرحلة الحالية التي بها كثير من البشريات عكس المرحلة السابقة التي كان فيها موقفنا بالشعبي وقتها يختلف عن موقفه، منوهة إلى أن البيئة السياسية الآنية وضعها مختلف تماماً وبالتالي يجب أن يكون التعاطي معها من جميع الأطراف حكومة ومعارضة مختلفاً.
احتكاك إيجابي:
عادت سهير للإشارة إلى أن قوش عاد إلى هذا المنصب من مقاعد البرلمان التي تصقل العضو وتجعله مدركاً لأهمية التشريع والرقابة والشفافية، قاطعة بالقول أنه اكتسب من خلال وجوده في البرلمان هذه الجوانب إضافة إلى أن صلاح قوش حدث بينه وبين كثير من القوى التي كانت في الصف المعارض احتكاك إيجابي في الفترة الماضية مما ستجعل الجميع على ثقة بأنه سيبدأ صفحة جديدة، ولفتت سهير إلى ضرورة أن يسهم (قوش) في تعديل قانون جهاز الأمن بصفته نائب برلماني حتى يصبح الجهاز أكثر تخصصية لإنجاز مهامه في المرحلة القادمة التي وصفتها بالمختلفة في تاريخ السودان.
صعوبة التكهن:
التهكن بما يحدث في ظل التغيير المفاجئ في قيادة جهاز الأمن بذهاب الفريق محمد عطا. إنه رجل أظهر كفاءة في حدود المهام المكلف بها، يبدو صعباً كما يرى المحلل السياسي د. عبدالله علي إبراهيم الذي يضيف في حديثه لـ(لصيحة) بأن ما يجب الاتفاق عليه كمحللين وقوى سياسية أن قوش الذي أعيد تعيينه هو ليس قوش الأول، مضيفاً بأنه لا يتوقع قيام قوش بمحاولة إعادة دوران العجلة للوراء لأنه يستطيع ذلك، وزاد عبد الله بقوله: “نأمل من الدرس الذي تلقاه في الفترة التي قضاها بعيداً من المنصب وهي فترة صعبة تعرض فيها لاحتكاك خشن مع الأمن نأمل أن يكون قد استفاد منها بأن يجعل الأمن غير آمن (المعاركة والمداهمة والكبت). وزاد بأنه إذا جاء بروح الثأر فإنه سيعد فشلاً كبيراً له.
دائرة الحريات:
فيما رأى حسن عبد الحميد الأمين السياسي للإخوان المسلمين وعضو المجلس الوطني، خلال حديثه مع (الصيحة) أن القرار الذي أصدره رئيس الجمهورية بتعيين الفريق صلاح عبد الله (قوش) مديراً لجهاز المخابرات الوطني كان مفاجئاً للكثيرين بعد السنوات التسع التي قضاها بعيداً عن المنصب منذ إعفائه في العام 2009م. وأشار حسن إلى أن ما يهمهم كقوى سياسية في هذا القرار أن تتسع دائرة الحريات في المرحلة القادمة بعد تعيين الفريق قوش؛ وأن تجتهد الحكومة وفي مقدمتها جهاز الأمن والمخابرات الوطني في توسيع دائرة الحريات وتضييق دائرة الاعتقالات بدون محاكمة عادلة.
انفراج وتغيير:
فيما توقع عضو قوى الإجماع الوطني الخبير القانوني نبيل أديب بأن تشهد المرحلة القادمة بعد عودة قوش حدوث انفراج وتغيير في السياسة الأمنية للأفضل. وقال إنه استند في توقعه هذا على أن قوش رجل مهني ولديه معلومات كبيرة في الأمن والسياسة.
وأضاف نبيل للصيحة أن الأمن ليس من مصلحته الدخول في صراعات مع القوى السياسية والمعارضة السلمية التي تشكل ضمانة لعدم حدوث التغيير السياسي العنيف الذي يدفع ثمنه الجميع، متوقعاً ومن واقع معرفة قوش بالواقع السياسي وما يحيط به أن يقود الأمن في اتجاه أن تكون مهامه مقتصرة في واجباته الدستورية دون الدخول به في الصراع السياسي الحزبي. وجزم نبيل بعدم جنوح قوش إلى ما أسماها بالفظاظة في التعامل، كما كان سابقاً.
رسالة للخارج:
بينما يرى رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة القومي محمد المهدي أن عودة صلاح قوش لرئاسة جهاز الأمن هي رسالة للخارج وليست للداخل، وعن توقعاته للتغييرات التي سيعود بها قوش. قال المهدي للصيحة إنهم يرون أن الأجهزة الأمنية مهما طرأ عليها تغيير فهي تمثل سياسة الحكومة التي لا تريد أن تنفذ حتى قوانينها التي صاغتها، وزاد بأن جهاز الأمن معني بالاعتقال وكبت المعارضة، وأنهم لا يتوقعون تغييره لهذا النهج والذي ظلت تتعامل به الحكومة معهم. وختم المهدي بأن التغيير والانفتاح المتوقع يعود به قوش موجه للخارج وأن القوى السياسية ليست معنية به.
الصيحة.
لا ذكاء ولا غباء
السؤال الذي لم يطرحه أحد لماذا قبل بوش المنصب
الجواب يعلمه الجميع الانقاذ هي حكومة المحاصصات
وتوزيع الثروة وفقاَ لدورك في تأمين النظام
ويتم تحقيق المصالح الشخصية الثراء ومساعدة ذوي القربى
حيث اصبح المنصب الحكومي هو ملجأ الاهل والاقرباء لمواجهة
الضائقة المعيشية لقد أصبح الفساد عرفاَ اجتماعياَ
دائماً هناك كروت محروقة وكروت يمكن استخدامها
و تستطيع الإنقاذ الشراء لكثرة العرض
كما تحترق الكروت لكثرة التنافس
فساد في فساد
عودة بوش هي صفقة فساد
و سيتضح ما تم شرائه وما تم بيعه
لا ذكاء ولا غباء
السؤال الذي لم يطرحه أحد لماذا قبل بوش المنصب
الجواب يعلمه الجميع الانقاذ هي حكومة المحاصصات
وتوزيع الثروة وفقاَ لدورك في تأمين النظام
ويتم تحقيق المصالح الشخصية الثراء ومساعدة ذوي القربى
حيث اصبح المنصب الحكومي هو ملجأ الاهل والاقرباء لمواجهة
الضائقة المعيشية لقد أصبح الفساد عرفاَ اجتماعياَ
دائماً هناك كروت محروقة وكروت يمكن استخدامها
و تستطيع الإنقاذ الشراء لكثرة العرض
كما تحترق الكروت لكثرة التنافس
فساد في فساد
عودة بوش هي صفقة فساد
و سيتضح ما تم شرائه وما تم بيعه