ولاية فى الثلاجة !!

يبدو أن الاخ حاتم الوسيلة ، اراد ان يحافظ على ولاية نهر النيل كما وجدها دون اضافات تذكر وتحسب فى سجله من حيث التنمية واصدار قرارات تصب فى صالح المواطن ، لتحسب كشامة فى جبين عهده وطفر يمكن ان يذكرها أهل النيل فى مقبل الايام اسوة بحكام ومحافظين سابقين جدا وليس ولاة .

فالوسيلة اختار من الطرق أسهلها ، وبرز ذلك جليا فى تشكيلة حكومته التى جاءت متوافقة تماما مع بطء حركة دولاب العمل بتناسق تام فى السير بحزية واحدة كما تقول العسكرية ، وبخطوات تنظيم اقرب لمحلك سر ، أو كما كنت ، وبفهم حديث لمقولة ماوجدته هنا اتركه هنا!

المهم فى الامر طيلة الشهور الماضية منذ تعيين الرجل الذي استبشرنا خيرا بمقدمه ، لم تشهد الولاية تحركا ملموسا على الارض واضح للعيان يمكن أن يحسب إضافة للولاية ، وفترة تحسس الملعب قد طالت دون الدخول فى اجواء المباراة ، ويمكن ان نطلق على الفترة الماضية كثيرا من الزيارات قليلا من العمل ، حتى على مستوى الكوارث التى حلت بالولاية من اسهالات مائية ومخلفات التعدين واخيرا مشكلة مياه الدامر ، لم نسمع تقريرا واحدا او تصريح رسمي قبل او اثناء او بعد انجلاء هذه الكوارث التى حبست انفاس الولاية من اقصاها لالاقصاها ، دون بينما حكومتها ببرود اقرب للتجاهل أو قل صمت القبور.

فمعظم الوزراء والمعتمدين لا ذكر لسيرتهم ، آثروا الصمت ويبدون أقرب لضعاف الخبرة منها للمنهجية والتأنى غير المحمود ، والذين بوجودهم خيمت على المحليات والوزارات حالة اقرب للموت السريري ، اذ لا يستطيع أى مواطن الحديث بقوة عين عن انجازات المعتمد الفلانى او الوزير العلانى ، لأنه يدري تماما ان حديثه مرود اليه لن يقبله عقل طالما لم ترى تلك الانجازات عين.

فمواطن الولاية شبع حد الاكتفاء من الزيارات والاشادات والصور التذكارية والتصريحات التى لاتحمل له خبزا ولا علاجا ، بل مزيدا من المفردات الجوفاء التى لاتخرج من لاتبتعد من تحسس الكرسي كثيرا.

ففى الوقت الذي تعانى فيه الولاية من نقص واضح فى معدات المستشفيات واجهزتها وكادرها ، يرحل يوميا عشرات المواطنين الى الخرطوم لتلقى علاج لاتتوفر اجهزته فى الولاية التى استوطنها السرطان والفشل الكلوى اللذين شاركا كل الاسر فى حياتها كحمل ثقيل يضاف الى فواتير الغذاء والتربية وستر الحال ، رغم كل ذلك تستورد الولاية سيارات بمليارات الجنيهات تضاهى سيارات شيوخ دبي الذين اكملوا واجباتهم تجاه مواطنينهم حد الرفاهية ، بينما شيوخ نهر النيل وحكامها لايتعدى واجبهم قطع ثلاثمائة كيلو متر تطوى اسبوعيا للتوقيع فى دفتر الحضور.

فالجمود الذي تعيشه الولاية منذ الصيف الماضى ليس بياتا شتويا سينتهى بحلول مارس كما الشتاء بل هو دخول الولاية فى ثلاجة عالية البرودة اسمها حكومة الوسيلة.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..