مقالات وآراء

الوَاجِـمُ فِي رحيـلِ المكِّي

شعر : جمال محمد ابراهيم

+++++
وَجـَمَــتْ حَـمَـامَـتـُنـا وَبَـحَّ هـَــدِيْــلـُهـَـا
فـي لـيــلـةٍ ظـلـمَــاءِ غَــابَ مَـثـيْــلـُهَــا
شَـجَـرُ الطـريْـقِ تَـيـَتـمَـتْ أغـصَــانُـهُ
وَبكَـى عَـلى يـبـسِ الـتـُّمــوْرِ نخـيْــلـُهَـا
هـَـبّــتْ نـسَــائـمُهَـا عـلـى بُـســـتـانِـهـَا
مَـا بالـهَـا انصَرَمتْ وَغَـاب عـلــيــلـُهـَا
وَسَــحَائـبٌ مَـرَّتْ بـشـمـْـسِ نـهَـــارِنَـا
لـمْ يـرْوِ ذابـلـةَ الــوُروْدِ هُـطـــوْلـُـهَـا
يَا لـيـلـةً عَـصَـفـَـتْ بأقــمَــارِ الـدُّجــَى
وَغـشـَى لـتسْـهِـيْـدِي عَـلـيَّ طــويْـلـُهَـا
مَـنْ ذا يُـحـــدِّث نَـفــسَــه بـوَداعِــهَــا
إلا لِـمَــنْ أوحَــى الــوَداعَ رَحـِـيْـــلـُـهَــا
مِــنْ بَـارِقٍ يَـصِــلَ السَّــمَـاءِ بـبَـــارقٍ
فَـيَـهِــلَّ مِـنْ بـَيـْـنَ السَّـــديْـمِ أصِـيْـلـُـهَـا
يَـا مـَــن يـودِّع أمَّـــــةً بـقـَـصـيـْــــدةٍ
أيودَّع الـنَّجـــمَ الـمُضِـيءَ سُـــهَـيْـلُـُهَــا
مَا اسـتعـصَتْ الكلـمَـاتُ في تلـمـيـحـِـهَـا
وَعَـصَى عـلى أهـْلِ الحِـجَــا تـأويـلـُهَـا
قـالَ الـمُـغـَــادر انـعـِـمُــوْا بـخَــرَائــبٍ
لكُـمُـو كـثـيـرُ كُــنـــوزِهـا وَقــلـيْــلـُهَــا
فَـَـتـكَــتْ بـأقـــــدارِ الــزَّمـَــانِ نَـوَازِلٌ
شَــــهِـِدَ الـدَّمـارَ جَـريحُــهَـا وَقــتـيـْـلـُهَـا
أتكون أمَّـتـكَ التي أحبـبـتهَـا يَـا شـاعِـري
في الجُـبِّ غَـرقـىَ وَانـطـفـا قـنـدِيْـلـُهَـا؟
وَلـمَنْ سـتترك برتـقالـك وَالرَّحِـيـْقَ البِكْرَ
مِـــن شَـــــجـٍرٍ ٍ سَــــبَـاكَ جَـمِــيـْـلـُـهــَا
لنْ تترك البُستان إذ لـكَ وردةٌ في قـلـبـهِ
وَلـكَ الحَـبـيـبـةُ مِـثـلـمَـا لـكَ جِــيْــلـُهَـا
وَلـكَ الـغِــنــاءُ الـمُـستجــيـْش مَـحَــبَّــةً
لـلنـيـلِ للأرضِ الـرَعـتـكَ سُــهُـوْلـُهَـا
وَلـكَ ابـتـداءاتٌ لِعـَـزَّةِ حـيْـنَ يَـشـــدوْ
بالـلـحُــونِ الـزّاهـِـيـَاتِ “خــلـيْــلـُهَــا”
لِـمَنْ ستتركهُ قِـطـارَ الغَـربِ في قُضبـَانِهِ
عَجـَـلاتـُهُ انكَسَـرَتْ وَضـَـاعَ صَـلـيْـلـُهـا
سَـترَى جُمُوْعَ الضّاربيْنَ طوْبَ الأرضِ
والـتَـبَسَتْ عَـلـيْهِـم في الـرَّحيْـلِ سَـبـيـلـُهَـا
كُلُّ الدِّيارِ تشَـابَهَـتْ عـند الدُّجَى أطـلالـُهَا
لمْ يَهْـتـدِ للعَامـريةِ في الخِـباءِ خَـلـيـلـُهَــا
لا لــنْ تُـوَدِّعـَــنـَـــا فَـظـــلـُّـكَ وَارِفٌ
رحـبُ النّـضَـارةِ وَالظـلـيـلُ خَـمـِيـْلـُهَـا….
++++++
اكتوبر -٢٠٢٤

‫5 تعليقات

  1. يا سيادة السفير مشاعر الناس بعد الحرب تغيرت و الناس فقدت كل شي فقدت ماضيها ،حاضرها ومستقبلها فقدت إرث ابائها و اجدادها ، بيوتها ، أسرها ،جيرانها وحبائبها و مدافنها ، ، حواسها ، عقولها ، قلوبها ،، ، (فقد الشباب مستقبله و مدارسه و جامعاته )بحيث ان مشاعرها لم تعد تتاثر بفقدان فرد ولو كان شاعر ، اديب او حتى رسول الناس عاوزه من يعيد لها عقولها وقلوبها و حواسها باستعادة الأمان لها اولا وبعد ذلك لتستمع لقصيده رثاء في فلان وعلان ،والله يرحم موتى الحرب ويعيد للناس ما فقدوه ليحسوا بفقدان ودي المكي وغيره( الله يرحمه)

    1. حتى لو صح كلامك يا magdy، فهو في غير محله. ستبقى هذه القصيدة علامة كبيرة في موضوعها

    2. لكأنك يا عزيزي لم تقرأ وتستوعب معاني القصيدة…أو لعلك عرفت أنها في عزاء رمز من رموز الوطن، فعزفت عن قراءتها وان فعلت لكنت أدركت أن القصيدة قالت عما أوردته في تعليقك…

  2. كلمات رائعة ومعبرة وشجيه تخترق الوجدان والحنين لوطن معافي وشعب متسامح سعادة السفير جسدت كلماتك الرقيقة ما نتمناه للسودان وشعبه من ان ينعم بالسلام والتوحد

  3. كلمات رائعة ومعبرة وشجيه تخترق الوجدان والحنين لوطن معافي وشعب متسامح سعادة السفير جسدت كلماتك الرقيقة ما نتمناه للسودان وشعبه من ان ينعم بالسلام والتوحد رحم الله شاعرنا المكي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..