المؤتمر الشعبي ومحاولات اختطاف السلطة والحزب الحاكم

حسن الحسن
في عام الفين وثلاثة عشر كنت اجري حوارات هاتفية مسجلة من وقت لأخر مع الأستاذ كمال عمر القيادي في المؤتمر الشعبي لراديو سوا في واشنطن كان ينتقد حينها بحدة القيود المفروضة على الحريات الاساسية وحرية الصحف وتكميم الافواه وممارسات الدولة البوليسية ويرى ان الحديث عن الحوار الوطني في ظل وجود هذه القيود الاستثنائية لامعنى له ولا ينم عن عدم جدية من قبل المؤتمر الوطني بل هو محض تلاعب لكسب الوقت من قبل النظام كما يسميه .
هو نفس كمال عمر الذي يقول الان عكس ذلك تماما دون حرج ودون أن تكون هناك أي متغيرات قد طرأت على المشهد السياسي إلا من تغيير المؤتمر الشعبي لاستراتيجيته في التعامل مع غريمه الوطني لأن الشعبي كما يرى معظم السودانيين لم يكن أصلا نصيرا للحريات الأساسية او معنيا بالحقوق المدنية باعتبار أن مكوناته السياسة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الانقلاب على النظام الديمقراطي فضلا عن كونه كان محركا للسياسات وصانعا ومنفذا لها في أسوا سنوات الإنقاذ والتمكين الأولى التي ابتدعها وصاغها الترابي والتي نكلت بالمواطنين ودولة القانون وبالمعارضين وبالحريات وحولت موارد الدولة لصالح الحزب والمجموعة الحاكمة وأدخلت البلاد في نفق مظلم.
كان ملفتا جدا ان يدعو الرئيس البشير، الشيخ إبراهيم السنوسي في اجتماع مائدة الحوار بقاعة الصداقة أن يفتتح الجلسة بآيات من القرآن الكريم رغم أن السنوسي لا يجيد تلاوة القرآن بصوت طلي .
هو نفسه الشيخ إبراهيم السنوسي الذي يقف في حالة من الاستنساخ خلف الترابي ليتحدث اليوم عن المؤتمر الوطني كعاشق تملكه الوله بمعشوقه داعيا للالتفاف حول الرئيس البشير ومحذرا المعارضين من مغبة عدم الاستجابة للحوار والممانعة ومحرما تدخل الخارج في شان السودان الداخلي. غير أن رأي السنوسي في المؤتمر الوطني والنظام يرأسه الرئيس البشير مختلف بدافع أسباب الصراع بين الفصيلين فقد سئل السنوسي في حوار مع صحيفة المجهر تحديدا في 13/2/27عن خلافهم كمؤتمر شعبي مع المؤتمر الوطني وعن إمكانية الوحدة او التصافي بينهما فقال للزميلة التي اجرت الحوار :
” اختلفنا على مبادئ جاءت في القرآن? الحرية والشورى? والحرية والشورى غير متوفرة الآن.. اختلفنا معهم على ضرورة الطهارة والعفة في اليد.. والآن ما يزال الخلاف قائماً، بل العكس، أصبح الفساد في النظام وفي رموزه يعرفه كل الشارع.. اختلفنا معهم على أنهم أداروا قضية الجنوب وحدهم دون إشراكنا، وكانت النتيجة اتفاقية (نيفاشا) التي يحصدون الآن آثارها السالبة.. الآن الوضع أكثر سوءاً، والنظام أكثر ضعفاً، والناس كلهم يرون أن النظام يسير نحو السقوط، فليس من عاقل بعد كل هذا يرى الدخول في هذا النظام.
– المؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم.. والآن (حرية مافي، شورى مافي، موجود الفساد وغلاء المعيشة.. يعني فقط أنا أمشي أتصالح معهم عشان أتونس معاهم يعني؟”
وأضاف السنوسي في حواره مع صحيفة المجهر موجها حديثه للصحفية ”
” قلت ليك هذا النظام غير قابل للإصلاح من الداخل، كيف أصلح إذاً (مافي حرية مافي شورى.. إذا رموزه فاسدين كل أنواع الفساد).. كيف أصالح، وهو الآن يقتل في جنوب كردفان ويقتل في… يعني واحدة من حكم الله تعالى التي ألهمنا إياها أن خرجنا من هذا النظام، والآن لنا أكثر من (12) سنة? لو كنا معه الآن لحُسب علينا هذا كله”
لكن السنوسي الآن يقول عكس ذلك تماما رغم أن شيئا لم يتغير وما كان قد اثاره في ذلك الحوار هو نفسه ما يثيره الممانعون من الجلوس إلى طاولة الحوار على الأقل فيما يتعلق بضمان الحريات الأساسية ووقف الحرب وترتيباتها بالإضافة للضمانات الإجرائية التي يتطلبها الجلوس للحوار لضمان تنفيذ نتائجه مما هو معلن.
إذا ماالذي حمل المؤتمر الشعبي على تغير اتجاهه مئة وثمانين درجة ليطلب ود المؤتمر الوطني ويبدي له فروض الولاء والطاعة ويكون داعية للحوار ومناهضا لتدخلات الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي رغم أن أكثر من ستون اتفاقا وقعته الحكومة مع اطراف خارجية او برعايتها حول الشأن السوداني ورغم أنه لم يتغير شيء يذكر حتى الآن على الأقل حسب رؤية المعارضين.
معلومات كثيرة متداولة تؤكد أن الشعبي قرر تكرار سيناريو الانخراط والتنسيق مع المؤتمر الوطني على غرار تجربته مع نظام نميري وهي التجربة التي حدد أهدافها في إعادة البناء التنظيمي والاقتصادي في تعامله مع الوطني حتى يتمكن من الاستعداد للانقضاض على النظام القائم مع اختلاف وتنوع الوسائل في تعامله مع المؤتمر الوطني ويستند في ذلك إلى عدة قراءات أهمها :
أنه يرى ان المؤتمر الوطني فقد كثيرا من الكوادر والقيادات الاسلامية والتنفيذية ويعاني من ضعف وعجز وخلل تنظيمي ويمكن لهم بحرفيتهم السياسية والتنظيمية ان يحدثوا اختراقا يسهل لهم مهمة الانقضاض عليه ووراثة السلطة مجددا خاصة وان للشيخ الترابي ثأرا لن ينساه مع تلاميذه الذين تآمروا عليه وجمدوا دوره لسنوات عديدة . وكأن قدر السودانيين أن يظلوا كالمستجير من الرمضاء بالنار .
ثانيا أن قضية الحوار الوطني تشكل مناسبة نادرة لتحقيق تلك الأهداف لابد من استغلالها بذكاء من خلال تبنى الحوار والتحرك من خلاله لتحقيق تلك الأهداف .
ثالثا العمل على محاولة استمالة الرئيس والتقرب إليه بأرسال رسائل واشارات تطمينية وتبنى شعارات مشتركة ، ويعتقدون أن ما مكنهم من تحقيق تلك الأهداف في ظل سلطة الرئيس نميري التي حصدوا ثمارها في الثلاثين من يونيو سيجعل المهمة أكثر سهولة مع الرئيس البشير الذي تربطهم به أرضية مشتركة وإن اختلفت الطموحات ورغم تاريخ خصومة المفاصلة ولو الى حين لتحقيق أهدافهم .
أما الهدف العام المعلن هو ان هناك استهدافا للإسلاميين في المنطقة العربية وأن السودان آخر مستوطنات الإسلاميين في المنطقة ولابد من تأمين سلطة الإسلاميين في السودان بنسخة جديدة وفق رؤيتهم والاستفادة من الأخطاء التي ارتكبوها برفع شعارات المرحلة لتفويت الفرصة على جميع المعارضين ومن يصفونهم بالعلمانيين الذين يحملونهم مسؤولية وئد النظام الديمقراطي وما تبعه من انتهاكات تطوقهم اتهاماتها في الفترة التي كان الترابي يلعب فيها دور الحاكم بأمره كمحرك أساسي لصنع السياسات القمعية والاقصائية ضد الخصوم السياسيين في العشر سنوات الأولى المفعمة بالظلم والظلام.
في ظل هذا السيناريو سيحرص المؤتمر الشعبي على المشاركة مع المؤتمر الوطني في مشاهد التعبئة والتنسيق تحت مظلة الحركة الإسلامية برئاسة الزبير محمد الحسن حسب الموقف المطلوب حيث بدأت أولى هذه المشاهد بتحذيرات الأمين العام لتنظيم الحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن، من ما وصفه بالمؤامرة التي تحاك ضد السودان، وأكد ضرورة التأهب والاستعداد لحسمها بفتح معسكرات التدريب وتهيئة المجاهدين، منادياً بالوحدة الداخلية وتراص الصف، بجانب تقوية البناء القاعدي للحركة الإسلامية..
ووجه رسالة إلى المعارضين بالخارج من السودانيين الذين وصفهم بالمتعاونين مع أعداء البلاد، بأن لا جدوى من تلك الأعمال وإنما الحل في الحوار بين كل السودانيين بالتراضي ورعاية مصلحة البلاد بعيداً عن الأجندة الخارجية ” . وكأن الخلاف هو حول جدوى الحوار وليس كيفية الحوار.
وأكد أيضا بوصفه المرجعية الإسلامية للمؤتمر الوطني حرص الدولة على إنجاح الحوار الوطني “رغم تلكؤ المتلكئين”، مشيراً للجهود المبذولة والأخرى التي يمكن أن تقدمها الحكومة، محزرا مما وصفه بالمؤامرة التي تقف في وجه البلاد “ما يتطلب التأهب والاستعداد لحسمها من خلال فتح المعسكرات وتهيئة المجاهدين والصف المتراص والوحدة الداخلية وتقوية البناء القاعدي للحركة الإسلامية.
ويبقى السؤال هل سينجح المؤتمر الشعبي في مساعيه لاختراق واختطاف المؤتمر الوطني بغية وراثة السلطة من غريمه حسب زعمه وعزمه تحت شعارات الحوار الوطني ؟. أم أن الرياح لا تجري دوما بما تشتهي سفن الترابي.
هل سينتهز الرئيس البشير هذه اللحظة التاريخية بالاستجابة لجميع مطالب المعارضة الإجرائية وبالانفتاح على المجتمع الإقليمي والدولي لتحقيق حل سياسي شامل وعادل يعوض سنوات الهدر السياسي والاقتصادي ويضمد الجراح ويعيد النازحين والمهاجرين لتجاوز سنوات البؤس والشقاء والقمع أم ام هو المصير المجهول .
[email][email protected][/email]
يعني صمنا 26 سنة لنفطرنا على بصلة؟
لا هذا و لا ذاك ! صناعة المستقبل و التاريخ لا تسير حسب المخططات خاصة اذا كانت المخططات لفوائد شخصية و تقوم على ركائز غيبيه و غبية لا تتسع لفهم مجريات العصر. و الذين يقومون بها كمثل الحجاج:- ان امير المؤمنين ، اطال الله بقائه!.نحن حفظنا الدرس و ان غدا لناظره قريب. و نقول لهم يوم يفر المرء من ابيه و صاحبنته و بنيه يطرق الابواب في عنف و زمجرة و هدير الرياح يكاد يصل هدفه.
لقد جرب الترابى كل “الطرق والوسائل السلمية” للخلاص من البشير وفشل وهو يعرف فى قرارة نفسه ان الطرق السلمية لا تنفع وليس استعماله لهذه الطرق عن قناعة وايمان بجدواها , بل هو جهد العاجز الذى يصبر لينتهز الفرصة المناسبة ليضرب ضربته وهو يؤمن بأن الضربة لا بد ان تكون قاضية ” اى الموت ” وهو فى هذا لا ينقصة شئ فهو من افتى بكل ما يحصل الأن من مفاسد . امرا ثانيا : فى حسابات الترابى فى انه لو تمكن من الأطاحة بالبشير فلن يلتف الشارع حوله لأنه يتحمل كل سؤآت هذا النظام وهو آثر الأنتظار حتى تستوى الطبخة وذلك بأن يصل الشعب فى نقطة لا يمكن بعدها الأنتظار , عندها يضرب الترابى ضربته القاضية وهى قتل كل قادة النظام الفاعلين لكسب بعض تأييد الشعب حتى يغفر له ما فعله .
انا اشك انه الترابي ده بشر، احلف انه شيطان متجسد في شكل بشر، والدليل انه لسه عايش كانه ابن عشرين عام
صورة تعبر عن ماضي كان لكل منهما نوايا في قلبه، الترابي كان يعتقد بانه قد اتى باراجوز او طرطور حتى يكون في الواجهة وهو يقوم باخراج المسرحية الاسلامية العالمية، ولكن طارت اوراق السيناريو في الهواء وتشتتّ، وخرج الممثلون عن النص، وصار الاراجوز كائناً حياً له ميول في السلطة وله رغبات حتى في التمثيل والاخراج وفي كتابة السيناريو، وصار المخرج الكبير عاطلاً عن العمل بعد انه قام الاراجوز بطرده من خشبة المسرح وانفرد بالاخراج والتمثيل وكتابة السناريو والصوت والصورة والميكاج وحتى بكل تفاصيل التمثيل.
ناس الحركة الاسلاموية ناس ميكافيليين وبراغماتيين اى شىء يوصلهم للسلطة والثروة بيعملوه وكلام كمال عمر والسنوسى ما تستغربوا ليه هم لمن قاموا بانقلابهم كان الوضع السياسى هو كالآتى اقتناع من كل المكونات السياسية عدا الجبهة الاسلامية القومية بعبثية الحرب وان لا منتصر فيها والاتفاق على وقف اطلاقف النار او العدائيات وعقد مؤتمر قومى دستورى للحوار والاتفاق والتراضى لكيفية حكم السودان فى جو من الحريات العامة وان الوضع الاقتصادى والسياسى لا يمكن ان يتغير للاحسن الا بهذه الترتيبات ويجوا هسع يتكلموا عن الحوار والحريات الخ الخ الخ وهم قد قبروه فى 30/6/1989 وفعلوا ما فعلوا من احالة للصالح العام واعدام ناس العملة وضباط رمضان بدون محاكمة وتعذيب المعارضين الخ الخ والتمكين لعناصرهم ليس فى مجلس الوزراء فقط وهذا من حق اى حكومة منتخبة ولكن حتى فى المستويات الدنيا من الخدمة المدنية والعسكرية وعاملوا الشعب السودانى بمنتهى القسوة لم يعاملهم بها المستعمر التركى او البريطانى وهم لا يتصوروا ان يحكم السودان اى واحد غيرهم ووقفت معهم الحركة الاسلاموية العالمية ورجالها العاهرين الداعرين القذرين السفلة والله على ما اقول شهيد لم تهتز لهم شعرة لقتلى السودانيين من اخوانهم فى السودان او قطع ارزاقهم وكان اهل السودان هم من الكفرة الفجرة ولكنى اقول وبالصوت العالى ان الحركة الاسلاموية سودانية او عربية او عالمية هى القذارة والوساخة والعهر والدعارة والكذب والفجور تمشى على قدمين اثنين والله على ما اقول شهيدانهم من طينة قذرة نتنة حظيرة الخنازير اشرف واطهر منهم ومن الاسسوا هذه الحركة الواطية!!!