الاستثمار في الاستحمار

الاستثمار في الاستحمار
حسن وراق
§ وأنا أشاهد نشرة تلفزيون السودان ، مساء أمس الأول قفز إلي ذهني المثل المصري الذي يقول (( اللي يعزم علي بنتو ما حتتجوزش )). بثت النشرة خبر الملتقي الاستثماري لرجال الأعمال القطريين ووزراءنا في الصناعة والزراعة والتعدين والنفط كل ينافس بعضه في عرض الفرص الاستثمارية لوزارته أما رجال المال القطريين الذين علت الدهشة وجوههم ولسان حالهم يقول (( الوزراء شخصيا ؟؟ مش معقول!! )).
§ ملتقي الاستثمار القطري السوداني كشف حقيقة الاستثمار ولأسباب الحقيقية من وراء فشل مشاريعه . هنالك قضايا رئيسية تقف عائقا أمام إقبال المستثمرين مثل قانون الاستثمار الذي لم تتم إجازته ولم يتوصل فيه إلي صيغة تغري المستثمرين وتضمن للدولة مكاسب مضمونة بالإضافة إلي عدم وجود خارطة استثمارية مجددة وضعف الترويج الاستثماري.
§ علي الرغم من وجود وزارة للاستثمار إلا أن المجلس الأعلى للاستثمار يعتبر هيئة قائمة بذاته يتبع لرئاسة الجمهورية خلق العديد من الاختلال والتقاطعات في الاختصاصات وجعل من الاستثمار في السودان توجه سياسي وليس اقتصادي . الوفد الاستثماري القطري ومستثمرون كشأن بقية المستثمرين العرب والأفارقة والأسيويين الذين يفدون بصورة روتينية دون تسليط هالات إعلامية عليهم وهذا وحده يثير الكثير من علامات الاستفهام .
§ الوفد الاستثماري القطري الزائر جاء إلي السودان عقب زيارات متعددة لرئيس الجمهورية لدولة قطر تبعتها زيارتين للنائب الأول ومساعد رئيس الجمهورية والاهم من ذلك أن الوفد القطري جاء بعد النقد العنيف الذي وجهه أمير قطر لحكومة الإنقاذ طالبها فيه أن تنتهج نهجا مغايرا للسياسة التي جعلت من السودان دولة معزولة داخلية وسط القوي السياسية وخارجية بين دول وشعوب العالم .
§ المستثمرون القطريون لم يأتوا الي السودان ( عشان خاطر عيوننا ) إنهم يعرفون عوائق وبروقراطية الاستثمار وصادف مؤتمرهم ، قيام السلطات في الكاملين بالقبض علي مدراء مصانع الباقير غير الفساد الاستثماري الذي يديره النافذون . انهم يبحثون عن فرص توفر لهم عائد أسرع ومضمون لاستثماراتهم مثل ما فعله المستثمرون الاسيويون والعرب الذين استغلوا كل ميزات الاعفاءات الاستثمارية وغادروا البلاد بعد ان نهبوها دون ان يتحقق لنا العائد الأستثماري .
§ كل هذه الزيطة ( القطرية) والتي قوامها 95 رجل اعمال قطري حجم استثماراتهم مليار وسبعمائة مليون دولار هذا المبلغ الضئيل يحوز عليه ابناء النافذين من (طرف ) غير (المغطي وملان شطة ) . حصيلة كل هذه الهيلمانة مشروع زراعي واحد في بلد زراعي وما تبقي مخصص للعائد السريع في قطاعات غير انتاجية مثل الصرافات للمضاربة والعقارات ولحوم الذبيح وليس تنمية الثروة الحيوانية . تمخض جبل الملتقي الاستثماري القطري السوداني فولد ولا حاجة .
الميدان
لو تسمعوا الحكاوي والنوادر المضحكة التي يتبادلها اهل الخليج في مجالسهم عن الأستثمار في السودان لتحسرتوا علي سمعة السودان التي يوماً ما كانت مثل الذهب ان لم يكن الماس ؟؟؟ ان معظم المشاريع والشركات الناجحة في الخليج كان ورائها خبراء وأقتصاديين سودانيين يعتدون بعلمهم وكفائتهم المشهود لها ويجبرون من حولهم علي احترامهم لعزتهم وكرامتهم الفطرية؟ انهم الآن يتسائلون ماذا حدث للزول ؟؟؟ وماذا حدث لوزرائه الذين اصبحوا يتحلقون حول كل من لبس قطرة او عقال ويسمونه شيخ ويعتقدون انه صيدة ثمينة (عربي مغفل )وكنز من الدولارات يتهافتون عليه دون كرامة او عزة نفس ولا يتورعون او يستحون من عرض خدماتهم حتي ولو كانت ضد مصلحة الوطن وكلمة حقي كم تأتي في اول لقاء ؟؟؟وعلي رأس هؤلاء اخوان الرئيس؟؟؟ المستثمرين في السودان هم اصحاب محلات الشاورما والباسطا من اتراك وشوام وغيره وهذا مايسمي الأستثمار الطفيلي الذي يستفيد ولا يفيد ؟ وكذلك البنوك حتي اصبحت الخرطوم عاصمة البنوك في افريقيا ؟؟وبالمناسبة انتبهت حكومة يوغندا لمثل هذا النوع من االأستثمار وهي الآن بصدد القضاء عليه ؟ام اثيوبيا التي اصبحت دولة جاذبة للأستثمار فلها قوانين ونظم مدروسة للإستثمار محددة المواعيد والرسوم اقصي موعد لإستلام الترخيص 4 ساعات وأعلي رسوم لا تزيد عن 35 دولار ؟ واقل مبلغ يجب ايداعه في البنك من قبل المستثمر الأجنبي لا يقل عن 100 الف دولار امريكي ويجب استقلاله بالكامل فقط للمشروع ؟؟؟وهنالك مشاريع غير مسموح للعمل فيها لغير المواطنين ؟وغير مسموح للبنوك الأجنبية بالعمل داخل اثيوبيا ؟؟؟ وتجارة اثيوبيا مع الأمارات تفوق ال7ونصف مليار دولار واثيوبيا تصدر الزهور والبن والخضارات والفواكه واللحوم وفي اخر تجمع تجاري بدبي اتفق الطرفان علي مضاعفة هذا الرقم ؟؟؟الهند ستقوم بعمل اكبر مشروع لزراعة القطن في افريقيا في اثيوبياتتبعها بمصانع للغزل لسد حاجة مصانع النسيج بالهند ؟ في الوقت الذي يفتي فيه طبيب الأسنان المتعافن بأن مشروع الجزيرة عبيء علي الدولة ؟المشروع المثالي الذي كان يمد كل مصانع الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بالقطن ؟ويحطمه بجرة قلم دون حسيب او رقيب ورئيسنا الراقص ومستشاريه لم يتسائلوا كيف كان هذا المشروع يمول السودان كله قبل ظهور اي ثروات اخري وفي عهدهم اصبح فاشل؟؟؟ والآن طبعاً زاد عدد المستشارين الوليدات اولاد العز الخبرا في الفتة ولعب البولو حانشوف حا يوجهوا الريس خريان ما دريان ) الي اين ؟؟؟الأمارات الغنية بالنفط غير مسموح للأجنبي امتلاك تاكسي ؟؟؟ واي عمل تجاري لابد ان يكون معك شريك مواطن ؟؟؟ وخلونا مع الشاورما والباسطة والفلافل ؟؟؟
الاخ ابن السودان واللة كلامك صح-ممكن تقابل واحد خليجي عادي(موظف-صاحب شركة صيانة عامة درجة خامسة يعني وضعو المادي ليس باكثر من الماكل والمشرب—-الخ)-بكل بساطة(بدون تحفظ) انا رايح السودان اقابل عمر البشير والا علي عثمان او اي واحد من الوزراء.بعضهم يقولها مفاخر والبعض الاخر يقولها مستخفا (واللة انا اذا رحت السودان لا اقابل الا رئسك ويجيني في المطار كمان).انا اتفق مع التواضع لا الوضاعة-مع البرتكولات الدبلماسية لا العشوائية-مع مصلحة وسمعة الوطن والمواطن لا المصالح الشخصية.