ديم النور وخور مقاديم>> حفيد النور عنقره: جدي (جاب) السلاح الناري للمهدية وقتل في القلابات

القضارف: عبد الجليل سليمان

خطوةً، وبالتالية عبرتُ السكة حديد، في طريقي إلى مكتب السيد النور علي حامد النور عنقرة، الذي بدأ والناس حوله يشكلون حلقة, وهو يتحدث عن هموم الترحيل والقومسنجية، كنقابي في جلباب (شيخ عرب)، غارقاً في (ونسته) وخارجاً من ضحكتة المُجلجلة، وداخلاً في ابتسامة حسيرة، انتزعناه إلى المكتب ففاض عرقاً وحكياً.

النور علي حامد في سودانيته الساطعة (حجماً وكيفاً) وبصوت عالٍ، مستخدماً يديه وتعابير وجهه تحدث بحب (بالغ) عن جده لأبيه (النور عنقرة)، وكان أكثر ما يتحدث عنه (النور) الحفيد من (خصال) جده هو حجمه الضخم وقوته الخرافية وعشقة للحرب، وعندما كان يتحدث عن ذلك كان يغمض عينيه وينفصل عنّا منخرطاً في حالة أشبه بالجذب الصوفي، أو كأنه يستعيد شريط سينمائي لفيلم أثير.

السلاح الناري

كان جدي النور عنقرة، جندياً في الجيش التركي وعمل مع الزبير باشا رحمة في (فشودة)، أطرق قليلاً وواصل: كان لهم جنود معروفون باسم (البازنجر) مُهابي الجانب، أشداء وأقوياء، وكان جدي النور عنقرة قائدهم قوي الشكيمة والعزم. كان في الجيش التركي، وأنضم للمهدية لاحقاً, انضم إليها في شيكان قادماً من بارا، ليس وحده بل برفقة سعد ود الزبير باشا، وجنودهما من البازنجر، و هو أول من أدخل السلاح الناري إلى الثورة المهدية، قبلها الجماعة كانوا ناس سكاكين وسيوف وحراب ونشابات ساكت .

ديم النور وخور مقاديم

يواصل الحفيد: أها الأسلحة النارية دي هي الحققوا بيها كل الانتصارات الباهرة دي، وما كدا وبس، الجماعة ديل وصلوا المسبعات ووداي في تشاد. بعدين جدي (عنقرة) جاء إلى القضارف، لأنو الخليفة رسلوا (دعم) لجيش الزاكي وحمدان، وجا من جهة الدمازين، طوالي عسكر هني في الخور الواقع بين ديم النور وسواكن دا، عشان كدا سموهو (خور مقاديم) وحي ديم النور دا كان جزء منه معسكر لجيش النور عنقرة، عشان كدا سموهو ديم النور على النور عنقرة، بعدها اتحرك بجيشو إلى كساب، ثم كومشتا إلى القلابات، وحارب الأحباش وانتصر، ثم رجع القلابات وقتل هناك ودفن في أم درمان.

ما بخاف من الخليفة

يستطرد (النور على حامد عنقرة): كان جدي قاهراً، لا عمل له غير الحرب، مرة في جماعة اشتكوه للخليفة وقالوا ليهو، النور ما بخاف منك ولا من المهدي ذاتو، ومرات ما بصلي، فأرسل الخليفة في طلبه على وجه السرعة، فظن إنها الحرب وامتطى فرساً مطهماً وتقدم ركب من خيول مقلدة أعنتها، صفونا، وعلى ظهورها جُند أولي بأس وشِدة، وفي باب الخليفة توقف، ومن على ظهر جواده سأل: خليفة المهدي الحرابة وين؟

لكن الخليفة باغته بأمر لم يكن يتوقعه: (شوف يا النور قالوا لي إنت ما بتصلي وما بتخاف من المهدي وخليفته) فرد (عنقرة): يا خليفة المهدي النية ما تناديني ليها، وانصرف.

زوجات كثيرات

تزوج النور عنقرة من نساء كثيرات، وله ذرية كبيرة، تزوج من أبي روف، كسلا، القضارف (غبيشة)، الدمازين، والنهود، ويواصل (النور الحفيد): نحن من النهود وأغلبية ذرية النور عنقرة في كردفان، وعندما حضرت الى القضارف علمت أن لنا إخوان هنا، وفي أمكنة كثيرة.

فانتازيا عنقرة

وفي أمكنة كثيرة تأتيك سيرة النور عنقرة بروايات مختلفة، وتُحاك قصصه وحكاياته على قوالب متنوعة… ونحن نستمع ونرصد، كان يناولنا صورة جده (حقيقة أم متخيلة) بثلاث شلوخ أفقية يحتفظ بها الحفيد في خزانة السكة حديد العتيقة.. ربما تتناسب مع (عراقة) تاريخ أسرة النور عنقرة.. مسح عرقه وودعنا شاكراً، خرجنا والقطار يصفر طالباً إذن الدخول.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ( مرة في جماعة اشتكوه للخليفة وقالوا ليهو، النور ما بخاف منك ولا من المهدي ذاتو)
    تخيلوا معي عندما قالوا ذلك كان المهدي خارج عن دنيانا أي بعد وفاته.

  2. النور انقارا هو الاسم الصاح عرف بانقارا لان البعض وصف لون عيونه الحمر بالانقارا او الكركدي . كان يحب شرب الخمر . لم يمت في الشرق في حياة الخليفة . حارب في كرري . راجع كتاب المقدم القبطي يوسف الذي كان صديق النور وكان معه في كرري .
    النور كان قائد حامية بارا . ولكن بعد هزيمة ابو كوكة الذي كان في طريقة لفك الحصار عن بارا ، استسلم النور وحارب مع المهدية . حمدان ابو عنجة هو من كان علي رأس سلاح النار . وحمدان والنور ورابح فضل الله كانوا من قواد الزبير باشا .
    النور كان فارسا بحق وحقيقة . لم يكن يخشي الخليفة . كان له اكثر من مئة من النساء . قالت جدتي الانصارية الرسالة بت احمد ان جزءا مناصابع يده اليسري كان مقطوعة وشاهدته وهو يمسك الدرقة بيسراه . النور كان مقاتلا اسطوريا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..