الدكتور أمين مكي مدني : سحبوا جواز سفري وأرجعوني من مطار الخرطوم وأنا ذاهب للعلاج

عبدالوهاب همت

في اتصال هاتفي بالدكتور أمين مكي مدني وزير العدل السابق في حكومة انتفاضة مارس أبريل 1985 ورئيس المنظمة السودانية لحقوق الانسان والعضو القيادي في المنظمة العربية لحقوق الانسان والذي أوضح للراكوبة أنه وبعد أن فرغ من كل اجراءات السفر الخاصة به وأسرته في مطار الخرطوم وهم في طريقهم الى القاهرة للشروع في عملية نقل الكلى والتي كان من المفترض بدء اجراءاتها اعتباراً من يوم غد السبت 14 يناير2017، فوجئ الدكتور أمين بأن تقدم نحوه أحد الضباط مخطراً اياه بأنه ممنوع من السفر وتم سحب جواز سفره وعليه أن يقابل سلطات الأمن اذا أراد ارجاع جوازه , في الوقت نفسه أبلغهم الضابط نفسه أنه في امكان زوجته وابنته أن يسافروا ان رغبوا في ذلك.
وقال الدكتور أمين اليوم الجمعه وغداً السبت وهي عطلة رسمية وانهم يعتبرون أن ردة فعل الخبر كانت غاضبة جداً وهي فضيحة مجلجلة , أنا شخص مريض وأود الذهاب للعلاج كيف أُمنع من السفر؟ هذه الخطوة ارتدت الى اعقابهم وبالتالي هناك بعض الناس يرون ان السلطات تريد طي هذا الملف بأسرع مايمكن وطلبوا مني أن أذهب اليوم رغم أنه عطله الى مكاتب رئاسة جهاز الأمن لان الوقت ليس في مصلحة السلطة خاصة وأنك مريض واذا كانت هناك أية ضمائر حيه ربما أيقظها هذا الموقف.
وفي سؤالي عن تلقيه أي اتصال من الجانب الحكومي قال ان ذلك لم يحدث مطلقاً وعن سبب الحظر في هذا التوقيت بالذات وهل مرد ذلك أسباب قديمه قال أنهم ربما يعتقدون أنني مسافر الى حضور جلسات لقاء باريس في الفترة من15 الى 20 يناير الحالي , وانا اعتذرت عن حضور هذا الاجتماع لظرفي الصحي والمتعلق باجراء عملية نقل الكلي لي ، لذلك ربما اعتقدت سلطات الأمن أنني ذاهب الى القاهرة ومنها الى باريس.
ومضى د.مكي ليقول قبل قليل كنت في مسجد العكدابي في كافوري لاداء صلاة الجمعة وكان خطيب المسجد يتحدث كثيراً في خطبته عن الرحمه والغفران وعدم الحسد وعدم الشماته وفي الحقيقة اغتظت لما قاله خطيب المسجد فقلت له لدي تعليق وسؤالي ، تعليقي جاء عن حديثك حول الحسد والشماته ومن يحسد من؟ الناس تتحدث عن فساد وأعمال الشعب السوداني كلها مودوعه في بنوك في جنيف وغيرها. وهناك الاف الحالات من مرضى ونازحين ومهاجرين فهل المطالبه بالحقوق لانتزاعها نوع من الحسد؟
والامر الاخر شخصي جداً، انتم تتحدثون عن الدين أنا شخص مريض ورويت له ماحدث في مطار الخرطوم ومنعي من السفر لعملية نقل كلى وأريدك أن توضح لي موقف الدين من ذلك؟ وجاء رده : ان هذا ليس من الدين في شئ بل وان الدين يستنكر ذلك , وقلت له بدل الحديث عن الحسد ، عليكم توجيه خطبكم الى المسئولين الغارقين في الفساد وحدثوهم عن الذين يتعرضون للفصل والاعتقال بدون قوانين ولايبلغوا أهلهم باماكن احتجازهم وعندها اُسقط في يد الرجل.
الراكوبة تعتبر أن ماحدث في حق الدكتور أمين مكي مدني جريمة لاغتيال سياسي خططت لها السلطة وتريد تنفيذها بهدؤ خاصةً اذا ماعلمنا أن الرجل يقوم بعمليات غسل للكلي وقد سافر بعض اصدقائه لحضور عملية نقل الكلى التي كان من المفترض اجراؤها خلال الايام القليله القادمة.