ثورة السودان ربيع في الخريف..!!

حمدي فراج
كأن ورودا ربيعية تزهر وتبرعم في السودان، تتهدد نظام عمر البشير الذي يحكم البلاد والعباد منذ نحو ربع قرن، دون ان يلوح في الافاق اي ملامح عن استعداده للاكتفاء، شأنه في ذلك شأن بقية نظرائه من الحكام العرب، لا يتغيرون الا بالتدخل الالهي، الموت، فيورثوا من بعدهم اولادهم، وبدلا من اعتمال الثورات ضدهم، تسمع من يثني على ذلك بـ “هذا الشبل من ذاك الاسد”.
في ملامح الربيع السوداني، الذي كان يجب ان نشهد حلوله مبكرا في الفيافي العربية، نرى ان البعض لا يتردد في اخفاء تخوفاته من هذا الربيع، تخوفات من ان يحاكي ما حصل في باقي الاقطار العربية، سرابا اكثر منه ماء وربيعا، وهروبا من واقع سيء الى واقع اسوأ.
من الطبيعي ان يناهض معسكر الاسلامويين بشكل عام و جماعة الاخوان بشكل خاص اي “ربيع” ضد عمر البشير، فهو اخونجي بإمتياز، وفي عاصمته احتضن مؤتمرهم العام قبل سنتين عندما اعلنت “حماس” من هناك لأول مرة انها ممثلة وفرع للإخوان المسلمين في غزة، ويدعي الديكتاتور انه يطبق الشريعة الاسلامية في البلاد، فيقطع يد السارق، ويجلد البنات في الشوارع لعدم التزامهن بإرتداء الزي الاسلامي، والحديث هنا يدور عن بنطلون تحت الجلباب، ألم تثر “حماس” المسألة قبل سنوات مع المحاميات، وألم يثرها وزير داخليتها فتحي حماد قبل بضعة أشهر بالنسبة للخصر الساحل وجل الشعر وتخفيض ما اسماه مستوى الرجولة.
لكن ما يلفت النظر في هذا السياق ان هناك البعض من قادة الفكر والرأي والتقدم، يتقاطعون مع الاخوان في هذا التخوف، وإن كان لأسباب مختلفة، وكأنهم لا يدركون، ان كل حالة شعبية في انتفاضتها على زعيمها لها مميزاتها وفرادتها الخاصة، على الرغم من انسحاب الملامح العامة على الجميع، فالظلم، او بالأدق، الشعور به وفق فولتير، هو الذي يقود الى الثورات، ومع ذلك، فإن ثورات الربيع العربي لم تقم في نفس الوقت، وها هو السودان ينضم بعد ثلاث سنوات، وهناك ثورات لم تندلع بعد في العديد من مواطن الديكتاتورية والقمع والفقر والتخلف، وهذا بحد ذاته يعطي مؤشرا كافيا لفرادة كل ثورة، وضرورة قراءة مناحي ربيعها وفق هذا الهدي.
ألا يفترض بثورة لاحقة ان تتعلم من ثورة شقيقة سابقة؟ فتتجنب اخطاءها وزلاتها؟ فعلى سبيل المثال، هل يمكن للثورة السودانية في حال انها احرزت بعض التقدم ان تثق في حزب الاخوان لتعطيه ثقته ان يقود البلاد كما مع مصر وتونس؟
من يعرف، فربما تكون ثورة السودان ربيعية اكثر من اي ثورة اخرى رغم انها تندلع في الخريف..!!
* كاتب صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم. – [email][email protected][/email]
أمين
أين المعارضة من هذا الحراك السياسي والمطالبة بالتغير لكن على حسب علمي إنها تغض في نوم عميق لكن حواء السودان ولودة أنجبت الشهيد الدكتور السنهوري والاخرين لكن ساعة الخلاص آتية ولكي يأخذ كلا حسابه من البشير الي كلاب الامن وكل الحرامية القتلة سارقي قوت الشعب منتهكي حرمة المنازل والاعراض الرحمة للشهداء وهم أفضل منا والخزي والعار للقتلة والعزة لإهل السودان المناضلين الشرفاء القصاص بالرصاص