خطاب الجهر بالموبقات

خطاب الجهر بالموبقات …..الاسلاميون مخطط الهروب الكبير والانقسام الاكبر ..تقسيم الوطن بمدى الاصلاح الحريرية والكل مدعو للمشاركة فى حفل ذبح الوطن:
هذا الخطاب والذي حشد عمدا بغريب اللفظ واللغة كتب بذات الأيدي التي تمسك بالمقود منذ يونيو المشئوم وكان أيضا بعيدا عن فهم وأسلوب واستيعاب البشير لدرجة التلعثم والتأتأة والقراءة الركيكة للنص الغامض . لم أستوعب الكثير مما قاله إلا بعد الاضطلاع على النص مكتوبا ورغم سيل السخرية العارم الذي واجه الخطاب..هذه دعوى للخوض في النص ودلالات الألفاظ لتفكيك كثير من الغموض الذي صبغ الخطاب في محاولة للخروج بقراءة لما يهدف إليه وبالتالي معرفة ما يجرى من ترتيبات في مجمل المركب السياسي للدولة و ماينتج عن ذلك من تبعات أرى فيها مقتلا للوحدة وللوطن .
وقبل الخوض في تلافي النص (المدغمس ) فان الحضور السياسي الكبير الذي حظي به الخطاب ..يدل على اكتمال كافة الترتيبات مع الحضور وإلا فكيف يمنح البشير كل تلك الشرعية المجانية من قبل الحاضرين..؟ فلنبحث معا عن المواقف التي يطرحها الخطاب .
الخطاب سادتي فيه إعلان عن مرحلة جديدة من التحالفات التى عقدت فى الخفاء مع قوى سياسية سيفتح لها الباب عريضا للمشاركة في مستويات الحكم المختلفة وبنسب غير مسبوقة في سابق الاتفاقيات , وعلى الأصح تسليمها واجهة العمل السياسى بشكل واسع فى حين يظل الاسلاميون اصحاب القرار الحقيقى بواقع تحكمهم التام فى الاقتصاد والاعلام والخدمة المدنية و فى القوى النظامية من جيش وشرطة واجهزة امنية واجهزة الدولة الاخرى…وهذا سدرة منتهى العرض الرئاسى ..تخليص الاسلاميون من ربقة المستحقات السابقة او اللاحقة وخلق منظومة حاكمة يصعب اقتفاء أثارهم فيها ويناط بها تكملة ما بدؤوه منذ أن وطئت أقدامهم السلطة فالاستحقاقات القادمة قد تعصف بالوطن ونسيجه التاريخي للأبد …وهنالك من الحضور من هو على استعداد للمشاركة فى حفل ذبح الوطن أو النظام القادم إما طمعا فى السلطة أو انه شريك أصيل فى المخطط الجهنمى ذاك .
لناتى لدلالات المشاركة الواسعة: التى ستمنح و للآخرين التي حرص الخطاب على تأكيدها و توجيه أوامر صريحة لقاعدته النخبوية للالتزام بالنهج الجديد المتمثل فى انتهاء احتكارية المناصب الحكومية وإفساح المجال لشركائه القادمين فلنقرأ هذه الفقرات المأخوذة من الخطاب الأعرج في هذا السياق (هذه الوثبة ، ليست ولا ينبغي لها أن تكون حزبية محضة)
( الحزب يرى أن الوقت قد نضج لوثبة سودانية ، وطنية ، شاملة ) (لا نستثني من هذا الشعب أحداً ، حتى ولا منافسي المؤتمر الوطني من القوى السياسية الأخرى ، إذ لن يكون انطلاق وطني واسع وهُمام ممكنا بدونهم). (خطابنا إلي عضويتنا قبل ذلك وبعد ذلك وأثناءه أيضاً، دعوة لهم أن يحققوا بالعمل والاستجابة )
(تسليك قنوات الو لاءات الجزئية ، لتكون رافداً مشروعاً للولاء الوطني . ترحيباً بسباق من أجل السودان لا فقط من أجل الكيانات الجزئية) (لا بديل عن العمل الذي يبدأ بقبول مبدأ التعاون أصلاً لكل نجاح ؛ تعاون) ( نحن ندعو المؤتمر الوطني أن يهيئ نفسه عقداً وفكراً وبناءاً ونيةً). بل انه ذهب ابعد من ذلك فى التحذير من معارضة تلك التركيبة الجاهزة والتي يعرفها بعض أهل المؤتمر عندما قال : ((رفع المعاناة عن كاهل الضعفاء واجب من اوجب واجبات الحكومة أي حكومة حتى ولو كان لبعض النفر عليها تحفظات نفر قريب ونفر غريب وللنفر القريب نقول يصح أن نختلف سياسيا ولا يصح أن نجعل من خلافنا السياسي كابحا لتحقيق تطلعات شعبنا ) ..
ثم فجر تحذيرا أكثر صراحة ووضوحا لعضويته عن انسداد البدائل أمامهم وان الزمن ليس فى صالحهم (ولنذكر أنفسنا جميعاً ، أن الزمن لا ينتظرنا لاهياً ، يقصي بعضنا بعضا). (لأنه عندما يفرغ الجميع من هذا ، يكون الزمن الذي لا يلهو معنا قد مضى). لكنه لم ينس آن يطمئنهم أيضا ووعدهم بعدم الإقصاء (لايسلب أحداً حقه في إنتداب نفسه لأيّ واجب وطني ، يجعله الدستور حقاً لكل سوداني وسودانية)
وناتى للسؤال ما هو دور هذه التركيبة الجديدة التى يتحدث عنها البشير ؟؟ من داخل الخطاب وبعيدا عن أى تحليل او قراءة للنوايا وضع الخطاب اربعة موجهات تشكل ثوابت لهذه التركيبة هى : السلام والمجتمع الحر ومكافحة الفقر وانعاش الهوية السودانية.
المحور الاهم والاخطر والذى تكمن فيه كل ألغام الخطاب والخطة هو السلام فالرئيس يتحدث عن السلام وهو يمجد حرب الإبادة التى تجرى فىى دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق بل يعتبرها حصنا وضرورة أساسية ووسيلة لا يجوز تعطيلها .لنتأمل قوله التالي :
( في هذا يقول المؤتمر الوطني إنّ القتال حصنٌ لحماية الحق والكرامة وسيظل لا يحتاج السودانيون ولم يحتاجوا قط إلى كثير شحذ عند تعُيّنه فنشيدنا الوطني صادق إذ نقول إن دعا داعٍ للفداء لم نهن هو إذاً وسيلة ، إن تكن لدفع الضيم ، أو رد المعتدي ، أو الأخذ بيد الجاني ، هو وسيلة أساسية ، وسيلة إلى السلام ، (الوسيلة الفاعلة الضرورية لايجوز تعطيلها ما دعا داعٍ) (إن المؤتمر الوطني يؤمن بأنه قدم أنموذجاً باهراً في السعي للسلام للعالم كله)
ثم يدلف الى الحديث عن اكبر كارثة وطنية ووجودية سيترتب على تلك التركيبة المنتقاة القيام بها وهو مصلح جديد فى تاريخ الصراع السياسى المسلح فى السودان مفهوم الحرب العادلة تعرفيها حسب الخطاب هى حرب من اجل السلام تخاض بقرار جمعى من المشاركين فى النظام الناتج عن تلك المبادرة :
(إن السلام غاية مبتغاة ، لا يأتي إلا بجهد أكبر من جَهد العراك ، وقد يستوجب عراكاً ، أو معارك ، ، يكون قرار هذه المعارك قراراً موحداً ، لأنها يستوجبها السلام ، لا لأنها خروج على السلام ، وفي هذا تحرير لمفهوم الحرب العادلة يجب أن يتناوله بالنظر المليّ ، كل ناسنا ، لا فقط فلاسفتنا أو مثقفونا أو سياسيونا)
وضع ألف خط تحت عبارات (قد يستوجب عراكا او معارك ) (فإذ يتبنى كل السودانيين السلام أساسا ) (ناسنا ) فإذا أضفنا لذلك طريقة خطابه للحركات المسلحة فى دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق والتي يدرك القاصي والداني عن رفضها التام لتلك المبادرة سنجد أنفسنا امام اكبر كارثة ستعصف بالوطن كيانا وإنسانا وللأبد.تأمل قوله :(لا يستثني الحوار حتى الجماعات المسلحة إن هي أقبلت عليه مولية ظهرها العنف والاعتساف) وباشتراط الدخول فى الحوار بعد التخلى السلاح…
…بقية الخطاب تراوح بين الانكار والتبرير وتبرئة التجربة واهانة الخصوم (إن عدم ثقة الآخرين في مصداقية هذا الفعل السياسي ، عائدة اساساً لأسباب ذاتية عندهم ، وعدم قبولهم الإنخراط في هذه السيرورة ايضا كان خياراً تكتيكياً) وكثير من النقاط الاخرى عن الحريات ومكافحة الفقر ومشكل الهوية وفق رؤية المؤتمر الوطنى رغم ما بها من نقاط الا انها لا ترقى لمستوى خطورة وكارثية المطروح بخصوص السلام …. السؤال هو هل يدرك اولئك السادة الساعون الى السلطة حجم الكارثة التى يقودون اليها الوطن ام انها السلطة والمساومات والمغانم وخديعة الناس
نقاط اخيرة قبل الختام :
هل تخيل احد من الحضور موقف وشعور النازحون وقود حرب الابادة فى معسكرات التهجير والاقتلاع العرقى وهم يرون كبار قادة الاحزاب يستمعون بكل احترام الى قاتلهم ؟؟؟
ما هو دور جيمى كارتر والذى قابل جميع من كان حضورا فى الخطاب ؟

يوسف حسين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يااا حليلك يا وطن مذبوح
    تفتفت تطلع في الروح
    وياما عليك شروخ و جروح

    يااا حليلك يا وطن مبيوع
    شعبك موجوع وكتر عليهو الجوع
    وياما عذبوهو ولحسوهو الكوع

    يا حليلك يا وطن كان زمان
    شبابك همل ماعرف قيمة الأديان
    ولا كرامة الانسان
    لأنو مدمدم بالشملة
    ومحكر في حفرة الدخان

  2. تحليل دقيق لخطاب الرئيس الذى لم يفهمه الشعب الغريب ان الخطاب تبرير للاخطا وافاعيل المؤتمر الوطنى
    الرئيس السودانى اكثر رئيس غير محترم لدى شعبه ومثار ضحك وتريقة ولاادرى ان كان يعلم انه لم يعد سوى اضحوكة للجميع فان كان يعلم ولا يعيد نظر فى امره فهى مصيبة وان لم يكن يعلم فعى طامة كبرى
    اللهم ازيحه من وجوهنا وبلادنا واجعل كيدهم فى نحرهم هو ومن ولاه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..