وحدة الاتحاديين

أفق بعيد
فيصل محمد صالح
[email protected]
وحدة الاتحاديين
لا تنحصر الرغبة في توحيد الاتحاديين وتقوية الحزب الاتحادي الديمقراطي عند أعضاء الحزب بتياراته المختلفة، لكنها وبلا شك رغبة صادقة عند كل المنتمين للقوى الوطنية والديمقراطية، فعندما تستعيد الأحزاب الكبيرة والتاريخية عافيتها، تعود عافية الوطن، وتنتظم الحياة السياسية روح جديدة تنعكس إيجابا على كل جوانب الحياة في بلادنا.
لقد كانت الحركة الاتحادية هي رمانة ميزان العملية السياسية في البلاد، ومؤشر اتجاهاتها الوسطية المعتدلة، ومختبر العلاقة الجدلية بين القديم والحديث، الطائفة والجمهور المدني الحديث، قطاعات الريف وأبناء المدن، وعندما اختلت الموازنة بدأت بالاختلالات والتمزقات داخل هذا الحزب العريق، ثم شاعت وعمت ولم يخل منها حزب أو تنظيم سياسي.
أزمة الحزب الاتحادي الديمقراطي واضحة وغامضة، معقدة وبسيطة في نفس الوقت، فقد تبدو معالم الأزمة ومسبباتها ظاهرة وجلية لكل ناظر محلل ومدقق، وكذلك تظهر ملامح الحل في التجديد والمؤسسية وإشاعة الديمقراطية الداخلية وإيجاد موازنة للعلاقة بين الحزب والطائفة، لكن هذه العملية ليست بسيطة عند التطبيق، بل تبدو في غاية التعقيد والصعوبة. وهي أيضا تحتاج لصبر شديد وقدرات من رجال ونساء خلاقين ومبادرين، وأفكار جديدة ومبتكرة.
ولست ممن يظنون أن وجود الطائفة وزعيمها هي الأزمة، وإلا كان الحل بسيطا، الخروج على الطائفة وزعيمها وتأسيس حزب بعيدا عن كل ذلك، لكن سيتبع ذلك التفريط في جماهير الطائفة، التي هي بالضرورة جماهير الحزب، وفي هذا خسارة كبيرة. وليست هناك حركة سياسية تبدأ بالتفريط في جماهيرها المحتملة، بل الأوجب هو البحث في كيفية المحافظة على جماهير الحزب، ثم الانفتاح على قطاعات جماهيرية أخرى.
كذلك يحتاج الحزب لتجديد أفكاره وبرامجه، وربط نفسه بأفكار العصر الحديث وحاجياته المتطورة، فلا يمكن أن يقف عند أدبيات الخمسينات والستينات، وتجديد تعريف من هو “الاتحادي”، بناء على المواقف والمبادئ. في حين ان التعريف الحالي يحل صفة الاتحادي محل الجنسية. فكأن الشخص يولد اتحاديا، ثم لا بأس بعد ذلك أن يقف في مختلف المواقف ويؤيد ويعارض الحكومات، من منطلق فردي، ويدخل فيها ويخرج بناء على حسابات ومصالح شخصية، ثم يعد اتحاديا.
وعند قراءة المحاولات السابقة لتوحيد الحركة الاتحادية- وأنظر للتناقض هنا- يبدو واضحا أنها انتهت من حيث بدأت، وغالبا لأنها لم تبدأ من عمل قاعدي منظم، وإنما اكتفت بلقاءات الصوالين المغلقة بين القيادات المعروفة وعجزت عن الوصول للقاعدة الجماهيرية الضخمة وتأمين طريق الاستمرارية وتحصين نفسها من الانشقاقات المستقبلية.
وأخطر ما يواجه الحركة الاتحادية أيضا هي خلافات القيادات، ما دون مولانا، وصراعاتها فيما بينها وعلى أساس غير مبدئي، ولو لم تتجرد هذه القيادات من أهواء المصالح الشخصية والتطلعات المدمرة، وقدمت مصلحة الحزب والجماهير على مصالحها الشخصية، فلن يكون هناك معنى للمعارك التي خاضتها.
هذا طريق طويل وشاق لمن يريد أن يخوضه، وعليه أن يوطن نفسه على ذلك، وأن يتوقع صعوبات ومشاق عظيمة، لكنه طريق يستحق أن يُمشى، وثمن يستحق أن يدفع واجتهاد يثاب فاعله.
الاخبار
الاستاذ الراقي ابدا فيصل
هذه اشواق جميع الوطنيين ولكن لا حياه لمن تنادي – يبدو ان هناللك ايدي خفية .
امنياتنا الحقيقية فض الائتلاف مع الختمية .
لست انحاديا لكن أتمنى من كل قلبي أن يتوحد لأن وحدته والتئام صفوفه هي قوة كبيرة للعملية السياسية في السودان وكسب كبير للمعارضة الحقة في جماهيره العريضة على امتداد الوطن
اللهم وحد شملهم … وفرق جمع الكيزان ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يا رب العالمين ..
استاذنا فيصل ….دمتم بخير وعافية
مقال مكرب لخص أزمة الحزب وربطها بمحنة الوطن…….الحركة الاتحادية تعرضت ومنذ الخمسينات لهجمات شرسة من قوي اليسار وعلى رأسهم الحزب الشيوعي والقوميين العرب والبعث……الخ. للحقيقة والتاريخ هذة الهجمات كانت شاملة للحزبين الأمة والأتحادي ولكن المعارك الميدانية في مناطق النفوذ تحملها الإتحاديين لسبب بسيط هو تطابق مناطق نفوذ االحزب الإتحادي التقليدية مع مناطق نشاط وتوغل حركات اليسار في المدن والقري بأواسط السودان وشمالة وشرقه وغربه الادني وكذلك النقابات والأتحادات الرياضية والثقافية والأدبية …….الخ..اليسار السوداني كما هو معلوم الأقرب للحركة الاتحادية فكرا وبيئةا ولكن لحساب صراعات وإحتكاكات مناطق النفوذ والنشاط السياسي،،، خاض اليسار معارك كسر عظم مع أهلنا الاتحاديين كان المستفيد الأكبر منها وللأسف قوي اليمين وعلى راسهم تنظيم الأخوان المسلمين وأنصار السنة …….وحين ضرب اليسار في يوليو72 لم يجد بجواره أحد ليمد يد العون ويحميه من بطش النميري وكان الأقرب هو الحزب الاتحادي ولكن كانت جراح اليسار مازالت تدمي القلوب!!!!! تكرر نفس سيناريو صراع مناطق النفوذ بين الاتحاديين والأخوان المسلمين (الكيزان) وتبين هذا جليافي انتخابات الديقراطية الثالثة 86 وفقد الاتحاديين لكثير من الدوائر المضمونة كان نتيجة لاعمال هدم وتشققات سبقت الانتخابات بفترة طويلة وليس عمل طارئ….. نلخص أن الحزب الاتحادي مستهدف بسبب مواقع نفوذه ،،،,وأن ما يحدث بداخله من إنشقاقات وتفلتات الآن الجزء الأكبر منها من تخطيط السادة الكيزان وتدخلاتهم عبر وكلاء دائمين……هذا لايعفي قيادات الحزب على كافة المستويات من القصور والبط ء في التحرك رغم وضوح الهدف واثارتهم لخلافات شخصية لاتنفع حزب ولا بلد ولاشخص….عصبة الانقاذ لها أعداء كثر ولكن العدو الحقيقي هو الحزب الاتحادي فهم يدركون أن الديمقراطية عائده ولو بعد حين وبالتالي مستقبلهم السياسي يرتكز على قتل الحزب التحادي وتدميره ومن ثم وراثة مناطق نفوذه وجماهيره علما بان العصبة المنقذة تدرك عدم وجود صليح لهم في باقي السودان غير في بعض مناطق النفوذ التقليدي للاتحاديين……ولاسبيل لنا غير الإسترشاد بكلماتك القوية المعبرة واهدائها لجميع القيادات الاتحادية الغيورة وعلى راسهم مولانا السيد محمد عثمان الميرغني……..(هذا طريق طويل وشاق لمن يريد أن يخوضه، وعليه أن يوطن نفسه على ذلك، وأن يتوقع صعوبات ومشاق عظيمة، لكنه طريق يستحق أن يُمشى، وثمن يستحق أن يدفع واجتهاد يثاب فاعله.)