“من اليمين إلى اليسار” بعيداً عن المشاكل المالية.. أسباب تنهي الخطوبة والزواج

الخرطوم – نسيبة بكري
الزواج حلم جميل يداعب مخيلة كل الشباب من أجل الاستقرار وبناء أسرة سعيدة، وهو مشروع جميل يخطط له كل الشباب، بينما يمثل خاتم الزواج وارتداؤه إعلاناً حقيقياً لارتباط جاد، سواء بالخطوبة أو عقد الزواج، ويسعى الشباب إلى فعل المستحيل لتحويل دبلة الخطوبة من أصابع اليد اليمنى لليسرى، مجرد ارتداء الخاتم يمنح انطباعاً للطرف الآخر بأنه مرتبط.
غير أن الظروف الاقتصادية الضاغطة ومتطلبات الحياة التي باتت صعبة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بعزوف الشباب عن الزواج مثلما يحدث في السنوات الأخيرة، ثمة عقبات أخرى قد تصعب من مهمة اكتمال مشروع حلم الزواج بعيدا عن المشاكل المالية والالتزامات الأخرى، منها عدم التقارب الفكري وأشياء أخرى، كل ذلك بحثنا عنه عبر استطلاع قصير مع عدد من الشباب لمعرفة رأيهم باعتبارهم المستهدفين.
وفي السياق، قالت فاطمة أحمد التي تعمل سسترة ومتزوجة: ارتديت خاتم الزواج وأنا في غاية السعادة وتزوجت في مدة بسيطة جدا، وللأسف كنت أنظر لزوجي من ناحية عاطفية، لكوننا تزوجنا بعد قصة، ولم أنظر لعقبات قد تعترضنا، لذلك دائماً ما نكون في حالة خلاف، وبكل أسف كنا ندخل الأسرة في تلك الخلافات، وهو في الحقيقة أمر سيء وغير صحيح، فكانت النتيجة النهائية انفصالنا وذهاب كل منا إلى حال سبيله.
من جانبها، قالت مي حمدان التي تزوجت مبكراً، ولا تزال تواصل دراستها: منذ زواجي وأنا أشعر بالوحدة، لأن زوجي يتأخر لفترات طويلة خارج المنزل ويسهر مع أصدقائه غير المتزوجين، دون أن يفكر أن هناك زوجة تنتظره.. لا أدري حقيقة كيف يفكر!! قد تكون رغبته في أنه ما يزال يشغل حيزاً في تفكير الفتيات، دون أن يراعي لحقوقي، ويعود متأخراً حتى لا يفكر أنه مسؤول، وحتى يعيش حياته بكامل حريته دون أي قيود. مي أكدت أن الانفصال كان نتيجة طبيعية لخلافات كهذه، وهو ما حدث معها فعليا، إذ انتهى بها الأمر، وهي تحمل لقب عزباء.
وحول الرأي النفسي في ظاهرة هروب الأزواج من منازلهم، تقول أستاذة ثريا إبراهيم أستاذة علم النفس بالمنظمة السودانية الطوعية: إن عدم التوافق العاطفي سبب جوهري في الخلافات التي تجعل الزوج يهرب من عش الزوجية، لا يوجد توافق عاطفي وفكري بين الأزواج. وتابعت: أعتقد أن الزواج دون دراسة كافية لكلا الطرفين مهدد لكل العلاقات الزوجية ومعظم من تزوج وانفصل غالباً ما يكون قد فكر بقلبه وتجاهل عقله تماماً. وتابعت محدثتنا: قبل الزواج هناك أشياء لا غنى عنها على الطرفين معرفتها ودراستها جيداً، حتى تستمر حياتهم الزوجية، أهمها معرفة صفاتهما جيداً وكيفية التعامل معها، مثلاً: هل زوجك المستقبلي حساس، عصبي، غيور أم شخص معتدل؟ ولمعرفتها يجب أن تكون لديك قوة ملاحظة، كما يجب أن يكون لأي أنثى قوة ملاحظة.
وذكرت أستاذة ثريا أن هناك أشخاصاً يدركون عيوب بعضهم لكنهم يدخلون في تحدٍّ ويتأثرون ببعضهم بطريقة إيجابية، عندما تقوم الزوجة بمدح زوجها بأنه حسن الخلق وموفق في رعايتها وفي الحقيقة غير ذلك، فإنها ستكتسب قلبه وتملأه بالحب والاحترام لها. وهي ثقافة يجب أن تعرفها أي زوجة وفتاة.
وواصلت ثريا حديثها: الانجراف العاطفي أيضا سبب في هروب الزوج، وكل ما حصرت مفهومك من ناحية الشكل والجمال حتما سوف تخسر، لكن إذا حصرته على أن هناك خلافات ستدور وتكتشف عيوباً جديدة ستكون مستعداً لها بشكل جيد.
وختمت ثريا حديثها: لتجنب الخلافات لابد من المعرفة الجيدة بمواقف حقيقية حية بدون غش، ويكون الاختيار عاطفياً فكرياً، والابتعاد عن التدخل الأسري لأنه لا يعطي الخصوصية اللازمة، بل يطرح المشكلة على الملأ، فيزيد من حجمها مما يؤدي إلى الانفصال، وأنسب حل للخلافات الذهاب إلى جهة مختصة مهتمة بهذه المسألة
اليوم التالي
الظروف الااقتصادية قد تشكل حاجز كبير ولكن ايضا البوبار وبت فلانة جابو ليها كم كم دى المصيبة الكبرى.
الظروف الااقتصادية قد تشكل حاجز كبير ولكن ايضا البوبار وبت فلانة جابو ليها كم كم دى المصيبة الكبرى.