أخبار السودان

وزير سابق يبحث عن وظيفة وحاجات تانية حامياني..!

الحصول على المنصب الوزاري عندنا في السودان كان إبان التجاذب بين الأحزاب الكبيرة أيام الديمقراطيات المتقطعة مثل ترع مشروع الجزيرة الآن لا يأتي إلا بعد مخاض عسير في تحديد المحاصصات و الشد والجذب حول ترشيح فلان ورفض علان من هذا الطرف أو ذاك لاسيما في حالات حكومات الإئتلاف بين تلك الأحزاب الطائفية !
فيتعطل إعلان تشكيل الحكومة ربما شهر أو شهرين وغالباً ما تكون حكومة أنيقة لاتتجاوز العشرين وزيراً بمن فيهم وزير أو زيري دولة للترضيات الخجولة .. أما وكلاء الوزارات فكانوا يسمون بالدائمين لآنهم لا يخضعون لتلك الفرضية وإنما هم من كفاءات الخدمة المدنية التكنوقراط .. شأنهم شأن المحافيظن التسعة الذين كانوا بحجم رئيس الوزراء المؤهل في دائرة إختصاصه وفي نطاق محافظته الكبيرة ..!
في العهود الشمولية ما أسهل أن تسمع إسمك في التشكيلة الوزارية من المذياع .. ولن تلبث أن تستمع بعد فترة وجيزة خبر إعفائك وأنت خارج لتوك من مجلس الوزراء حينما تدير مؤشر مذياع سيارتك نحو نشرة الثالثة ظهرا .. وكان ذلك أمراً معهوداً في عهد مايو/ نميري ..أما في أيام عبود فقد ظل بعض الوزراء في مناصبهم طيلة الست سنوات على قلتهم وندرة كفاءتهم وهم يعملون الى جانب أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذين كانوا يجمعون بين تلك الصفة وعضوية الحكومة.
ولكن في سنوات الإنقاذ فكل من إنتمى للجماعة إياها إما أنه تذوق طعم الوزارة أو حكم الولاية أو غير ذلك من عشرات المسميات الدستورية ولازال هنالك الكثيرون يتلمظون لذلك الطعم .. فبات عدد من توزروا أو تولوا أوتعمدوا او تنوبوا يكاد يكون بالالاف المؤلفة بعضهم من قضى والبعض لا يزال ينتظر بثقل دمه على أكتاف هذا الوطن التعيس ..!
ذكرني مقال الزميل الأستاذ جعفر عباس المنشور بالراكوبة اليوم ..بحادثة كانت ولازالت غصة تحرق في حلق كرامتي كمواطن سوداني ..!
وزير سابق يدلف الى مكتبي وأنا مجرد مدير مكتب لرئيس الدائرة التي أعمل بها بدولة الإمارات ويقول لي إنه جاء يبحث عن عمل .. فأسقط في يدي ماذا أقول لرئيسي وما الوظيفة التي يمكن أن يشغلها من جلس على منصب الوزارة الواسع الصلاحيات .. !
فكرت ملياً وتجنباً لإحراج مسئؤلي و خروجاً لذاتي من ذلك المأزق السخيف .. فقررت أن أدخله على رئيسي فقط لمجرد التحية ومن ثم أوجهه بطريقة لبقة الى الجهات العليا برئاسة الوزارة في العاصمة ابوظبي بإعتبار أننا فرع في مدينة ريفية ماعونها الإداري أصغر مما يستوعب حجم الرجل وهو قانوني ضليع سامحه الله ..كان قد خاض مع الخائضين في مستنقع قوانين سبتمبر التي أغرقت السودان في ما أتى بعدها من مصائب الكيزان ..!
فحتى الوزراء السابقون من الدول الآخرى ياتون مكرمين معززين وفق برتكولات للعمل كمستشارين ..فيما لو أتوا في زيارة ولو خاصة بعد تركهم المنصب فإن سفاراتهم ترتب لهم مع خارجية الدولة المضيفة برنامجاً شبه رسمي يحفظ للشخص منهم مكانته ومقامه ..!
كنت مرة قادم من السودان وكان على متن الطائرة وزير إنقاذي معروف فنزل معنا في مطار دبي وفوجئت بأن موظف الطيران وهو هندي يقوم بإجراءات مواصلة رحلة الوزير الرسمية الى دولة أخرى وهوجالس ينتظره في كافتريا صالة العبور .. فتجاذبت معه الحديث وسالته .. اليس من المفروض أن يستقبلك السفير ومن ثم يقوم بمثل هذا الإجراء مندوب السفارة بأبوظبي أو القنصل بدبي على أقل تقدير .. فسكت و مط شفتيه من فرط الإستياء لست أدري من سؤالي المارق أم من أهل بعثته الدبلوماسية الذين على مايبدو لم يسمعوا بمروره اصلا..!
والحديث في هذا الصدد ذوشجون وقس على ذلك اللواءت السابقون وكبار ضباط شرطتنا الذين يعملون حراساً أمنيين أمام البنايات أو بوابات الدوائر والشركات وقد كان حتى المدى القريب ممنوعا على الملازم السوداني أن يتنزل الى رتبة ضابط صف إذا ما إنتدب أو قدر له أن يعمل في شرطة أو جيش بلاد الإغتراب ..ولكن حينما يهون البلد و يستخف الناس بحكامه فيدفع الشعب ثمن تلك المهانة في الشتات طالما أنه سكت عليها وقلّ مقداره وهو في داره..!
وجمعة سعيدة وسامحونا على النكد الذي كان لابد من فضفضته من الدواخل المجروحة ألماً لسودان كان فوق فوق و أنحدر به قوم إختطفوه الى درك باتت فيه كثير من مأخذ التراجع ..و اشياء أخرى ولكن العزة بالإثم حامياني عن الخوض فيها وكلكم لبيب بالإشارة يفهم ..!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله الكلام ده بنحاول ليل نهار نوصلو للجماعه دى لكنهم سادين دى بطينه والتانيه بعجينه وكأنهم آمنو مكر الله وما متخيلين إن اليوم ده حيجى عليهم وكان ما عليهم على أولادهم وناس الإنقاذ ديل زرعوا كراهيه في نفوس الشعب السودانى لدرجة الكراهيه قد تطول احفاهم مستقبلا وده بكل آسف والسبب كما هو معروف إنهم جاؤا الى السلطه على غفله وتمكنوا منها ثم وكأن لديهم تار بايت مع من لا ينتسبون اليهم فتشفوا منهم وكأن الشعب كان مسئولا عن الفقر والعوز الذى ابتليت بهما آسرهم او كأن الواجب كان يقتضى أن يؤمن المواطن بما آمنوا به من فكر سقيم وتافه نقله شيخهم عن عميل مخابراتى يدعى حسن البنا بتكليف من الFBIالبريطانيه في بواكير عشرينات القرن الماضى !! ونقول لهؤلاء (ما دوامه) او (إذا دامت لغيرك لما آلت اليك!!) فالينظروا الى مآلات من كانوا اعضاءا لمجلس قيادة الثوره بعد الانقلاب اين هم الآن وكم تبقى منهم؟!! اين مجلس وزراء الظل او هكذا كانوا؟ اين المعتمدون الذين كانوا يتولون مسئولية البلديات ؟ اين وأين وأين من شغلوا الوظائف السياديه على مدى ربع قرن ونيف نواب أوائل ونواب ساكت بدون اول ومساعدين حتى شيخهم الذى جلب هذه الهلمه اين هو الآن لعله جالس في داره يغضم الحصرم ويبدى في داخله ندما وآسفا واى واحد فيهم لم ولن يفكر ان الحاصل ليهو ده من مكر الله وسبحانه وتعالى الذى يمهل ولا يهمل (والله غالب على آمره ولكن آكثر الناس لا يعلمون) صدق الله العظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..