من أين اتى سكان السودان الشمالى الجنوبى الشرقى والغربى ؟  ومن منهم هو الأحق بأن تسمية سودانى ؟

م. سلمان إسماعيل بخيت الرباطابى

   كنا نسمع من بعض الجهلاء من أخوتنا الجنوبين عبارات تنم عن كراهية وحقد وتصفنا نحن ابناء السودان الشمال النيلى بأجانب إغتصبنا أراضى جدودهم بل ذهب بعضهم يهددنا ويقول حين يدخل جون قرنق الخرطوم وتخرجون أنتم سوف تسلم هذه العمارات والفلل والمبانى الفاخرة لنا نحن أبناء السودان الأصلين ، فقد كنت فى النصف الأول من تسعينيات القرن الماضى أمتلك كافتيريا (البرستيدج) غرب سينما كلوزيوم جنوب ميدان أبوجنزير ، دخلت فتاتين جنوبيتين مهما شاب جنوبى وطلبا الطعام وحين حان وقت سداد الفاتورة قالت الشابة الجنوبية لمسئول الكافتيريا لمان جون قرنق يدخل الخرطوم سوف سيدفع لك ، فأبلغونى بما قالت ، فأتيت لها وكررت نفس الكلام ، خرجت لسيارتى وأحضرت طبنجة خزنتها محشوة وطلبت كل من بالصالة ان يأتوا خلفى حتى لا يصيبهم مكروه ، وكلمتها بلغة أهلى الرباطاب فلا داعى لتكرار ما قلت ، فما كان منها الأ ان فتحت محفظة نقود شاهدت بها كل انواع عمالات العالم ونوع اخر لم اراه من قبل ، قالت لى حسابك كم ؟ قلت لها 270 جنيه ، قالت لى موظف الكافتيريا قال 70 جنيه ، قلت لها 70 هذه قيمة الأكل و200 قيمة قلة أدبك ، بعدين ماتشيلى هم جون قرنق لمان يجى الخرطوم بيرجع لك حقك ، فدفعت المبلغ كاملا غير منقوص ، وللأسف الشديد ما كنا نسمعه بالأمس من الجهلاء الجنوبيون عدنا نسمعه من بعض جهلاء محسوبين علينا فى الديانة وخاصة من بعض شباب قبائل دارفورية ذات أصول زنجية ، ليبقى السؤال الهام الذى يحتاج للإجابة بعد البحث والتقصى حتى يعرف كل منا قدره ومكانته الحقيقة ..
الجنوبيون الذين إنفصلوا بالسودان الجنوبى ، هل هم يستحقون هذه المكافئة أم أنه خوف الكيزان من عقوبات الغرب الأمريكى وحب الكيزان للحياة جعلت البشير يوفد نائبه على عثمان محمد طه ليسحب ملف التفاوض من غازى صلاح الدين عتبانى ويتفق مع الغرب المسيحى مايريدونه وهوما عرف بإتفاقية نيفاشا التى سلم فيها 18% من مسلمى جنوب السودان مع 65% من وثني جنوب السودان (ليس لهم ديانة وفى شباب شغالين فى أسلمة وسط الـ 65% هؤلاء وقالوا لى أنهم يتوقعون خلال عشرة سنوات تكون نسبة مسلمى الجنوب تفوق الـ 75%) ليتحول هذا الحلم لكابوس خطط له ونفذه البشير وعلى موز لقرود ليصبح  الجنوب محكوم بمسيحين نسبتهم لا تتجاوز 17% من سكان جنوب السودان ليعيش 83% فى فقر وقهر  ، لمجرد أن الغرب (أمريكا) قد وعدتهم بشطب الدعوى لدى المحكمة الجنائية ضد البشير ، ولم توفى بوعدها كعادتها ، ليصل البشير ما وصل إليه من يأس وبؤس جعله يقول انا اتحمل جريمة الأنقلاب لوحدى والقاضى والجميع يعلم أنه كاذب وهنالك مستندات وأدلة تثبت أعمال كل شخص شارك فى الأنقلاب ..

 المشكلة لدى شعب جنوب السودان أن نسبة غير المتعلمين بينهم كانت كبيره وان متعلميهم وغالبيتهم درسوا بمصر والمصرين غذوا عقولهم بفكرة الأنفصال عن الشمال ومن ذهب لدول الغرب معلق صليب على صدره تم غسل مخه بقضايا اضرت به ، فأنفصل الجنوب ولم يجد إنسان الجنوب ما كان موعودا به حتى أصاب رئيسهم ما أصابه من أمراض اللا إراديه  ، فبدأت رحلتهم من الجنوب للشمال مرة ثانية وبالملايين ، ونذكر برحلات الجنوبين للشمال حين كان لا يقرأ ولا يكتب ودخل السودان الشمالى بدون اسم حتى أو شهادة ميلاد ، دخل عاريا فلبس وسمع صفارة القطار وسمى نفسه (قطر صفر)  ، ثم ما أن تعلم المخاطبة بعربى جوبا حتى بدأ يناقش قضايا اكبر من حجمه ، مطالبا بفصل الجنوب حين علم أن الشمال أكبر من حجمهم ، وكان الجنوبى اكثر المتضررين من هذا الأنفصال ، فقد كنت فى السودان قبل عامين وقابلت جنوبى من معارفى القدامى ، وقلت له لم رجعت من الجنوب للشمال ؟ فقال لى إستعمار الدينكا أحسن منه استعمار عرب بكثير ، يعنى هو مازال يظن انى عربى وانا لست بعربى ، ومازال يظن انى مستعمر وهذه فرية ارفضها ايضا ، ولكن انت أمام أنسان بسيط وحاقد ، فظن خيرا فى حكم الجنوبى للجنوبى وفوجىء بظلم أشد وقتل وتشريد ، فوصل هذا الأنسان المنهك مشيا على الأقدام من أويل حتى دخل الخرطوم جائع عريان مريض ، وقال انه لن يعود لحكم الدينكا الظالم…
فمن أين اتى سكان السودان الشمالى الجنوبى الشرقى والغربى ؟ .
ومن هو الأحق بأن تسمية سودانى ؟
كل الدراسات تثبت أن أبو البشرية آدم عليه السلام حينما طرد من الجنة ونزل للأرض كانت ارض السودان وتحديدا بمنطقة النيل (وسط السودان وليس جنوبه او شماله بمصر لكونها منطقة معتدلة الطقس) وان نوح عندما استقرت السفينة على جبل الجوى وعادت الحياة للارض  وتم تعميرها بواسطة نوح وذريته ، وبمرور السنوات إزداد عدد السكان وأنتشروا فى بقاع الأرض طلبا للماء العذب والعشب ، فبعد نهر النيل ظهرت الحياة بمنطقة انهر غرب افريقيا من نهر السنغال شمالا الى انهر غامبى ، كاسمانس ، كاشى ، مانسو ، كونارا بافتا ، تامبالى ، كوميجا كاسينى ، فتالا فى اتجاه الجنوب ، حتى نهر موا بسيراليون وغينيا جنوبا ثم الى ليبيرا وساحل العاج ثم انهر غانا وتوجو وبنين ، لنصل بعدها الى نيجيريا ، ثم الكاميرون ،  فغينيا الأستوائية فالقابون والكنغو حيث نهر الكنغو ، كما سكن الأنسان فى فترة لاحقة منطقة بحيرات فكتوريا ، أدوارد ، كيفي ، تنجانيقا بمنطقتي رواندا وبورندى ، ثم واصل توجهه نزولا نحو الجنوب لنهر الأورام ونهر هولقات وكلينسي بجنوب افريقيا …
فتحولت الكثافة السكانية للحياة حول أنهر غرب أفريقيا من السنغال شمالا الى جنوب افريقيا جنوبا ، مع القلة القليلة من أصول نوبية فى السودان وبجاوية مع القبائل الأثيوبية من امهرة وتقراى وأرومو وعفار ، ومن هذه القوميات الأثيوبية جاءت القومية البجاوية وسكنت شرق السودان وتضم الهدندوة والبنى عامر والحباب والحلنقة والملهيتكاب والسيقولاب والرشايدة والحماسين والأمرأر والبشارين …

 لذا فى منطقة مايعرف حاليا بالسودان الشمالى (شمال دولة جنوب السودان وجنوب دولة مصر) لم يكن غير الجنس النوبى وهذا الجزء من السودان ، وما يقع شرقه فى اثيوبيا كان بعيدا عن اوربا لأن قناة السويس لم يتم حفرها وحركة النقل كانت بالسفن البحرية الشراعية فقط حيث لم يتم إكتشاف السيارات او الطائرات ووالصول لمدينة بورتسودان يتطلب الدوران حول رأس الرجاء الصالح بجنوب افريقيا ثم الدخول للبحر الأحمر من باب المندب ، فكانت الهجمة الأولى للرجل الأبيض فى تجارة الرقيق كانت لأنسان غرب افريقيا الذى يعيش حول الانهر التى تنتشر من السنغال شمالا الى جنوب افريقيا جنوبا وبحيرات وانهر منطقة البحيرات وكانت هجمة شرسة أضطر معها زنوج افريقيا للهجرة للداخل الأفريقى حتى وصلوا منطقة دارفور وحول بحيرة تشاد كما وصل سكان منطقة البحيرات لشمال يوغندا واستقروا فيما يعرف حاليا بجنوب السودان وما يؤكد ذلك ما كتبه بعض المستكشفين لمصادر مياه النيل الذين سافروا من الأسكندرية وحتى وصلوا الى بحيرة فكتوريا وقد ذكروا أن المناطق التى يسكنها حاليا قبائل الدينكا والنوير والشلك واللاتوكا والأندقو والفرتيت والجور والزاندى والأنواك والبور والبنقو والرونق كانت خالية تماما من السكان وكانوا فى تلك الفترة يسكنون غرب بحيرة فكتوريا بمنطقة البحيرات ألا ان هجمات الرجل الأبيض فى فترة تجارة الرقيق دفعتهم للهجرة للداخل الأفريقى وصلوا لمنطقة شمال يوغندا مع معاناتهم من مشكلة امراض تسببها ذبابة الألفينتيسس والتى تحول حجم الرجل لانسان لحجم رجل فيل ، وذبابة التسي تسي التى تسبب مرض النوم او داء المثقبيات الأفريقى وهو مرض فتاك ، فأستقر الجنس الذى يعرف حاليا بالجنوبى فى جنوب السودان متأخرا وتلته هجرة سكان الغرب الأفريقى التى كانت تسكن بمنطقة نهر السنغال وانهر غرب افريقيا للهروب الأضطرارى نحو الداخل الأفريقى حتى وصلوا لمنطقة جبل مرة بما يعرف حاليا بدارفور والى بحيرة تشاد ليكونوا فى مأمن من يد تاجر الرقيق الأبيض ، الى أن المشكلة تبقى دائما فى أن الأفارقة الذين هاجمهم الرجل الأبيض بسلاحه واقتادهم مكبلين بالسلاسل فى سفنه عبيدا شيد بهم حضارة الغرب فى امريكا واروبا ، أصبحوا الأن يحبون الرجل الأبيض قاتلهم والمتاجر بأجسادهم ويحملون الحقد والكراهية على أخوتهم فى الأسلام ولو سألت أى فرد من سكان دارفور عن من هو المسئول عن معاناتكم لقال لك الجلابى أو قال لك الجنجويد ولم اسمع فى حياتى ذكر لما فعله الرجل الأبيض لا من جنوبى أو دارفورى ، والرجل الأبيض هو من قتل السلطان على دينار واسقط سلطنة الفور التى كانت تكسو الكعبة بلباس من الحرير وكان يحفر الأبار فى طريق المعتمرين والحجاج بين مكة المكرمة والمدينة المنورة بما يعرف بآبار على ، إلا أن على دينار قد قتل فى يوم 6 من شهر نوفمبر لعام 1916م على يد البريطانين لانه بدأ مناصرة تركيا وألمانيا حين بنى موقفه على المانيا وتركيا هما المنتصران فى الحرب ضد الحلفاء .
من هذا السرد نخلص لأن النوبة عاشوا منذ بداية الخليقة بأرض السودان وتمددوا فى حقبة مملكة كوش حتى منطقة الهلال الخصيب وقيل انهم ذهبوا لأبعد من ذلك ودخلوا الهند ، ويلاحظ أن النوبيون يحتفظون بملامح خاصة بهم ولون بشرة مشتق من اديم الأرض ، فنحن لسنا بالسود ولا البيض ولا الصفر لا الحمر ، فمن كان لونه فاتح ويميل الى سمرة حبة القمح تجد لونه فى رمل الأرض ومن كان لونه بنى غامق تجده فى التربة الطينية وبين لون الرمل ولون الطين تجد ألوان النوبة بينما ملامح الوجه وتقاسيمه وشفاه وانفه تجدها مطابقة لما هو عند العرب بينما الشعر لا هو بالشعر الناعم الطويل ولا القصير الفلفلى كالشعر الزنجى وحدثت هذه السمات للحفاظ على الدم النوبى بعدم الأختلاط بأى دم عربى صرف أو زنجى صرف ، إلا اننا فى مناطق النوبة الشمالية (دنقلا المحس السكوت وحلفا) أكثر حفاظا على النسل النوبى لأن هذه المنطقة لديها سلسلة جبلية احتمت بها مع دخول قوات الفتح الأسلامى بقيادة عبد الله ابن ابى السرح وقاتلوهم بشراسة حفاظا على دينتهم القديمة وعرفوا كرماة ماهرين لذا تمت تسميتهم برماة الحدق حيث يصيب سهم حدق العين ففى معركة دنقلا الأولى وهى مواجهة عسكرية بين دولة الخلفاء الراشدين والنوبيين المقاتلين من اجل مملكةالمقرة عام 642م والتى انتهت بهزيمة جيش المسلمين والذى تراجع بأمر من عمرو بن العاص حتى إشعار اخر حتى أشتعلت الحرب مرة ثانية فى 652م لتبدأ معركة دنقلا الثانية
عقدت معاهدة البقط عام 651م حين ادرك عبد الله ابن ابى السرح صعوبة الأستيلاء على هذه المنطقة لذا عقد المعاهدة التى تم التفاوض عليها بين ابى السرح وملك القمرة كالديرات على الا يهاجم العرب النوبة ولايهاجم النوبة مصر حرية التجارة بين البلدين وما يهمنى ذكره هنا ان تقدم دولة المقرة 360 عبدا سنويا الى والى مصر ، على أن يكون هؤلاء العبيد صحيحى الأبدان ليسوا من العجائز أو الأطفال ويكونوا خليطا من الذكور والأناث يضاف عليهم 40 عبدا توزع على وجهاء ولاية مصر (طبعا بعد الكلام دا عاوزين نسأل أردول وناس الكتلة الديمقراطية حتى تصرون على إجتماع القاهرة)
قريبا جدا سيتم فصل دارفور عن السودان الشمالى وسيعقبها فصل النوبة السودانية وضمها مع النوبة المصرية لقيام دولة النوبة (جنوب مصر مع شمال السودان) والعاصمة ستكون أسوان بينما نرى أن تكون دنقلا شمال مصر الدولة المصرية المسيحية وعاصمتها الأسكندرية ، وسط مصر الدولة المصرية السنية وعاصمتها القاهرة ، سينا
فهل قرأت لبرنارد لويس مهندس تقسيم الدول العربية والأسلامية
التقسيم قادم لا محالة واحفاد برنارد لويس ومنهم السفير الأمريكى الجديد يحومون السودان حتى وقف عند حفرة الدخان بالشايقية واكل القراصة بالتقلية ، ولعب دارفورى مع شفعنا ودخل سوق التمر وأكل من الفراشات دون غسيل ونحن نتنابذ وغير ابهين بالقادم والقادم مخيف
وتعالوا نتعرف على خطة اليهودى برنارد لويس وتقسيم المقسم وتقتيت المفتت :
(1) السودان يقسم الى اربعة دويلات
• دويلة النوبة وتشمل النوبة المصرية والنوبة السودانية وعاصمتها اسوان .
• دويلة الشمال السودانى الإسلامى وعاصمتها الخرطوم
• دويلة الجنوب السودانى المسيحى وهذه خلاص حدثت وعاصمتها جوبا .
• دويلة دارفور

(2) دول الشمال الأفريقى ، يتم تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف اقامة

 دويلة البربر

 دويلة البوليسارو

 دويلة المغرب

 دويلة الجزائر

 دويلة تونس

 دويلة ليبيا

(3) العراق يتم تفكيك العراق على اسس عرقية ومذهبية فتنشأ دويلة شيعية فى الجنوب عاصمتها البصرة
دويلة سنية وسط العراق عاصمتها بغداد
دويلة كردية فى الشمال

(4) سوريا ويتم تقسيمها الى اقاليم متمايزة عرقيا أو دينيا أو مذهبيا فتنشا

 دويلة علوية على إمتداد الساحل

 دويلة سنية فى منطقة حلب واخرى سنية حول دمشق

 دويلة الدروز على أجزاء من سوريا ولبنان

(5 )  الأردن  تصفية الأردن ونقل السلطة للفلسطينين

(6)   فلسطين إبتلاعها بالكامل وهدم مقوماتها وإبادة وتهجير سكانها
طبعا مافيش لا كويت ولابحرين ولا قطر ولاإمارات فى خطة برنارد لويس
فى صديق بيتحسر يعنى مافيش دورى مجلس التعاون الخليجى
كل هذه المصائب يقف خلفها العجوز الملعون جيمى كارتر
اللهم ألا قد بلغت اللهم فأشهد