فرعنة…!

خطاب غريب من نوعه ألقاه مساعد الرئيس الجديد إبراهيم غندور،وهي المرة الأولى التي يتعنف فيها لفظيا منذ توليه المنصب،غندور عُرف لدى الصحفيين والإعلاميين بالحديث المتزن والمنضبط،وفي أشد حالات التصريحات الصحفية لم يكن غندور يخرج عن السياق والموضوعية -وعلى أقل تقدير- فطيلة الفترة التي سبقت تنصيبه مكان الدكتور نافع،لم تشهد له الصحف عنفاً لفظياً،لكن يبدو أن المنصب فرض على غندور خطاباً عنيفاً،كون الرجل الذي جاء في منصبه كان من دعاة هذه المدرسة،أم هو كان يُخزن هذا الرصيد من العنف اللفظي لإفراغه في الوقت المناسب..منذ وصول غندور إلى منصب ارتبط شديداً بشخصية الدكتور نافع،كان يترقب بعض الصحفيين أن يتغير خطابه ويتحول إلى المخاشنة العلنية وأن يتبع خطاباً مختلفاً غير الذي اعتاده الإعلام من غندور..غندور عاد مرة أخرى لخطاب التمكين والحكم بأمر الله وتفويض الشعب،رغم أن الانقاذ أتت بانقلاب وليس بتفويض وهذا الخطاب بدأت الإنقاذ في تجاوزه،على الأقل،في خطاباتها لأنه بات محرجا للغاية،لكن عسر المنصب فيما يبدو فرض على الرجل خطاباً عنيفاً ومرعباً حتى يملأه على أكمل وجه..غندور الآن موكلة له مهام سياسية شديدة الحساسية في مرحلة بالغة التعقيد تقتضى على الأقل أن يواصل في حث الأطراف المعارضة الرافضة للدخول في حلول سياسية بدلاً من “تطفيشهم” من الحوار،غير أن الرجل قتل ما تبقى من روح في حوار سياسي هو أحد قادته،وكان أمامه أن ينفخ فيه من روحه بدلاً عن قتله،لأنه لن يضر بحديثه هذا إلا حزبه الذي هو في أشد الحاجة إلى مخرج حقيقي حتى لو مضى باتجاه الانتخابات وفاز فالأزمة قائمة،وإن كان الحزب فعلياً مضى في اتجاه الانتخابات وأراد أن يقتل ما تبقى في روح الحوار،لكن كان يُمكن أن يحدث هذا دون الحاجة للخطاب المتعنف الذي ألقاه..ليست المشكلة في أن حوارا سياسيا يموت بالفعل الذاتي،لأنه في الأساس وُلد ميتا،لكن قفل الباب أمام كل الحلول سوف يعيق الحزب الحاكم أكثر من الأحزاب المعارضة أو الحركات المسلحة،المعارضة باقية في معارضتها وتآمرها كما يتهمها الحزب الحاكم،والحركات المسلحة مستمرة في عملياتها العسكرية،من الخاسر إذن.؟..الحزب الحاكم الذي يقوده سياسيا غندور هو بحاجة لفك اختناقه قبل أن يفك اختناق الوطن،وهذا لن يحدث إلا بالتغيير الحقيقي والذي هو حتمي،رفض الحزب أم قبل..فالراهن الآن ليس متاح فيه من الخيارات ما يجعل غندور يلقي هذا الخطاب الفرعوني،وقبل أن يخسر غندور،فقد خسر الحزب،خسر مساحته التي فتحها مؤخراً ولو كانت مناورة سياسية،وخسر حواره قبل أن ينبت،والخاسر في نهاية الأمر هو الوطن الذي يتحكم فيه حزب واحد.
=
التيار

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياغندور انتخابات 2010م غير نزيهة ومضروبة والشعب لم يفوضكم وانتم جئتم بانقلاب عسكري في ليل بهيم
    الشعب لا يريد غير محاكمة الفاسدين واسترداد امواله المسروقة
    وسيقاطع الشعب الانتخابات
    ولا نريد مبالغة فان عضوية المؤتمر الوطني لا تتجاوز على احسن تقدير 250 الف وهم من المتمكنين الذين يرضعون من ثدي الدولة السودانية ودمروا مشروع الجزيرة والسكة حديد والخدمة المدنية بفعل التمكين البغيض ودمروا سودانير وسودان لاين وسرقوا الاراضي واموال البترول ويسرقون الذهب الان
    خلاص يا غندور ارجع لتهذيبك الزمان
    المضوع بقى مكشوف الناس عرفت وفهمت كل صغيرة وكبيرة
    وهل من مهرب من الانتفاضة القادمة قريبا جدا
    بي ويت بس ستضيق بكم الارض زي ما ضيقتوها على الشعب المغلوب

  2. الوطن والمواطن ليس خاسر فقدنا كل شئ ولا يوجد سبب واحد يجعلنا نتحسر لا املاك ولا طين بل ارواحنا ومكتوب متي نغادر هذه الفانية يوما ما سوف نفقدها لكن هم اصحاب الخسارة الخائيسة لو نحسبها سوف يفقدون بريق السلطة السكن المريح في الفلل ما توفر ما الذ وطاب اجهزة الاعلام الشهرة مواكب السيارات الحراسة الدائمة كثير كثير ف كلا الحالتتين هم خسرانين انا في انتظار الحريق الكبير
    طاطئ راسك انت مؤتمر/ انت اخواني / قذرين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..