لا.. يا عزوز

بلدياتنا الصغير في زمن جنة الاطفال.. كان حلمه ان يكون داخل الاستديو عند تصوير الحلقة.. اؤلئك الذين يسألهم عزوز عند نهاية فقرته قائلا (مش كدا يا أصحاب) فيردون بصوت واحد (لا يا عزوز) أن كان مخطئا.. أو يوافقون قائلين (صاح يا عزوز) ان كان مصيبا . ظل صديقنا يلح على اهله ان ياخذوه الى الخرطوم ومن ثم الى مباني التلفزيون دون جدوى.. حتى تحقق حلمه على يد عمه.. الذي اصطحبه ذات جمعة الى التلفزيون.. ذهبوا باكرا.. لكنهم تفاجئوا ان الدخول للاستديو ليس متاحا لأي شخص.. لابد من الحجز المسبق.. ومعرفة.. وكدا يعني.. صديقنا الصغير لم يتزحزح من مكانه.. كان يشاهد الأطفال الذين يحضرون في سيارات اباءهم ويدخلون تصحبهم ابتسامة عريضة.. وكلما حاول هو الدخول.. يصيحون في وجهه.. لا ممنوع.. حينها صاح صديقنا الصغير بعدما استجمع كل كلمات اللغة العربية التي يعرفها قال لهم ( ليه ما ندخل ؟نحن يعني ما اطفالون معاكم؟). هيئة علماء السودان الموقرة.. ظلت صامتة ازاء كل الاجراءات الاستثنائية تجاه المحتجين.. ظلت الهيئة صامتة.. حتى تساءلنا اين هم ؟ اتراهم يعيشون بيننا ؟ غيابهم كان مثيرا للقلق حقيقة.. فقد كان اخر خبر وصلنا منهم هو اقتراحهم بان يتم اخضاع الوزراء الجدد لدورات تدريبية تذكرهم بمشاهد يوم القيامة.. واهوالها.. (هذه سناتي اليها لاحقا لو مد الله في الآجال). هيئة علماء السودان خرجت علينا اليوم ببيان يدين حادثة مقتل المسلمين في نيوزيلندا.. .وجاء في بيانها (ان زوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم ).. رحم الله شهداء المساجد في نيوزيلندا.. وتقبلهم الله فيمن عنده مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا.. الحقيقة ان موتهم مفجع.. قتل الابرياء مؤلم في اي زمان ومكان.. لكن هذا البيان.. وهذه الازدواجية في التعامل الا تجعلنا نصيح مثل بلدياتي الصغير (نحن ما أطفالون معاكم ولا شنو ؟).. هؤلاء الذين ذهبت حياتهم الشهور الفائتة.. الم يكونوا مسلمين و موحدين ؟ ما الذي كان ينقصهم لتترحم عليهم هيئة علماء السودان وتعزي الشعب السوداني في شهدائه ؟ الناس عند الله سواء.. لا فرق بين عربي واعجمي.. ولا أسود وابيض.. ولا شهيد وشهيد آخر.. انما عند البشر تظهر الفوارق.. هناك من يتم ادخالهم للاستديو.. والبقية (ما اطفالون معاهم). الجريدة |
قلمك انيق وشفيف يادكتورة لك التحية والتقدير..