اخيراً اختلف اللصان – حركات دارفور وجيش الفلول

إسماعيل عبد الله
المثل يقول الكلب لا يقدر على تغيير طريقة الجلوس على ذيله ، ومثل آخر منطوقه : أن ذيل الكلب لا ينعدل مهما تطاولت به السنون ، فهنالك تطابق كامل بين جيش الفلول وحركات دارفور في المسلك والتوجه والتركيبة ، كلا الطرفين يجتمعان حول التكوين الإثني والقبلي المقيت ، ويعتمدان على أكل أموال الناس والدولة بالباطل من أجل تحقيق أهداف ذاتية ضيّقة ، فجيش الفلول ومنذ نشأته الأولى عمل على نهب ثروات البلاد واحتكارها واستثمارها ، في إطار دوائر نخبوية وعائلية وأسرية وجهوية صارخة ، وكذلك الحال بالنسبة لحركات دارفور ، التي نهبت ثروات المواطنين وقتلتهم على أساس العرق والقبيلة واستثمرت في الحروب، وعملت كمرتزقة مدفوعة الأجر عابرة للحدود قاتلت في ليبيا وتشاد وجنوب السودان ، بناءً على الكسب المالي من أطراف هذه المعارك التي راح ضحيتها عدد لا يستهان به من الشباب ، وجيش الفلول اشتهر بتجارة الخشب والعاج وسن الفيل إبّان حربه ضد سكان جنوب السودان ، وذات التجارة الحرام مارستها حركات دارفور بالسطو على ثروات البلاد الحيوانية ، ونهب الماشية بقوة السلاح من ملكية الرعاة أصحاب الحق الأصيل ، ثم بيعها في أسواق الدول المجاورة ، فالمشتركات ماثلة بين مليشيات الحركات المسلحة وجيش الفلول المؤسس قبل قرن على يد المستعمر ، وقد شهدنا هذا التزاوج المنفعي والاقتصادي الفاسد في الحكومة الانتقالية في نسختها الثانية، المكوّنة بعد دخول حركات دارفور في شراكة مع جيش الفلول عبر بوابة اتفاقية جوبا المشؤومة ، وشهد العالم حجم الفساد العظيم لوزارة المعادن والشركة السودانية للموارد المعدنية ، وأزكمت الأنوف روائح الفساد الكبير الذي طال الوزارة ، وانسحب نفس الفساد على وزارة المالية وحكومة إقليم دارفور.
اليوم وكما درجت العادة تقوم حركات دارفور بتدشين مشروع ابتزاز قيادة جيش الفول ، الممسك ببقايا سلطة هاربة ونازحة لبورتسودان ، وتفرض شروطها لاستمرار دعمها للفلول وجيشهم في الحرب ، بعد أن أنهك الجيش الفلولي الخاسر وصار يعتمد عليها بنسبة مائة بالمائة ، في سد ثغور الجبهات المهددة باجتياح قوات الدعم السريع ، وهذه الحركات متمرسة في مزاولة النشاط التجاري في أسواق النخاسة ، وتعي تماماً متى تنقض على فريستها بعد أن يرهقها العنت وتتعبها المشقة ، وكما تلاحظون عندما شن فلول النظام البائد حربهم الغادرة على قوات الدعم السريع ، اتخذت حركات دارفور موقفاً محايداً ليس حباً في الوطن ، بل لكي تترصد هفوات ونقاط ضعف الفريقين المتحاربين ، ومن ثم تتسلق الشجرة المتدلية الثمار ، وقد كان ، فوجدت ضالتها في جيش فلولي منهك وتعبان ، يبحث عن الإمساك بقشة تخرجه من بين أمواج متلاطمة لبحر حرب دخلها دون أن يحسب لها حساب ، فخضع لمساومتها بأن دفع لها ملايين الدولارات ، هذا بعد أن لفظها الدعم السريع ولم يستجب لابتزازها لأنه كان وما يزال عالي الكعب ، وبعد أن تمكنت حركات دارفور من مفاصل ما تبقى من جيش مهلهل متهالك ، تعرض لهزائم متتالية طيلة عام ونصف العام ، وضع الفلول ومشروع حربهم غير المشروعة في محك حرج ، الخروج منه مثل الخروج من الحمام بعد دخوله ، لقد استهان قادة جيش الفلول بخبث ومكر أمراء حرب دارفور الذين أثروا ثراءً فاحشاً ، بالاستثمار في حرب أشعلوها وسط ديارهم وبين أهاليهم الذين لجئوا بالملايين إلى دول الجوار ، فأمير الحرب لا يهمه الوطن ولا يكترث لأم ولا لولد ، طالما أن الحرب ستنزل على جيبه الدنانير والدراهم والريالات والدولارات ، لم يضع قادة جيش الفلول هذا التحول والانقلاب في حسبانهم ، عندما قال جنرالات حركات دارفور أنهم في خندق واحد مع جيش الفلول في حرب (الكرامة).
اختلاف لصوص جيش الفلول وزعماء مافيا حركات دارفور المسلحة ، يصب في مصلحة المشروع الكبير لقوات الدعم السريع ، ويؤكد تأكيداً لا يقبل الشك على أن مشعلي حرب منتصف أبريل ومرتزقتهم لا يملكون مسوغاً أخلاقياً واحداً للحديث عن الوطن ، فهم مجرّد ورثة لنظام الفساد والاستبداد الإخواني ، الذي غش السودانيين وخدعهم بتطبيق شرع الله الشرع الذي أكمل رسالته سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام في ثلاثة وعشرين عاماً ، بينما قضى كهنة وزنادقة وحاخامات الحركة الإخوانية الشيطانية خمسة وثلاثين عاماً سفكوا فيها الدماء وهتكوا الأعراض وشرّدوا السودانيين من ديارهم ، وجعلوهم هائمين على وجوههم ببلاد (الكفار) الذين آووهم ونصروهم وأنزلوا السكينة في قلوبهم ، فتحالف اللصوص والقتلة والمجرمين المتحصنين بميناء السودان الأول في حقيقته تحالف هش، مثل هشاشة وهوان بيت العنكبوت ، ولن يصمد أمام طوفان التحرير القادم تحت حماية أسنة رماح قوات الدعم لسريع ، وكما قال أيقونة النضال والتحرر الوطني نلسون ما نديلا : الفاسدون لا يبنون أوطانهم وإنّما يبنون أنفسهم ، وقد شهدنا على هذا السلوك الفاسد الذي نبّه له مانديلا في إقليم دارفور ، متمثلاً في شخص حاكم الإقليم المزعوم والفاسد الأكبر ، ذلكم الحاكم المزعوم الذي سطا على أصول البعثة الأممية المشتركة – اليوناميد ، كما كشفت لنا المصادر أيضاً عبر توثيقات صوتية مبذولة في الميديا ، جريمة العصر لمدير الشركة السودانية للموارد المعدنية ، فهؤلاء اللصوص لا يؤمنون بقضية ، وإنّما يجتمعون لسرقة مقدرات الوطن ونهبها على طول البلاد وعرضها ، كما أن التناقض والاختلاف يعتبر مظهر أساسي من المظاهر الواضحة في تعاطيهم مع كرسي السلطة الذي هو الآن على شفا الانهيار التام والكامل.
آل دقلو لأنهم جهلة و الجاهل عدو نفسه اختاروا البلد الخطأ لإقامة دولة عربان الشتات الافريقي لم يتعلموا و لم يقرأوا تاريخ الشعب السوداني و قواته المسلحة ورطوا انفسهم مع شعب صعب و جبار و ذهب ريحهم بعد أن كانوا اغني اغنياء السودان و منهم الرجل الثاني في الدولة السودانية … أحفاد السلطانة ( مندي ) بت السلطان عجبنا و أحفاد السلطان علي دينار و أحفاد الفزي وزي لا ينكسرون
ينصر دينك كلام في الصميم ما يخرش الميه