٢١ أكتوبر في ذكراها الـ(٦٠) عام : إهداء الى الذين لم يعاصروا احداثها

بكري الصائغ
اليوم الاثنين ٢١/ أكتوبر الحالي وبمناسبة الذكرى الستين علي ثورة أكتوبر المجيدة التي اندلعت في عام ١٩٦٤م ، اهدي هذا المقال لكل الذين لم يعاصروا احداثها ، واهديها بصورة خاصة لأبناء وبنات الجيل الجديد الذي لا يعرف عن ثورة أكتوبر الا أنها مظاهرات أسقطت حكم الفريق/ ابراهيم عبود العسكري ، اهدي هذا المقال ايضا لكل الذين عاصروا مراحل الثورة لحظة بلحظة في تلك اللحظات الخالدة ، ومجددا ذاكرة تلك الأيام السعيدة.
جاء في كتب التاريخ عن اخر عشرة ايام قبل اندلاع ثورة اكتوبر ١٩٦٤م ، ان ظاهرة بيوت البكاء قـد تكاثرت بشكل واسع لم يخفي عن العيون ، وبصورة لم تكن مألوفة من قبل بالعاصمة المثلثة ، والتي هي اصلا كانت بيوت اسر الضباط والجنود الذين راحوا ضحايا حرب الجنوب ، فبعد اشتداد المعارك الضارية في احراش وغابات الجنوب ، ومع هطول الأمطار الغزيرة عانت قوافل الآليات الحربية من بطء في الحركة بسبب كميات الطمي والطين اللزج التي عرقلت تحركها ، عندها وفي ظل ظروف الخريف القاسية سقطوا الآلاف من الضباط والجنود قتلى برصاص متمردي حركة (انيانيا) الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبـر موسم هطول الأمطار حيث كان من الصعوبة تسيير الآليات العسكرية التابعة للجيش والتوغل طويلا داخل الاحراش ، فتـم اصطياد الضباط والجنود بكل سهولة ويسر.
انزعجت الحكومة في الخرطوم من خروج الحقائق القوية للعلن وكيف انها اصبحت حديث الناس في كل مكان ، انطلقت أيضا الاشاعات عن الحال المزري للضباط والجنود في أدغال الجنوب تزيد من توتر الحكومة الجنوب ، وجود مئات بيوت العزاءات بالعاصمة المثلثة ومثلها في عشرات المدن الاخري ضاعف من توتر الطغمة العسكرية التي لم تستطع أن تفعل شيئا إزاء ازدياد حالات بيوت العزاء ، نشر الحزب الشيوعي السودان سرا بيان أوضح فيه أن السلاح الطبي بأمدرمان ما عاد قادرا علي استيعاب المزيد من الجرحى والمعوقين الذين وصلوا من الجنوب ، وكانت مشكلة الحكومة انها ما كانت قادرة علي مواجهة المواطنين بالحقائق لا عـبر وسائل الإعلام ولا والندوات واللقاءات المباشرة.
في محاولة يائسة وفاشلة حاولت الحكومة تطبيق سياسة إلهاء الجماهير لمباريات كرة القدم بين فرق الدرجة الاولي ، ولكنها كانت مناسبات نزلت وبالا علي الحكومة ، فقد استغل النشطاء السياسيين تجمعات المواطنين بدار الرياضة في الخرطوم وامدرمان وقاموا بتوزيع المنشورات التي نددت بحكم العسكر والحرب في الجنوب ، معظم الشباب في أمسياته الليلية كانوا يتجمعون في حلقات بالحدائق يتبادلون بجدية واهتمام اخر اخبار الحرب في الجنوب الدامي ، ويتجادلون حولها بجدية وغضب ، بل وحتي الشباب الذين ما كانوا اصلا يحبون السياسة ولا اخبار الحروب ، كانوا يجلسون في حديقة الريفيرا وبالتدريج تحولت قعداتهم الشبابية تاليف الاغاني السياسية المنددة بالحرب وعن حال السودان العصيب ، وانتشر وقتها الاغنية السياسية الشهيرة:
(يا جوبا مالك علي أنا … شلت نوم عيني انا ، وبالحراب كم قتلوا شباب) ، وانتشرت الاغنية بسرعة البرق في كل مدن السودان.
من مظاهر الحياة في ذلك الوقت ، أن السكان في العاصمة المثلثة اعتادوا ان يجدوا في كل صباح يوم جديد اغلب جدران المنازل من الخارج قـد غطتها الشعارات الكثيرة التي نددت بحكم العسكر ، كانت الشعارات كلها باللون الأحمر وفيها علي سبيل المثال -(الي الثكنات يا عساكر) ، (الي الجحيم يا عبود) ، (سحقا سحقا للعسكر) ، (لن تفلتوا من العقاب يا قتلة) ، ومما زاد الاوضاع اكثر سوء للحكومة في الخرطوم ، ازدياد المظاهرات العارمة في حلفا الجديدة التي رحل إليها المهاجرين من حلفا القديمة قسرا ولم يعجبهم الحال بالقري الجديدة ، وتوسعت المظاهرات أيضا في كثير من مدن البلاد ، وكانت مظاهرات عمال عطبرة هي الاكثر حدة وعنف ضد السلطات الأمنية ، عندها عرفت الحكومة بخطورة الأوضاع.
كانت المظاهرات تتم بالتنسيق ما بين إتحاد طلاب جامعة الخرطوم واتحاد طلاب جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، جرت العادة أن تخرج مظاهرات جامعة الخرطوم كل صباح للشوارع وتتجه الي منطقة السوق العربي والافرنجي بهدف توسيع حجم المظاهرات والاتجاه بها للقصر الجمهوري وهي تهتف (الي القصر حتي النصر) ، وفي المساء كانت تنشط مظاهرات طلاب جامعة القاهرة فرع الخرطوم وتتجه الي سينما الوطنية الخرطوم غرب سينما كوليزيوم ، وهناك كان جمهور السينما ينضمون للمظاهرة مع الطلاب في مظاهرة ضخمة تتجه نحو القصر الجمهوري ، وما من مرة سلمت المظاهرات من القمع وسقوط ضحايا.
في ظل الأزمات الطاحنة التي ألمت بحكومة عبود العسكرية ، وسخط الملايين من الأوضاع العصيبة ، والمظاهرات التي ما كانت تتوقف ليل نهار ، والنقد الجارح من قبل المنظمات الدولية والمحلية لسياسات الحكومة تجاه حل مشكلة الجنوب واصرار عبود علي الحل العسكري ، وظهور بوادر انتقادات دولية وسخط شعبي من جراء سقوط مئات القتلي بالجنوب ، وعدم اهتمام الحكومة بمناقشة (المشكلة الجنوبية) مع باقي الأحزاب المحظورة ، وظهور غلاء في المعيشة وانعدام بعض السلع الضرورية التي كانت ترسل للضباط والجنود في المواقع العسكرية بالمديريات الجنوبية الثلاث، اضطرت الحكومة وبعناد شديد الي إصدار مجموعة من التعليمات الصارمة بعدم نشر اي مواضيع او اخبار تتعلق بالقوات المسلحة ، وبالحكومة ، والضباط في الجيش ، والبوليس ، والأمن ، ومنع نقد البيانات الرسـمية!!! .
كانت الأيام العشرة الأخيرة من عمر نظام عبود مليئة بالاحداث الكبيرة ومنها وصول وفد امريكي لمناقشة الحكومة السودانية حول حلف يضم السودان والأردن والسعودية لمحاصرة مصر التي وسعت من علاقاتها مع حركات التحرر في الوطن العربي ، وراحت مصر تمد الثوار في الجزائر واليمن بالسلاح والخبراء المصريين ، وتوسعت اعلاميا عبر اذاعة “صوت العرب” التي كانت تلهب ظهور الحكومات العربية التابعة للتحالفات الامبريالية ، ولمع وقتها صوت المذيع (احمد سعيد) الذي اشتهر بأنه كان صاحب أقوى صوت عربي اذاعي ، جاء الوفد الامريكي للخرطوم في الوقت الذي كانت البلاد فيها ساخطة علي الاوضاع السياسية بسبب حرب الجنوب وارتفاع حصيلة أعداد القتلى التي ما استطاعت الحكومة ان تخفيها عن الجماهير.
كانت حكومة عـبود العسكرية قبل اندلاع ثورة أكتوبر بوقت طويل منزعجة كثيرا من ما كانت تبثها إذاعة الـ(BBC) البريطانية عن اخبار السودان ، وخاصة اخبار المعارك الضارية في جنوب السودان ، وكانت المحطة تبث بالتفاصيل الدقيقة احصائيات عن اعداد الضحايا من الجانبين في الجنوب او في المظارات ، وعن عدد القتلى من المدنيين والعساكر الذين راحوا ضحية انفجارات الالغام تحتهم ، كانت اذاعـة الـ(بي بي سي) محل اهتمام بالغ وحرص شديد من قبل المواطنين في كافة بقاع البلاد والإنصات إليها والاهتمام بما تبثه من أخبار ومعلومات ، وكانت فترة الامسيات هـي الفترة التي اختارتها الاذاعة البريطانية بدقة تذيع اخبارها قبل خلود الناس للنوم.
استدعت الحكومة السفير البريطاني بالخرطوم وطالبته بان يطلب من حكومة صاحبة الجلالة ان تتوقف عن التدخل في الشؤون الخاصة بالسودان ولا تذيع محطة الـ(bbc) اي اخبار عن السودان إلا بإذن مسبق ، وان تكف هذه الاذاعة عن نشر اخبار المعارك ، وهنا اوضح السفير البريطاني لوزير خارجية السودان وقتها احمد خير ، ان اذاعة ال(bbc) مستقلة تماما عن الحكومة ولا تتدخل في شؤونها الاعلامية.
اجمل شئ في جامعة الخرطوم (في ذلك الزمن السعيد) كان ذلك التلاحم والتكاتف الشديد بين الطلاب بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية المختلفة من اجـل إنهاء حـرب الجـنوب ، وما كانت هناك الخلافات الكبيرة بيـن مختلف المنظمات كالصورة التي نراها الآن في الجامعات الحكومية والتجارية ، في ذلك الوقت كل الطلاب الجنوبيين وجدوا الاحـتـرام الكامل من زملائهم الاخـرين، وكان الكل متعاطف معهم في قضـية الجـنوب ، نظـم الطلاب الجنوبيين حملات داخل الجامعة بهدف إبراز واقع حال المديريات الجنوبية الثلاث (بحـرالغزال ، والأستوائية ، واعالي النيل) ، والمعاناة التي يجدها اهالي تلك المناطق من ظلم وقهر واغتيالات من قوات الشمال ، كان هدف الطلاب الجنوبيين ان تتفاعل باقي قوى الشعب في الشوارع والأسواق والأندية والمدارس مع قضيتهم ، وبالفعل تبنى اتحاد الطلاب فكرة اقامة ندوة سياسية كبيرة بالجامعة يدعو لها كل القوي السياسية ورؤساء الاحزاب المحظورة والنشطاء السياسيين والصحفيين والاطباء ، والنشطاء في الاتحادات العمالية وبحقل التدريس.
في يوم الثلاثاء ٢٠/ اكتوبر تم عقد اجتماع عام لطلاب جامعة الخرطوم نوقشت فيها عدة مسائل تخص التنظيم للندوة والاحتمالات التي قد تترتب على قيامها رغم انف السلطات ، كل الطلاب وبالاجماع التام اتخذوا كافة الاحتياطات اللازمة لمواجهة اي قوة مسلحة قد تلجأ اليها الشرطة ، وتم تحديد زمن الندوة ومكان الندوة أن تكون في يوم ٢٠/ أكتوبر ١٩٦٤م السابعة مساء بالميدان الشرقي للجامعة.
ندوة ٢٠ أكتوبر :
*********
في يوم الاربعاء ٢٠/ اكتوبر توافدت جموع الطلاب من الداخليات المختلفة الى مكان الندوة واستعدوا لاستقبال الضيوف المدعوين ، وكان الحزم بادئاً على وجوه الطلاب وهم مقدمون على مناقشة مشكلة الجنوب رغم أنف الدكتاتورية العسكرية التي رفضت التصريح بقيام الندوة ، بدأت الندوة في ميعادها المحدد بالميدان الواقع بين داخليتي القاش وكسلا.
البوليس يحاصر الجامعة :
****************
وفي لحظات تعد بالدقائق القليلة ، حاصر البوليس حرم الجامعة بقوات كبيرة ، واصدر احد الضباط أوامره لرئيس الاتحاد بفض الندوة ، ولكن الطلاب أصروا على الاستمرار في ندوتهم وواصلو اجتماعهم دون ان يعبأوا بأوامر الضابط وكان الاجواء بين الطرفين في غاية التوتر ، بدأ البوليس ينفذ الأوامر باستخدام القوة فأمطروا الطلاب بوابل من القنابل المسيلة للدموع ، انقضت الندوة والطلاب كانوا وقتها تحت سحب الدخان الخانق ، واصلت الشرطة رمي الطلاب بالقنابل المسيلة للدموع بصورة انتقامية واضحة ، وهنا استيقظت في الطلاب حاسة الدفاع عن النفس بعد ان حاصرتهم الشرطة في ركن ضيق حتى نفذت قنابله ، وفي هذا الوقت أطلق البوليس الرصاص على الطلبة ، فأصابت رصاصة الطالب/ طه القرشي برصاصة قرب عينه اليمنى وخر صريعاً في الحال ، وكذلك أصابت رصاصة اخرى الطالب/ بابكر عبدالحفيظ ، واستمر الضرب حتى الساعة الحادية عشر مساءآ ، واصل الشرطة حصارها للجامعة من الخارج بجانب وجود أعداد كبيرة منهم بالداخل.
في المستشفى :
********
قاموا الطلاب في صباح اليوم الثاني الخميس ٢١/ أكتوبر بنقل جثمان طه القرشي للمستشفى بمظاهرة كبيرة ، تم نقل الجثمان للمشرحة ، سعي مدير البوليس وقتها (ابارو) وجماعته أخذ الجثمان سراً من المشرحة بعيد عن اعين الناس في محاولة اخفاء الجريمة ولكن كان يصاحب الجثمان الطالب/ (جعفر حسين) من ابناء القراصة الذي كان يراقب تحركات الشرطة حول المشرحة بعيون مفتوحة ، وجرت قبلها بينه وسائق عربة الاسعاف الذي حاول السير بالجثمان بطريق اخر ، واجبره على الوقوف ، والتوجه مباشرة للمستشفي ، وهناك اصطف الطلاب زملاء القرشي في صفوف متراصة لحماية الجثمان ، واستمر الطلاب في مكانهم حتى اشرقت الشمس …. حضر مدير الشرطة (ابارو) الى المستشفى ، وانكر بشدة للطلاب اطلاق الرصاص على الطلبة ، ولكن الطبيب اليوغسلافي كان قد استخراج الرصاصة من رأس القرشي .. ولاذ مدير الشرطة بالانسحاب!! .
من هو مدير البوليس “ابارو”؟!! .
*******************
“ابارو” يعتبر وقتها من أشهر ضباط وزارة الداخلية في زمان حكم الفريق عـبود ، هو ضابط منتظم بمعنى الكلمة لا يجامل ولا يعرف الابتسامة!!، شديد الاعتزاز بعسكريته الحازمة التي تعلمها ودرسها من الانجليز كان شديد القسوة لدرجة انه كثيرا ما امر ضباطه الصغار ورجال الشرطة ان يفضوا المظاهرات بقسوة وبلا رأفة بالمتظاهرين ، كان يقول لهم بلهجة امرة ”:- “ماعاوزكم تعتقلو لـي ناس من المظاهرات وتجيبوهم لي هنا في الحراسات، عاوزكم الزول البقع تحت ايديكم تكسروه كسيـر وتدشدشو عظامه ، وترسلوه للمستشفى نص حي ، انا ماعندي اماكن للمعتقلين!!”، كان يكره بصورة خاصة الشيوعيين وطلاب الجامعتين.
(أ)- قد يسأل احد القراء عن السبب في الكتابة عن مدير البوليس دون المئات من الشخصيات التي لعبت أدوار بارزة في ثورة ٢١/ اكتوبر؟!! .
(ب)- الاجابة بكل بساطة تكمن في ان (ابارو) هو مفجر ثورة أكتوبر دون ان يعي!!، فهو الذي امر رجال الشرطة باطلاق الرصاص علي الطلاب في جامعة الخرطوم ليلة ٢٠/ اكتوبر ونتج عنها اغتيال طه القرشي!!، وهو الذي قام مسبقا بتوجيه أوامره لرجال الشرطة ان تكون بنادقهم محشوة بالرصاص الحي قبل ذهابهم لمحاصرة جامعة الخرطوم!! .
٢١/ أكتوبر ١٩٦٤م :
***************
في اليوم التالي ٢١/ اكتوبر ، خرجت جموع الطلاب تحمل نعش الشهيد بدء من المرحة وحتى ميدان عبد المنعم ، حمل الطلاب واساتذة الجامعة وجمع غفير من المواطنين نعش الشهيد ، وكلما سار الموكب الحزين الغامض الذي كان في البداية غير مفهوم عند غالبية المارة في الشوارع كلما كبر حجم الموكب بعد أن عرفوا من الشهيد ، مرت الجموع بالجنازة حتي عبرت كبري “الحرية”، وهناك انضم للموكب مجموعات كبيرة من طلاب المدارس والنساء و”الشماسة”، واصل الموكب المهيب سيره حتى “ميدان عبد المنعم”، كان الى جانب اساتذة الجامعة في الموكب السادة: الدكتور/ احمد السيد حمد ، الاستاذ/ عبد الخالق محجوب ، الدكتور/عبدالحليم محمد ، الدكتور/ عزالدين/ علي عامر والدكتور/ طه بعشر ، الدكتور/ حسن الترابي ، ومجموعة من المحامين ورجال القانون ، وهناك في (ميدان عبدالمنعم) بالخرطوم ثلاثة ، تم الصلاة علي روح الشهيد ، وتم نقل الجثمان في عربة (لوري) أقلت عدد كبير من الطلاب تمهيدا لترحيلهم الي قرية (القراصة) مسقط رأس الراحل .
بعد صلاة الجنازة تحدث الدكتور/ الترابي وطلب من المشيعين التزام الهدوء وأن يتفرقوا بسلام بعد ان أدوا الواجب ، وهنا تناول احد اساتذة الجامعة المايكرفون من الدكتور حسن الترابي واخذ يهتف “يسقط عبود .. تسقط الديكتاتورية العسكرية”، وسرعان ما تجاوبت الجموع مع الهتاف ، وبعدها انطلقت مظاهرة عارمة من وسط ميدان عبدالمنعم وشقت الشوارع باتجاه القصر ، بعدها عمت المظاهرات أغلب اقاليم ومدن البلاد.
مرفقات:
١- الملحمة ، قصة ثورة :
https://www.youtube.com/watch?v=NQ4jTQF7u20
٢- كابلي – هبّت الخرطوم :
https://www.youtube.com/watch?v=lDr6GA8iMOI
٣- شاهد بالصورة .. شجرة تنمو داخل قبر الشهيد السوداني الأشهر “القرشي” وتظلل ضريحه بالكامل :
https://www.alnilin.com/12819611.htm
يوم 20 إكتوبر كان يوم ثلاثاء..كانت الندوة مساء يوم الأربعاء 21 أكتوبر..شهيد الثورة هو أحمد القرشي طه وليس طه القرشي..تشييع جثمان القرشي كان يوم 22 أكتوبر من ميدان عبدالمنعم (مكان نادي الأسرة بالخرطوم 3)
الحبوب الدكتور/ هشام،
حياكم الله وأسعد أيامكم بالأفراح. مشكور علي المشاركة بالتعليق والتصحيح في تاريخ الندوة.
أخبار عن الثورة:
١/-
إثنين وثلاثين طالباً جامعياً أمريكياً
يدرسون مأثرة ثورة أكتوبر السوداني
***********************
https://sudanhistory.org/arabic_15_oct.htm
٢/-
كيف واجه السودان محاولة الانقلاب على الثورة؟!!
المصدر- موقع “إضاءات”- 21/10/2015-
(…- الوضع لم يعجب المصريين فتحركوا عبر مخابراتهم لتدبير انقلاب عسكري يسقط الثورة، متحالفين مع عدد من الضباط وبغطاء من أحزاب موالية لهم، لكن مؤامرتهم أحبطت وتم اعتقال العسكر المتأمرين، فغضب المصريون وحركوا مظاهرات للأحزاب التي كانت تؤيدهم من أحزاب اليسار تتهم عبود بالقبض على الضباط الذين يؤيدون الثورة. وبعد ضغوط شعبية أفرج عن هؤلاء الضباط المتأمرين وأجبر عبود بعدها في نوفمبر/تشرين الثاني 1964 على اعتقال زملائه من الضباط في المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وكان هذا خطًا أحمر للجيش، فتحرك القائم مقام بشير حسن بشير لينقلب على إبراهيم عبود، وتسربت معلومات عن تحركه للأحزاب، حيث قال أحد الضباط الكبار واسمه الأميرالاي عثمان نصر عثمان: «أن الجيش قادم ليسترد دوره ويدافع عن نفسه قريبا ولن يستطيع إذلاله بضعة أفندية وصعاليك» وكان هذا الحديث لضباط جيش قادمين من مدينة «ملكال» في جنوب السودان، وسربوه لأسرهم في البيوت ومنها وصل إلى زعماء الأحزاب السياسية والتيارات فقرروا في اجتماع لهم دعوة الشعب للنزول لحماية ثورته.
واقترح مرشد جماعة الإخوان المسلمين «علي طالب الله» أن تتم دعوة الناس من المآذن في المساجد، ولكن كان رأي الأحزاب الأخرى أن يتم دعوة الناس بوسيلة أكثر سرعة وأكثر وصولا فاقترحوا استخدام إذاعة أم درمان ونشرة أخبار العاشرة مساءً، وفي الوقت المحدد خرج المحامي الشهير فاروق أبو عيسى وأعلن في لقاء على الإذاعة أن هناك انقلابا قادما على الثورة وطالب الشعب بالنزول للشارع. ونزلت جماهير الشعب واحتشدت في الميادين وأمام السفارة الأمريكية التي كان الانقلاب القادم بالتنسيق معها، واستطاع المتظاهرون اقتحام السفارة الأمريكية وإحراق علمها. وأيضا هاجم المتظاهرون مقر السفارة المصرية وأحرقوها بعد أن عثروا بداخلها على وثائق تثبت تحركات مصر لخداع السودانيين وإفشال ثورتهم. وفي اليوم المشهود 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1964، وبعد 3 أسابيع من الثورة، سقط الرئيس عبود واستقال من منصبه وتسلم المدنيون السلطة كاملة وعاد الجيش إلى ثكانته، وانتصرت الثورة مؤقتا بسبب وحدة الصف الإخواني، والشيوعي، والختمي، والأنصاري، والمسلم، والمسيحي، والشمالي، والجنوبي.).- إنتهي-
٣/-
ثورة السودان 1964.. أول
ثورة عربية تطيح بحكم عسكري
https://www.noonpost.com/38719/
كيف كان حال الفريق/ إبراهيم عبود بعد تنحيه من الحكم
ومغادرته القصر الجمهوري في يوم ٣٠/ أكتوبر ١٩٦٦؟!!
*******************
بعد ثورة أكتوبر ـ كان على الرئيس عبود تخصيص مبلغ من المال؛ يكفي لبناء منزل يليق بمكانته كرأس دولة ؛ بقي على رأس قيادة سلطة الحكم لست سنوات طوال عراض وتنازل عنه طوعاً واختياراً، وهو لا يملك منزلاً صغيراً كغيره من عامة المواطنين، وهمهم الحضور بموافقة جماعية، بل وتصايح البعض منهم فرحاً بالاقتراح الحكيم. لكن الرئيس عبود أذهل الجميع!! حيث رفض العرض في إباء وفي شمم وقال:
***- (حقاً أنا رجل فقير؛ لا أملك سوى راتبي الشهري المحدود؛ غير أنني لا أرضى لنفسي كما كنت لا أرضى لغيري.. أن يُستباح المال العام لأغراض شخصية. وكل ما أرجوه هو أن أتقاضى راتبي التقاعدي المنصوص عليه قانوناً، وأرجو هذا أيضاً لإخوتي في المجلس الأعلى والضباط الذين أُحيلوا للتقاعد، وكذا أفراد الخدمة المدنية. وأعلم يقيناً أنهم في غالبيتهم لا يملكون قوت شهرهم بدونه).
فاستجاب الوزراء لرجائه، وقد بلغ بهم التأثر والإنفعال مداه، ثم سألوه إن كان يود الإقامة في مسكن حكومي مناسب طوال حياته، وسيكون هذا حق من بعده وسُنّة متبعة لمن يشغل منصب رأس الدولة. فاعتذر الرئيس عبود عن قبول هذا العرض أيضاً!! وأخبرهم أنه سيقيم مع الأستاذ الفاتح عبود المحامي، أحد أقربائه حتى يتسنى له في قابل الأيام تشييد دار خاصة به مع أفراد أسرته، إذا أمد الله في عمره أو يتولَّى ذلك أبناؤه من بعده، إذا سبق الأجل!! ولم يجد الوزراء أيضاً إلاّ النزول على رغبته وإصراره، وودعوه بمشاعر الإجلال والإكبار، بعد أن تأكّد لهم بصورة قاطعة تجرده الوطني وأصالته وعفته ونقاء سريرته.
عندها قال المحامي مبارك زروق في انفعال ظاهر قولته الشهيرة “نحن نفاخر ونتباهى بزعماء العالم السياسيين من أمثال غاندي ولنكولن وديغول وتشرشل وسعد زغلول وغيرهم؛ لأطهرهم وفعاليتهم؛ ونتخذهم قدوة وننسى أنفسنا”- ثم أردف بالإنجليزية: I cut my hand if those whom I mentioned are not far beyond this man) الترجمة: (أقطع ذراعي لو أنّ هؤلاء الزعماء أفضل من عبود).
ثورات اكتوبر ١٩٦٤ و أبريل ١٩٨٥ و ثورة ديسمبر كانت ثورات إسقاط أنظمة عسكرية و لم تكن ثورات تغيير للمفاهيم و تغيير عقلية النكب السياسية الفاشلة و أحزابهم المنكوبة اللي هي سبب رئيسي في فشل الدولة السودانية..
شارك الحزب الشيوعى السودانى فى المجلس المركزي لنظام عبود بايعاز من الاتحاد السوفيتى بعد تحسن علاقة نظام نوفمبر بالمعسكر الاشتراكى حينها الذى قاطعته كل الاحزاب السياسية وانضوت تحت جبهة واحدة بقيادة الامام الصديق المهدى
الامام الصادق المهدى هو من تقدم للصلاة على الشهيد القرشى وهو من قاد التفاوض مع العسكريين اللتنحى عن السلطة وهو من قام بكتابة ميثاق الثورة
نادر…
حتي لا ننسي:
الديمقراطية لا بواكي لها
******************
المصدر- صحيفة “سودان تريبيون”- 05.02.2022-
(…- بعد نجاح انقلاب 17 نوفمبر 1958، قام الفريق عبود بزيارة السيدين عبد الرحمن المهدي وعلي الميرغني والتمس مباركتهما لحركة الجيش. وقد فعلا ذلك عبر بيانات أذيعت من راديو أم درمان. أذاع محمد عثمان الميرغني نيابة عن والده السيد علي الميرغني بياناً تكوّن من فقرتين. جاء في الفقرة الأولى: «لقد تقبلنا نبأ تسلم جيش السودان بقيادة ضباطه العاملين زمام السلطة في بلادنا. وإننا نأمل أن تتضافر الجهود وتخلص النوايا لتحقيق الطمأنينة في النفوس وتوطيد الأمن والاستقرار في ربوع بلادنا». وأما الفقرة الثانية فقد كانت دعاءً وابتهالاً بأن يجعل الله فيما حدث خيراً كاملاً، والتوفيق لمن اضطلعوا بالأمر ونهضوا بالمسؤولية.
وأما بيان الإمام عبد الرحمن المهدي الذي أذاعه نيابة عنه عبد الرحمن علي طه فقد احتوى على تأييد قوي لتسلم الجيش وجنوده على زمام الحكم، وعلى مناشدة لتأييد «الثورة» والدعاء لها بالسداد والتوفيق.
احتوى بيان الإمام عبد الرحمن على إدانة للحكومات الأربع التي توالت على السلطة منذ الاستقلال. وقد كانت على النحو التالي:
* إن الاستقلال في حد ذاته ليس بغاية، بل وسيلة فعّالة لإسعاد الشعب والعمل المخلص لرفع مستواه.
* إن الاستقلال أداة فعّالة وُضعت في أيدي بعض الأحزاب السودانية التي تعاقبت، واشتركت في حكم السودان منذ الاستقلال.
* لم تنجح واحدة من الحكومات الأربع المتعاقبة على الحكم منذ الاستقلال في تحقيق ماجاهد وصبر من أجله الشعب.
* لذلك خشي المخلصون للسودان والحادبون على استقلاله أن يكفر الشعب بمعاني الاستقلال فيتهاون في الدفاع عنه والزود عن حياض الوطن. وخشوا أن يفلت الاستقلال من أيدي الأمة بسبب فشل القادة السياسيين الذين تعاقبوا على كراسي الحكم.
دُوِّن حديث الإمام عبد الرحمن المهدي في بيان طويل نقتطف منه قوله:
* إن الانقلاب الذي شهدته البلاد أخيراً كان نتيجة الانحلال الذي أصاب الحياة السياسية والديمقراطية وما تبع ذلك من فساد في برلمان البلاد وصحافتها وكافة مظاهرها السياسية الأخرى.).- إنتهي-
اسم الشهيد أحمد القرشي طه ( طه القرشي كان شخصية افتراضية تدرس في كتاب القراءة في مرحلة الكتاب)
“حدث الدكتور/ الترابي وطلب من المشيعين التزام الهدوء وأن يتفرقوا” الحق يقال ان الترابي قال “نوصيكم بالانتقام”
الاخ بكري انت شيوعي كما انا اعرفك من الخرطوم غرب
الحبوب، ALSALATY.
ألف مرحبا بك يا “ود حلتنا”، والف تحية للجميع فردا فرد وعوائل وأسر في الخرطوم غرب “أجمل ناس وأعز حبائب”، أغلب الأسر القبطية بعد انقلاب ١٩٨٩وبسبب سياسة (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ) والتاميمات والمصادرة التي قامت بها “اللجنة الاقتصادية” برئاسة صلاح كرار هجرت قسرا الي استراليا وكندا ونيوزيلندا واستقروا هناك بشكل نهائي، بعضهم يواصلون بالرسائل والمكالمات الهاتفية.
أخر إحصائية عن عدد الأسر القبطية الي خرجت (فلت وهربت) من المدن والولايات السودانية بعد انقلاب الجبهة الاسلامية عام ١٩٨٩كان عددها وقتها قد وصل الي اكثر من (٧٠) ألف أسرة ولا يدخل في هذا الرقم الجنوبيين المسيحيين.
جاء في تعليقك الكريم وكتبت :”انت شيوعي كما انا اعرفك من الخرطوم غرب”!!، وأسال: هل هي تهمة أن يكون الشخص شيوعي؟!!، السودان يجمع كل الوان الطيف السياسي:
١- حزب بناء السودان.
٢- الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي (حشد الوحدوي)SDUP.
٣- الحزب الديمقراطي الليبرالي الموحد.
٤- حزب الأمة القومي.
٥- حزب الولايات المتحدة السودانية.
٦- حزب الأمة الوطني.
٧- حزب العموم السوداني.
٨- حزب الأمة السوداني القيادة الجماعية.
٩- حزب الأمة للإصلاح والتنمية.
١٠- حزب الأمة للإصلاح والتجديد.
١١- حزب المؤتمر السوداني.
١٢- الإخوان المسلمون في السودان.
١٣- التجمع الاتحادي المعارض.
١٤- الحزب الإتحادي الديمقراطي -الأصل.
١٥- الحركة الشعبية لتحرير السودان.
١٦- الحزب الشيوعى السودانى.
١٧- حزب المؤتمر الشعبي.
١٨- حزب المؤتمر الوطني
١٩- حزب وحدة وادي النيل.
٢٠- مؤتمر البجا.
٢١-حركة العدل والمساواة.
٢٢- جبهة الشرق
٢٣- حركة حق-السودان.
٢٤- حزب المستقلين القومي التلقائي – بقيادة مالك حسين وجلال الدين محمد.
٢٥- المنبر الديمقراطي لجبال النوبة.
٢٦- حركة كوش.
٢٧- المنظمة السودانية للحقوق والتنمية المعاصرة (منظمة سوادنة).
٢٨- تنظيم القوى المستقلة الحرة.
٢٩- حزب الأسود الحرة السودانية.
٣٠- التحالف الفيدرالي الديمقراطي السوداني.
٣١- الحزب القومي السوداني.
٣٢- حزب البعث السوداني
٣٣- حركة تحرير شرق السودان.
٣٤- جبهة استقلال شرق السودان.
٣٥- حزب الحقيقة الفدرالى.
٣٦- حزب العدالة ” الأصل “.
٣٧- الحزب السودانى الوحدوي القومي ( SUN PARTY ).
٣٨- حزب الشعب الحر.
٣٩- حزب التمكين السوداني.
٤٠- حزب الوطن (السودان).
٤١- الحزب الوطني الاتحادي الموحد.
٤٢- الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة .
٤٣- حركة تحرير السودان.
استاذنا بكري الصائغ نحن شعب هاشمي وعاطفي مسكين اكتوبر لم ولن يكن له وزن وقيمة لولا حكمة وبساطة ابراهيم عبود لانه كان علي قناعة منذ البداية ان الجيش بعيد عن السياسة ولكنه اجبر وارغم علي هذا الانقلاب المصطنع علي شاكلة انت اذهب الي كوبر سجينا وانا الي القصر ريئسا ولكن عبود فطن لذلك المكيدة وعندما سمع عبارة الجيش الي الثكنات لم يتردد ولم يامر العسكر باطلاق طلقة واحدة ضد اي مواطن لان قناعته ان مكان الجيش هي الثكنات وليس السياسة ! لم يسال عبود بعد هذه الثورة المزعومة لا عسكريا ولا قضائيا لانه كان برئ ولو تم سؤاله كان سيفضحهم كلهم(الاحزاب الطائفية) . لذا عاش مكرما معززا داخل السودان والخرطوم علي انغام ضيعناك ياعبود وضعنا معاك فاكتوبر كانت فشل مسرحية الانتفاضة التي اطاح بفارس جوادها(الاحزاب الطائفية) اما الشهيد القرشي الذي قيل انه قتل مع رفاقه في مؤتمر يناقش مشكلة الجنوب فهذا طلس اخر يحتاج لمساحة اخري
الحبوب، قوندو ساكت.
تحية طيبة، والف شكر علي الطلة الكريمة.
– من ارشيف مكتبة صحيفة “الراكوبة” –
د.منصور خالد:
عبدالله خليل كانت له اسبابه التى دفعته لهذا القرار:
عدم احترام اللاعبين لقواعد اللعبة الديمقراطية.
https://www.alrakoba.net/2192651/%D8%AF-%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D9%84%D9%87-%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8/
( عبدالله خليل كانت له أسبابه التي دفعته لهذا القرار ) أياً كانت الأسباب كان عليه أن يحترم الشعب السوداني و يفعل كما تفعل الدول المحترمة تجاه شعوبها و ترسيخ الديمقراطية بالدعوة الي انتخابات مبكرة… و كفي الله السودان شر الحكومات
( العسكرية/الحزبية )
شكرا استاذ الصائغ وهذه صلب ما قلته بان اكتوبر ليس اكثر من اسم شهر ميلادي لا اكثر اما موضوع الثورة فهي صوت الحقيقة والواقع انذا استمع اليه الفريق عبوود
ماذا كتبت الأقلام، ونشرت الصحف والمواقع السودانية والاجنبية،
وبثت المحطات الفضائية عن ثورة ٢١/ أكتوبر ١٩٦٤؟!!
*****************
١-
تفاصيل مجزرة 26 أكتوبر 1964 التي حاول الجنرال
عبود استجماع قواه بعدها لإنقاذ انقلابه في السودان
https://www.youtube.com/watch?v=aNgrwc8OKPk
٢-
من هو أحمد القرشي الذي كان سببا في
اندلاع شرارة ثورة أكتوبر 1964 في السودان؟!!
https://www.youtube.com/watch?v=NYb3a4gYoAs
٣-
مسيرة فاروق أبو عيسى ..
أحد قادة ثورة أكتوبر 1964 الذي
أعلن ليلة المتاريس في السودان
https://www.youtube.com/watch?v=8GjOkF6jc60
٤-
مشاهد للخرطوم في أيام ثورة ٢١ أكتوبر ١٩٦٤
https://www.youtube.com/watch?v=eqMYRLxjE8Q
٥-
الحلقة(26) محضر أهم وأخطر
ندوات ثورة أكتوبر 1964 السودانية
https://www.youtube.com/watch?v=AFMbxTqr3BM
٦-
ربيع الشعوب: ثورة أكتوبر السودانية 1964
https://www.youtube.com/watch?v=EkY12rbCRM4
٧-
«تظاهرات الزلزال».. السودانيون
يحتشدون في ذكرى ثورة 21 أكتوبر
https://www.youtube.com/watch?v=fmu29PUP5_o
٦-
ثورة اكتوبر 1964 قناة الجزيرة
https://www.youtube.com/watch?v=bQJ-6q9DwAc
٧-
تقرير مختصر عن ثورة أكتوبر ١٩٦٤
ضد نظام إبراهيم عبودـ حتي لا ننسي عصيان بس
https://www.youtube.com/watch?v=GrO101Y6ZNw
٨-
ثورة 21 اكتوبر مع أسرة الشهيد
أحمد قرشي طه في قناة ام درمان
https://www.youtube.com/watch?v=A5fbSHR_BjM
٩-
برومو حلقة “ضد العسكر.. ضد عبود” – تحت المجهر
https://www.youtube.com/watch?v=Pjj0Htsx5yU
١٠-
ثورة اكتوبر 1964
https://www.youtube.com/watch?v=mxV5whBgyAg
١١-
سيول بشرية تجتاح الخرطوم في “مليونية 21 أكتوبر”
https://www.youtube.com/watch?v=hKypaEg9jYE
١٢-
كيف اعتقل الجنرال عبود وأرغم على التخلي
عن السلطة في السودان بعد اندلاع ثورة 1964؟!!
https://www.youtube.com/watch?v=Edi9Ls9Mxjk
ماذا تعرف عن مولانا/ عبدالمجيد إمام
بطل ثورة أكتوبر الجسور؟!!
*******************
المصدر – موقع “ويكيبيديا”-
عقب تخرجه مباشرة من كلية غردون التذكارية ونال منها شهادة في القانون كما نال شهادة فوق الجامعية في القانون من لندن، عمل عبد المجيد امام قاضيا وتدرج في السلك القضائي حتى وصل إلى درجة نائب رئيس القضاء عقب ثورة أكتوبر الشعبية عام 1964 حيث لعب دورا رئيسيا في حقن الدماء خلال الأيام الأخيرة للثورة وكان وقتها القاضي المقيم لمدينة الخرطوم وبحسب رواية بروفيسر كليف تومبسون المحاضر السابق في كلية القانون بجامعة الخرطوم في توثيقه لأحداث ثورة أكتوبر في كتابه الذي اصدره بعنوان (يوميات ثورة أكتوبر 1964″ وقد كان شاهداً عليها (في الوقت الذي احتشد فيه القضاة والمحامون أمام دار القضاء لتسيير موكبٍ للقصر لتسليم المذكرة:
كان القاضي عبد المجيد إمام مع بعض زملائه في مكتب رئيس القضاء للتباحث في أمر تسيير الموكب.. وفجأةً سُمِع صوت رصاصات إنذار من بنادق بعض أفراد الشرطة التي كانت تحاصر مكان الحشد مع عباراتٍ بُثَّت عبر مكبر صوتٍ تأمر الجمع المحتشد بالتفرق.. عند ذلك خرج عبد المجيد من الاجتماع وشقَّ طريقه بصعوبة بين الحشد – الذي تراجع تحت تهديد السلاح إلى صالة دار القضاء – حتى وصل إلى الشارع وسار متجهاً إلى قائد قوات الشرطة الضابط الملازم قرشي فارس الذي أشهر مسدسه وقال لعبد المجيد:
“توقف وإلا أطلقتُ عليك النار، الشرطة لديها أوامر من وزارة الداخلية بتفريق هذا الحشد”.. ولم يتوقف عبد المجيد وتوجه غير هيَّاب نحو قرشي ، حتى أصبحا وجهاً لوجه، وصاح فيه بصوتٍ جهوري حاسم: “أنا عبد المجيد إمام، قاضي المحكمة العليا، بهذا آمرك بالانصراف بجنودك من هنا فوراً”.. ولم يكن بوسع ذلك الضابط إلَّا أن يقول لذلك القاضي الثائر: “حاضر سعادتك”، ثمَّ يأمر القوة بالانصراف، ليُدَوِّي تصفيق الأيادي ويرتفع هتاف الحناجر: “عاش عبد المجيد إمام، عاش عبد المجيد إمام”. -إنتهي-
رحل عبدالمجيد إمام عن دنيانا في شهر أكتوبر عام ١٩٩٩، رحل وفي مواجهته عدد من تهم جنائية متعلقة بالتحريض والتخطيط للإطاحة بنظام الانقاذ، وذلك لمطالبته بالحريات في وطنه السودان، وهو الذي قد بلغ الثمانين من عمره، ولم تشفع الصفحات الناصعة من تاريخه القضائي أو الوطني، رحل عبدالمجيد وهو غاضب لما أل إليه حال القضاء السوداني الذي تحول إلي ذراع للسلطة التنفيذية، واهدرت سيادة حكم القانون مما أدى الي استشراء الفساد المالي الذي عم البلاد وأضر بالعباد.
اشهر صورة له:
أحمد القرشي .. شهيد أكتوبر الأول
https://www.youtube.com/watch?v=ihyvjIdpXNo
الحبوب، قوندو ساكت.
مساكم الله بالخيرات، وسعدت بحضورك الثاني الكريم.
ونواصل الحكي عن ذكريات ثورة ٢١/ أكتوبر:
– الفريق/ ابراهيم عبود وقصة اخر يوم
في السلطة : ٣٠ اكتوبر ١٩٦٤
*********************
١/-
في ظل الاضطراب السياسي الذي نجح بنسبة ١٠٠% وشمل عموم البلاد، واستقالات القضـاة، استمرار المظاهرات التي لم تتوقف، مع سقوط جرحي وقتلي علي يد ضباط وجنود الجيش والشرطة غدت البلاد بلا قانون ولا من يضبط الامور ، وبدأ الإرهاق والملل يدخلان في نفوس ضباط ورجال الشرطة ، الذين يئسوا من اصلاح الحال بعـد الفوضي العارمة، وتحطيم المتظاهرين لعـرباتهم الخاصة والعامة ، ثم جاء إعلان “نقابة الاطباء” الذي اعلن الاضراب مما زاد الطين بلة ، وغدت المستشفيات شــبه خالية من الأطباء في العاصمة المثلثة ماعدا من قلة منهم عملت بنظام (الورديات ) لمقابلة الحالات الطارئة والمستعجلة ، وأيضآ في ظل الأنباء المتلاحقة عن الإضرابات ، جاءت الاخبار افادت ان موظفي ومهندسي الإذاعة والتلفزيون ومعهم الفنيين في مصلحة المواصلات السلكية واللاسلكية قد دخلوا في إضراب مفتوح ، ونزلوا الي الشارع للتضامن مع بقيـة المضربين من رجال الصحافة والإعلام ، وموظـفي المطار ، والسـكك حـديد الخرطوم ، كل هـذه العـوامل وأخرى كثيرة عـجـل بالتنحي واستقالة عبـود من السلطة.
٢/- يـوم ٢٩ أكـتوبر ١٩٦٤، إنقطع السودان تمامآ عن العالم بســبب توقـف كل انواع الاتصالات وخاصة الهاتفية ، ومما زاد الوضع اكثر حرجا علي رأس القادة العسكريين في القـصـر، ان الاذاعة والتلفزيون توقفت تماما عن العـمل مما استحال معها ان يعرف الناس حقيقة ما يجري في البلاد، ثم جـاءت الاخبـار من مستشفي الخرطوم وتداولها الناس ، ان أعداد الوفيات في المستشفيات بالعاصمة المثلثة قد واصلت ارتفاعها ، وان المئات من الجـرحي يعانون من نزيف نتيجة الاعتداء عليهم بالرصاص الحي.
٣/- كـانت “جـبهة الهيئـات” ، وهـي الهيئة الوطنية التي اشرفت علي كل الترتيبات علي تجميع كل القوى الوطنية والأحزاب والنقابات والمؤسسات الكبيرة والصغيرة والاتحادات تحـت بوتقة واحدة متضامنة منعآ للتشــتت ، قـد راحت تفتـح حوار جاد عبود وزملاءه في القـصر، وبصورة مباشرة مع الفريق عبـود بهـدف التنحي وان ” زمانك يا عبـود قد ولـي وراح”، والكلمة أصبحت للشعب، وأنه منعآ لمزيـد من سـفك الـدماء ـ خصوصا وان الشعب مصـمم علي التضحيات بالروح والدم ـ فإنه من الأجدى ألا تعاند الحكومة تصر علي البقاء، وان هذه المطالب لن يتزحزح عنها “جبهة الهيئات ” الناطقة باسم ملايين المتظاهرين في شوارع السودان.
٤/- كان الفريق إبراهيم عبود في قمة الأدب وحسن الإنصات لحديث أعضاء جبهة الهيئات وعاقلا في كـلامه وهو يتباحث معهم في بنود الإقالة ، وقال انه سيتشـاور مع بقية زملاءه في مجلس قيادة الثورة والحكومة علي حدة ثم يفيدهم برأي السلطة الحاكمة.
٥/- اجتمع عبود مع اعضاء مجلسه العسكري والوزراء، كـان اللـواء حـسن بشـير نصـر (والمـشهور بالصرامة والعسكرية الجادة والمبالغة في الانضباط والضبط والربط)، من أقوى المعارضين العسكريين لتسـليم السـلطة ـ (حسب تعبيره) لـ “رجـرجة” الشارع و”الشماسة”!!، وان ثورة ( ١٧ نوفمبر) لن تنصاع للمظاهرات ، وستضرب بيد من فولاذ !!!
٦/- بقيـة أعضاء المجلس العسكري كانوا مختلفين في الرأي مع اللواء حسن بشير، وحملوه مسؤولية تدهور الوضع بإصداره التوجيهات بضــرب المتظاهرين المسالمين بالنار في يوم ٢٨ اكتوبر في ساحة الشهداء (جنوب القصر الجمهوري).
٧/- انفعل حسـن بشير انفعال شديد وخرج من طوره وانضباطه ، وكال لزملاءه في المجلس العسكري والوزراء أنواع من السباب بلهجة قاسية خلت من الادب، كل هذا تم علي بعد خطوات من الفريق عبود الذي ترأس الاجتماع!!، هـو شيء لم يسبق لهم سماعه من قبل اللواء المنضبط المـهذب، في نهاية الاجتماع ، أكد اللواء حسن للمجتمعين التزامه التام بقرار الأغلبية ، ولكنه سيبقي علي رأيه الذي لن يتزحزح عنه ، ـ وهو ان البلاد تضيـع تماما في حالة تسـليم مقاليـد زمام الامور للأحــزاب الـرجعــيـة!!ـ .
٨/- طلـب الفريق عبـود جلسـة مشتركة ما بيـن قيـادة” جبـهة الهيئات ” (والتي كان من أعضائها الشفيع احـمد الشيـخ ممثلا عن العمال، الأمـين احمد احداثها ..
٩/- دارت المباحثات في القصـر ما بين الجانبين العسكري والمدني لمدة يومين، وبعدها تم اتفاق علي شروط كثيرة محددة اشترطتها مجموعة العسكر، وكان أهمها شرط الا يقدموا (قادة ١٧ نوفمبر) للمحاكـمة، ولا مساءلتهم علي ما وقع في البلاد خلال سنوات حكم العسكر، والا أمـس أملاكهم وممتلكاتهم ، وان يستمر معاشهم بلا توقف، قوبلت هذه الشروط في البداية برفض من بعض أعضاء “جبهة الهيئات” ، بعـدها تم الاتفاق علي قبول شروط عبود وزملاءه، وفـق عبـود علي التنحي من السلطة وحل المجلس العسكري، وتم تسـليم كامل السلطة سـرا ختـم الخليفـة لـمدة سـتة أشـهر، علي ان تجـري بعـدها انتخابات عـامة.
١٠/- مما زاد الضغط علي المجتمعين بالقصر وقتها ، تلك الاخبار التي وصلت اليهم اثناء الاجتماعات ان أعداد المتظاهرين والمحاصرين للقصر قد ازدادت بعد وصول عشرات الألاف من المدن البعيدة والقرى المجاورة يرددون (الي القصر حتي النصر) ، وان الازدحام قد يدفعهم قسرا لدخول القصـر.
١١/ـ في تمام الساعة السابعة من مساء يوم ٣٠ من اكتوبر ١٩٦٤، اعلـن الفريق إبراهيم عبود عن تنحيه من السلطة وحل المجلس العسكري والحكومة ،والغاء حالة الطوارئ، وتسليم الراية لجبهة الهيئات.
١٢/- بعـد ان غادر عبود القصـر مع زملاءه الضباط الكبار، لزموا بعدها منازلهم ، ومن هناك قدموا استقالاتهم من القوات المسلحة ، و خلعوا بزاتهم العسكرية ، وتفرغوا لحيــاة أخـرى جـديـدة.
١٣/- بهـذا التنحي تكـون القـوات المسلحـة قد ودعت آخـر جيل من الابـطال العساكر الـعظـام ، الذين عرفتهم العسكرية العالـمية كأشجع ابطال سودانيين خاضوا معارك شرسة أثناء الحرب العالمية الثانية بجسارة بـطولة أقـدام قل ان نجدها في زماننا الحالي.
١٤/- ـ يقال (والعهدة على الراوى) ، ان الفريق عبود اثناء الاجتماع مع جبهة الهيئات، قام وفتح نافذة مكتبه فرأي الجماهير المحتشدة تحاصر القصر الجماهير المحتشدة، وقال لأعضاء المجلس المجتمعين
كل الناس ديل ما دايرننا .. طيب احنا قاعدين ليه؟!!
١٥/- كـانوا أخـر ( دفعــة ) سـودانية شاركت في معارك( العـــين ) بالصحراء الكبرى ضـد قـوات روميـل الالمـاني الملقب ب ” ثعلب الصـحراء” ، والتحمت القوات السودانية بقيادة اللواء محـمد طلعت فريـد مع القوات الايطالية في معارك ( كـرن ) و(تسـني ) ، ويقال ان محمـد طلعت كان يضع المدفع الثقيل علي حجـر كقاعدة يرتكز عليها المدفع مما جعله و( يعرج ) في مشيته طول حياته.
١٦/- تعتبر دفعـة ضبـاط (١٧ نوفمبر) بكل المقاييس العسكرية ، هي أخـر دفعة (الـــعـظـماء في تاريـخ العسكرية السودانيـة).