ماذا وراء اعتبار السودان أحد المنخرطين في محور طهران؟

لأول مرة تشير الأدبيات الأمنية الإسرائيلية وعلى لسان من كان يتولى رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال عاموس يادلين إلى أن السودان سوف ينخرط في الآونة الأخيرة في محور طهران وبذلك سيتسع فضاء هذا المحور فلا يقتصر على دول إسلامية وعربية في آسيا وإنما راح يمتد إلى إفريقيا السودان.

جاءت هذه الإشارة خلال ندوة عن مستقبل دول الخليج وعن احتمالات تطور الأوضاع في المنطقة خلال عام 2013.

من وجهة نظر الجنرال يادلين فإن انخراط السودان في محور طهران ستكون له دلالات إستراتيجية كبيرة وأن إسرائيل ستكون المتضرر الأكبر لأن امتداد إيران إلى مناطق البحر الأحمر والممرات المائية الأخرى في المنطقة القريبة من شرق إفريقيا تعتبر بالنسبة لإسرائيل شريان الحياة إذ تعتبر أهم ممر لصادراتها إلى آسيا وإلى إفريقيا بالإضافة إلى وارداتها وخاصة من المواد الخام من إفريقيا.

وفي تحليله لتداعيات هذا الانخراط السوداني في محور طهران حتى دون الإعلان عن ذلك دعا يادلين إلى ضرورة وضع خارطة طريق إستراتيجية للتعاطي مع هذا التطور، ذلك لأن مثل هذا التطور ستكون له تأثيرات كاسحة على أي عمل عسكري قد تقوم به إسرائيل في المستقبل ضد إيران لأن الوسائل التي تستخدم لتنفيذ هذا الهجوم كالقطع البحرية أو الطائرات المقاتلة أو المسيرة ستكون هدفا للاعتراض من قبل قوات إيرانية تتواجد في السودان وتستخدم قواعد برية وبحرية وجوية للتصدي للهجوم الإسرائيلي.

ودعا المؤسسة الأمنية والاستخباراتية إلى أن تتعاط مع هذا التحدي بمنتهى الجدية عبر وضع آليات لمواجهة هذا التحدي الذي مازال حتى الآن في مراحله الأولى والقابل لأن يتطور في المستقبل.

المـركز العـربي للدراسات والتوثيق