
أعقبت مقابلة رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ردود أفعال متباينة داخلياً ، في الوقت الذي إتحدت كلمة الدول العربية بشأنها و اتسمت ردودهم بكثير من السخط وعدم الرضى .. حتي وصل الأمر بأن نعت بعضهم الشعب السوداني ب(العبيد) الذين لا يجب شراءهم إلا والعصي معهم ، لأنهم أنجاس مناكيد ، حسبما وصفهم أحدهم في تغريداته مستلفا مقطعاً من قصيدة العنصري أبي الطيب المتنبي الذي هجا فيها حاكم مصر النوبي الأسود كارفور الاخشيدي حينما خالف هواهم وعدل في حكمه :
صــار الخَـصِـي إِمــام الآبِـقـيـن بِـهــا ***
فـالـحُـر مستـعـبَـد والـعَـبـدُ مَـعـبُـودُ
نـامَـت نواطِـيـرُ مِـصـرٍ عَــن ثَعالِـبِـهـا ***
فقـد بَشِـمْـنَ ومــا تَفْـنـى العناقـيـدُ
الـعَـبـد لـيــسَ لِـحُــرٍّ صــالــحٍ بــــأخٍ ***
لَــو أنــهُ فــي ثـيــابِ الـحــرِّ مـولــود
لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه ***
إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد
مـا كُنـتُ أَحسَبُنـي أَحيـا إلـى زَمَـن *** ٍ
يُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمـودُ
…
إلي أن اختتم وقاحته قائلاً :
مَن علَّـم الأسـودَ المَخْصِـيَّ مكرُمـة ***
أَقَـومُــهُ الـبِـيـضُ أَمْ آبــــاؤهُ الـصِـيــدُ
أم أُذْنُــه فــي يــدِ النّـخَّـاسِ دامِـيــةً ***
أَم قَــدْرهُ وَهــوَ بِالفِلـسَـيْـنِ مَـــردُودُ
أولَـــى الـلِـئــام كُـوَيـفـيـرٌ بِـمَـعــذِرَة ***
فـي كُـلِّ لُـؤْم وبَـعـض الـعُـذْرِ تَفنِـيـدُ .
* إن وصف الشعوب العربية للبشر من ذوي القشرة السوداء بالعبيد أمر ليس بالجديد.إذ غالباً ما ترتفع حناجر الأمم المتعوربة وشبه المتعوربة بالشتم والسباب وبذيئ الأقوال كلما خالفت خطوات الشعوب الأفريقية _خصوصا السودانين_ هواهم .. فيهرعون إلي استخدام هذا اللفظ ( العبيد) بغية إرواء غرائز نفوسهم المريضة المليئة بالكراهية والحقد والشر تجاه كل من سمر لونه من البشر .. .
و لأنهم لفرط غباءهم ما فتئوا ينصبون لأنفسهم المشانق أمام محاكم التاريخ بتفاخرهم بتلك الجرائم البشعة التي ارتكبها أسلافهم بحق المستضعفين من الشعوب المحيطة بهم .. وهي من الأفعال التي يأباها كل ذي عقل وضمير ، ولن يفعلها حتي البهائم .
ويلاحظ أن جل تلك الجرائم النكراء لم تقع إلا بعد الفتوحات الإسلامية ووقوع النزاع العباسي الأموي ..
فبعد أن فتحت الشعوب الأفريقية دورها وصدورها للقادمين من الجزيرة العربية وغيرهم ممن أرغمتهم كوارث القحط والحدب والحروب علي اللجوء إلي ممالك جنوب الصحراء ، انقلبوا عليهم سلبا وتقتيلا و صيداً للبشر ، ولم يمنعهم من فعل ذلك حتي الدين الذي يتمشدقون به .
إذ أن ما قيل عن الفتح الإسلامي والقوافل التجارية و ما إلي ذلك من روايات التقديس المزيفة كلها محض افتراء ، بدليل أن لا أحد من الصحابة أو حتي علماء التابعين المعروفين قدم إلي افريقيا جنوب الصحراء _باستثاء أبي بن كعب الذي جاء غازيا و أبيد مع جميع قواته في غرب أفريقيا _
وقبله مجموعة جعفر بن أبي طالب التي جاءت مستجيرة بأرض الحبشة وقصتها المشهورة في البلاط الملكي لأمبراطورية الحبشة إبان الأمبراطور العادل (النجاشي) في القرن السابع الميلادي ، ثم عادت بعد ان قويت ساعد الدولة الاسلامية الحديثة في جزيرة العرب .
* لا يسع المجال لتناول بداية غزوات صيد البشر في آسيا وشرق أوروبا وأفريقيا التي توجت بعد ظهور الإسلام بصفة المشروعية باتفاقية “البقط” التي أبرمت إبان فترة حكم الخليفة عثمان بن عفان ، بين والي مصر عبد الله بن عبد سعد بن ابي السرح ، وملك دولة السودان (المقرة) وما تلاها من نهب للبشر كجزية امتدت لأكثر من 800 عام .
ولنكتفي بتسليط الضوء علي مساحة ضيقة من القرنين التاسع عشر والقرن العشرين ، فقد تسارعت تجارة العبيد من أفريقيا للدول الإسلامية في القرن التاسع عشر ، وتزايدت باتجاه الشرق أيضاً بانتهاء تجارة العبيد الأوروبيين بحدود خمسينيات القرن ذاته.
في عام 1814 وصف المستكتشف السويسري يوهان لودفيك بيركهارت (Johann Burckhardt) رحلاته في مصر ونوبيا (السودان)، حيث شاهد ممارسة تجارة العبيد، فقال: «لقد شهدت عدة مرات أكثر المشاهد وقاحة وبذاءة، ولم يقم التجار بأي شيء حيالها سوى الضحك، وقد أغامر لأصرّح بأن قلةً فقط من العبدات الإناث اللاتي تجاوز عمرهن العشر سنوات، يصلنَ لمصر أو شبه الجزيرة العربية دون أن يُسلبن عذريتهن.»
*وكتب ديفيد ليفينغستون (David Livingstone) عن تجارة العبيد في منطقة البحيرات الأفريقية العظمى، والتي زارها في منتصف القرن التاسع عشر: «من المستحيل أن يُعتبر وصف شرورها مبالغةً، فقد مررنا بامرأة عبدة مُصابة بطلق ناري أو طعنة في جسمها ومرمية على الطريق، وأشار شواهد على الحادثة بأن من قام بذلك هو عربي كان قد مر سابقاً في ذاك النهار، وقتلها لأنه غضب من خسارته الثمن الذي سعّرها به، لأنها لم تعد قادرة على المشي لفترة أطول، كما مررنا بامرأة متوفاة مربوطة بعنقها إلى شجرة، وبرجل مات جوعاً… ولعلّ أغرب داء شاهدته بحق في هذه البلاد هو تحطم القلوب، إنه يصيب مَن أُسِر من الأفراد الأحرار ليُجرّ كعبد خنوع»
وقدّر ليفينغستون أن ما يقارب 80,000 أفريقياً توفي كل عام قبل الوصول حتى إلى أسواق العبيد في زنجبار، والتي كانت يوماً ما المرفأ الرئيسي لتجارة العبيد في شرق أفريقيا ، وفي القرن التاسع عشر كان يمر ما يصل لـ50,000 عبد عبر هذه المدينة كل عام تحت إمرة العرب العمانيين
* وفي القرن العشرين ، وتحديداً خلال الحرب الأهلية السودانية الثانية (بين عامي 1983-2005) استُعبد الناس أيضاً، ويتراوَح العدد المقدَّر للاختطافات بين 14,000 إلى 200,000 شخص، بينما تم إلغاء العبودية في موريتانيا بواسطة قوانين أٌقرت في الأعوام 1905، و1961، و1981، وأخيراً عُدّت جريمة عام 2007.
لكن يُقدَّر أن ما يصل لـ600,000 موريتانياً، أو 20% من عدد سكان موريتانيا، يعيشون الآن تحت ظروف يعتبرها البعض “عبودية”، بسبب استعباد الكثير منهم للعمل لسد الديون التي عليهم بسبب الفقر، وقد حُظرت العبودية منذ زمن حديث نسبياً في عمان (عام 1970)، وقطر ، والمملكة العربية السعودية (1952) واليمن (في عام 1962).
* إن هرولة النخب السياسية السودانية المتعاقبة علي الحكم منذ الإستقلال 1956 نحو الدول العربية و إصرارهم علي بقاء السودان ضمن جامعة الدول العربية ، هي التي تدفع العربان للتطاول علي إنسانية وكرامة الإنسان السوداني أياً كانت قبيلته أو لونه طالما هو سوداني ، ولست بحاجة إلي الإشارة إلي ما يواجهه السودانيون في جميع الدول العربية _الشقيقة كما نزعم_.
فهلا تجرأ السيد البرهان قليلاً واتخذ قرارات حاسمة تقضي بالخروج الفوري من جامعة الدول العربية مثلما تخطي السياج نحو دولة إسرائيل ، حفاظاً علي ما تبقت من كرامة الشعب السوداني المعروف لكل العالم بشكله ولونه و هويته الافريقيه ، لتقوم بين السودان والدول العربية علاقات جديدة مبنية علي أسس مختلفة عن سابقاتها من شأنها أن تغير النظرة النمطية السائدة الآن ،إذ أن بقاء السودان في جامعة الدول العربية في ظل هذه النظرة الدونية المتوارثة عند العرب تجاه السودانيين ، ووجود المرتزقة السودانيين المنشرين في دول النزاع العربية ، تأتي بمثابة بقاء العبد راضياً في عباءة سيده ، وعدم قدرته علي الانعتاق والثورة عليه خوفاً من الموت جوعاً أو التشرد ، وفي ذات الوقت يحترق كالشمعة ليضيئ لسيده الذي لا يعبأ لشأنه مهما تفاني في خدمته .
أحمد محمود كانم
الجاهلية
لسي في الجاهلية
سبحان الله
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
صدق الله العظيم
لم نجد اي احتقار طيلة وجودنا في الدول العربية اذا في واحد عايز السودان يخرج من جامعة الدول العربية ممكن يخرج هو اولا يمشي تشاد او يوغندا
نخرج بسرعة من جامعة الكلاب العربية مين قال ليك مافي احتقار من العرب تعال عندي وقول انت سوداني تسمع العجب يا جاهل العرب دمروة السودان ودمرو العقل السوداني اصبحنا بلا تاريخ ولا هوية بسبب العرب مازال الاهرامات موجودة لكن ليس لنا فية صوت حتي النيل اصبحنا مصرية …
أنصحك بزيارة أي واحدة من الدول العربية ومن غير ما تقول إنك عربي شوفهم واسمع رأيهم فيك وتعال قرر البقاء أو الخروج يا مسكين .
انت فاكر شريحة العروبة بتاع السودان دي شغاله خارج السودان !؟
شكلك مغيوظ من السرد التاريخي ده .. لكن أبرد ياخوي فالكاتب ده ما جاب الحاجات دي من رأسو ساكت .. اقرأ تاريخك وقرر .
اخي العزيز لا نشعر بدونيه ونثق في انفسنا ولا نحمل عقده في انفسنا من ايها صفه، من يزعم اننا عبيد فله ذلك مثلما لنا ان ننعته بنفس الصفه.مهما بلغ بك الكمال فلن ترضي كل الناس طوال الوقت.لم نخلق انفسنا انما خلقنا الخالق المصور باختلاف الواننا والسنتنا ولا فضل لاحد منا علي الاخر الا بالتقوي.لنا تاريخنا العريق ولنا مكاننا الساميه بين الامم واينما ذهب السوداني سيرته مثل الذهب وكل اجناس العالم تبجل السودانيين ومن سافر وترحل يعلم ذلك فلنقل شفي الله مرضي القلوب وهداهم سبيله.
جميل انت وكم انت رائع -ياريت اليوم قبل بكرة تحيا دارفور وتحيا جبال النوبةوشمال السودان ايضا انا شمالي من شندي لكنني سوداني افريقي قبل ان اكون عروبيا مسلوب الارادة لاتتوقف اكتب حتى نخرج من جلباب العنصريين
تعظيم سلام للكاتب . و دي الحقيقة المره اللي لازم اي سوداني لازم يبلعو بجك كبير من عصير ليمون بارد عشان ما يطرشو . و نحن نؤيد معك استاذنا الخروج من الجامعه العربيه اللي مكان مقرو ليحتل فينا في حلايب و شلاتين و لا واحد فيهم بيقول بغم و بعد دا كلو يشتموا فينا بكل سزاجه . و بقول للناس اللي ما طلعت خارج السودان و عايشه في وهم انهم عرب ديل ، أقول ليهم اخرجوا شويه بره السودان عشان تتثقفوا شويه و تشوفوا وزنكم الحقيقي .
و اذكر مشاهد قصص كثيره تعكس و تجسد صدق ما كتبه الأستاذ المخضرم ، فاذكر ان احد السودانيين المدعين بانهم عرب و عاملين فيها اسياد زي قال احدهم نقوم و نقعد علي كيفنا ، واحد من ديل مشي الخليج و اول ما شافو واحد خليجي طوالي ناداهم يا انت يا العبد ، زولنا دمو غلي و قام فوق غاضبا من الكلمه اللي هو كان بيقولها هنا في السودان جزافًا و لا يدع لها بالا جاتو في راس و فور ليهو مخو التخين ، قام قال للخليجي : تقول انا عبد و انا السيد و اللي في السودان لي عبيد يخدموني !!، قام الخليجي رد ليهو : غريبه عبد يمتلك عبد كيف ؟ ! . زولك طبعًا ترك الخليج و رجع السودان و طبعا هسه وهو بيقرا كلامي دا و بيتذكر الحدث دا كويس ! ، . و اذكر ان احد السودانسن العباقره حكي لي قصه و قال لي انه تعاقد مع احدي دول الخليج و كان له جواز أوروبي بحيث تم تعيينه مديرًا لأحدي موسسات لمؤهلاته و حينما وصل الخليج مع رفقه من الخواجات وهو يترأسهم و في بادي الأمر واصل في التواصل معهم باللغة الإنجليزية فوجد منهم الاحترام و الخوف مع رواتب عاليه و حوافذ مجزيه و تقدير ، و ذات يوم تحدث معهم بالعربية و فجاه وقف واحد فيهم و قال انت سوداني فقال قلت له نعم ، قام علي طول اتصل بالدولة الأوربية الذي جاء منه و قال لهم: لقد طالبنا منكم إرسال خبرات اوربيه و ترسلون لنا سودانيين ثم قاموا تجريده من حوافزه و نثرياته فغضب و ترك الخليج و عاد الي أوروبا ، الا تلك الدوله الأوربية ردت لهم بقولها ان الذي أرسلناه إليكم لهو الخبير في ذلك المجال و الذي تحت ادارته تلك المجموعة من الخواجات حتي المجموعة ذاتها قررت الرجوع ، لكنهم حاولوا ارجاعه فرفض . و انا متاكد انو ميه في ميه اذا السودان دا هسه اتخذ قرارات حاسمه بالخروج من الجامعه العربيه و اعتماد اللغة الإنجليزية كلغة العمل بدواوين الدوله و تغيير اللبس الرسمي للدوله ببدله و كرفته و الرجوع الي الكمونويلث اللي كان السودان عضو فيها قبل حشر نخرته في جامعه العرب ، اكيد ح يجو جارين يبوسوا كرعينو خليكم من ايدوا و ما ح تسمع واحد فيهم يستهتر باي سوداني تاني ، لا بالمزاح و لا بالجد و لا حتي في مسرحياتهم الهزيله و اليوم التاني تاريخنا بيبدأ من قبل عشره آلاف سنه بدل ما هي هسه باديه من زمن دخول العرب السودان بسبب عقده الخائبين اللي شغالين تزييف في التاريخ لصالح اسيادهم . ، ديل ما بينفع معاهم الا المدرسة الترامبيه في التعامل .