مقالات وآراء

مفاجأة وزير المالية

بصورة مفاجئة أعلن وزير المالية عن زيادات ضخمة في الأجور بزيادة تبلغ ٥٦٩% في المتوسط ، وهو ما رفع الحد الأدنى للأجور إلى ٣٠٠٠ جنيه بدلا عن ٤٢٥ جنيه ، وهي زيادة ستفرح آلاف الأسر السودانية وملايين الأفراد من الموظفين الذين كابدوا وصبروا في ظل ارتفاع جنوني للاسعار والسلع من حولهم وهم على ذات الراتب.
كسب وزير المالية رضا جميع موظفي الدولة بهذه الخطوة ، وارتفع بين ليلة وضحاها عندهم فوق عنان السماء ، فالزيادات ضخمة ومحفزة وجاءت في وقتها والبلاد مقبلة على معركة مع كورونا ، كما أنه كسب المعركة مع عدد من اقتصادي الحرية و التغيير ومن خلفهم جوقة من بسطاء لجان المقاومة الذين استقطبوا بطريقة ( الخم ) للتظاهر ضد وزير المالية ، وأصبح الرجل الآن فارس أحلام الموظفين والموظفات ، والرجل الوحيد الذي استطاع بعد أكثر من ربع قرن من عمر الكيزان ان يضيف زيادات مقدرة للرواتب تحول الموظفين من معوذين إلى أصحاب مال .
نعم لم يصل الحد الادنى للاجور إلى الحد المقترح من قبل تجمع المهنيين ولكنه قطع نصف المسافة ، وربما اذا استمر رجل عالم وحاذق كوزير المالية الراهن في مهمته فإن الوصول إليها لن يكون عسيرا ابدا .
لن ينسينا االاحتفاء بالقرار التاريخي ان نسأل ذات الأسئلة المنتشرة عند الجميع ، من أين سيغطي وزير المالية هذه الإضافات الضخمة للأجور ؟ كيف سيتعامل الوزير مع الزيادة في التضخم التي قد تفرزها الزيادة في القوة الشرائية لدى شريحة الموظفين ؟ وكيف سيعالج قضايا أخرى مثل البديل النقدي للمواطنين بعد هذا المنصرف الضخم في زيادة الرواتب ؟
هذه الأسئلة ليست من قبيل القدح في قيمة القرار ،فالقرار تاريخي وممتاز ، وإنما من أجل التقارب مع الفكر المالي لهذا الرجل والذي يبدو غير هياب للظروف ولا التحديات ، فالواقع يقول ان الدولة استغاثت قبل أيام على لسان وزير النفط بانه لا توجد سيولة لشراء الوقود ، وفي ذات المنوال ارسل رئيس الوزراء خطابا للأمين العام للامم المتحدة محذرا من ان عدم دعم السودان ماليا سيجهض عملية التغيير ، وقبل يومين استغاث وزير الصحة بانه لا يملك أي معينات لمواجهة كورونا وأنه يحتاج لمبلغ ١٢٠ مليون دولار لهذا الهدف ، فكيف تخرج وزارات الحكومة ( مولولة) و ( مثكلبة ) من ضيق ذات اليد ومن سوء الحال ، ثم بعد يوم او أقل يخرج وزير المالية بهذه الزيادات الضخمة في الرواتب ؟؟!!
|ندعم بشدة زيادة الرواتب ، وندعم بشدة الوقوف مع الموظفين فهم الشريحة التي ينهض علي كتفها بناء النهضة والرفاهية ، وننتظر خطابا شافيا وشفافا من السيد وزير المالية يشرح فيه مصادر تغطية هذه الزيادات ، وآفاق المحافظة عليها مستقبلا .
يوسف السندي
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. زيادة الاجور والدمار الشامل للمواطن
    اولا ليس للدولة موارد لزيادة الاجور باى نسبة كانت – ومعلوم ان زيادة الاجور تعنى ارتفاع نسبة التضخم الى ارقام قياسية وهذا معناه زيادة فى اسعار السلع داخليا لدرجة عجز المواطن عن الشراء للاكتفاء الذاتى اومنافسة سلعنا خارجيا بغرض التصدير .
    فحل الضائقة المعيشية التى يعانى منها المواطن حاليا وفى ازدياد مضطرد ، ليس الحل بزيادة الاجور، ولكن الحل يأتى باجراءات اسعافية لمعالجة الخل فى هياكل وسياسات الاقتصاد المالية والنقدية ، وبايجاد اليات بديله وفعاله لتخفيض الاسعار ، ووجود قوانين رادعة لمحاربة جشع التجار فى الاحتكار ورفع الاسعار حتى وصول السلع باسعار مقبولة للمواطن ، وايضاً بالتحفيز لزيادة الانتاج والانتاجية لتحقيق التوازن المطلوب فى سعر الصرف والتحكم فى التضخم مما يؤدى الى استقرار الاسواق .
    فى كل الزيادات التى قام بها المجلس الاعلى للاعوام 2004 -2005 – 2006 -2007 – 2008 -2009 – 2011
    لم تجدى نفعا فى وقف زيادة اسعار السلع او تقريب الشقة بين زيادة الاجور والارتفاع الهائل لاسعار السلع المنتجة محليا دعك من المستوردة – حتى ان الدراسات الت التى اعدها الجهاز المركزى للاحصاء عن تكاليف المعيشة لاسرة متوسطة ، اوضحت ان تلك الزيادات لم تؤدى الغرض المطلوب . لذلك منذ العام 2012 م لم تطرأ زيادات محسوسة لللاجور خوفا من تبعات تأثيرها . لذلك كانت الزيادة فى بدلات محددة وغير معلنة ، وغير شاملة لكل شرائح العاملين بالدولة .
    كان الاجدى توجيه هذه المبالغ المخصصة للزيادات ، لانشاء مشروعات صغيره للشباب فى المجال الزراعى والحيوانى والصناعات التحويلية الصغيرة المرتبطة بها مما يؤدى الى تقليل نسبة البطالة بين الشباب وزيادة دخل الاسر .
    فزيادة الاجور مربطة بمتغيرات الاقتصاد الكلى التى من دون شك يؤثر فيها ويتأثر بها – واحد هذه المتغيرات هو التضخم – والركود الاقتصادى ( التضخم الركودى ) وهو ما نعانيه حالياً ( stagflation ) .
    بمعنى ان الزيادة فى اسعار السلع والااداء ا لضعيف للغاية للاقتصاد ، يعنى ان هنالك خلل ما فى الهايكل والسياسات المالية والنقدية لابد من معالجتها قبل النظر فى زيادة الاجور .
    القطاع االخاص وهو يضم 70% من القوى العاملة لايستطيع مواكبة هذه الزيادات اضف الى ذلك شريحة الاعمال الحرة والهامشية وهم نسبة مقدرة – سوف تصاب بمتاعب عدة فى ان تجد قوت يومها لارتفاع تكلفة خدماتها التى تقدمها والتى يعجز المواطن عن سداداجورها بالتالى تتضرر هذه الشرائح .
    وهنا واضحا ان السيد / وزير المالية قد ربط زيادة الاجور برفع الدعم عن الوقود والكهرباء والقمح والتى حسبما ذكر فى خطاب له ان رفع الدعم سيوفر له 252 مليار جنيه ، ولكن هل هذا المبلغ يغطى له هذه الزيادات فى الاجور وتبعاتها .
    دون شك سوف تزيد كل السلع للدرجة التى يعجز المواطن عن مجاراتها رغم زيادة الاجور باضعاف مضاعفة – وبهذا نكون رجعنا الى المربع الاول – واحدثنا ضرارا بالغا فى اداء الاقتصاد الكلى تصعب معالجتهفى فترة أنية .
    و سوف يتحول السوق الى غابة كل واحد يتربص بالاخر لافتراسه .
    وزير المالية نفسه فى ديسمبر 2019 وفى احتفال تجمع المهنيين بالذكرى الاولى لثورة ديسمبر المجيدة ، ذكر ان موازنة 2019 ستنقل السودان الى بلد مزدهر دون رفع الدعم عن السلع الحيوية للمواطن وهى الوقود والقمح والادوية والكهرباء ، و طبعا ده كلام مخالف للواقع فى ظل انفلات متصاعد لاسعار السلع وتدهور لقيمة الجنيه السودانى لمستويات قياسية .
    عقبات نمو الاقتصاد السودانى :
    1 / بقاء السودان كدولة راعية للارهاب والتأثير ذلك على الاقتصاد واندماج السودان مع المجتمع الدولى
    2 / ديون السودان العالية وفوائدها التى تجاوزت 60 مليار دولار
    3 / خلو خزينة الدولة من احتياطيات النقد الاجنبى
    4 / عدم استقرار سعر الصرف والتدهور المريع لقيمة الجنيه
    5 / الكتلة النقدية خارج القطاع المصرفى التى تمثل 95% من النقد المتداول – اضف الى الكتلة النقدية المزورة المتداولة فى شراء الدولار والذهب وسلع و الزراعية والحيوانية وتهريبها وبالتالى فقدان السودان لموارد النقد الاجنبى التى يحتاجها – وهذا بسبب عدم وجود قوانين رادعة ورقابة على الحدود لوقف هذه الممارسات .رغم مناشدة كل اصحاب الشأن الاقتصادى بضرورة وسرعة تغيير العملة وحصرها فى الفئات الصغيرة والتحول نحو السداد الالكترونى .
    6 / العجز المتواصل فى ميزان المدفوعات منذ انفصال الجنوب وخروج عائدات البترول من ميزانية الدولة والتى كانت تمثل 80% من موارد الدولة الرئيسية فى التنمية وتحقيق التوازن الاقتصادى .
    علماً ان عجز ميزانية 2020 م مبلغ 80 مليار وهو يمثل 3.5% من النتاج المحلى .
    فى العهد البائد تم تجريب رفع الدعم خمسة مرات بعد انفصال الجنوب ، ولم يأتى بنتيجة ايجابية واحدة ، بل تدهور اضافى فى الاقتصاد الكلى وميلاد دعم جديد . والدعم الجديد اتى بزيادة فى الاجور بعد مضى عام واحد فقط من ثورة ديسمبر 2018 م المجيدة وعلى يد وزيرنا الهمام ابراهيم البدوى . زيادات منكم وفيكم ، والقادم بطعم العلقم .

    صلاح احمد بله احمد
    مصرفى سابق – ومقيم بالدوحة

  2. د. يوسف السندي
    انا احترم كتاباتك الصحفية جدا .. لا لشيء فقط لعقلانيتك وقوة طرحك ووضوح لغة بيانك…
    تركت السؤال مفتوحا للاجابة من جهة الاختصاص ….
    غيرك يدعي ويطلق الهرطقات جزافاً بلا علم ولا معرفة ولا مصادر …
    انت فأل حسن ….(ما فهمته …آلت لوزراة المالية كثير من الشركات التابعة لجهاز الأمن والذهب وووووو.. وتغيير العملة على الأبواب وأموال منظمة الدعوة الاسلامية ومنظماتها وشركاتها وعقاراتها مبالغ ضخمة)
    قد تكون لجنة إزالة التمكين وضعت يدها على كنز ثمين .. وأيضاَ أرسلت الوفود إلى جبل عامر للدراسة والتقييم).
    مزارعو المناقل والجزيرة انتجوا هذا العام انتاجاً مبهراً للفدان …وووووووووووووووووووووو)
    فالنحسن الظن في وزير المالية يبدو الرجل عالم في مجاله ومدرك لحيثيات القرار …
    اسال الله ان تكون اجاباته شافية كافية ويمتلك من النقد لتغطية كل هذه القرارات الصعبة …
    إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان وقت قطافها ؟؟!!
    وارجف المبطلون في المدينة …….

  3. قرار موفق جدآ…. حيث انه سيحيي الطبقة الوسطى التي حكم عليها بالإعدام في عهد الإنقاذ واندثرت وتدحرجت لقائمة الفقراء…. كما أن القرار مردوده تقليل نسبة الفقر في البلاد… نجاحه يترتب على أن تواكبه رقابة صارمة على اسعار السلع والمتاجرين بقوت الشعب…. وأما من ينادون في أن هذا القرار سيكون مردوده سالب وسيشكل تضخم.. فهذا قول مردود لان الكتلة النقدية الضخمة المسببة التضخم الحالي هي اساسآ متواجدة ولكنها في أيدي قلة إغتنت في عهد الكيزان… فالقرار موفق موفق موفق….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..