مؤتمر السيرة النبوية أهمية دلائل النبوة

ماذا تقصد بجامعة حمد بن خليفة بقطر يا هارون؟ هل انت زائر أقصد بروف زائر أم دارس؟ أنا كنت قد ذكرت لك أن انشقاق القمر من معجزات القرآن الي أنزل على النبي الكريم وبالتالي معجزة لصدق نبوته لأن هذا من الإعجاز العلمي للقرآن أن يثبت العلم انشقاق القمر فعلاً لكن من الأرض وصار تابعاً لها يدور حولها وينتقل معها في دورانها حول الشمس مما يؤكد انشقاقه وتبعيته للأرض وكان هذا قبل خلق البشرية وقبل أن يهيء الله الأرض لعرشها بعرش الحياة وهو عرشه العظيم وليس العرش بمعنى الكرسي الذي يُجلس عليه ولا سرير الملك كملوك البشر وإنما عرش مشتق من عَ رَ شَ ونقول عريشة يعني بناء متداخل ومترابط يشد بعضه بعضا ومتماسك وهذه هي حقيقة الحياة على الأرض سطحها وداخلها وبحارها وجبالها وفضائها تحت سمائها حيث كل أنواع الحياة تعتمد على بعضها البعض وعلم الأحياء يقول بلك فالحياة هي عرش الرحمن على الأرض وقد يكون سقفه السماء السابع إذا شملت الأحياء التي لا تحيا بالماء كالملائكة والجن ولا يناقض ذلك مفهوم عرش الحياة على الأرض ولكنه قطعاً ليس كرسي فوق السماوات وله أطيط حين يجلس عليه تعالى الله عن ذلك سبحانه ولا حاجة له في ذلك ولا في أي حاجة أخرى فهو الي خلق الكون وخلق الجاذبية التي تعطي الأشياء ثقلها ووزنها وقوة جاذبية مراكزها والله ليس بشيء ولا يخضع لقوانين الجاذبية التي خلقها هو ولا تنطبق عليه حتى يجلس في كرسي يسنده وهذه الجاذبية هي التي تجعل القمر يدور حول الأرض بعد انشقاقه منها ولكنه لم يفلت من مجال جاذبيتها له وله تأثير متبادل مع سطح الأرض المائي فيؤثر على المد والجزر والخلاصة أن انشقاقه مجزة من معجزات النبي الكريم ولكن ليس بمعنى رؤيته القمر منشقاً من وراء جبل كذا وكذا من المرويات الظنية، فاقتراب الساعة وانشقاق القمر قد يكون هناك رابط بمعنى قد اكتملت تهيئة الأرض لعرش الحياة وخلق البشر فيها وهم أهم الأحياء الذين قصد من خلقهم الإبتلاء في الدنيا والمحاسبة في الآخرة ليبلوهم فيها ثم يحاسبهم بعدها لأن قبل ذلك لم يخلق شيئاً حياً عليها بعد، يحيا على مائها. وكل هذه المعاني والألفاظ مضمنة في الآية 7 هود تهيئة خلق السماوات والأرض في ستة أيام واخراج مائها وجبالها وارتباط الجبال بشبكة توزيع الماء العذب غير المالح الصالح للحيوان والنبات على سطح الأرض والهواء الصالح للحياة الذي ينتجه النبات اعتماداً على الماء وذكر العرش والحياة وارتباطها بالماء وذكر الابتلاء أي الغرض من عرش الحياة وخلق الإنسان وذكر في سورة الحاقة كيف تنزل الملائكة وتحمل هذا العرش يوم القيامة من خلال أبواب السماء التي تفتح لإجلاء أعيان الحياة المكلفين وأخذهم إلى حيث الأرض غير الأرض في بُعد آخر لاشموس فيه ولا أقمار تدور ولا أفلاك فيتوقف الزمن فحياة الآخرة أبدية ولا أقول سرمدية لأن السرمدية لا نهاية لها ولا بداية ولا يجوز هذا إلا في حقه تعالى ولا نور ولا شعاع ولا ضياء إلا نوره تعالى وضياه وهذا المعنى مبثوث في آيات كثيرة