من أين أتى هؤلاء؟

اسماء محمد جمعة

المؤتمر الوطني يريد شعب تابع خنوع لا يشتكي ولا يحتج على الأوضاع المزرية التي أنتجتها سياساته، يريد أن يمارس عليه الإفقار والتشريد والتجويع والإذلال ولا يفتح فمه بكلمة، وأن فعل اشتكى فإنه يتعرض للإهانة والإساءة والاستفزاز والسخرية .
حين اشتكى الشعب العام قبل الماضي من سوء المعيشة وصلة الرد من المؤتمر الوطني بأنه من علَّمه أكل (الهوت دوق) وهو لا يعلم أن الهوت دوق مجرد أكلة دخلت علينا عن طريق الانفتاح على العالم والتبادل الثقافي، فهي مثل الكشري الذي جاءنا من الأخوة المصريين ومثل الزغني الذي جاءنا من الأخوة الأحباش، ومثل الأكلات الشامية والبيتزا الإيطالية التي عبرت إلى كل العالم، ومثل ألف أكلة أخرى دخلت إلى بيوتنا عبر الفضاء المفتوح الذي يقدم لنا كل يوم الجديد الذي ليس للمؤتمر الوطني فيه يد.
كثيرون من قادة المؤتمر الوطني نطقت ألسنتهم بما تمليه عليهم نفوسهم المريضة فأسرفوا في هذا النوع من الإساءات والتجريح، فمن قبل مساعد الرئيس السوداني السابق محمود حامد قال إنهم عندما جاءوا للحكم كان السودانيون يتقاسمون (الصابونة)، دلالة على الفقر الشديد، وزير الاستثمار السابق مصطفى عثمان إسماعيل والذي لم تشفع له دبلوماسيته، قال: إن أفراد الشعب السوداني كانوا قبل مجيء هذه الحكومة (شحادين)، نائب الرئيس السابق الحاج آدم يوسف، قال: إنّ السوداني قبل (الإنقاذ) لم يكن يمتلك (قميصين)، أول أمس تناولت الصحف مرة أخرى حديث للحاج آدم يوسف نفسه، قال فيه: إن الخرطوم قبل الإنقاذ لم يكن بها ماء ولا كهرباء ولا حتى كبريت ولا صابون.
الحاج آدم يوسف وزملائه بإساءاتهم هذه يسيئون لأنفسهم قبل الشعب السوداني وسكان الخرطوم، أولاً لأنهم قادة ويفترض أنهم قدوة، يجب أن يزنوا كلماتهم بميزان الذهب. ثانياً لأنهم متعلمون ويعرفون تأريخ الشعب السوداني الكريم، ولكن صحيح (القلم ما بزيل بلم).
لا أدري بماذا يشعر السادة في المؤتمر الوطني وهم يصرِّحون بتلك الإهانات التىي تعكس تماماً أنهم يعانون من أزمات نفسية وكل ما يقولونه عبارة عن إسقاطات يدافعون بها عن أنفسهم فينسبون عيوبهم للآخرين على طريقة (الفيك بدر بيه). فهم من عاشوا تلك الظروف..
السيد الحاج آدم عليه أن يعلم أننا قبل الإنقاذ كنا أكرم ألف مرة والكهرباء والمياه التي يتحدث عنهما أول من أسس شركاتها في الخرطوم الإنجليز الذين تسببوا في تعليمه كما حكى هو، ويجب أن يعلم أن أول مصنع للصابون تأسس في عهد المهدية، وعليه أن يعلم أن السودان بواباته مفتوحة على العالم وكانت تصله أفخم أنواع الصابون .
قادة المؤتمر الوطني بدلاً من أن يتحلوا بسلوك القادة ويعترفوا بأخطائهم ويعتذروا لنا ثم يقوموا بتصحيحها يفعلون العكس لأنهم أصبحوا قادة بالصدفة، ولكن عليهم أن يعلموا أن الشعب لن ينسى لهم كل هذا وأن الله لن يتركهم يستمروا في طغيانهم هذا، وسيأتي يوم الحساب الذي يبدو أنه قد دنى.
لا أدري بماذا يمكن أن نصف قادة المؤتمر الوطني فهم فعلاً ظاهرة غريبة ولعنة حطت على رأس الشعب وليس هناك ما يقال إلا أن نسأل سؤال أديبنا الطيب صالح من أين أتى هؤلاء؟ مؤكد من عالم غير عالمنا هذا.

التيار

تعليق واحد

  1. يا عمن انت شابكنا قادة الموتمر الوطني ياعم الموتمر الوطني نفسو حزب مصنوع من قبل الحكومة يعني المفروض يأتي الحزب اولا ثم الحكومة موش حكومة موجودة تركب ليها حزب اما القادة فديل مجموعة من الصعاليك و الفاقد التربوي فرضهم واقع الحال مجموعة من اللصوص ابتلانا الله بهم فهل ممكن تسمع بالحاج ساطور ولا مصطفى تياب او الجاز او نافع لو كان الوضع غير

  2. طبعا الاغبياء ديل شكلهم بيعملوا ليهم محاضرات في السفه وقلة الحياء الاساسا ماجديده عليهم مربين عليها وهم فاكرين دي نوع من الفلسفه الاساءه الي الشعب…
    حدهم قريب.

  3. نحن نعرف هؤلاء الكيوان جيداً، فمعظمهم أتى من الأحياء الشعبية ومن الهامش لكنهم عندما استولوا على السلطة بانقلابهم المشئوم نسوا أنفسهم وواقعهم.
    ونقول لهم لكل بداية نهاية. والكرسي دوار. وعلى الباغي تدور الدوائر!!!

  4. هم فعلاً ظاهرة غريبة ولعنة حطت على رأس الشعب..بكرة يطلع واحد معتوه منهم..يقول قبل الانقاذ لقينا الناس ماشة عريانة ميطي…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..