مقالات وآراء

وامعتصماه : أين المعتصم ؟

طه يوسف حسن

الجزيرة ليست خطة إحتياطية وليست خياراً مؤقتاً للجيش إنما ضرورة وطنية يفرضها واقع الحال ، ما حدث فيها وبالتحديد شرق الجزيرة يتطلبُ الإستجابة السريعة لوقف فظائع الدعم السريع التي تُذكِرنُا بحملات محمد بك الدفترداد إنتقاماً لصهره إسماعيل باشا، ما فعله تتار (الدعم السريع) في تلك المنطقة لم يفعله جينكز خان في خوارزم الفارسية ولم تفعله داعش في بلاد الرافدين وأرض الشام ، دَفَعَ أبناء شرق الجزيرة وحرائرها ثمن صفقة كيكل ، دفعوا ثمنها أرواحاً وتنكيلاً وتهجيراً قسرياً وإبادة في ظل الصمت الحرام الذي يمارسه المجتمع الدولي ، صرخت النساءُ تستغيث (وامعتصماه) ولكن المعتصم تأخر كثيراً.

ما حدث في مسرح الجزيرة لا تستوعبه إلا ذاكرة هوليود التي تنسج من الخيال أفلام الرعب ولا تتحمل هذه المآساة إلا شاشات Netflix , كلَُّما يَعرِفَهُ البشر من إنتهاكات تم ممارستها على إنسان الجزيرة وشرقها ، إهانة بالجملة ، قتل وسرقة وإذلال وتهجير وتنكيل واسترقاق لم يترك الجنجويد فقرة من فقرات القانون الدولي وحقوق الإنسان إلا انتهكوها عمداً وظُلماً وجوراً.

دُنِّست الأرضُ الطاهرة وصار للحزن مَمشى … وأكسب الألم نفحه من التاريخ … (الشَّرَفَة) التي أرتوت من قَبل بدم الشهيد أحمد ود طه في حَربِهِ على الباشبوزق وعلى جقلر باشا في بدايات الثورة المهدية ، الآن تفوحُ مِنها رائحةُ المسك مُجدداً ممزوجة بدم الشهداء.

الإبادة الجماعية التي تمت في قرية السريحة بمنطقة الجزيرة والتي راحت ضحيتها 140 شخص وإصابة أكثر من 200 آخرين لا تقل فظاعة عن الإبادة الجماعية في روندا في منتصف يوليو 1994م للتوتسي من قبل الهوتو.

وجدان الشعب السوداني لن يستطع محو تلك المأساة ، ونسيان الغزو المغولي من قبل الدعم السريع لأهل الجزيرة ، عندما كتب عمر الطيب الدوش الحزن القديم لوردي كأنما كتبها لأهل الجزيرة ولحزنهم ولجرحهم العميق الذي لا يزالُ يذرفُ الدمع ، وينزفُ دماً ياليت عَناهُم الشاعر صلاح حاج سعيد برائعته (الحزن النبيل) لخَفَّفَتْ عنهم رهق الحرب وجرُح الألم.

لماذا استعجل الجيش في إعلان إنضمام كيكل دون تأمين المناطق التي كان يتحرك فيها هل هو الرأي والحرب والمكيدة؟ أم ماذا ….. لم نفهم حتى الآن هذه الإستراتيجية ليس لدينا خبرة وفطنة الحباب إبن المنذر العسكرية ولكن ما شَهِدناهُ وخَبرناهُ هو قتل الأبرياء في الجزيرة بالجملة والتفصيل إبادة جماعية لقرى بأكملها ، قرية (السريحة) تم قتل جميع رجالها وإنتهى الأمر.

تعرضت أرض البطانة حاضنة الحردلو وعبدالله الشوراني وطه ود دكين للثأر والتنكيل ولحملات التَّتار الجُدد والمغُول أحفاد هولاكو وجِنْكِيزْ خَانْ الذين عاثوا فيها فساداً.

نــحن الــعازة نــبقــالة الــدرق نــحمـيهـا
نــصقــع بـالـسلاح قُورة الـعدو ونـدمـيهـا
نـقطـع رأس ونـجدع إيـد نـعوم

فى دمـيها
عِزة عـازة مـا بـنرضى الـدخـيل

يـرميها

نداء واستغاثة

حماية الجزيرة وشرقها ليست خطة إحتياطية وليست خياراً إنَّما واجبٌ وطنيٌ مُستحق.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ح ينط ليك واحد يقول ليك الطيران قتل العشرات في سوق امبدة ولا المركزي ولا مدينة تو قرية في دارفور، و هو صادق.
    اكتب عن وقف الحرب و ثقف شعبك لمعرفة حقوقه، و خلي الناس توعى للواقع و ليس العيش على الامنيات و الأوهام، علم الناس الحكم علي أفعالهم و ليس الشعارات ليتم انقيادهم كالخرفان. لا تبكي و تولول باللوعة على فظائع الحروب و لا تدري ما تفعل او تقول

  2. أولا الرحمة والمغفرة لكل من فاضت روحه الى بارئها فى هذه الحرب ااعبثية ونسأل الله المنتقم الجبار أن يأخذ من تسبب فيها أخذ عزيز مقتدر .. !!
    ثانيا تانى ريحة المسك ياطه ؟؟
    طه .. ألم تر التحشيد والتسليح والتحريش من الذين يسعون الى الحكم أو إعادة القديم البائد .. ؟؟ شفتهم .. البى جلابية واابى سديرى والبى سروال وهو يحمل سلاحا فى طريقهم لقتل ( الجنجويد ؟؟ )
    ثم ماذا لو جاءك من يحمل سلاحا .. ؟؟
    قل معى لا للحرب .. خسارة للوطن فقد هذه الدماء العزيزة الطاهرة .. فبدل هذه الخزعبلات التى قضت عليها ااحقيقة أسأل الله أن تقف هذه الحرب .. !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..