التقديم لكليتي الزراعة والتربية ضعيف(2)

نواصل ما بدأناه بالامس عن ضعف التقديم لكليتي التربية والزراعة… وقد وقفنا مع ابنتي التي قدمت لكلية التربية رغم ان نسبتها تؤهلها لدخول كليات اخرى وكيف ان الدكتورة في لجنة المعاينة اصرت ان تدفع الرسوم الجامعية كاملة رغم انني يومها كنت بالمعاش واعمل في مدرسة خاصة بمرتب متواضع… هكذا يعامل المعلم!
وتتواصل الحكاية … وتمر الايام وتتخرج ابنتي من كلية التربية قسم فيزياء رياضيات ولا تجد لها وظيفة، وزميلاتها في الكليات الاخرى وجدن فرصاً للتوظيف… فعملت بمدرسة خاصة لا تصرف لها راتباً في العطلة… وواصلت دراساتها العليا.
الاخ الناطق الرسمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أسامة محمد عوض هل عرفت لماذا لا يقدم اصحاب النسب العالية لكلية التربية؟ ودعني ازيدك بيتاً في القصيد وأسألك كم مرتب المعلم مقارنة بالمهندس والطبيب ووكيل النيابة وهذه المهن ذكرتها على سبيل المثال وليس الحصر؟ وقد صرح السيد الرئيس بان مرتب المعلم يجب ان يكون أعلى مرتب في الدولة! لقد كتبنا يوم 13 يونيو من العام الماضي: وبعد ذلك تحدث الاعضاء الكرام عن تحسين وضع المعلم وهو حديث مكرر وممجوج وسمعنا به عشرات المرات ومن كل الدرجات ومازلنا نذكر حديث السيد الرئيس عمر احمد البشير في الدويم وهو يقول ان مرتب المعلم سيكون اعلى مرتب في الدولة ومازلنا ننتظر ان يتحسن مرتب المعلم وليس ان يصير اعلى مرتب في الدولة…
الاخ أسامة محمد عوض ما هي المغريات التي تدفع الطالب للتقديم لكلية التربية؟ في سابق العصور والازمان كان الطالب في معهد المعلمين العالي وفي معاهد التربية يمنح اعانة طوال سنوات الدراسة ويجد فرصة في التوظيف، اما اليوم فقد تبدل الحال… وصار حال المعلم يغني عن السؤال! كم مرتب المعلم؟ كيف تتم الترقيات؟ وكم عدد الذين يعانون من عدم الترقي؟ ارجو منك ان تبحث في هذا الموضوع وهو موضوع يعرفه القاصي والداني فهل يعلم سيادتكم بذلك؟ ارجو ان تضع لجنتكم الموقرة ذلك في حسبانها.
وفي الجعبة عشرات الحكاية عن معاملة الوزارة للمعلم وقد كتبت عن ذلك يوم سمح لي الدخول الى وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم ببطاقة الصحافة بينما منع المعلمون من الدخول وقلت يوما لمدير مكتب الوزير اذا كانت الوزارة لا تحترم المعلم فكيف يحترمه المجتمع؟ لقد سمح لي بالدخول ببطاقة الصحافة وكنت سامنع اذا ابرزت بطاقة المعلم وللفائدة فانا احمل بطاقة معلم خضراء، ولان الشئ بالشئ يذكر هل تعرف شيئاً عن قانون هذه البطاقة؟ وهل تعرف انها لا فائدة منها إلا للدخول الى المستشفى؟ لقد طالبنا بتفعيل هذه البطاقة لتعطي للمعلم مكانته في المجتمع ولكن لا احد يسمع وبعد ذلك تتحدث عن ضعف او تدني التقديم لكلية التربية؟ انه البكاء على اللبن المسكوب!
ومن الحكاية المحزنة ما حدث في مؤتمر التعليم وقد كتبنا يومها عنه وقلنا ان اصحاب الوجعة لم تتم دعوتهم للمؤتمر وهم المعلمين.
هل بعد كل هذا تنتظر ان يقدم اصحاب النسب العالية الى كلية التربية؟
وغداً نواصل مع كلية الزراعة.
والله من وراء القصد
نوافقك الرأي يا أستاذ لكن المشكلة الآن ليست مشكلة كلية التربية أو الزراعة فقط ,
المشكلة عامة, اصلا الراتب أصبح لا يكفي لتلبيةتكاليف العيش الكريم لذا الجميع يسعون لأيجاد
حلول وهي غالبا تكون مرهقة , فتجد المدرس يعمل في أكثر من مدرسة وكذلك المهندس
والطبيب . . . . . إلخ . والمعلمين أحسن حالا من غيرهم لأن فرص العمل البديل متوفرة
بكثرة بالإضافة لمشروعيتها غير أنها مرهقة , اما خلاف المدرسين فبعض أصحاب الوظائف غير
المهنية لابديل لهم .
(السيد الرئيس قال ) و(السيد الرئيس عمر البشير ) ..! هذا هو الفرق بين الأحترام والمميزات التى كان يحظى بها المعلم قديما والمعلم ومهنة التعليم الآن .. كان المعلمون أكثر الفئات التى تتواجد فى المعتقلات وكانت أنشتطهم تتجاوز المدرسة إلى الندوات السياسية وكانوا هم الخطباء وكانت مهمتهم فى المدرسة تتجاوز ماهى مخطط لهم فكانوا يزرعون فى النشئ المفاهيم الثورية ويشرحون لهم ماذا تعنى ديمقراطية وماالفرق بينها وبين الديكتاتورية وكانت ( نقابة ) المعلمين يعمل لها ألف حساب لأنها تستطيع تنشيط الوعى لدى أجيال كاملة .. أما الآن فلا يستطيع أى مدرس أن يشرح لطلابه كيف أتى ( السيد الرئيس ) للحكم وماهى الطريقة السليمة لكى تصبح رئيسا للسودان .. ولايستطيع أن يشرح لماذا ( رئيسهم ) مطلوب للتحقيق معه دوليا .. هل عرفت الآن أستاذى لماذا المعلم الآن لايعنى شيئا ..!