ربما…

٭ مازالت جوبا والخرطوم تتجاذبان الخيط وتعقدان آخره بتصريح يستبعد نوايا الحرب ويرحب بالحوار والعودة لطاولة الجلوس بفاعلية الاستمرار والحرص على حسن الوشائج والعلاقات القديمة والود، لكن ما ان يلتقي الطرفان حتى تبرز ألف عقبة وعقبة، ويبقى سكون الملفات رغم (سخونتها) هو الطابع الأقرب إلى وصف الحوار الذي يضحك فيه الوفدان كثيرا ويبتسمان امام عدسات الصحافيين ولا يغضبان أمام المتاريس التي تتغلغل في ثنايا الحوار.. ويصعب القفز فوقها ما يضفي على الابتسامة نوعاً من (المجاملة) الصحفية فللدواخل حديث ثان تظهره غرف النقاش التي يعود منها الوفدان بلا (ترتيب للبيوت) يعني نهاية الترحال والبقاء داخلهما بسلام وعن سلام ووفق سلام يعني عودة المياه بسلام الى مجار قديمة.
٭ حكم الحزب الحاكم على قطاع الشمال بزعزعة الامن والتخريب وجاء ذلك تبريراً على رفضه الجلوس والحوار معه وآثر الحوار مع الدولة الجارة وليس، الأفراد وفق تصريح د.بدر الدين ابراهيم رغم ان نتائج الحوار الاولية منها والتي تم تداولها في الشهور الماضية مازالت حبرا على ورق وأشبه بما في داخل (المشلعيب) المعلق عالياً لمدعاة الحفظ وليس التداول الاستهلاكي الآني والفوري، اذ ظل الحال كما هو لم يدخل جديدا عليه الا تسليم ستة اسرى لدولة الجنوب مع قطاع الشمال (مفتاحاً) للأبواب المعلقة وربما يؤدي لنهاية الخلاف وحدوث الاختراق المطلوب للملفات العالقة لكن فك الارتباط الشفاهي للقطاع الذي تعهد به سلفاكير لم يخرج هو الآخر من بين اضابير الخلاف للانفراد به حدثا ايجابيا يعني خطوة أولى على طريق الاتفاق لتحقيق أمنية في الشمال طال انتظارها بـ (أمل) القضاء على الحرب في النيل الازرق التي ارهقت الحكومة ففك الارتباط مع قطاع الشمال ليس امراً ممكناً من قبل حكومة الجنوب لأنه يحمل معنى طي حقبة كاملة مشتركة من النضال يصعب رميها وراء الشمس.
٭ ان السودان يبحث عن مخارج متنوعة من أزمات كثيرة فجسده قد صار ملتهباً وفارقته العافية خاصة في كردفان والنيل الازرق التي تقدم الضحايا يوميا فمن لم تنتاشه السهام ينتاشه الجوع الذي لم تستطع المنظمات اغاثة ملهوفيه بسبب انعدام الممرات الآمنة و(التعنت) فالنزيف يجري سيلاً والحكومة تتمترس خلف عدم التفاوض ضمن رفضها القبول بوجود كيان قطاع الشمال الذي وصفته بالمطلوب للعدالة.
٭ والعدالة هي الماعون الكبير الذي نتمناه يسع الجميع يتمتع في وجودها المواطن بنسائم الحرية والديمقراطية وكافة الحقوق المكفولة بدستور يستوعب الأفراد والجماعات بلا تصنيف او تمييز لعرق او دين يضع اساس المعاملة الاجتماعية والاخلاقية والسياسية واحترام القانون بعيداً عن (أسلمة) السياسة و(أخونة) المجتمع.
٭ همسة:
واستريح بعد نهار طويل..
على أهدابك الجميلة..
لأكتب اشعاري.. بطعم الغمام
ولون الرهام..
واعلن أنني بك..
بلغت حد الهيام..