أخبار السودان

الرقم العنصرى.

مؤنس فاروق

فجأة و دون سابق انذار اصبح الرقم الوطنى ( العنصرى ) هو مشروع الحكومة الاول بعد ان اعلنت الدولة متمثله فى كل اجهزتها التنفيذية و الاعلامية عن بدء استخراج الرقم الوطنى فى فترة كان مبهما للجميع فيها هذا الرقم ؟ و ماهى الجدوى و الضرورة لاستخراجه ؟ و ماذا يعنى فى الاساس هذا الرقم المجهول؟.. حتى بدأت تتضح المعالم و التوجهات العنصرية لهذا الرقم الذى كان يمكن ان ننظر له بعين اخرى (مهنية فى اطار برنامج الحكومة الالكترونية مثلا) اذا جاء مبرأ من العيوب و شفاف النوايا و فى وقت مختلف غير الذى يمر به السودان الان من احداث الانفصال و ما صاحبها من تصاعد النبرة القبلية و تنامى وتيرة المد العنصرى التى شهدته البلاد فى الفترة الماضية هذا الرقم الذى جاء يحمل سيفا موجها على رقاب و مصالح فئات معينة من الشعب السودانى و يعمل على تقسيم و تهميش شرائح منهم و حرمانها من التمتع بحقوق المواطنة الكاملة الرقم الذى ولد عملاقا و اصبح مشارك فى كل المعاملات التى تخص الجهاز النتفيذى فى الدولة بين ليلة و ضحاها بل و اصبحت كل الاوراق الثبوتية الاخرى لا تساوى الحبر الذى كتبت به اذا لم يرفق الرقم الوطنى معها و تتضح الوجهة العنصرية لهذا المشروع من خلال الاتى :

اولا… طريقة استخراج الرقم و التميحص و التدقيق فى الاسم و القبيلة و الديانة و المنطقة الى ..الخ من التميز الواضح الغرض و معلوم المقاصد. ثانيا.. اصبح الرقم الوطنى يطلب من اى شخص فى اى زمان و مكان فى جميع المعاملات التى تخص الحكومة حتى و ان كنت ذاهب لاستخراج رخصة قيادة مثلا… وكان يمكن ان نقول ان هذا الاجراءات دفعت بها الحكومة لحث الناس على استخراج الرقم الوطنى و لكن عندما يعلن الصندوق القومى للمعاشات فى شهر رمضان عن جوال سكر لكل معاشى يصرف مع المعاش شرطا بعد ابراز الرقم الوطنى ( الجنسية الجديدة) ماهو المغذى .

دعونا نطرح سؤال ما هى علاقة جوال سكر شهر رمضان المعظم بالرقم الوطنى ان لم يكن القصد منه هو ابعاد و اقصاء المعاشيين من ابناء الجنوب او ذوى الاصول الجنوبية من التمتع بما هو حكر فقط على ابناء البلد حتى و ان كانوا مسلمين و( الدنيا رمضان ). ذوى الاصول الجنوبية الذين خدموا وعاشوا فى الشمال لاكثر من خمسين عاما تأتى اليوم الدولة الاسلامية الرسالية لتمنع عنهم حتى السكر فى شهر رمضان الكريم و هم مسلمون تحت شريعة الرقم ( مع العلم بان سعر جوال السكر تضاعف ثلاث مرات ). رقم الفتنة الذى جاء موجها ضد ابناء الجنوب الذين عاشوا و استوطنو فى الشمال من قبل ان تندلع الحرب فى الجنوب فى عام 1955 و اصبح لا وطن لهم غير الشمال و جلهم لم يشارك حتى فى الاستفتاء على تقرير المصير ثم نجد ان النظام الرسالى يمنح الرقم العنصرى لبعض ابناء الجنوب الذين انخرطوا فى الحركة الاسلامية منذ فترات طويلة فى محاباة صريحة و فتنة مسمومة وتارة مستخدما الرقم ككرت ضغط فى صراعه مع الجنوب مانحا ابناء دينكا ابيي الرقم الوطنى فى مزايدة سياسية مكشوفة .

كذلك مزقت سياط هذا الرقم اجساد العديد من ابناء الجنوب الذين فقدوا اسرهم نتيجة الحرب و النزوح و قامت الاسر الشمالية برعايتهم و تربيتهم و بل و تبنتهم و هؤلاء لا يخلو حى او منطقه منهم فى كل بقاع السودان فى ابهى صور التأخى و الانسانية .. ماهو مصيرهم و مستقبلهم الان وسط كل هذا السلوك العدائى الذى يكشف عن روح عنصرية لا اخلاقية تعمل على مضايقتهم و التضيق عليهم (ا لتهجير القسرى ) و دفعهم للمغادرة حيث لا مكان او حقوق لهم فى الجمهورية الثانية التى اعلنها شيخ على .. الجمهورية التى تستباح فيها كل القيم و المثل و يموت فيها الضمير الانسانى جمهورية المشروع الاسلامى الحضارى .. و الحقيقة الماثله الان هى ان الازمة تعدت انفصال الجنوب و اصبحت تهدد بقاء السودان باكمله اذا ظل المؤتمر الوطنى فى السلطة مستخدما سياسة التفرقة و اذكاء نار القتنة بين قطاعات و مكونات المجتمع السودانى الباقية.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كل ما ذكرته صحيح وهذه هى الانقاذ ولن يتغير نهجها الى ان يخلصنا الله منها , كما اضيف ان فرض التعامل بالرقم اللاوطنى ايضا دون تدرج نوع من الجبايه التى قصمت ظهر الشعب السودانى قصم الله ظهور الانقاذيين واسرهم وفتنهم الله بقدر ما سعوا للفتنه والخراب فى هذا البلدالذى كان يعيش افراده بكل مودة وحب ودون عنصريه قبل احتلالهم له وسبحان الله اغلبهم مشكوك فى عروبته ناهيك من ان السودان كله يغلب عليه الدم الزنجى وعند العرب كله عبيد.

  2. غير صحيح
    عند استخراج الرقم الوطني لا يسأل عن القبيلة ، بل هو مقدمة للقضاء علي التوجه القبلي بالإعتماد أساسا علي وثيقة الميلاد كمستند أساسي تبني عليه بقية الوثائق.

  3. الحركة التي أرسى قواعدها الشيخ علي ستكون مشلخة بثلاثة على خديها وهذا هو الرقم الوطني السوبر وهذا إرث الشيخ علي وبني جلدته تتوجس كل الناس من الخوض فيه والهروب منه يرسخه ولا يلقيه وهو أمر واقع في الخدمة العامة والتمكين بكل أشكاله حتى أن العين تكاد لاتبصر فقيرا منهم في زمن الفقر الذي غطى كل أهل السودان وواضح وضوح الشمس رضي من رضي وأبى من أبى والتذكير بأنها منتنة أولى تذكيرهم هم بها ووجةب إزالة مظاهرها السياسية والإقتصادية والإجتماعية وكانت سببا لظهور بعض المعارضة المسلحة وما سيأتي سيكون أشد وأضل

  4. هذا الرقم هو اساس التنمية وانت لاتفقه شئ ابدا مادام هذا رايك فى هذا المشروع العملاق ولماذا لايكون هنالك تمحيص وتدقيق اذا كنت انت سودانى اثبت ذلك والا غادر هذا البلد غير ماسوف عليك كل دول العالم المتقدم تتعامل بهذا الرقم ولاينكر ان هذا العمل الا مكابر خصوصايعتبر الرقم الوطنى من اروع ماقدم لهذا البلد

  5. الانفصال جاء بنتيجة مخيبة للشماليين وابناء الجنوب الجالسين في الشمال اذا صوتوا لصالح الإنفصال هذا خيارهم وان لم يصوتوا فانهم بعدم تصويتهم اعطوا الانفصاليين فرصة وان كانوا صوتوا لصالح الوحدة لما اتت هذه النتيجة المخيبة للآمال علماً بأن المسلمين والجنوبيين العاشوا في الشمال وكما اسلفتم تمتلي بهم حارات الشمال كان بمقدورهم لعب دور في الأستفتاء حتى كان النتيجة تكون مقبولة للشماليين موش كم وتسعين بالمائة للأنفصال يعني قرار الحكومة في الرقم الوطني كلام عقلاني وواقعي لأن النتيجة ابرزت مايكنه الجنوبيون للشماليين

  6. من المعروف ان الدولة لن يكون في امكانها احداث التنمية المتوازنة التي نطالب بها في غياب الاحصاءات والمعلومات اللازمة التي تساعد علي ذلك.ومشروع الرقم الوطني يجى في هذا الاطار فلماذا تحوير وتأويل الموضوع ؟ واين العنصرية في المعلومات المطلوبة؟ اما موضوع الجنوبيين المقيميين في السودان فهم رعايا دولة اجنبية وينطبق عليهم ما علي الاجنبي المقيم في السودان… ولامجال لحديث العواطف الذي ولي بانفصال الجنوب.

  7. سيبكم من الجنوبيين ، ومن تبقى منهم فى الشمال ، فهم على كل حال تحت مسئولية دولة الجنوب … ولكن الرقم الوطنى مصمم اساسا لتصنيف وتمييز الشماليين انفسهم على الاسس العرقية والقبلية ، فقد قاموا بتصنيف القبائل السودانية وأعطى لكل قبيلة رقم مكون من عددين ، وهما اول عددين يظهران فى الرقم الوطنى ، وعند أى معاملات يتم تصنيفك على الفور ، ومن اى قبيلة انت …
    (مثلا : المحسى ،،، المولود فى مدنى ،،، ويسكن الخرطوم ،، ونمرته 1217).
    اذن لا شك ان هناك دوافع تمكينية وراء تأسيس هذا الرقم ،، وحتى ان حسنت النوايا ،، فانه عرضه للاستغلال على لتنفيذ سياسات منبر السلام النازى ،، ومن السهولة مثلا فى المعاينات ان تختار قبائل معينة وتستبعد الاخرين فقط من هذا الرقم.
    طبعا من السهولة وضع بعض القبائل فى القائمة السوداء وتمنعهم من السفر والجندية واستخراج الاوراق الثبوتية ، بل حتى استهدافهم وقتلهم واحدا واحدا .. بسبب تصنيفات الرقم الوطنى ..

    اما انت يا اباهاجر ،،، فاما انك لم تستخرج رقما وطنيا ولا تعرف ما يتم ،،، او ان احدا اتمها لك … فكيف تنكر وجود فقرة فى الفورم تسأل عن القبيلة وهى معروفة للجميع ؟؟؟؟

  8. الرقم الوطنى مهم ونعم نحن قبائل بالسودان والله فى محكم تنزيله قال أنا جعلناكم شعوبا وقبائل
    الرقم الوطنى هو الرقم الذى يجعل كل سودانى موجود منذ 1956 او قبيلته له حقوق و واجبات
    نعم قد يساء للرقم الوطنى ولكن التعامل به واجب وخاصة ان السودانيين تضرروا جدا من الجوازات الممنوحة لغير السودانيين والصاق التهم بالسودانيين
    فالنعتبرها نواة ولكن حتما هذا الرقم يراجع 100% بعد حكومة قومية ودستور قومى

  9. أولا يأ أخ مؤنس لا بد من الاشادة بطرحك الموضوع بشكل هادئ ودون تشنج أو عنصرية كما درج بعض الأخوة. أما عن حكاية التفريق بين المواطن والاجنبي فهذا تقليد دولي لم يبتدعه السودان، ومن حق كل دولة أن تميّز مواطنيها حسب ما تراه مناسبا. أظن لو عايز تلوم حقو تلوم الجنوبيين اللي صوتوا لي صالح الانفصال بنسبة 99%، والأنكأ من ذلك أن الجنوبيين المقيمين في الشمال صوتوا لصالح الانفصال بنسبة 78% يعنى ما أدوا زول فرصة عشان يدافع عنهم، عشان كدا حقو يشيلوا وشيلتهم ساكت. أما حكاية معرفة القبيلة، أيه المشكلة فأنت مؤنس وأبوك فاروق وجدك فلان ويتسلسل الأمر حتى يصل الى جد القبيلة، دي حقيقة لا يستطيع أي انسان تغييرها، يبقى المشكلة شنو، لو تم تدوينها.

  10. اي فوراوي لايستخرج له رقم وطني وبعض القبائل من غرب السودان والمغالط يسال اقرب مركز سوف يقولوهذه قبائل متداخلة رحم الله السودان وقيم وتجانس الهل السودان

  11. اذا كان هذا المقال من المعارضة فابشري بطول اقامة ياحكومة هل ياتري جواز السفر عنصري وهل ياتري رخصة السواقة عنصرية وهل ياتري البطاقة الشخصية عنصرية كله كلام خارم بارم الرقم القومي مهم لأي دولة لعمل الأحصاءات وتقديم الخدمات كما انها تصحيح موجود لاي اخطاء كانت مذكورة في الوثائق القديمة بتاعة المواطن وهي هنا فرصة لتصحيح هذه الأخطاء مثلا تاريخ الميلاد مكذكور خطأ فيتم تصحيحه حيث ان اغلب السودانية ذمان مذكورين انهم مولودين يوم واحد واحد
    والرقم مهم عند انقسام الدول لعمل تعداد جديد مثلا بعد انقسام الجنوب اما واحد يقول تقسيم القبايل في الشمال ايضا فبالله اذهب الي مركز اي رقم قومي وقولليهم انا ماعندي قبيلة وساكن هنا في العاصمة في الحضر فالموظفة راح تملأ الخانه من عندها باي مسمي قبيلة والسلام والمهم انك تحمل اوراق سابقة صحيحة او مثلا اذهب الي اي مركز وقوليهم انا جعلي وساكن في نيويورك هل سيغالطونك ويقولوا ليك لأ انت ماكدة اما يجيني واحد يقول ان الحكومة بتعين ابناء قبيلة معينة فقط فاقوليهم ان الحكومة يعني كدة خايفة من منوا علشان تشغل ذيد من الناس في اي وظيفة وبالله كفاية خلط في الأوراق

  12. يا اخوانا ندعوكم للمعارضة المسئولة وتعني نعارض ضد الظلم ضد القمع ضد المحسوبية ضد الفساد وكل شخص واعي يعلم أن الرقم الوطني خارج هذه المطالب وكاتب المقال يعارض الرقم الوطني لأنه حسب زعمه”يعمل على تقسيم و تهميش شرائح مهمة و حرمانها من التمتع بحقوق المواطنة الكاملة”!! ولكنه في التفصيل ذكر مثال رعايا دولة جنوب السودان لم يصرف لهم السكر بسبب الرقم الوطني!!! ويتساءل كاتب المقال عن أهمية الرقم الوطني؟ والجدوى منه؟ وأنا بدوري أستغرب من الكاتب كونه مفترض أن يكون على درجة من الوعي تسمح له بمعرفة أهمية الرقم الوطني الذي لا غنى لأي دولة تبحث لها عن موطئ قدم في ركب التقدم الحضاري .

  13. انا لن استخرج هذا الرقم الوطني و لو استدعي الامر سأستخدم جواز سفري الاروبي . هذا السودان يتجه للقاع بسرعة لا تقدر

  14. استغرب للمعلقين الذين ذكروا أن الرقم الوطني اساس التنمية و أسألهم أين هذه التنمية على مدى 12 سنة من عائدات البترول؟

    وهناك من ذكر أن الرقم الوطني مهم لعمل الأحصاءات وتقديم الخدمات ,أسأله أين هذه الخدمات و الطرق في العاصمة أسوأ من الطرق في قرى بعض دول الجوار و الكهرباء بالرغم من انها دفع مقدم فلا ضمان لعدم انقطاعها؟

    أما بالنسبة لمن يقولون بان الرقم الوطني سيقضي على منح الجوازات لغير السودانيين فهم واهمون حيث أن اجراءات استخراج الجنسية السودانية من 50 سنة الى ما قبل الرقم الوطني من أكثر الاجراءات تشددا حيث تكتب القبيلة في الاورنيك (الاستمارة) و تصنف القبائل الى حدودية و غير حدودية واذا كان الشخص من القبائل الحدودية عليه أن يأتي بشاهد من أعمامه مع وجود ابيه.
    بالرغم من كل ذلك حصل بعض الاجانب على الجواز و بالتاكيد الجنسية بقروشهم و بدون عناء.

    نقطة نظام : الغريب في الامر انه اذا كان المواطن من أقصى شمال السودان لا تعتبر قبيلته حدودية بينما اذا كان من وسط دارفور و من القبائل التي لا وجود لها خارج السودان يعتبر من قبيلة حدودية؟

  15. عنوان المقال أجمل تعبير للرقم الوطني أي وصفه بالعنصرية ولتأكيد عنصرية وتهميش الرقم الوطني لأغلبية أهل السودان أذكر لكم الآتي :-
    هنالك فقرة للرقم الوطني يسأل أي مستخرج للرقم الوطني عن قبيلته وبعها مباشرة لغة الأم في لغة الأم هذه خيارين فقط لا ثالثة لهم(هما اللغة الإنجليزية والعربية)والغير عربي والذي ربمالا يعرف حرفاً من العربية مضطر أن يختار لغة الأم عربية أو إنجليزي والكثيرين والذين هم من غير العرب يختارون إنجليزي كيداً في الرقم الوطني ولا أحد يستطيع أن يجبرهم رجاله.هذه واجدة من تشوهات الرقم الوطني.
    هناسؤال أطرحه لجميع القراء والسؤال هو إذا فرضنا جدلاً أن جنوب السودان لم ينفصل هل يختار السيد/ سلفاكير وهو نائب لرئيس الجمهورية لغة الأم هي عربية فهل يكذب وهو نائب رئيس الجمهورية أم أنه يختار الإنجليزية وأيضاً لم يسلم من الكذب؟ أفيدونا أليس هذه هي عين العنصرية وتلفيق؟

  16. متابعات صحفية
    أورد المدعو مؤنس فاروق مقالاً بصحيفة الراكوبة الالكترونية وتناولته بعد المواقع تحت عنوان (الرقم العنصري)
    أولا :
    لابد أن نشير إلي إن السجل المدني هو نظام لتدوين واقعات الأحوال المدنية استناداً للوثائق وترتيبها في سجل الواقعات حيث يهدف السجل المدني لإنشاء قاعدة معلومات متخصصة وذات موثوقيه باستخدام إحداث التقنيات والنظم في حفظ ومعالجة واسترجاع البيانات وإنشاء شبكة اتصالات مؤمنه وذات كفاءة عالية تمكن جميع أجهزة الدولة من الاستفادة منها كل حسب حاجته والسجل المدني هو صمام أمان الدولة وعمودها الفقري الذي تبني عليه السياسات الاقتصادية والأمنية والتعليمية والصحية فلا نتوقع أن تفلح خطه من غيره .
    يهدف نظام السجل المدني لضمان حقوق الإفراد من حيث الجنسية والتملك والتمتع بالحقوق السياسية والتوظيف والانتخاب والترشح وأي حقوق أخري . وكذلك لإنشاء قاعدة مركزية للمعلومات تتضمن بيانات عن الإنسان والحركة والعمل والأنشطة الأخرى ، وكذلك يهدف لتزويد أجهزه الدولة بالبيانات الإحصائية للاستفادة منها في وضع خطط التنمية في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها .
    كما يزود نظام السجل المدني الجهات المختصة ببيانات حركة المجتمع والهجرة الداخلية والخارجية وغيرها.
    وقد عرفت الدول منذ مئات السنين السجل المدني والرقم الوطني ، والقادم ألان لتلك الدول يمنح رقماً بمجرد وصوله مطاراتها.
    كاتب المقال يبدو علية الجهل التام باهمية التسجيل المدني و الرقم الوطني وما يمكن أن يحققه من فوائد للفرد والمجتمع كما انه يجهل تماماً طريقة الحصول علي الرقم الوطني التي جعلتها الإدارة أيسر ما تكون ووفرت لذلك المكاتب الثابتة والمتنقلة والمتجولة ووصلت كافة المواطنين في الخرطوم ألان في أماكن تواجدهم تسهيلاً وتبسيطاً للإجراءات .
    يبدو جلياً من خلال تناول الكاتب والعنوان الذي اختاره انه ولشئ في نفسه عبر كتابته المسيسه وغير المرشدة الطعن في أهم مشروع قومي استراتيجي يهدف لتوفير الخدمات للمواطن البسيط فبل أجهزه الدولة .
    تم ربط الرقم الوطني بالمعاملات المدنية وذلك لتسهيل الخدمات المقدمة للموطنين وسهولة انسيابها ويساهم ذلك مستقبلاً في إعداد سجلات الكترونية في كل المرافق خاصة بكل مواطن وهو مفهوم الحكومة الالكترونية
    ما ذهب إليه الكاتب أن الرقم الوطني القصد منه إقصاء أبناء الجنوب .. يجب أن يعلم الكاتب أن أبناء دولة الجنوب هم اليوم أجانب في السودان حيث انفصلت دولتهم وأصبحت كياناً منفصلاً ولديهم جنسيتهم وجوازهم ولا شأن لهم بما يحدث في دولة السودان إلا أن السجل المدني سيقوم مستقبلاً بإحصاء وحصر وتصنيف وتسجيل كل الأجانب ويمكن لمن وفق أوضاعه الهجرية من رعايا دولة جنوب السودان التسجيل والحصول علي(رقم أجنبي).
    نؤكد أن مشروع السجل المدني الهدف منه خدمة المواطن اولاً ولا إقصاء وإبعاد او عنصرية والتي أشار إليها الكاتب عن قصد قد نهى عنها الدين الإسلامي (دعوها أنها منتنة) إلا انه يؤد أن يُدخل أهداف سياسية في مشروع خدمي اقتصادي تنموي القصد منه إلحاق البلاد بركب الدول المتطورة المتقدمة الراقية التي تعتمد في خططها علي البيانات الرقمية الدقيقة والإحصاءات الموثوقه وليس بعبارة (تقريباً) التي تعودنا عليها .
    أن التصنيف القبلي أو المهني او العقدي مهم للشرطة وان كانت المعلومات المطلوبة غير ملزمة .. إلا أن أهميتها تأتي في إطار معرفه طبيعة المجتمع وحاجاتهم وطرق التعامل معهم حسب أماكن إقامتهم ..
    ولا نجد في ذلك حرج في أن ندرجه… فقد أورد اللورد دننج في كتابه الوسائل القانونية السليمة أن مجموعة في مقاطعة ولز هاجموا الشرطة في مظاهره صاخبة لمجرد أنهم علموا أن الإذاعة المحلية لن تستعمل لغة الولز .. وحجب لغتهم عن الإعلام فيه تجني علي قوميتهم وأصولهم ، أذا كان الاعتزاز بالقومية والقبلية شائع في ارقي المجتمعات فما بالك في السودان .
    وناسف إذا اطررنا إلي ربط المشروع بوسائل كثيرة لان نسبة التسجيل في الشرائح الضعيفة وغير المستنيرة هي الأقل .
    ويجب أن نذكر أن نظام السجل المدني يجد دعماً من الأمم المتحدة ويرعاه في جميع الدول الإفريقية ودول العالم الثالث ، ممثله في مجلس حقوق الإنسان UNHCR وصندوق الأمم المتحدة للطفولة UNECF وكذلك المنظمات الإفريقية ممثله في الاتحاد الإفريقي AUC واللجنة الاقتصادية الإفريقية UNECA فهل تدعم تلك المنظمات مشروع يدعو ويعزز للعنصرية والجهويه ؟!!
    الآن فقط وجب علي كاتب المقال القراءة والاطلاع عن السجل المدني ومدي أهميته للدول والأفراد وكيف يتم تنفيذه وتجارب الدول وذلك متاح وسط الانترنت بدلاً عن إشاعة معلومات مغلوطة مضللة تدل عن فهم عقيم ورؤية ضبابية عدائية تجاه المواطن ورفعته وتقدمة ..
    إننا علي استعداد أن نرحب بجميع الاستفسارات واستقبال كاتب المقال لكي يرى ويسمع بنفسه عن أهمية المشروع ويدرك ان البلاد تأخرت كثيراً في تطبيقه إذ بدأت وزارة الداخلية دراسة المشروع منذ العام 1968م في مؤتمر الهجرة الأول .
    ولكم الشكر والتقدير .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..