مقالات وآراء

انهيار تحالف “الفلاقنة” والفلول.!!

إسماعيل عبد الله

يحمد للباحث والمفكر السوداني عبد المنعم سليمان عطرون رئيس مركز دراسات السودان المعاصر ، أن نفض الغبار عن المصطلح “فلقناي” من غبار أرفف آثار التراث السلطاني ، للمالك القديمة التي نهضت وازدهرت على أرض دارفور ، المفردة التي يخطئ الكثيرون من أبناء هذا الجيل فينطقونها “فلنقاي”، والأصح “فلقناي” والأكثر صحة “فولكونجاي”، والتي تعني حامل الإبريق وماسح الجوخ وحارق البخور ، في قصور الملوك والسلاطين بدارفور القديمة ، ولقد جسّد قادة الحركات المسلحة المساندين لجيش الاخوان المسلمين ، دور “الفلقناي” في ابهى تجلياته ، فحملوا الأباريق للجنرالات الذين أذاقوا أهلهم ومجتمعاتهم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ، في حالة سيكولوجية وجب على علماء النفس والاجتماع بحثها بكل جدية ، حالة فاقت متلازمة استوكهولم – عشق الضحية للتعذيب الذي يمارسه عليها قاهرها ، وتجاوزت هذه الحالة العصيبة ما لحق بدجاجة ستالين ، تلك الدجاجة التجربة التي قدمها ستالين لجنده ، مثبتاً لهم بالدليل القاطع أن المقهور لابد وأن يستجيب لقاهره في آخر المطاف ، فقام ستالين بنتف ريش الدجاجة بكل عنف ، وقذفها بها على الأرض ، وما لبثت ان عادت إليه في استسلام كامل وهو يقدم لها حبات القمح ، ما قام به “فلاقنة” المشتركة “المرتزقة” من انبطاح تحت وطأ جنرالات جيش الاخوان ببورتسودان ، فاق حدود الوصف ، ولك أن تتصور زخم الحملات الإعلامية التي قادها القادة المشتركون هؤلاء قبل عشرين عاماً ، وكيف أوصلوا قوائم جنرالات جيش الاخوان للمحاكم الدولية ، والذين من بينهم السفّاح أحمد هرون مجرم الحرب المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية ، الذي يشارك قادة الحركات المسلحة نفس المركب اليوم ، هل تنازل المشتركون عن شرف الدارفورية المغتصبة من قبل جيش الاخوان في قرى الإقليم ، الذي يدّعون أنّهم يقومون على أمر تحريره.

الثقة منعدمة بين “الفلاقنة” والفلول بسبب التباعد الوجداني بين المشروعين – الاسلامو عروبي والافريقاني ، الاختلاف الفكري الكبير بينهما يحتم حدوث لحظة الانفجار ، والاستعلاء العرقي الفلولي الكامن في النفس المركزية ، لا يسمح بمنح الحارس والبواب والمرتزق والبائع لشرف أهله أكثر من فتات الموائد، والروح الانهزامية للجنود والضباط “الفلاقنة” لا تسمح باستمرار التحالف ، فالفلاقنة لا توجد لديهم دافعية قوية يقاتلون على اساها ، وقد يكون الدافع الوحيد للجندي “الفلقناي” بعض بقايا ترسبات عرقية ، ونزعات قبلية ماضية تسوقه للثأر من حدث وقر في صدره ، نتاج حرب طاحنة في تلك الأزمنة السابقة ، لذا نرى “فلاقنة” معارك الفاشر أكثر شراسة من “الفلاقنة” الآخرين ، الذين وضعوا تحت الظلال الشحيحة لأشجار النخيل على أرض غريبة لا تشبه أرضهم ، ومع مجتمعات ترمقهم بنظرات الاحتقار لمفهوم اجتماعي قديم ينشط الدونية فيهم ، فكل المتغيرات النفسية والبيئية والتضاريسية لا تخدم صمود هذا التحالف الهش ، الشبيه بخليط الماء والزيت ، والمثيل لمرج البحرين الذين يلتقيان لكن لا يبغيان ، فالبرزخ الفاصل بين الفلاقنة والفلول عميق ، وهو العامل الذي هدم مداميك الوحدة بين شمال وجنوب الوطن الحبيب ، فالفلول يعتبرون امتداداً طبيعياً لمشروعي الطيب مصطفى وعبدالرحيم حمدي ، اللذين قالاها صراحة لا يمكن أن نتعايش مع السرطان – جنوب السودان ، وفي إحدى شطحاته أفصح الخال الرئاسي آنذاك عن نظرته المجرّدة للفلاقنة حينما كانوا متمردين ، حين وصفهم بالصداع الذي هو أقل ألماً من السرطان هذه الانطباعات الشخصية لرموز دولة النهر والبحر (مثلث حمدي) ، هي الأجندة الحقيقية التي يعمل على تنفيذها الاخواني والشيوعي والجمهوري والانصاري والختمي ، ولا مكان للفلاقنة غير حمل الإبريق وبسط السجادة أمام الرمز الفلولي المركزي.

استخبارات جيش الحكم الثنائي – جيش الاخوان ، هادم ملذات الوطنيين الشرفاء منذ ثورة اللواء الأبيض ، تعمل الآن في شرق السودان على استنساخ “جنينة” أخرى بديار البجا ، فقد أصدرت التوجيهات لإشعال النعرة العرقية بين المكونات لطرد “المرتزقة” من ميناء السودان ، وخرج فلول الشرق المؤدلجون لتنفيذ الخطة (ج) ، القاضية بتضييق الوجود العسكري لقادة الحركات المسلحة وجيوشهم ، وكأنما كتب الله على هؤلاء “المرتزقة” أن يكونوا مشردين داخل وخارج وطنهم ، لقد قاتلوا مع القذافي فكسبوا العتاد الحربي لكنهم لم يحصلوا على أرض ، وناصروا الرئيس التشادي السابق في مواجهة المعارضة المسلحة، فرد عليهم بنكته الساخرة القائلة (العرس للعريس والفرح للمطاميس) ، ربما تلاحق أمراء الحرب هؤلاء لعنة سمنار ، الذي وبعد أن شيّد القصر بتر الملك يده ، لكنها عدالة السماء والقصاص من رب الكون ، فما فعله هؤلاء بأهلهم قبل أهل السودان لا تتحمله صفحات الكتب ، لقد أخرجوا مجتمعاتهم إلى المخيمات اللاجئة والنازحة ، وأسسوا الشركات العابرة للقارات بمال الارتزاق وبيع الدماء ، وها هي ارهاصات فشل اتفاق القط والفأر تبدو للعيان ، والسؤال البديهي : أين تذهب هذه الحركات المسلحة بعد أن تتلقى الضربة القاضية من ستالين؟، هل تقبل أن تتناول فتات حبات القمح على قلتها وهي ذليلة مهينة؟ ، أم أن قادتها سيسرّحون الجنود وضباط الصف ويهربوا ليعيشوا على ما ادّخروه من مال الارتزاق ، في بلدان الشرق الآسيوي البعيدة عن الأنظار؟.

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. سيسرّحون الجنود وضباط الصف ويهربوا ليعيشوا على ما ادّخروه من مال الارتزاق ، في بلدان الشرق الآسيوي البعيدة عن الأنظار!!!

    1. انت تكذب وتتحرى الكذب فهم ظلوا يدافعون عن السودان عشرات السنين ما في مجموعة مستعدة للتضحية مثلهم والتاريخ الحاضر شاهد على هذا لقد هرب الرشيد سعيد القحاطي من اول يوم للحرب بجوازه الفرنسي مع الخواجات كانه منهم هل مثل هذا مستعد للدفاع عن السودان ؟ كما هرب معظم القحاطة خارج السودان كل اهل اليسار ليس لهم استعداد للتضحية يستثمرون في هتاف الصبيان منذ عشرات السنين بينما الاسلاميين مستعدون للتضحية وقدموا الغالي والنفيس وقدموا فلذات الاكباد في حرب الجنوب والكاتب عنصري معروف بالعنصرية واكبر هارب واكبر جبان والايام بينكم والاسلاميين انت وهذا الكاتب العنصري …….

      1. القحاتة ليس بينهم عسكري عشان يقعد يحارب.
        قصدك لقد هرب الاف ضباط الكيزان والشرطة والجيش من اول يوم للحرب الى مصر وتركيا وغيرها.

  2. سيد اسماعيل مثل هذه المقالات والاراء والعنصرية المتخفية بين السطور تدفع الإنسان الي صفوف مؤيدي الحرب ومناصري خطابات الكراهية غصبا عنه،،،

  3. هذا مقال بغيض محشو بالتحريض واثارة النعرات العنصرية فياليت الكاتب لو فتح الله عليه ليرى بام عينيه كيف يستقبل اهل الشمال اخوتهم في الحركات المسلحة لادرك ان السودان بخير وان لا صوت يعلو على صوت الوطنية والاخاء بين جميع ابناء السودان

  4. “الاجندة الحقيقية التي يعمل على تنفيذها الإخواني والشوعي….. الخ” لكن لم تصدق في مقالك عندما اقحمت الختمي الجمهوري في هذه الاجندة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..