ليس إلاك ياشعبنا الجسور من مخلص….!!!

المشهد السياسي في بلادنا لاشئ يبعث الأمل،فقد جرت في مسرحه كثير من المشاهداالمقرفة المحبطة في أن واحد، والتي تجعل الشك يستسلل إلي قلبك بما يكون لليقين أقرب أن هذه الحكومة لا تريد لشعبها خيرا؟ فالحوار الذي طرحه النظام ومازال متمسكاً به لم يقدم له شئ من مطلوباته بل هنالك فئة بداخله تعمل علي تقويض صرح الحوار وإفراغه من محتواه، بحيث يزهد فيه الأحرار الذين رجحوا كفته علي غيره من خيارات متاحة حتي لا تتفكك عري الوطن…!! لكن الفئة التي تعرقل هذه المساعي تنشط دائما عندما تجد الكفة راجحة لصالح التحول الديمقراطي، فقد شهدت الفترة الماضية إعتقالات مكثفة للنشطاء المعارضين لا توجد مبررات مقنعة لها ،وقد طالت أحزاب كبرى بما فيها زعيم حزب الأمة وإمام الأنصار السيد الصادق المهدى والذي يعد من اكبر قادة المعارضه الذين يساندون الحوار وتغيير النظام سلمياً، إعتقال الصادق المهدي يعد صفعة قوية لمن ينشدون التغيير سلميا ولا أدري ماذا إستفادت الحكومة من ذلك غير التشكيك في صدق نواياها وجديتها في التوافق الوطني علي إخراج البلاد من حالتها الراهنة التي تدعو للإشفاق والخوف من بكرة.
لان البلاد كما هو معلوم تندفع إلي الهاويه بصورة حزينه مزهلة ولا أحد يفعل شئ .فالكل يتفرج والوطن يضيع من بين أيدي الجميع. والمواطن المسكين يطحنه الغلاء ويبلغ حاله من اليأس والضجر توقفه علي شفاء الإنتحار فمنهم من يبيع مدخراته ومنقولاته كي يقتات أو يتعالج ومنهم من يبيع أطرافه فالواقع أصبح مزري والناس يعيشون علي الكفاف, ولا أحد يضمض الجراح .
الحكومه تعقد آلآف المؤتمرات والجلسات الحواريه داخل السودان وخارجه لإيقاف الحرب وإحلال السلام ومثلها آلآف الجلسات والمؤتمرات واللقاءات للإرتقاء بالإقتصاد ولكن مخرجات كل هذا الجهد مزيداً من الحروب مزيداً من الإدانات الدولية مزيداً من التردى الإقتصادي .فالحروب تدور رحاها من مواطن الإنتاج والإنتاج يتوقف والناس تنزح نحو المدن لتأمن من خوف وإن أمنت من خوف فإنها لا تأمن من جوع..!! .
القوات المسلحة بين الحين والآخر تخرج علينا بيبانات أنها حررت منطقة كذا أو كذا ودحرت فلول ما يسمي بالجبهه الثورية وحركات دارفور في منطقة كذا لكن لا أحد يعلم شي عن ماهية هذه المناطق التي تقع تحت سيطرة حملة السلاح ؟ وكم عددها ومتي سيتم تحريرها ؟ وما هو الموقف العسكري الان للقوات المسلحه ؟ وهل تمتلك زمام المبادرة؟ وهل تستطيع تنويرنا عن ما يدور فعلا في مسارح العمليات؟
القوات المسلحة السودانيىة تظل صمام أمان وحدة تراب الوطن والثقة فيها متوفرة لكن كل يوم تتباعد الشقه بينها وبين الجماهير التي أيأستها مخرجات هذه الحروب التي ظلت تتغلب بين العمل العسكري الصرف وبين مفاوضات سلام شاقة حصادها مزيدا من الرهق للجماهير والانكسار للساسة.فالجماهير التي ظلت وفية لقواتها المسلحة وقد زودتها بمقتنياتها ودفعت بأبناءها ليمضوا شهداء في صفوفها تريدها ان تقصح بصورة جلية واضحة عن الوضع العسكري في مسارح العمليات لنقف علي الحقائق ونعرف متي ستطوي هذه الصفحة الكئيبة من تاريخنا المعاصر؟ فالحروب لازمت هذا النظام منذ مقدمه فقد تلاقت مصالح الأعداء في عداوته وظل الشعب هو السند الأوفي والمتحمل الاوحد لعبء كل ما يجري من دمار ونزوح وضغوط خارجية وتقاريرأممية وحقوقية تجرم فعل الجيش الوطني ثم تفرض عقوباتها الاقتصادية التي تزيد من مأساة أنسان السودان فقرا مدقعا في وطن حباه الله بكل شئ فالمياه تجري من تحته أنهارا تشق طريقها في مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة والمراعي الطبيعة والتي لو أستغليناها تكفينا إستهلاكا محليا وصادرا يدر عملات حرة تؤأهلنا لمصاف الدول الغنية.
النظام الحاكم علي ما يبدوا في وادي ونحن في وادي آخر فكل ما نراه ماثلا أمامنا وينذر بإنزلاق البلاد نحو حرب أهلية شاملة وواقع كارثي مؤسف لا يعتد به ولا يعترف ويجرجرنا لساحة إنتخابات2015م وكأنها غاية في حد ذاتها يريد أن يجدد لنفسه الشرعية عبرها متجاهلا رؤية القوى الوطنية التي تحاوره للتحول الديمقراطي سلميا وتلك التي إشترطت تهيئة المناخ للحوار بإلغاء القوانين المقيدة للحريات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإيقاف الحرب ثم تشكيل حكومة إنتقالية تشرف علي إنتخابات حرة شفافة نزيهة يكون علي يدها خلاص الوطن إلي بر الأمان
بكل صدق القوى الوطنية المعارضة تحتاج لهذه الفترة الإنتقالية لترتب صفوفها وتطرح برامجها وتتصل بعضويتها التي حرمت من الجلوس اليها لسنوات عجاف خلون من عمر الزمان، والجماهير تتطلع للإصلاح السياسي والإقتصادي بمحاربة الفساد والمحسوبية وكبح جماح الغلاء ،وهذا كله لايتأتي إلا بالإستجابة لمطلوبات التحول الديمقراطي وإلا فعلي الجماهير الغاضبة الثائرة قول كلمتها فليس إلاك يا شعبنا الجسور من يضع الإمور في نصابها إستجابة لنداء الضمير الوطني الحي.
أحمد بطران عبد القادر
[email][email protected][/email]