المنوعات

الحب في توتي .. الوضع الاقتصادي يجبر العشاق على موائد الشطة بالمنقة والبامبي

الخرطوم : الراكوبة

سرق الفقرُ من السودانيون فرحة احتفاء العشاق، خاصة طلاب الجامعات، وأصبح الغالبية لا يتلقون أي دعوة للذهاب إلى مطعم من أجل تناول وجبة مع الحبيب، ويُحرمون حتى من احتساء العصائر في كافتريات وسط العاصمة الخرطوم.

ولجأ الكثير من العشاق إلى كبري توتي ليكون ملتقى الأحبة الأول، وتضج الحياة على طول الكبرى، حيث يتجمع العشاق ليجدوا متنفساً وهواءً عليلاً.

وجبات خفيفة

في سنة اقتصادية صعبة اتسمت بارتفاع أسعار كل المواد حتى الأساسية منها، صار هم غالبية طلاب وطالبات الجامعات تقليل الصرف لأجل مجابهة منصرفات العام الدراسي بدلاً من تقديم الهدايا رغم أنهم اعتادوا تذكر الأحباب بدبدوب أحمر أو علبة شوكولاتة، لكن تبدو سلة الغذاء أفضل هدية للعشاق.

واجبر الوضع الاقتصادي الحالي العشاق على موائد الشطة بالمنقة والبامبي، ووجدت هذه الوجبات رواجاً كبيراً في الشارع السوداني خلال الفترة الأخيرة، خاصة ‏وسط طلاب الجامعات، حيث تطلق عليها تسمية “طعام الفقراء”، باعتبار أنها تُشبع الجائعين وتغني عن وجبة كاملة في ظل الأزمة ‏الاقتصادية التي تضرب البلاد، لا سيما بعد تراجع أسعار الجنيه السوداني مقابل ارتفاع العملات الأجنبية وخاصة الدولار.

تجارة مربحة

في كبري توتي هناك مجموعات كبيرة من الباعة يقفون خلف عربات خشبية صغيرة ‏أسندت بإطارات صغيرة وضعت عليها كمية كبيرة من المانجو الخضراء بأشكالها وأحجامها المختلفة. وعلى زاوية من تلك “التربيزة” الخشبية، يوضع إناء بلاستيكي كبير بداخله مزيج من الشطة التي خلطت بالليمون والماء والفول السوداني ‏المطحون، وهو ما يعرف محلياً بـ “الشطة بالدكوة”، كما توجد وجبات البامبي السريعة.

يقول الرشيد محمد – صاحب محلات بكبري توتي لـ (الراكوبة) إن بيع المانجو الخضراء بالشطة والبامبي، يعتبر عملاً مربحاً بالنظر إلى زيادة مستهلكيه بشكل يومي.

ويضيف : في البدء كان الزبائن من طلاب الجامعات، والآن تمددوا إلى فئات مختلفة.

بدائل أخرى

ليست المانجو بالشطة والبامبي هي الوجبات الوحيدة التي تسد رمق الكثيرين، فهناك وجبة “التبش بالشطة”.

و”التبش” هو أحد أنواع القرعيات يزرع في السودان وكان يباع في المدارس ويقدم عليه ‏الطلبة باعتباره وجبة مشبعة أيضاً.

يضع أصحاب المحلات الملح في إناء، فضلاً عن مجموعة أكياس تستخدم في بيع المانجو، فما إن يختار المشتري المانجو التي يريد حتى يتم تقطيعها في شكل شرائح ووضعها في الكيس مع قليل من الشطة أو الملح ‏حسب الرغبة، وذلك مقابل مبلغ مادي يراوح بين (200 إلى 300) جنيهات، حسب نوع وحجم المانجو.

وإلى جانب كبري توتي لا تكاد تخلو جامعة في الخرطوم ومواقف المواصلات العامة من تواجد بائعة هذه الوجبات.

يقول الصادق فضل – صاحب محلات بالقرب من قاعة الصداقة – لـ (الراكوبة) أنه عادة يبتاع كرتونة من المانجو الخضراء ليصل سعرها إلى ما بين (15) ألف جنيه ويحقق ربحاً في ‏اليوم يصل إلى (10) ألف.

ويضيف : نادراً ما يفشل في بيع كل الكمية، مشيراً إلى أن المانجو غير الناضجة أصبحت حالياً أعلى سعراً ‏من الناضجة، بسبب الإقبال الكبير عليها.

ويؤكد أن أسعار المانجو بالشطة زهيدة ويرتفع سعرها وفق حجمها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..