أخبار السودان

شفافية الفوضى .. وثقافة الإعتذار ..وعودة الإمام الجديدة !

شفافية الفوضى .. وثقافة الإعتذار ..وعودة الإمام الجديدة !

[CENTER][/CENTER]

واحدة من أزماتنا الوطنية والسياسية المرتبطة بفشل الحكم الديمقراطي في العهود السابقة أننا لم نحسن إدارة ذلك الإستحقاق الشعبي تجردا من حالة الإستقطاب الحزبي والطائفي بالقدر الذي مكن القبضة العسكرية من استغلال تعجل بعض القوى العقائدية نحوموائد الحكم كمطية للوثوب الى سدة السلطة والإنقضاض على تلك الديمقراطية الهشة البناء لتفتيت حوائطها تذرعا بجنوحها نحو الفوضى و الفساد والمحسوبية غير مرة لتقع ذات القوى الساطية بفرعيها المدني والعسكرى فيما هو أسواء ممارسة وأكثر كارثية من فوضى الديمقراطية التي يكون فيها الغسيل القذر منشوراً على حبال المشهد الإعلامي والصحفي العام بشفافية كان من الممكن أن تتطور الى وعي جمعي يقود الى تبدل ذلك النهج من فوضي مدمرة الى أخرى خلاقة !
وتظل تلك الديمقراطيات المؤودة على إعتلال صحتها هي الأكثر قابلية لذلك التطور على خلاف فوضى النظم الشمولية التي تحتكر الحكم لفئة بعينها إقصاءً للأغلبية الساحقة من الفعاليات الاخرى لانها تتحكم في مجريات الأمور بقوة عين لا تقبل مبدأ المحاسبة أوالنقد لإحساسها بأن ذلك من حقها دون أن يتصدى لها منازع أو يطلب منها الشعب ممارسة ثقافةالإعتذار عن الأخطاء التي تعتبرها تجريب يمكن جبه بتقية القفز الى الغد لردمه في ماضيه بدلا عن الإستفاده منه في اصلاح الذات !
الإمام الصادق الذي يعود بالسلامةإن شاء الله للوطن بعد هجرة دامت العامين هو أحد أركان ديمقراطيتنا المنقوصة..ولئن وجدنا له العذر لقصر فترات حكمه في فشله المتكرر كحاكم منتخب شرعيا لكننا لا يمكن أن نتجاوز عن مسئؤليته في محاولات تسليم لحيته لحلاقي الديكتاتوريات التي إنتزعت منه تلك الشريعة في أكثر من ليل.. غير أننا نقر بأنه لم يكن ينزع لشخصنة الأموروهوعلى قمة الجهازالتنفيذي أكثر من مرة .. فلم يصادر صحيفة هاجمته أو ينكل بفنان الكاريكاتير عزالذين وقد كانت ريشته بمثابة التيرمومتر لقياس درجة حرارة الطقس السياسي في تلك الأيام .. بل حينما أصدر الفنان الراحل مجموعة كاريكاتيراته الناقدة لحكم الرجل في كتيب أن كان أول المهنئين له هو السيد الصادق رغم ما تحتويه تلك الرسوم من سخرية لاذعة لم تكن بالطبع تستهدف شخصية الإمام في حد ذاتها وإنما كانت تعرية لمنظومة الحكم الذي لم يكن رجال أمنه يملكون الحق في دخول دار الصحف للرقابة القبلية أو مصادرتها من منافذ البيع بعدالطبع !
نعم كانت هناك فوضى ولكنها إيجابية الهرج والمرج بالقدر الذي يفتح فجوة كبيرة في مسامع الناس و تجعل عيونهم ماثلة أمام ما يحدث بشفافية لو أنها دعمت بنشر ثقافة الإعتذار عن أخطاء الممارسة لكان من الممكن أن ينجم عنها تطور في الإتجاه الصحيح لديمقراطيتنا المسروقة في غفلة مؤتمنيها و أهمهم الإمام الذي يعود اليوم وهو في سن يفترض أنها جللت بحكمة التجارب في التعاطي مع الحياة السياسية حاكما بلا بوصلة دقيقة تقوده الى الإتجاهات الصحيحة أومعارض يتأرجح مابين الشدة المتقطعة واللين المتواصل .. فهل يعتذر ثم يعتزل بعد أن يعيد اللحمة لحزبه الذي شقه الى حزبين قديما وتفتت في حديث عهده الى جزئيات قد لا ترى بالعين المجردة.. لان فاقد المؤسسية الحزبية لا يمكن أن ينجح في الإصلاح العام مهما بلغت درجة التفويض الشعبي له ذروتها !
فمرحبا به في الساحة من جديد التي يعرض فيها الان الأقزام وشذاذ الآفاق بسيوف الخشب ومنهم إبنه الذي باع القضية في سوق الإنكسار .. بعدأن رحل عنها العظام الذين لا نعفيهم من عدم إحسانهم لإستغلال تلك الفوضى لجعلها خلاقة في ترتيب أوراقنا الوطنية التي تبعثرت من بعدهم في رياح هوجا لاتهدأ في اشعالها لحرائق الخراب والدمار المكاني والبشري .. سامحهم الله و أنزل عليهم شأبيب الرحمة وأنزل مطر الغفران على مراقدهم جميعا.

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. فمرحبا به في الساحة من جديد التي يعرض فيها الان الأقزام وشذاذ الآفاق بسيوف الخشب ومنهم إبنه الذي باع القضية في سوق الإنكسار

    أنظر لهذه اللوحة الناطقة وتأملها جيدا تجد من بين هؤلاء من وصفهم حسين خوجلي حين قال: واحد تلقاه معلم ابتدائي كارب عميمتو يقول ليك أنا أمين أمانة المابعرفو شون داك.

    ( راجع الفيديو على اليوتيوب )

    مع احترامي للمعلمين وأنزههم عن قول هذا الخوجلي.

  2. فوضنا أمرنا لله .. وفي إنتظار عزرائيل بعد أن تعزز جودو تعزز الليمون!!.

    لكُل أمرٍ إذا ما تم نقصان..

  3. فمرحبا به في الساحة من جديد التي يعرض فيها الان الأقزام وشذاذ الآفاق بسيوف الخشب ومنهم إبنه الذي باع القضية في سوق الإنكسار

    أنظر لهذه اللوحة الناطقة وتأملها جيدا تجد من بين هؤلاء من وصفهم حسين خوجلي حين قال: واحد تلقاه معلم ابتدائي كارب عميمتو يقول ليك أنا أمين أمانة المابعرفو شون داك.

    ( راجع الفيديو على اليوتيوب )

    مع احترامي للمعلمين وأنزههم عن قول هذا الخوجلي.

  4. فوضنا أمرنا لله .. وفي إنتظار عزرائيل بعد أن تعزز جودو تعزز الليمون!!.

    لكُل أمرٍ إذا ما تم نقصان..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..