لا يا سعادتك.. السلطات ثقيلة الفهم..!

* قرأتُ حديثاً لا يخلو من الخيال “الرومانسي” لأحد قادة الشرطة، وفيه من العقلانية شق لا نغفله.. فقد تحدث مدير شرطة ولاية الخرطوم، عن الاحتجاجات المطلبية التي اندلعت في العاصمة مؤخراً، وستستمر تقدح جذوتها بأسباب الغبن والظلم لا غير.. خصوصاً وأن السلطة “المعروفة!” لا تعطي الناس سوى “الوهم”.. ولا يثقون في شيء أكثر من مطامعها على حساب حياتهم وعرقهم..!
* أظن أن حديث المدير ينحو باتجاه مشكلات الأراضي في العاصمة بين المواطنين والسلطة.. وحسناً أن ينصب هذا الحديث بحرص الشرطة على عدم تعطيل مصالح الناس بإغلاق الشوارع من قبل المتظاهرين.. لكن أن يتخذ المواطنون الأساليب الحضارية في التعبير عن مطالبهم فذلك مرتبط بمدى تفهم “السلطة” لمعنى هذه الحضارية “أيّاً كان!!”..
على المدى الطويل ظل “النظام” يسد مسامعه عن مشاكل الناس وصرخات ظلمهم “دون حضارية!”.. فلا ينتبه لهم إلاّ حين يغلقون الشوارع، ويحصبونه بالحجارة..! متى كان النظام حضارياً وموفق الخطوة في حل كثير من المعضلات “الخفيفة” ناهيكم عن الثقيلة..؟! فحين تتعلق الأمور بمواطنين محصورين في مكان معين داخل العاصمة، ذلك يعني يسر المخرج للسلطات ــ حسب محدودية المشكلة بأشخاصها.. فنزاعات الأراضي تأخذ من السلطات والمواطنين زمناً باهظ التكاليف؛ كأنها “نزاعات دولية!” ولا أظن أن حكومة واعية في هذا الكون تغلق سبل التفاهمات والثقة والاحترام بينها وبين المواطن مثلما تفعل هذه “الحكومة”..! إذ تلجأ دائماً لما هو متاح لديها وسهل “الظلم والقمع” بينما تعلم الشرطة ــ بقادتها ــ أن ورطتها كورطة المواطن، وإن اختلف العمق.. فهي أحياناً مظلومة بهذا الانسداد السياسي والإداري الذي يزج بها في الدروب المشتعلة، ولن تجد مهرباً من القيام بدورها تجاه حفظ “النظام”.. إذ لا يعنيها صلب الأزمة بأيّ حال، إنما دورها أن “تتصلب” حيثما كانت جماهير الغضب..!
* مدير شرطة ولاية الخرطوم يقدم رؤية لا غبار عليها، وهي ليست مبتكرة أو جديدة، لكنها تذكّر “المظلوم” بعدم اللجوء للعنف، بل اللجوء لتسليم مذكرات للشرطة، وسيصل صوت الاحتجاجات والمطالبات من خلالها لـ”الجهات العليا”..!
* ألا يعلم السيد المدير أن بركان الغضب في أصله نابع من حمم “الجهات العليا” الثقيلة الإدراك لمطالب الشعب؟! إذن ما الذي يقي “الأسفلت” من الاشتعال إذا كانت آذان الولاة “وقرت”.. وفي قلوبهم أكنّة عازلة “للأنين”..!!
* إذا كانت السلطة لا تستطيع تقديم دفوعات “تركب الرأس!!” في كثير من جرائمها؛ كيف تتوفر فيها الثقة؟!!
* ليت العبء يتخفف على الشرطة بمعالجة أمور المواطنين “المطلبية” بعيداً عنها، لتتفرغ لمكافحة المخدرات وجرائم السرقة والاتجار بالبشر والإرهاب…!
أعوذ بالله
ـــــــــــــــــــــــــ
الأخبار ــ الخميس
[email][email protected][/email]
وراء كل جريمة نظامي
انصج اهلك وصلح بيتك يا سعادتك
أحسنت يا أستاذ وقدمت الحلول الواقعية للشرطة ، لكن أخشى ان على الشرطة أن تكافح الإرهاب المتجذر في معظم كوادرها العاملة اولا
وراء كل جريمة نظامي
انصج اهلك وصلح بيتك يا سعادتك
أحسنت يا أستاذ وقدمت الحلول الواقعية للشرطة ، لكن أخشى ان على الشرطة أن تكافح الإرهاب المتجذر في معظم كوادرها العاملة اولا