مقالات وآراء سياسية

قصف مدن دارفور بالطيران انتقام جهوي

إسماعيل عبد الله

لقد قالها قائد جيش الفلول في مجلس عزاء الجنرال شاع الدين ، الذي قضى في مواجهة عسكرية مع قوات الدعم السريع في معركة تمبول ، قال لأهل الجنرال الهالك : سوف أأخذ بثأركم من مدن الجنينة ونيالا وزالنجي ، جاء قوله ذلك باعتبار هذه المدن حواضن اجتماعية لقوات الدعم السريع ، ورافد أساسي بالجند الأشاوس ، فبعد أن ارتكب الاخوان خطيئتهم الكبرى بإشعال حرب المدن المكتظة بالسكان ، دون أن يضعوا ما نسبته واحد بالمائة من احتمالية فشل خطتهم الحمقاء ، ولمّا لم يشأ المولى إنجاح تدبيرهم وتعرضوا للإزاحة من اكثر حاميات وفرق الجيش ، لجأوا لحشد المواطنين في الجزيرة وتمبول جهوياً رغم أن عدوهم مؤسسة وليس قبيلة أو جهة ، لكن فشل الكتائب الاخوانية المتدثرة برداء الجيش دفع كبار مخططي مشروعهم الفاشل لأن يشعلوها حرباً قبلية وجهوية ، ولما لم يستجب المواطنون الاستجابة الكبيرة لحملات الاستنفار ، استعان أشرار الاخوان بطيران جارة السوء في الانتقام من سكان الإقليم الذي ظل يرفد السودان بالرجال ، وهو حال العاجز والجبان المنهزم في ميدان الحرب فيلجأ للانتقام من المدنيين المحسوبين على عدوه الشرس صعب المراس ، الضغائن الجهوية والعرقية كامنة في أنفس جنرالات الجيش المختطف من الاخوان ، وقد قالوها صراحة وظلوا يرددونها على رؤوس الأشهاد ، كما قال “خاسر العصا” سنلاحقهم في حواضنهم وفرقانهم ، عاكساً التركيبة العرقية لقيادة الجيش ، التي أسهمت بشكل أساسي في استمرار الحروب الأهلية في السودان ، فجيش الفلول لم يخض حرباً ضد عدو خارجي طيلة سنين تأسيسه ، على العكس تماماً اصبح رهيناً لأجندة الجارة الشمالية ، وقد كشفت هذه الجارة الشريرة عن وجهها القبيح في هذه الحرب ، فجيش بمثل هذه المواقف ليس جدير بأن يذهب للثكنات بل الأجدى أن يحاكم قادته بجريمة الخيانة العظمى والعمالة لدولة أجنبية.

إن استهداف جنرالات جيش الاخوان لمدن دارفور وخاصة جنوبها ، دفع بالقيادات الأهلية لأن تعلنها دواية بأنها تقف مع قوات الدعم السريع في حربها الوجودية ، وفي حقيقة أمر مشروع جيش الاخوان العميل أنه وتحت قيادة ضباط يتبعون للتنظيم ، تربوا تحت منهجية أجهزة أمنية تنظر للمجتمعات السودانية من باب التفرقة العنصرية ، وتفعل في سبيل ذلك كل ما يستحي عنه إبليس من تمزيق النسيج الاجتماعي ، من أجل الحفاظ على الكرسي الموضوع على جماجم السودانيين لأكثر من ثمانية وستين سنة ، مؤسسة عسكرية بهذه المواصفات مصيرها أن تسحقها عجلات قطار المقهورين الذين تجرعوا سمها الزعاف على مدار تاريخ دويلة ستة وخمسين ، فكما يقول حكماء المجتمعات التي قصفها طيران الجهويين العنصريين الأغبياء ، إنّ الموت على تخوم المدن التي أتى منها جنرالات الجيش المختطف ، أعز من انتظار البراميل الواقعة على الرؤوس بأوامر “كباتن” مرتزقة أجانب شديدي بياض البشرة ، انكشف حالهم عندما تمكنت قوات الدعم السريع من اسقاطهم وطائرة موتهم المشؤومة ، قبل بضعة أسابيع ، فهذه الحرب كلما أراد لها مخططوها أن تنتقل لمرحلة أعقد كلما تكيفت قوات الدعم السريع مع المرحلة الجديدة ، وكلما خسرت قيادة جيش الفلول المعركة ، فمع إثارة خطاب الفصل العنصري الصارخ من فيه “خاسر العصا” ، تزداد الحشود القادمة من غرب البلاد لمناصرة جيش التحرير الوطني – قوات الدعم السريع وهذا بدوره سيساعد على تمدد قوات التحرير لتلتهم ولايات شرق وشمال السودان ، وبذلك تكون الحرب قد لحقت بيوت جنرالات الجيش الجهوي، وطالما أن شعارهم المرفوع سنلاحقهم في حواضنهم ، يكون الشعار المقابل سنلحق الهزائم بهم في عقر دارهم وداخل مدنهم (الحصينة).

لقد أعاد التاريخ نفسه ، فكما حرر أنصار الثورة المهدية السودان من دنس المستعمر والعملاء والخونة والجواسيس ، في كرري وشيكان وام دبيكرات والجزيرة أبا والخرطوم ، سيفعلها أحفاد كل من الخليفة عبد الله وعثمان دقنا ومحمد احمد المهدي ، فعلى مدى فترات حكم دولة ست وخمسين ، لم يتعافى السودان من أمراض العمالة المتوارثة من الأجداد الذين قدموا مع كتشنر باشا على ذات الباخرة الشهيرة ، فالقوم هم القوم ، والحر لا ينجب الا حراً مثله ، والعميل لا يلد الا جاسوساً فاجراً كفارا ، يجيد فنون بيع الوطن ورهنه للغزاة ، في المزادات العالمية دون أن ترتعد له شعرة ، واليوم يقاتل الشرفاء قتال الرجال للرجال ، بينما ينحو أبناء العملاء ليفتكوا بتماسك الكيانات الاجتماعية ، فجيش التحرير الوطني – قوات الدعم السريع  سيصل حلفا وحلايب والقلابات وطوكر وبورتسودان ، وسوف يبسط الأمن والأمان في ربوع الوطن الحبيب ، وهنالك أمر فاصل في حتمية نصر هذه القوات ، وهو التأييد السماوي والإنساني ، فكل المؤشرات الروحية والمنطقية تؤكد على هذه الحقيقة ، وما هيستيريا الفلول التي يثير غبارها العملاء والمرتزقة ، إلّا فرفرة مذبوح يكابد انسلال الروح من الجسد السقيم، ومن الفوارق الكبيرة بين جيش التحرير الوطني ومليشيا الاخوان ، ذلك المورد البشري العظيم الذي يغذي هذا الجيش الوطني ، بينما تستجدي مليشيا الاخوان المواطنين لينضموا الى صفها المهزوم ، ولا تجد الأذن الصاغية ، لانعدام المسوغ الأخلاقي لحربهم ضد رفاق الأمس ، فالنصر لا يتأتى للمعتدي مهما دلس وكذب وخان وتآمر ، وإن النصر المؤزر قادم وسوف يقتلع اخوان الشيطان وتوابعهم من أرض السودان اقتلاعا.

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. يبسط الدعم السريع الأمن والأمان.. هل انت في كامل وعيك؟؟ يهرب كل المواطنين من قراهم ومنهم حين دخول الهمج الرعاع الي ديارهم.. لعنة الله على الجنجويد الي يوم الدين.

  2. ياخي انت انسان ماخورة…بالدارجي كدا انت إنسان بلاعة تفيح منك رائحة العفانة ..
    عايزين تجيبوا لينا الديموقراطية بتاعت السرقة والقتل والاغتصاب.. دي اخلاقكم انتم الاشاوس كما تقول ولكن بقية السودان دخيله عليهم ..
    انت إنسان وسخان داخليا وخارجيا

  3. الدعم السريع ليست مؤسسة ولكنها قبيلة وقصف منبت الشر مهم وقبائل الشمال الان تسلحت ولكن يسكن أحدا منكم بينها بعد الآن بعد الذى رأوه منكم ..

  4. هو انتقام كيزاني من حواضنهم التاريخية ومنطقة دارفور التي خذلتهم والتي كانت مغلقة لهم وتمدهم بالبندقجية والامنجية المتعصبين للقيام بالاعمال القذرة واضهاد القوى المدنية والسياسية في السودان

  5. باختصار شديد جدا ايها الحاقد اسماعيل، لم ولن تستطيع ابدا أبدا ،لا سلما أو حربا، أن تتعافى و ترتاح من غبينتك وحقدك الذى تتلوى منه و مرضك العضال بالسهر والحمى من دونيتك المفرطة وكراهيتك السرمدية على أهل الشمال. ببساطة ستقتلك وتدفن بها ،كما هى كاملة ، كما قلتلت واسكنت القبر الملايين من امثالك.

  6. ايها الحاقد اسماعيل طيران الجيش يقصف أهداف الجنجويد وتقدم باحدثيات من الخليه الامنيه فى دارفور . وباذن الله المشتركه ستحرر دارفور من الجنجويد وتقزم . الجنجويد قتلوا عشره الف من المساليت فى غرب دارفور وقتلوا الوالى اسماعيل أبكر ومثلو بجثته فصمتت أحزاب البعثى السنهورى الامارتى والخطيب الشيوعي وتقزم واعلام الجنجويد الراكوابه والتغير وSky news . وهذا التعليق لن تنشره الراكوابه لأنها من اعلام الجنجويد والإمارات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..