مقالات سياسية

عودة الي تغيير العملة !

اسماعيل ادم محمد زين

سبق ان تناولت هذا الموضوع واعيد ما كتبت لننظر معا فيما يجري حاليا من تخبط وقد تم ما كان يخشاه الجميع من تغيير للعملة وهو للاسف قد حدث في الوقت الخطأ لتحقيق اهداف غير ما اعلن ، مثل اهدار الاموال التي لدي الدعم السريع! . وفي وقت يجب إلا يهدر فيه جنيها في موضع غير صحيح.
اضافة الي ان العالم يتجه لادخال العملة الافتراضية! مع العلم بان العملة الرقمية تم التداول فيها منذ فترة ، كما ان الصين تجري تجارب لادخال العملة الرقمية. ولعل من محاسن الحرب الماثلة ، بان المواطنين قد ادركوا اهمية العملة الافتراضية وذلك بتعاملهم في تحويل المال من يد لاخري دون ان يلمسوه أو ان يحسبوه! عبر استخدام تطبيقات بنكك وفوري … وبعضهم لخارج البلاد أو لاستلام عملات اجنبية بنظم مشابهة ، مثل موني قرام … وقد لا يعلم كثير من الناس بان المواطنين قد سبقوا الدولة في تحويل الاموال عبر الموبايل! وقد سبقوا كثير من الدول!
في تقديري لا فائدة من طباعة عملة جديدة. وقد يؤدي الأقدام علي ذلك الي التعجيل بنهاية الدولة! ولقد خبرنا القفز الي الامام في نكران الواقع البائس! ولكنها بهذا العمل فد تعجل بدخول الجنجويد الي الولايات الامنة مما سيؤدي الي انفراط عقد الامن ، والي مزيد من الكوارث!
دعونا نراجع معا وبشرح مبسط تجربة حمدي وصلاح كرار في تغيير لالعملة وفشلها! مع مقترح لادخال سبائك الذهب ، لامتصاص الكتلة النقدية وادخالها الي المصارف ولتعزيز قيمة الجنيه.
سبق ان ذكر حمدي في مبرراته لتغيير العملة ، خمسة اسباب وكانت اهدافا سعي لها ، ولكنها فشلت تماما . فقد ذكر :
1- زيادة حجم الكتلة النقدية تسببت في التضخم .. لذلك اراد ان يقلل حجمها الي 15 مليار .. بدلا من 20 مليار.
2- ذكر بان أكثر من 80% من الكتلة النقدية خارج النظام المصرفي ، وقد اسماه ، ”بيت الطاعة” لم يحسن اختيار الاسم .. اذ ان بيت الطاعة غير جاذب..
3- ذكر التهريب والمخدرات وغير ذلك .. وهي امور يستحيل القضاء عليها.
4-وجود حوالي 2 مليار جنيه في دول الجوار .. ويريد ان يقضي عليها ! وهو ايضا هدف لا يمكن ادراكه .. وجود العملة السودانية في دول الجوار ميزة ، كان من الواجب تعزيزها بتجارة الحدود وتبادل المصالح ، لتصبح حدودنا محمية بالناس هنا وفي الجوار بتداخلهم وتعارفهم…
اذكر وقد شاهدت صفوف المواطنين وكل منهم يحمل 5000جنيه ، وادركت بان تغيير العملة ان ينجح ولن تتواصل وهذا ما حدث ، فقد وجدت حكومة الانقاذ نقودا قديمة ، بديلا للنقود الجديدة! ولم ياتي اللصوص بجوالات الفلوس كما توقعوا. وقد اقدم أحد اللصوص علي شحن عددا من الناس وسلم كلنا منهم مبلغ 5000 جنيه وحام حول البنوك وبذلك استبدل كل امواله. لذلك ان تتمكن الحكومة من تحقيق اهدافها المعلنة وغير المعلنة. وكما يتوقع دعاة تغيير العملة حاليا ..
إن ارادت الحكومة أو البنوك ادخال اموال الناس فلتسعي الي ذلك عبر سياسات جيدة وذكية ، فلتبتدع وسائل ومنتجات جديدة , أو فلتاتي بما هو موجود في الدول الاخري.
وفي تقديري وقد اضحي السودان منتجا للذهب بكميات كبيرة ، فليستغل بعضا من الانتاج في انتاج سبائك من الذهب وبمختلف الاوزان ، من جرامين الي 50 جراما .. ومن عيار 21. وليتم ايداع السبائك لدي البنوك ، مقابل احتياطيها من الجنيهات لدي بنك السودان.
عندها ستتدخل الجنيهات والعملات الصعبة الي البنوك ومنها الي خزينة الدولة.
فوائد هذا المشروع لا حصر لها منها :
ادخال النقود الي النظام المصرفي.
وذلك باقبال المواطن علي شراء السبائك. ومع التحفيز ، يمكن للبنوك ان تقنع المشترين باستبقاء سبائكهم في البنك مقابل سلفيات وبحافز معقول. اضافة للزيادة المعتادة في سعر الذهب.
ايضا يمكن للمغتربين شراء السبائك لذويهم. بالعملات الصعبة. وبذلك لا نحتاج الي تصدير الذهب. وفي ذلك ضمانا للبنوك من الانهيار ، كما حدث ، لبنك الغرب ، ونيما وايفوري و… ايضا سنضمن الحفاظ علي مخزون البلاد من الذهب موزعا في كافة البنوك ولدي المواطنين .. مما لا يعرضه للضياع والنهب ، كما حدث للذهب الاسباني ولذهب القذافي. و… زيادة انتاج البلاد من الذهب ، وتعزيز قيمة الجنيه.
وأهم من ذلك تحريك عجلة الاقتصاد والانتاج.
ايضا علي من يتحدث حول حجم الكتلة النقدية , ان ياتي بمعادلة توضح الحجم المثالي لادارة اقتصاد البلاد.
ويمكن بمثال واحد ان اؤكد بان حجم الكتلة النقدية الحالية غير كاف لادارة اقتصاد البلاد. ولنحسب ، ان ارادت الدولة أو عبر سياساتها شراء انتاج الذهب وتشجيع الانتاج ، فقد يكون مستحيلا واحسبوا بتقديرات انتاج لحوالي 100 طن فقط .. كم نحتاج من نقود؟
100 طن × 1000كيلوجرام × 1000جرام × 30000000 جنيه للجرام الواحد.
ولكم ان تقدروا إذا اردنا شراء الذرة والقمح و… تعزيزا للانتاج ودعما للمزارع وتشجيعا له .. كم نحتاج؟
لذلك اقول بان حجم الكتلة النقدية الحالية غير كاف لادارة اقتصاد البلاد. وببساطة أكثر ، اذا جاء الآن مستثمر وهو يحمل مليار دولار اميركي ويريد ان يعمل في الزراعة في خلاء القضارف وهو يحتاج الي جنيهات كاش .. للصرف علي العمال والوقود وحركته … الخ، تري هل سيتم توفير ما يحتاجه من جنيهات؟
ومن المفارقات ، عند أزمة النقود التي اودت بالانقاذ ، دخلت احد البنوك وقد شاهدت مواطنا يحتج بانه يريد استبدال ما يحمل من عملة صعبة ولم يجدها ! .
واؤكد بان تغيير العملة سيكون عملا غير منتج ولا جدوي منه. لان كل الافتراضات التي ذكرت غير سليمة ، كما ان الاهداف غير واقعية .. اذ ان تزوير العملة لن يتوقف. اما حجم الكتلة النقدية فنعيد السؤال للمحافظ وغيره من المختصين حول المعادلة التي بها يتم حساب حجم النقود المطبوعة؟. وحتي الدولار الاميركي يتم تزويره ، كما تم تزوير عملة بريطانيا.
لقد قرانا قبل أيام اعلانات لشغر عددا من الوظائف المهمة مثل مدير الضرائب وغيرها! واعجب لم تركت هذه وظيفة محافظ بنك السودان ، لقد كان من الاجدر ان تعلن لشغرها باي شخص مؤهل ومن اي بلد في العالم وان يترك الاختيار لبيت خبرة اجنبية أو أحد الجامعات المهمة في العالم ، مثل هارفارد .. وقد اوكل اليها السيد/محمد فتحي ابراهيم ، المعروف بمو ابراهيم مهمة اختيار رئيس أكثر الحكومات الافريقية رشدا! ولا اخاله يرفض تولي هذه المهمة عبر مؤسسته لخدمة البلاد في هذا الوقت.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. يا استاذ اسماعيل اولا المال عند لصوص الدعم السريع والكيزان لذلك كان من الأفضل إلغاء جميع فيئات العملة وليبدأ الجميع من الصفر ويتم حرق كل العملات الموجودة في البنوك وطباعة عملة جديدة بعد نهاية الحرب لان الان فعليا لا توجد دولة حيث تعربد عصابات الجنجويد وكتائب البراء دون رادع وضاع الشعب المغلوب على أمره. لا بد من تأسيس الدولة من صفر حيشا وخدمة مدنية وكافة المؤسسات. ربما يرى البعض هذا الكلام من باب الشطحات لكنه الحقيقة المؤلمة كما يتم الان عن امتحانات الشهادة الثانوية ونعرف ان الكثير من الطلاب السابقين تم قبولهم منذ عشر سنوات ولم يتخرجوا حتى الآن ومنذ اندلاع الحرب لا توجد وظائف ولا توجد مدارس ولا جامعات اليس هذا من الهبل والهطل ان يعتقد اي احد عندنا دولة ونتكلم ان تغيير العملة وامتحانات الشهادة السودانية ورحم الله هاشم صديق الذي قال كنا حشود بتصارع عهد الظلم الشب موانع شب حواجز وذاك زمن لن يعود ولن يعود السودان كما كان لان العنصرية بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والرجرجرة وما أكثرهم انتشرت كالنار في الهشيم وما يجري الان في قرى الجزيرة للفلاحين البسطاء من تنكيل وتعذيب وقتل واغتصاب من قبل هؤلاء الحاقدين الهوام الطحالب الآدمية القادمون من وراء المعرفة. الان لا توجد دولة في السودان وكيف ذلك وعاصمتها في قبضة الجنحويد. لا بارك الله في الكيزان ولا الجنجويد كلهم اهانوا انسان السودان من أجل اشباع شهوتي البطن والفرج. فليذهب جميعهم إلى الجحيم.

  2. ما تنسي في ناس عندهم اموال منذ وقت بعيد…وحتي اصحاب المواشي لديهم اموال طائلة..اضافة للمغتربين وهم من يعتمد عليهم اهلهم حاليا في داخل البلاد وخارجها…لذلك لو عملوا بهذه الفكرة سبظلموا كل هؤلاء! و هم بيدهم السلطة ما تنسي هذا الأمر! يعني مافي طريقة لتنفيذ ما تقول به.كما ان الطرفين شركاء…والحرب من اجل السيطرة الكاملة…لذلك يبدو الأمر معقدا…
    تحياتي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..