سياسيو الصف الأول في منطقة أبيي، قادة أم سماسرة؟ (١-٣):
جوك ألور
تعتبر قضية أبيي من الملفات الساخنة التي استطاع حزب المؤتمر الوطني المخلوع التماطل في تنفيذها طيلة الفترة الإنتقالية حتى إعلان دولة جنوب السودان عقب إستفتاء شعبي إختار فيه الجنوبيون الإنفصال عن شمال السودان.
قبل إعلان دولة جنوب السودان تعمدت قيادة المؤتمر الوطني فرض سياسة وضع اليد على أبيي ،عليه قامت مليشياتها بإحتلال أبيي ونتج عن هذه الفعلة الشنيعة قتل أنفس بريئة ،نهب و تدمير ممتلكات الناس وتهجيرهم قسرا إلى مناطق جنوب كير.
إستطاع المؤتمر الوطني فرض إرادته بحيث إنشغل كل اللاعبين الإقليميين والدوليين بإنقاذ تقرير مصير شعوب جنوب السودان بحيث أن احتلال أبيي كان يفهم بأنه محاولة عرقلة إعلان الدولة. وقد ابتلع الجميع “الطعم ” حتى قيادات الحركة الشعبية من أبناء أبيي كانوا ضمن من اعتقدوا أن قضية أبيي شأن ثانوي مقارنة بقضية ومصير جنوب السودان. عليه هرع الأطراف إلى العاصمة الاثيوبية بهدف إنقاذ تقرير المصير بحيث وقعوا على إتفاق فطير آخر سمي بالترتيبات الإدارية و الأمنية المؤقتة لأبيي المعروف بإتفاق ٢٠ يونيو.
هذا الإتفاق كان بمثابة تحرير شهادة وفاة لبروتكول أبيي لتضم إلى سلسلة الاتفاقيات التي فرضتها قادة المؤتمر بغية فرض إعادة التفاوض غير المباشر على أبيي و تسجيل نقاط فشلوا في الحصول عليها أثناء المفاوضات في نيفاشا.فعندما رفض المؤتمر الوطني قرار لجنة الخبراء والذي كان بمثابة بداية الردة السياسية (Political Apostasy) لأن الاتفاق يقول بان قرار لجنة الخبراء سيكون ملزما على الأطراف (Final and binding on the parties). أستمر المؤتمر الوطني المخلوع في سياسة المماطلة وإخراج قضية أبيي عن مسارها حسب نصوص بروتكول أبيي وقد قبلت قيادة الحركة الشعبية الذهاب إلى لاهاي من اجل التحكيم لتحديد حدود منطقة عشائر نقوك التسع التي حولت إلى كرفان في عام ١٩٠٥ إبان الحكم الثنائي الإنجليزي المصري.
كل تلك الإتفاقيات التي فرضتها حكومة البشير على الحركة الشعبية والتي اسميته تكتيك تحوير مسار القضية (Derailment Strategm) نجحت تماما في حبس قضية أبيي في ادراج حكومة الكيزان ولعل الكل يذكر تلك المقولة الشهيرة لدكتور نافع علي نافع بان قضية أبيي في ثلاجة.
جاء تحكيم لاهاي غير منصفا بحيث استقطعت مساحات كبيرة من أراضي دينكا نقوك في الشمال و الشمال الشرقي بغية إرضاء حكومة السودان التي كانت تهدف إلى الحفاظ على مناطق إنتاج البترول ضمن حدودها لأنها كانت تضع في الإعتبار نتيجة الإستفتاء لتقرير المصير التي كانت محسومة سلفاً لصالح الإنفصال.
إن قيادة المؤتمر الوطني كانت تبني كل خطواتها إنطلاقا من معرفتها بموقف قيادة الحركة الشعبية بخصوص قضية أبيي والذي وصفه الدكتور دوغلاس جونسون آحد أعضاء لجنة الخبراء بآن أبيي ،منطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق كانت بمثابة فكرة ثانوية (After thoughts)بحيث أن التركيز الأساسي كان على حل قضية جنوب السودان بمعزل عن قضايا هذه المناطق الثلاث.
لقد فشل شريكي إتفاق السلام الشامل تفيذ اي من نصوص بروتكول أبيي حتى الإدارة في أبيي كانت يفترض ان يتم انتخابها إلا ان المؤتمر الوطني قاوم ذلك مما اجبرت الحركة الشعبية على قبول ما سميت بخارطة الطريق في عام ٢٠٠٨م بحيث أعطي مقعد نائب رئيس إدارية ابيي إلى آحد أبناء المسيرية وتلك هي الهفوة التي بنت عليها قادة المؤتمر الوطني فكرة الإدارة المشتركة أثناء المفاوضات في اديس ابابا في يونيو ٢٠١١م.
شعب أبيي شارك في كل الحروب من اجل تحرير جنوب السودان بدءا من حرب انيانيا الأولى في منتصف ستينيات القرن الماضي التي أثمرت عنها إتفاقية اديس أبابا في عام ١٩٧٢م حيث كسب جنوب السودان حكما ذاتيا بينما أعطي شعب أبيي حق تحديد إنتماءهم الجغرافي بين شمالي او جنوبي السودان وقد تقرر أن يتم ذلك عبر إستفتاء ،ومع إكتشاف البترول في مناطق التماس ،عرقلت حكومة الرئيس نميري قيام إستفتاء أبيي وقد آثرت حكومة الإقليم في جوبا الحفاظ على علاقاتها مع الخرطوم إلى أن تملص النميري عن اديس أبابا بكامله.
إن إستحقاق تقرير المصير هذا قد اكتسبه شعب أبيي عبر نضآلاته التي لا ينكرها إلا مكابر ، وكان مقررا أن يتم إستفتاء شعب أبيي بالتزامن مع تقرير مصير شعوب جنوب السودان إلا أن الحركة الشعبية رضخت لضغوط المؤتمر الوطني وقبلت مساومة إستفتاء أبيي التي يعتقد الكثيرون أنها حدثت بموافقة قادة الصف الاول من أبناء أبيي في الحركة الشعبية الذين اعتقدوا أن إعلان دولة جنوب السودان سيساعد في حل قضية أبيي، و لكن!
نواصل….
على ابناء منطقه ابييى من ابناء جنوب السودان ان يناضلو لاستعاده ارضهم ومن الضرورى ان تحرك حكومه دوله جنوب السودان الملف بسرعه ولا سيما ان السودان الشمالى قد يتقسم ويتفتت ——-واذا استولى العطاوة عرب الشتنات على ابييى ستشعل حرب طاحنه مع دوله جنوب السودان——-لعل التعجل فى تحقيق استقلال دوله جنوب السودان جعل قادة الحركه الشعبيه تجاهل ابييى واعتباره مشكله ثانويه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كلمناكم
عن
السياسة
كلكم
راعي
وكلكم
مسؤول
عن
رعايته
فأنا السياسي
مهم
عشان
بضبط
الايقاع
بس