رسوب جماعي..!

عثمان شبونة
* لا يمكن أن نحمِّل الطلاب وحدهم تلك النتيجة المتدنية في امتحانات الشهادة السودانية (2020م)؛ مع وجود عوامل خيبة مشتركة تجسدها البيئة غير المستقرة ما بين الأسرة والمدرسة.. وقبل ذلك ضعف وهوان السلطة المشهود الذي ينسف عوامل الإستقرار.. إذا وضعنا في الإعتبار مصيبة (كورونا) التي تخللت العام وكان لها مردودها على المستوى النفسي (غير الناقص أصلاً)! ولعل الفقر هو (بطل) التفاصيل والمؤثر النموذجي على كثير من الطلاب (الفاشلين الذين امتحنوا والناجحين الذين تسربوا من المدارس تبعاً للقهر المعيشي).
* رغم ذلك.. نسبة الرسوب الكبير هذا العام يجب أن تثير إهتمامنا وقلقنا؛ مع الأخذ في الإعتبار أنه مازال في المستقبل بقية متسعة للإجتهاد والعزيمة والفوز؛ فالرجاء معقود بتخطي هذه الحالة من الفشل والتي ظهرت في نسبة النجاح (55.9%)..!
* من اللافت في نتيجة امتحانات الشهادة السودانية (القسم الأكاديمي) لهذا العام؛ أن اللغة العربية ما تزال بحاجة إلى عناية مكثفة؛ إذ بلغت نسبة النجاح فيها (61%).. وكان الحال أفضل في اللغة الإنجليزية (77.1%) والتاريخ (78.9%) وحمل الجدول أعلى نسبتين بين جميع مواده (علوم الحاسوب 88.7% ــ الفنون والتصميم 89.6%) أما الجديد عندي (وأعتبره تقصير شخصي وعدم متابعة) أنني لأول مرة أعرف أن هنالك شيء اسمه (العلوم العسكرية)؛ حيث بلغت نسبة النجاح في هذه المادة (30%) فقط؛ وهذا الرسوب في رأيي مؤشر جيد (الرقم أبلغ من التعليق عليه)!!
* على العموم؛ فإن الجدول مكتملاً بالنِّسب المبيّنة تجاه الـ(20) مادة التي حملها؛ يمكن البناء عليه لدى المهتمين من ملاحظات وتحليلات.. هذا الجدول يعزز لدينا (الخوف) بأن يصل تدهورنا في المجال الأكاديمي إلى ما هو أدنى مما كان؛ إذا استمر الرسوب الآخر الجماعي للسلطة و(عسكرها) في إدارة البلاد.. هذا الرسوب ــ ببساطة ــ تنعكس آثاره وظلاله السالبة على مدارسنا و(نفسياتنا)!
أعوذ بالله
—
المواكب