أخبار السودان

دبلوماسية خارج السفارات ..

في منتصف سبعينيات القرن الماضي كانت العلاقة بين الولايات المتحدة والصين الشعبية أسواء من علاقة الماء والنار .. ولكن بضعة قفزات من عمالقة لعبة كرة السلة في البلدين أدت الى أن يتبادل رئيساهما قبلات التقارب التى انزلقت بعدها تايوان عدوة الصين الخارجة من رحمها عن مقعد مجلس الأمن لتجلس عليه بكين كدولة تتمتع بحق النقض !
فيما لم تحقق زيارات وفودنا التي قادها رجل الأعمال عصام الشيخ أي تقدم يذكر في إذابة لحام البوابات التي تحول دون أن تكون علاقتنا مع ماما أمريكا مثلها مثل بقية الدول التي تتعاطي مع بعضها في الأضواء و من فوق الطاولة .. والسبب ان تلك الوفود التي ضمت رجال من الطرق الصوفية ومكونات اجتماعية أخرى .. انها قد اقتفت ذات الدرب التقليدي الذي يسلكه مسئؤلينا الذين يعودون بخفي حنين المعبأتين بهتاف السخط من أبناء الجالية هناك الى جانب الفشل الذريع في فتح قنوات تعود عبرها تلك المياه الراكدة الى جريانها في شرايين التواصل الطبيعي بين البلدين غير الشقيقين !
ولو أن السيد عصام قد دعا الأمريكان على المستوى الشعبي بالمقابل لحضور سباق للهجن في باديته الواسعة ومن ثم أقام في حضورهم حلقات ذكر صوفية مشوقة لهم و حفلات لفرق الفنون الشعبية والبالمبو لكان أثرها اكبر بكثير في ردة الفعل الإيجابي أمام الإنتظار الطويل عند الأبواب الموصدة من أجل مقابلة المسئؤلين الأمريكان أو حتى أعضاء الكونجرس الذين يملكون حق مقابلة من يشاءون لقاءه مالم يكن ذلك يطعن في هيبة اللوبي الصهيوني الحاكم للمزاج الأمريكي الرسمي !
لسنا هنا نمجد لأهمية العلاقة مع أمريكا في حد ذاتها ولكن من حقنا أن نحلم بأن يحكمنا من يفتح لنا دروب العلاقات الطيبة بندية وكرامة مع كل دول العالم على مبادي تبادل المصالح وليس استعداء الآخرين على وهم المبادي التي داس عليها أصحابها بعد أن أدمنوا معاقرة المصالح الذاتية على حساب تلك المبادي !
زيارة سيدة الغناء العربي الراحلة أم كلثوم للسودان و لغيره من الدول دعما للمجهود الحربي عقب نكسة حزيران 67 كانت موازية في نتائجها لمقررات قمة الثلاث لاءات بالخرطوم إن لم تكن قد تجاوزتها في جانبيها المادي والمعنوي !
الرئيس الراحل جعفر نميري كان في زيارة خاصة الى أروبا في بدايات بريق حكمه .. فتصادف وجوده في أحد المطاعم مع وجود الفنان العربي الراحل فريد الأطرش ..فلم يفوت الرجل الفرصة فوجه الدعوة للمغني الكبير مباشرة وهو رئيس البلاد شخصيا لإدراكة بأهمية الفن في ربط الشعوب ببعضها وكان أن جاء فريد للسودان محققا حلما لطالما راوده طويلا كما ذكر !
ولو صحت الرواية التي حملتها الصحف بالأمس عن زيارة المستر بيل جيتس مالك العالم الأسفيري الساحر ميكرو سفت و أغنى أثريا الدنيا الى بورتسودان للغطس في سحر الوانها المائية ومشاهدة نائب الرئيس السيد حسبو عبد الرحمن له في مطار المدينة من بعيد لبعيد.. إذ تثاقل كل منهما في الحركة نحو الآخر ولو لمجرد التحية !
فلعمري أن بيل قد فوت حقيقة فرصة مصافحة نائب الرئيس والتقاط صورة تذكارية معه .. كانت ستملاْ الفضاء ضجيجا واستغرابا من المتابعين لشبكات النت وهم يتساءلون .. بالله من هذا الغريب الذي يقف في اللقطة اياها مع هذا الزول السوداني..على وزن نكتة ذلك الظريف من عندنا الذي قال أنه كان يسير مع الرئيس كلينتون في قلب واشنطن فساله الناس من هذا الخواجة يا زول الذي يسير معك في الشارع !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من حقناأن نحلم بأن يحكمنا؟ هذه هي روح الإستعداد لقبول الدكتاتوريات و النظم الشمولية ما لم يحكم الشعب للشعب بالشعب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..