وصلني عدد من التعليقات على مقالي السابقين تتساءل إن كنت لا أرى سببا آخر للحرب في السودان غير ما جاء في المقالين حول سعي مركز رأس المال العالمي لفرض هيمنته على سيادة البلاد الوطنية.
وبالطبع إجابتي المباشرة هي كلا، رغم أن الدوائر الخارجية لها دور رئيسي إن لم يكن في إشعال الحرب ففي استمرارها وعدم توقفها. فكما كتبت من قبل، أعتقد أن هناك عدة دول، في النطاقين الإقليمي والعالمي، لا ترغب في توقف حرب السودان وتريدها أن تستمر لبعض الوقت. ودليلي على ذلك عدد من المؤشرات، منها استمرار تدفق الأسلحة بكثافة عبر دول في الإقليم، دون أي نية أو اتجاه وسط الدوائر العالمية ذات القدرة لحظر ذلك، مما يعني تشجيع استمرار القتال، وأن جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الدعم السريع، وكذلك جرائم القصف الجوي بطائرات القوات المسلحة والتي تطال المدنيين، لا تواجه برد الفعل المناسب من مراكز رأس المال العالمي. وأن هذه المراكز ظلت، في عدد من تقاريرها الرسمية، تتحدث عن أراضي السودان الحبلى بالمعادن الثمينة المطلوبة عالميا، ولكن ربما الأهم من ذلك تميزها بالخصوبة ووفرة المياه مما يجعلها من ضمن الحلول التي يعتمدها العالم للتغلب على أزمة الغذاء التي تضربه حاليا والتي ستصل القمة بحلول العام 2050. وذات التقارير توصف السودان بالدولة الفاشلة والتي تحتاج إلى إعادة تشكيل وإبدال، عبر الاستحواذ على أراضيها، ولو بالوكالة، لذلك فإن استمرار الحرب يعني استمرار الفشل مما يدفع بتفتت السودان إلى دويلات يسهل الهيمنة عليها. وأصلا يحتل السودان موقعا رئيسيا في مخطط إعادة تقسيم المنطقة على أساس مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي يسعى لاستخدام الفوضى الخلاقة كآلية رئيسية لتنفيذ هذا المشروع وإعادة تقسيم المنطقة، والسودان في مقدمتها، إلى دويلات دينية ومذهبية ضعيفة ومتصارعة. ويعزز من ذلك موقع السودان الجيوسياسي، والذي جعله في مرمى صراعات الموانئ والممرات المائية الدولية والإقليمية، كأمن البحر الأحمر وأمن وادي النيل، وفي متناول تداعيات الصراع العربي الإسرائيلي وسعي إسرائيل للتمدد إفريقيا. ومن الواضح أن استمرار الحرب واتساع رقعتها مستخدمة التهجير والنزوح القسري، وفي ظل غياب أي خطوات فعالة وملموسة من قبل المركز الرأسمالي الموحد لإيقافها، فيما عدا التصريحات والإدانات والرحلات المكوكية والمناشدات لطرفي القتال بوقف إطلاق النار، والعقوبات ذات التأثير الضعيف، كل ذلك يخدم هذا المخطط.
ظلت المشاحنات والاحتكاكات بين الطرفين، الصريح منها والمستتر، تتفاقم وتتبدى صراعا صريحا حول النفوذ والسلطة، وأخذ كل طرف يسعى للاستقواء بحلفائه
لكن كل هذا الحديث عن دور العوامل الخارجية في اندلاع حرب السودان واستمرارها لا ينفي ولا يتناقض مع مجموعة العوامل الداخلية التي كلها تسهم بهذا القدر أو ذاك في استمرار أوار الحرب، ومنها:
لا يمكن اختزال سبب الحرب في الخلاف حول ترتيبات دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية. فقيادة الطرفين رضعتا من ذات الثدي، وصنعتا معا تاريخا مشتركا في دارفور وفي حرب اليمن، وتاريخا آخر أثناء ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018 وما صاحبها من أحداث جسام، بدءا بما جرى في 11 و13 أبريل/نيسان 2019 ومرورا بمذبحة فض اعتصام ميدان القيادة العامة في 3 يونيو/حزيران 2019 وانقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، كما تتشاركان ذات العلاقة الخاصة مع حلفاء خارجيين، في الخليج العربي وفي شرق البحر الأبيض المتوسط. هذه السمات المشتركة، وغيرها كثر، كان من الممكن أن تجعل من الخلاف حول الترتيبات العسكرية أمرا يمكن معالجته بكل بسهولة، خاصة أن مسألة دمج القوات أصلا ليست بذلك التعقيد العصي على الحل. وعلى الرغم من ذلك، ظلت المشاحنات والاحتكاكات بين الطرفين، الصريح منها والمستتر، تتفاقم وتتبدى صراعا صريحا حول النفوذ والسلطة، وأخذ كل طرف يسعى للاستقواء بحلفائه. نشير إلى رفضنا لما ظلت تردده إحدى الدوائر الإقليمية في بدايات الفترة الانتقالية حول ضرورة حل الجيش السوداني باعتباره بؤرة للحركة الإسلامية وبناء جيش جديد أساسه قوات الدعم السريع.
وعلى عكس ما يروج له البعض من أحاديث مفخخة، فإن الحرب لم تندلع بسبب الخلافات حول الاتفاق الإطاري، وإنما اشتعلت لتحرقه ومعه مجمل العملية السياسية بصيغتها قبل الحرب، بل ولتصيب حراك الشارع بالشلل، تمهيدا لحرق ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018، وعودة تحالف الفساد والاستبداد إلى سدة الحكم، إما عبر عصابات الموت وكتم أنفاس الشعب، أو عبر عملية سياسية جديدة وفق صيغة «لا تستثني أحدا» في إشارة إلى حزب المؤتمر الوطني البائد.
صحيح أن فشل فترات الانتقال السابقة في السودان كان نتيجته انقلابات عسكرية، ولو بعد فترات ديمقراطية قصيرة فاشلة أيضا، ولكن كان واضحا أن الفشل في الفترة الانتقالية الأخيرة سيؤدي إلى نتائج تختلف نوعيا. فمنذ الإطاحة بالبشير والبلاد تعاني من حالة السيولة السياسية بسبب ما أصاب النخب السياسية من تشظ وتوهان وتخوين وعدم الاعتراف المتبادل بينها، وهو وضع ولغت فيه النخب حدا ظل يدفع الفترة الانتقالية بقوة نحو الفشل. وعند اقتران هذا الوضع بالنزاعات القبلية والعرقية الدامية المتفجرة في أنحاء البلاد المختلفة، وبالتوترات الناتجة من وجود عدة جيوش في البلاد، وبالاحتكاكات المتصاعدة بين قيادة الجيش السوداني وقيادة قوات الدعم السريع، فإن فشل الفترة الانتقالية لم يكتف هذه المرة باستدعاء الانقلاب العسكري، وإنما قذف بالبلاد في أتون الحرب المدمرة.
الحديث عن مسببات الحرب ليس ترفا نظريا، أو مجرد تمرين ذهني، وإنما ضرورة لبحث كيفية إيقافها. والصراع على السلطة، أو محاولات النظام البائد للعودة، هي من أسبابها الحقيقية، ولكن لا يمكن اختزال الأمر في هذه العوامل الداخلية وتجاهل أنها أيضا حرب ضد السيادة الوطنية وبهدف تقسيم السودان، كما ناقشنا في مقالينا السابقين. وإذا القوى المدنية تسعى فعلا للتوافق حول رؤية لوقف هذه الحرب، فأعتقد بضرورة انتباهها إلى هذه النقطة.
نقلاً عن القدس العربي
لكن يا دكتور حميدتى نفسه شهد يان الإطاري هو سبب الحرب، و واكد انه قد ذكر ذلك من قبيل التحذير فى منزل السفير السعودي. فبما أن حميدتى قد شهد بأن الإطاري هو سبب الحرب فنرجو شاكرين يا دكتور أن تفند لنا هذه الشهادة بما يقنع بالمنطق أن الإطاري ليس سبب الحرب،وليس كما ذكرت عرضا فى جملة مرسلة بلا تسبيب منطقى، أخذا فى الاعتبار دور الرباعية ، وهى جزء من قلب مركز الراسمالية العالمية، فى صنع الإطاري والدفع المستميت نحو التوقيع عليه . ولك منا كامل الاحترام
حقيقة النخب فاشلة وستظل فاشلة لان المختصر المفيد في امر النخب نظرتها لامر الحكم وامر البناء الوطني للسودان انه صراع وليس برامج لخدمة الوطن كأن الامر عندهم تشريف وليس تكليف الامر عندهم مصالحهم وليس مصالح الوطن الامر عندهم من معي فهو قديس ومن ليس معي فهو ابليس الامر عندهم انا الوحيد من يعرف مصلحة الوطن وفائدة المواطن وخصمي السياسي فقط يعرف مصلحته الخاصة وقس على ذلك لو …. لو اقتضى الامر اني افني خصمي السياسي بكل الوسائل فذلك مباح لاني باحث عن مصلحة عظمي للوطن وخصمي باحث عن مصلحته الخاصة
هذه هي العقول المتحكمة والباحثة عن ممارسة السياسة او الاطلاع باي دور بناء وطني في السودان فقل لي بالله كيف ينصلح حال السودان بمثل هذه العقول هذا الامر متوارث منذ استقلال السودان تاريخ السودان خلال ال 70 عام المنصرمة هو هذا الصراع ( بعيد الاستقلال كان الامر بعيد عن تاثيره على المشر.وعات التنمية وكان الصراع في المركز العاصمة الخرطوم لم يكن له كبير اثر لكنه الان اصبح موجود في كل بقعة من السودان تجده حتى في لجان مدارس القرى ومستشفياتها وحتى في المساجد تجد هذا الصراع المفنى في كافة مرافق ومؤسسات الدولة …….) …………….
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم …….. انتهى ………..
وكما يقول اطفال المدارس الابتدائية …”ديييشك” !!
اخونا دكتور الشفيع خضر يلمح في هذا المقال الي ان الغاغة دي كلها سببها مؤامرة من دوائر “رأس المال” العالمي …
والهدف من هذه المؤامرة هي تقسييم السودان الي دويلات ضعيفة حتي يسهل لهذه الدوائر نهب “خيرات” السودان !!
تاني رجعنا لنظرية المؤامرة وكنوز السودات الاسطورية التي يطمع علي بابا الخواجي في سرقتها من كهف علاء الدين ود الجودلية !!
ما هذا يادكتور الشفيع ؟؟!! أم هذه مقالات خاصة لعيون القارئ “العربي” فقط في القدس العربية وتضخيم متعمد لحرب السودان ورفعها لدرجة مركز المؤامرة الكونية الكبري !!
محن وعجائب وغرائب … تتوارد الي الذهن قصة القبة والفكي !!؟؟
وذات التقارير توصف السودان بالدولة الفاشلة والتي تحتاج إلى إعادة تشكيل وإبدال، عبر الاستحواذ على أراضيها، ولو بالوكالة،
الحرب أثبتت ان الشعب السوداني، فاقد الأهلية، لا يجي واحد يبربر بنقة السودانيين الانتو عارفنها، لانو اي حكم في اي شئ قايم على البينة. اتعس حاضر و اتعس جغرافيا و اتعس مجتمع انت اللي عايش فيهو الان، داير بينة أوضح من كدة ايها الساذج الجاري ورا عواطفك. لما شفت غوغاء لندن و هوام مدينة فيصل القاهرية، تأكد لي أن الشعب شعب غربة شعب تفكيره سطحى بدائي لا يصلح حتى لشعب الإنكا.
اجمل ما قرات يا انسان وطني ،، في بداية فترة حمدوك هذا الرجل العظيم ما يسميه البعض العمبلوق ، وتخرج مظاهرات الشتائم والخبز والبنزين ، وبعدها اجتماعات الموز والانقلاب ، سالت نفس هل يستحق هذا الشعب رجالا مثل حمدوك ،، ؟؟؟ خسارة فيكم حمدوك تستاهلو البرهان وحميدتي واي وضيع تافه سياتي لحكمنا
يا سيدي لا امبريالية ولا تأمر خارجي ولا جن احمر يستطيع أن يتغلغل ويسبب الضرر لبلد مستقر فيه تداول سلمي لسلطة فيها الشفافية والحرية والسلام والعدالة واحترام الآخر…..لا ترموا فشلكم علي عدو وهمي خارجي…
You are right
كان ما عارف ولا شايف دور الكيزان في إشعال هذه الحرب
تكون مصيبتك كبيرة ومصيبة السودان في مثقفيه أكبر
مشكلة السودان احتكار السلطة والثروة والسلاح من قبل جهات معينة تديرها وتشرف عليها موظفي استخبارات الرى المصري بالسودان واحتكار الوظايف كما حدث في تمرد السودان وسودنة الوظايف ومنها التمرد الاول في جنوب ، ولا يزال نفس العقلية تتصدر الساحة ، بعقلية قبلية جهوية متخلفة ولا ينظر لمصلحة بل مصالحهم الشخصية ، وليس لهم اي روح وطنية ، ويتعاملون كانهم صيادون في غابة . ويحاولون التضليل بقليل ما تعلموا من الكتيباتفي مقاعد التلقين الدراسي.
الحرب في السودان واااضحة سببها احتكار السلطة والسلاح والثروة من قبل القبايل الشمالية العنصرية الجهوية وسوء ادارة الموارد البشرية الطبيعية والمالية والمائية واحتكار الوظايف للعناصر الشمالية – نفس مشاكل تمرد جنوب ١٩٥٥م ،يعنى مشكلة داخلية سودانية ١٠٠٪?, ومن يقل غير ذلك فهو كاذب ويحاول الهرولة الي الامام دون بعد نظر واقعى .