معونات أميركيّة لجنوب السودان بـ108 مليون دولار

أسوشييتد برس، رويترز
ستقدم الولايات المتحدة 108 مليون دولار كمعونات طارئة لمواجهة الأزمة الغذائية في جنوب السودان.
وقالت مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض سوزان رايس إن شعب جنوب السودان يواجه أسوأ نقص في الطعام على مستوى العالم.
وألقت رايس باللائمة فيما يخص معاناة الشعب على عدم قدرة القادة هناك على تقديم مصالح الشعب على مصالحهم.
وقالت سوزان رايس في بيان “يعاني شعب جنوب السودان بسبب عجز زعماء جنوب السودان عن تقديم مصالح شعبهم على مصالحهم الشخصية. يجب أن ينهض الرئيس سلفا كير وريك مشار بمسؤولياتهم على الفور كي يمكن لأبناء جنوب السودان تجنب المزيد من المعاناة التي لا حاجة لها”.
وتأتي أموال المعونة الغذائية من هيئة المعونة الأميركية وإدارة وزارة الزراعة.
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة قدمت بالفعل أكثر من 456 مليون دولار على هيئة معونة إنسانية لجنوب السودان، لكن هناك حاجة للمزيد بسبب التهديد بوقوع مجاعة.
في السياق ذاته، حذر وفد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء من أن خطر المجاعة والتقارير عن واردات الأسلحة المتزايدة قد يجلبان ويلات جديدة لجنوب السودان وحث الوفد زعماء الطرفين المتحاربين هناك على حل خلافاتهما.
وقتل عشرة آلاف شخص على الأقل منذ تفجر قتال عنيف في ديسمبر/ كانون الأول بين قوات حكومة الرئيس سلفا كير ومؤيدي ريك مشار نائبه السابق ومنافسه السياسي.
وتقول وكالات المساعدات إن جنوب السودان قد يتجه إلى أسوأ مجاعة منذ منتصف الثمانينات عندما تفشت حالات سوء التعذية في شرق أفريقيا وأودت بحياة أكثر من مليون شخص مما يزيد من المشكلات التي تواجهها البلاد.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور للصحفيين “يلوح الآن في الأفق خطر شديد لحدوث مجاعة يخيم على هذه الزيارة”. وأضافت أن أكثر من 50 ألف طفل تقل أعمارهم عن الخامسة يواجهون خطر الموت في الأشهر القادمة بسبب سوء التغذية.
ومضت باور التي كانت ضمن مجموعة من السفراء في مجلس الأمن الدولي تزور جنوب السودان قائلة “علاوة على ذلك وكما تعرفون جميعا فإن القتل مستمر بالرغم من حقيقة أنه تم التوقيع على اتفاق لوقف العمليات القتالية”.
ولم يف الطرفان المتصارعان في جنوب السودان بالمهلة التي انتهت في 10 أغسطس/ آب لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية تمت الموافقة عليها في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار وقعاه في يناير/ كانون الثاني الماضي وانتهكه الطرفان.
وبالرغم من استمرار المحادثات في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا أفادت تقارير إعلامية أن حكومة جنوب السودان استوردت مجموعة متنوعة من الأسلحة من الصين.
وقالت باور “سمعنا عن تقارير مقلقة بأنه يجري جلب المزيد من الأسلحة إلى هذا البلد لتهيئة المسرح لجولة أخرى من المعارك عندما يبدأ موسم الجفاف”.
وأضافت “هذا أمر مزعج للغاية وكذلك يجب أن يتعامل كلا الطرفين بجدية مع جولة المحادثات التي تجرى الآن في أديس أبابا ويجب أن يكون هناك إحساس بالحاجة الملحة”.
ويدور القتال في البلد الذي حصل على الاستقلال عن السودان في 2011 وفقا لانقسامات عرقية عميقة بين قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.
وشرد العنف أكثر من مليون شخص وفر أكثر من 400 ألف من البلاد. وقال مسؤولون إن عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان تأوي حوالي 100 ألف مدني في قواعدها.
واجتمع وفد الأمم المتحدة مع أعضاء من حكومة كير اليوم الثلاثاء ومن المقرر أن يجتمع مع مقاتلين في وقت لاحق هذا الأسبوع. وقالت باور “سنتواصل أيضا مع ريك مشار ربما غدا (الأربعاء) وسننقل رسالة شديدة اللهجة إليه”.